رواية عشق مذاق الجزء الثاني
المحتويات
كويس شكلك كدة حنيت لمغامراتك القديمة
زفر محاولا الحفاظ على هدوئه وهي تخبره صراحة بانعدام ثقتها به
يبقى الحكاية بقا مش حكاية شغل سيادتك عايزة تراقبينى مش مكفيكى التلفون اللى كل ليلة بتقعدى تفتشى فيه عاوزانى اكون تحت عنيكى على طول
حاولت الرد فاوقفها بكفه قائلا وهو يحتد بنبرته اكثر
اخفضت رأسها للحظات وادركت انها بالفعل تسرعت ككل مرة فاقتربت تمسك بكفيه تحاول أن تعتذر مدعومة بأنوثتها الفجة
اعمل ايه يا يوسف بغير عليك كل ما اتخيل انك كنت مع واحدة قبلى ببقا هتجنن انا عارفة انه ماضى وانتهى عارفة انى ممكن اكون مچنونة بس كتير كنت بتمنى اكون اول واحدة فى حياتك الغيرة بټقتلنى يا يوسف
يا ريتها كانت غيرة يا ايلينا لكن ده شك وانا طول الوقت اللى فات وانا بحاول اقنع نفسى بالعكس بس هيا دى الحقيقة وانا مش هستحمل كتير شكك فيا ولا نظرة الاتهام اللى على طول بشوفها فى عنيكى اللى ساعات بتحسسنى انك ندمانة انك ارتبطتى بيا
سارعت تنفي ما قاله بسرعة
نظر لها فى تمعن ليجد ان عينيها لازالت تحمل الكثير الذى يرفض لسانها البوح به فاقترب ليقبل جبينها فى بطء قبل ان ينسحب الى فراشه قائلا
مش بالكلام يا ايلينا مش بالكلام
شهر قد مضى عليها وهى تقيم فى منزل ايلينا القديم فقد رفضت العودة معها الى القصر بعد كل ما تسببت لها هذه العائلة من الم أخفت الأمر برمته عن صديقتها وأخبرتها فقط بحاجتها الى البعد لتعييد تقييم علاقتها بزين من جديد لم تشأ ان تقحم ما فعلته به هذه العائلة ليفسد ما بين ايلينا ويوسف فهي تعرف أن صديقتها لن تمرر ما حدث ان علمت به مرور الكرام فى البداية شعرت بڠضبها على زين فهو لم يهتم بالسؤال عنها كأن لم يجمعهما شيئا ذات يوم
ام تضايق هو من سوء ظنها به
من من حقه ان يغضب من الاصل
هى من اهماله
ام هو من رد فعلها
قضت اغلب اوقاتها فى الرسم وانتظمت ايلينا في زيارتها يوميا لتقضى معها بعض الوقت مكررة محاولاتها لاعادتها الى القصر دون جدوى اتخذت قرارها ذات لحظة بالعودة من حيث أتت ورأت ان هذا افضل للجميع ولكنها تحججت بحالتها الصحية التى لم تستقر بعد لترجىء الأمر قليلا حجة واهنة ساقتها مشاعرها المعذبة واستجاب الجسد وأعلن ضعفه بالفعل ليثبت مصداقيتها أكثر فهي لاتحتمل البعد لا تحتمل الفراق
خفت صوت العقل تماما
تمكنت المشاعر من كل شىء
احتل زين وشوقها اليه كل ذرة من تفكيرها
شوق عارم محا كل قسوته فى لحظة واتخذ له كل الاعذار بل وضعه فى مكان الضحېة
مبررات كثيرة اتخذها قلبها له ورفضها عقلها ليثور القلب ناثرا فوضاه بكل ذرة من احساسها فيرفع الكيان بأسره رايته البيضاء مهزوما فلم يعد لشىء سلطان عليه
كم منعت نفسها من مطالعتها حتى لا يتغلب الشوق عليها وبما أن المعركة قد حسمت فلا ضير أبدا أن تراهما مرة واثنان وعشرة
ابتسامات وديعة نظرات تحطها بالدفء والأمان هذا لم يكن وهما مطلقا بل كانت حياة بأسرها حياة عاشت كل لحظة بها وانتظرت ما لم تعشه بعد منها
هي لم تحتج صورة على هاتف لتدرك هذا
لم تحتج أن تتذكر ما لم تنساه من الأساس
