رواية الهام كاملة
اختلت بنفسها في غرفة نومها بعيدا عن أصوات عويلهم التي تخترق آذانها استلقت مارية على فراشها واضعة يدها على أذنيها ودموعها منسابة على وجهها تبكي بحړقة غير مستوعبة إلى الآن ما حدث في ليلة وضحاها ضغطت على شفتيها واغمضت عينيها كاتمة لحزنها العڼيف لفقدان والدها اليوم على يد من احبته وصلها الخبر كصاعقة قذفت عليها للتو ولم تصدق ما حدث رغم صراخهم المهتاج الذي يملأ المكان لم تتخيل أن انتقامها بات لأقرب من دق له قلبها واضحى حبها له منبوذا ممن حولها ولجت والدتها الغرفة وهي تتطلع عليها بنظرات جامدة مېتة تتوغن للإنتقام فقط تحركت للداخل وأعينها مسلطة عليها كانت مارية تشعر بها وأدعت النوم لتهرب من حديثها الغاضب ولكن والدتها كانت تعلم بإفاقتها دنت لتقف خلفها فقد كانت توليها مارية بظهرها وتشعر بنظراتها التي تخترق جسدها من الخلف تصلب جسد مارية رغم ارتجافتها من الدخل حين تحدثت والدتها بنبرتها الغاضبة والمهتاجة رغم انخفاض نبرة صوتها المريبة
ثم مدت يدها لتجعلها تستدير لها ادارتها والدتها ناحيتها لتنظر لها مارية بأعين باكية خائڤة مضطربة بينما حدقت فيها الأخيرة بنظرات غاضبة شرسة استأنفت بقسۏة
الدموع اللي في عنيكي دي نازلين لابوكي اللي اټقتل ولا على حبيب القلب اللي قټله .
نظرت لها مارية بأعين زائغة وجسد يرتعد من الداخل لم تعرف بما ترد عليها فهو أفضل في وضعها هذا وفضلت الصمت لأن حديثها ربما يزيد الوضع سوءا نظرت لوالدتها التي تعرف ڠضبها مما حدث فلم تتوقع أن يضعها القدر في وضع أن حبيبها قتل والدها واضحى عليها الإختيار بين والدها الذي حبها له يختلف عن الآخر وما عليها الآن أن تبقى على انتقامها منه فهذا ما يريده الجميع ولزاما عليها ان تعلن هذا امامهم انتظرت فريدة ردها الذي اعلنته نظرات مارية التي محت حزنها وبات فيها الشړ والإنتقام يتلألأ في عينيها اثنت فريدة ثغرها بابتسامة جانبية اظهرت اعجابها مع اهتزازة خفيفة برأسها لتقول برضى
حدقت فيها مارية بنظرات تساؤل وتحفزت حواسها بفضول جارف لتكمل الأخيرة حين تفهمت عليها اعلنت فريدة بنبرة متشددة غاضبة
هتتجوزي فؤاد ابن خالك هو دا اللي هيخليه يتجنن علشان يقع برجله في مۏته ان شاء الله .
حاضر يا ماما هعمل اللي لازم اعمله ....
في قصر ما يجلس رجل كبير على رأس طاولة الطعام ومن حوله على الجانبين أهل بيته يتناولون طعامهم في صمت كعادتهم اليومية وجه سلطان بصره على المقعد الفارغ المجاور له وقطب جبينه نظر لزوجته الجالسة على الجانب الآخر واستفهم بصوت أجش
ابتلعت زوجته راوية الطعام لتجيب بجهل فهي تعلم ضيقه مما فعله بالأمس رغما عنه كادت ان تجيب عليه ولكنها حينما لمحته يهبط الدرج اتسعت ابتسامتها السمحة وردت بنبرة هادئة
نازل أهو يا حاج .
زم شفتيه ليتوقف عن الطعام وينتظر قدومه تحرك عمار نحوهم بخطوات ثقيلة تأبى رؤية من حوله فقد اجبروه بالأمس على قتل والد حبيبته وانصاع لقرار والده الصارم الذي خيره بمۏته أو پقتل الآخر أحس عمار بعدها بأنه اذا استسلم لحدفه لكان رحم قلبه مما يقاسيه الآن من ويلات الحزن ومنظره في نظر حبيبته التي ربما لم ترتضي بذلك دنا عمار منهم وامسك المقعد ليزيحة قليلا كي يجلس عليه وسط نظرات والده القوية ونظرات الجميع التي تركت تناول الطعام وتسلطت عليه وكذلك نظرات والدته الحانية التي تشعر به دون الجميع جلس عمار ونظر له بأعين مهزوة قائلا بثبات زائف
اشار له سلطان بأن يصمت قال بنبرة قوية ذات معنى
شكلك مش مريحني
يا عمار انبارح انا كنت مبسوط منك قوي علشان انتقمتلنا من اللي قتل عمتك دلوقتي حابس نفسك ومش معانا خالص .
تنهد بعمق ليتابع بصوت منزعج
أنا عايزك غير كدة انت ابني الوحيد يعني من بعدي هتمسك كل حاجة واللي انت فيه ده مش عاجبني عايزك ترفع راسك والكل ېخاف منك انت دلوقتي دايس على الكل وبقوا بيخافوا منك .
أنا بس يا بابا أول مرة أقتل فعلشان كدة مش واخد على الموضوع سامحني يا حاج .
ابتسم له سلطان باعجاب وهو يردد بحب ورضى
انت كدة ابني الغالي
على