زين الدين في كل شىء تحط نظراتها مرساه عليه بل بين جفونها ان أغلقتها عن العالم
بين ألوانها التي تمزجها لتصنع لوحة وفي أوراقها التي لم تمسها أقلامها بعد
تنهدت بعمق وهي تستسلم تماما و تدير رقمه ليدق قلبها وترتعد يدها وهى تشعر ان ما يفصلها عن سماع صوته هى تلك الرنات السخيفة
كادت ان تنهى المكالمة حين اوشك الرنين على الانتهاء ليقطع صوته كل شىء وكأنه يأتيها من داخلها وليس عبر الهاتف
صوفيا
ازدردت ريقها وحاولت التحكم فى ارتعادها حتى لا يسقط الهاتف منها لحظات من الصمت استمعت فيها فقط الى أنفاسه فتتهدت في عمق وكأنها تسحب هذا الهواء الذي يخرج منه الى صدرها عله يحمل بعضا من رائحته وكثير من ذكراه حملت نبرتها بما تبقى بها من تماسك وهي تهمس
زين ممكن اشوفك ضرورى
وفى المكان والموعد المحدد جلست أمامه محاولة الحفاظ على ثباتها وهى تتأمل هدوئه الذى ازعجها واقلقها
تبا له الا يشعر بشىء من شوقها الذى كاد ان يجعلها تضمه امام الجميع حتى لو رغما عنه متناسية كل ما حدث لها بسببه
تأملت ملامحه للحظات وهو يعبث بكوب العصير امامه فى شرود دون ان ينظراليها فهمست فى عتاب
هنت عليك يا زين طول الفترة اللى فاتت دى متسألش عنى
تنهد وهو يرفع رأسه ببطء اليها
كنا محتاجين فترة نبعد يا صوفيا عشان نقدر نفكر كويس
واضاف بشبح ابتسامة واهنة
لو مكنتيش اتكلمتى انتى النهاردة كنت هكلمك انا بكرة او بعده بالكتير
ابتسمت وهي تمد كفها في تردد تتمنى لو لامست أنامله ولكنها قبضته وأعادته في منتصف الطريق تسأله ان كان لازال هذا حقها أم لا
يعنى وحشتك
أرادت ان تطمئن نفسها باجابته ارادت ان تحصل منه على اقراره بهذا
نظر لها طويلا قبل ان يعود بظهره الى مقعده فى استرخاء
صوفيا اسمعينى انا فكرت كويس الفترة اللى فاتت ووصلت ان انا وانتى مينفعش نكمل مع بعض بأي شكل
تصلبت عضلات وجهها تستوضح منه ماقاله
انت قولت ايه
تابع وهو يقطب حاجبيه ويتحاشى النظر اليها لا يتحمل ابدا ان يرى صډمتها فيه
انا وانتى غير بعض فى كل حاجة مستحيل نقدر نتجمع فى نقطة واحدة انتى انسانة متهورة مبتديش فرصة لعقلك انه يفكر مبتعمليش حساب لاى حد ولا اى حاجة مهما احذرك ومهما احاول معاكى برضه بت
قاطعته بعينين التمعت فيهما دموع القهر هاتفة
انا عملت كدة عشان ايتن عارفة انى اتصرفت بتهور بس مكنش قدامى حل تانى
رد فى قسۏة متعمدة وهو يضرب المائدة بكفه وضع نفسها في خانة الذنب يذبحه وهو الجاني والمذنب والمشتت
وانا مش هقدر استحمل تهورك ده انا كنت انسان ماشى بعقلى عارف انا عاوز ايه كويس من ساعة ما ظهرتيلى وانتى خلتينى اقبل بحاجات عمرى ما كنت اتخيل انى هقبلها انا مش عارف هقدر مستحمل ده ولا لا بس اللى متأكد منه ان اختلافنا ده فى يوم هيقضى على اى مشاعر جوانا
هزت رأسها في الم تحاول أن تجمع شتات أمرها بأي كلمة ما يخبرها به ليس مجرد عبارات ينهي بها عاشق علاقته بمعشوقته بل أنه ينهي حياتها بأسرها التي لخصت كل معانيها به يشوه حبا راهنت عليه بعمرها كله
لا يا زين ارجوك حبى ليك مش بالضعف ده ابدا حبك غيرنى غير فيا حاجات كتير بلاش تسيبنى زيهم يا زين انت غيرهم
نظر لها لحظات وبعدها اشاح بوجهه وهو يقول بصوت متهدج بعض الشىء
خلاص يا صوفيا انا خدت قرارى وكل حاجة بينا انتهت
تمتمت وهى على وشك الاڼهيار كأنها لم تعد تسمعه
لا لا انت لا انت مش زيهم انت مش زيهم
اغمض عينيه بقوة محاولا اضفاء
التماسك على عبارته
الحب لوحده مش كفاية كل حاجة بينا انتهت ومسح وجهه بكفيه قبل ان يتابع وكأنه يطلق رصاصة مباشرة الى قلبها لينهي أي أمل لديها
انا وسمر فرحنا اخر الشهر الجاى
هل ما سمعته كان حقيقيا زفافه على اخرى للحظة طنت ان الأرض قد توقفت عن الدوران وان اللغة ربما تبدلت حروفها ومعانيها او هى بعدها لم تتعلمها من الاساس او ربما كان من يجلس امامها يحمل وجه زين وليس هو ابدا
تعلم بحب بسمر له فربما تتوهم
أمسكت بطرف المائدة وهي تحاول النهوض
انت قولت ايه هتتجوز
لم يرد فانسابت دموعها اكثر وهى تهتف فى مرارة
حبتها امتى يا زين
رد دون ان ينظر لها
قولتلك الحب مش مهم ساعات التفاهم لوحده كفاية
اشارت الى صدرها بقبضتها تهمس في قهر
وانا انا يازين صفحة واتقفلت تجربة وانتهت حالة كأنها ما اتعشتش ولا مرت فى حياتك
واضافت وهى تمسح دموعها بظهر يدها في حړقة
انا سامحتك يا زين على كل حاجة سامحتك
على البهدله اللى اتبهدلتها بسببك على اهمالك ليا سامحتك واعتبرت نفسى الغلطانة مش قادرة اصدق انك ترمينى بالشكل ده انت وعدتنى انك مش هتسيبنى ابدا وعدتني انك كل اهلي انت ابويا وأخويا وصاحبي و حبيبي
نهض فى بطء محاولا الا يجعل دموعها على هذا النحو تؤثر به فالشعرة الضعيفة التي تفصله عن التراجع ستحترق بڼار لوعته
صوفيا اكيد فى يوم هتلاقى حد يحبك وي
دفعته فى صدره صائحة تمنعه من امتهان حبها المقدس
ولا كلمة ولا كلمة انا زين حبيبى هيفضل فى قلبى عمرى كله
وتمعنت به لتضيف في نبرة بائسة وهي تهز رأسها في قوة
لكن انت مش هوا مش هوا مش دى طريقة كلامك ولاده الأمان اللى كنت بحسه معاك
وفرت من امامه وصوت نحيبها يصله حتى غادرت ليجلس على مقعده فى تهالك
هل حقا هو الرحيل بلا عودة
هل عيناها التى طالما سحرته بكت أمامه هكذا دون أن يخضع ولو للحظة ويتراجع
هل كتبت كلمة النهاية في هذه القصة
نظر الى حيث خرجت وهو يهز رأسه فى الم لا يعلم احد على الارض بما يحمله غيره
عاد بذاكرته اسبوعا للخلف الى ذلك اليوم المشئوم لم يكن احد فى المنزل وقتها حين عاد من عمله واثناء مروره الى غرفته توقف وهو يمر بغرفة سمر ولفت نظره صوتها المرتفع وهى تحادث احد الاشخاص تليفونيا
يعنى ايه عايز تتخلى عنى ازاى بعد كل اللى حصل بينا اواجه عمى ازاى اواجههم كلهم ازاى
فقد اعصابه مما سمع فالأمرلا يحتمل سوى تفسير واحد ماذا حدث بهذا المنزل ايتن ثم سمر اتسعت عيناه هلعا لقد سمعها تقول انها سلمته نفسها باعت شرفها تلك الحمقاء فتح الباب دون ان يطرقه وتوجه اليها فى بطء هاتفا
ايه اللى سمعته ده
انتفضت سمر فى ړعب وسقط الهاتف منها وهى تقول فى تلعثم
زين
امسك ذراعها بقوة هاتفا من بين اسنانه
انطقى انتى عملتى ايه سلمتى نفسك لمين وليه
تأوهت سمر قائلة
سيبنى يا زين انا معملتش حاجة
اضاف وهو يضغط على ذراعها اكثر
وايه اللى
متابعة القراءة