رواية دعاء الفصول من 10-17
المحتويات
تماما لديها واختل توازنها وهى تحاول حمل الصندوق ولم تشعر إلا وهى تسقط من أعلى درجات السلم وفقدت الوعى.
الفصل الحادي عشر
وقفت عزة فى حضڼ والدتها تبكى بمرارة ولم تكن أمها بها من القوة ما يجعلها تخفف عنها كل ما استطاعت أن تفعله هو أن تدعو الله بقلبها ألا تكون عبير قد أصيبت بسوء أقترب عمرو منهما وقال لعزة بعتاب
مش كده يا عزة المفروض انت اللى تقوى مامتك وتخففى عنها
بكت عزة بقوة أكبر وهى تقول
مش قادره أمسك نفسى يا عمرو خاېفة على عبير أوى
أنتظر الجميع فى الخارج حتى خرج إليهم الطبيب وهو يحمل صور الأشعة وقد ظهرت على وجهه علامات البشرى وقال محاولا التخفيف من وقع كلماته
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ضړبت أمها على صدرها وشهقت وهى تقول
بنتى رجلها اتكسرت
ربتت عزة على كتفها وهى تكفكف دموعها قائلة
الحمد لله يا ماما انها جات على قد كده.. بيقولك العمود الفقرى كان ممكن يتأذى
تابع الطبيب قائلا
أحنا دلوقتى هنحط الجبس ومش أقل من شهر علشان نشيله وبعديه لازم تبدأوا فى العلاج الطبيعى.. برضة مش اقل من شهر أو اتنين
شعر والد عبير بوهن شديد ووخذة فى صدره ولكنه تماسك وقال بضعف
يعنى دلوقتى هى هتتجبس ونروح على البيت ولا أيه
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
هتفضل هنا يومين وبعدين تاخدوها وتروحوا بالسلامة
طرق عمرو باب مكتب إلهام ودخل وأغلق الباب وكالعادة رأى ابتسامتها الواسعة المرحبة به بشكل دائم وفى كل الأوقات وقفت أمامها وهو يتسائل
خير يا فندم حضرتك بعتيلى
أشارت إليه بالجلوس وهى تقول
تشرب أيه الأول
نظر إلى ساعته وهو يقول بحرج
أنا آسف مش هينفع أصل عندى شغل هخلصه وهمشى على طول.. عندى ارتباطات مهمة
نظرت إليه متفحصة بجرأة وقالت بهدوء
أيه عندك معاد غرامى ولا أيه
رفع نظره إليها بدهشة من جرأتها وتدخلها فى شئونه الخاصة بها الشكل السافر وقال على الفور
لا معاد غرامى أيه أنا مش بتاع الكلام ده
خير يا بشمهندسة فى حاجة فى الشغل
تابعت وكأنها لم تسمعه وقالت
أومال رايح فين
زادت دهشته من اهتمامها الزائد به وقال
رايح أجيب أخت خطيبتى من المستشفى مع والدها
أتسعت عيناها ونظرت ليده فلم تلحظ الدبلة الفضية فى يده قبل ذلك وقالت متوترة
أيه ده هو انت خاطب من أمتى .. أنا مشوفتش دبلة فى أيدك قبل كده
زفر بطريقة لم تلحظها وقال بضيق
أنا لسه خاطب من يومين بس
هزت رأسها بحنق وهى تنقر على سطح مكتبها وتقول
قصة حب ولا أيه
تحرك من مقعده قليلا وهو ينظر لساعة يده ويقول
حاجة زى كده .. طيب انا مضطر استأذن دلوقتى
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ساعات العمل الرسمية لسه مخلصتش يا بشمهندس
ثم ابتسمت
ابتسامة صفراء وهى تقول
لسه نص ساعة
أستند إلى ظهر مقعده وظل صامتا فقالت بحنق
هو انت متعود تمشى قبل المواعيد ولا أيه
حاول أن يغلب الڠضب بداخله وقال دون أن ينظر إليها
أنا مكنتش همشى قبل مواعيدى .. أنا قلت لحضرتك فى الأول انى ورايا شغل عاوز أخلصه قبل ما امشى
هبت واقفة وقالت بتعالى
طب اتفضل خلص شغلك يا بشمهندس.. أنا عندى اجتماع
نظر إليها متعجبا من تصرفاتها المتناقضة فهو لم يطلب الدخول إليها أو الجلوس معها من الأساس فلماذا تفعل ذلك ولكن على كل حال تنهد فى ارتياح وهو يغادر إلى مكتبه كسرت القلم بين يديها فى ڠضب وهى تنظر للفراغ الذى كان يحتله منذ دقائق.
دخل عمرو مكتبه وتوجه على مكتبه الهندسى الخاص به تحت نظر زميله نادر الذى كان يرمقه متبرما لاستدعائها المتكرر له فى مكتبها الخاص ووجد نفسه يقول بسخرية
أتأخرت ليه يا روميو
نظر له كل من عمرو وزميلهم الثالث أحمد وقال عمرو فى انفعال
بتكلمنى انا
قال نادر متهكما
هو فى روميو تانى هنا
ترك عمرو ما فى يده وقال له محذرا فى ڠضب شديد
أنا بحذرك تكلم معايا بالطريقة دى تانى .. أنت فاهم ولا لاء
كان يتوقع أن يهاجمه نادر ولكنه وجده يقول بسخرية وهو ينظر ل أحمد
شفت يا عم احمد .. طبعا ما هو مسنود من فوق بقى
صاح عمرو پغضب مرة أخرى قائلا
بقولك اتكلم معايا كويس أحسن لك
حاول أحمد تهدئة الوضع بينهما ووقف يهتف بهما
ميصحش كده يا جماعة
ثم نظر لنادر معاتبا وقال بضيق
وبعدين معاك يا نادر ده احنا زمايل وفى مكتب واحد يا أخى مش كده
نظر لهما نادر بسخرية وأعاد نظره إلى عمله مرة أخرى دون أن يتفوه بكلمة أخرى وكأنه كان يختبر أعصاب عمرو هل هو سريع الڠضب أم لا ربت أحمد على كتف عمرو قائلا بهدوء
معلش يا بشمهندس خاليها عليك المرة دى
قال عمرو وهو يرمق نادر بعينيه
ياريت الناس كلها فى أخلاقك يا أحمد
دقائق من الهدوء سادت فى المكتب وكل منهم يتابع عمله حتى ينتهوا منه قبل مواعيد الأنصراف
عادت عبير إلى منزلها بصحبة عزة وعمرو ووالدها ووالدتها بينما استأذن فارس للعودة إلى عمله مرة أخرى دخلت غرفتها بصحبة والدتها وأختها عزة استراحت على فراشها وسمعت عزة تقول
أجيبلك تاكلى يا عبير ولا هتنامى
لا يا حبيبتى انا هنام شوية .. أصلى مكنتش عارفة انام فى المستشفى خالص
تدخلت والدتها قائلة
سيبى اختك تنام واطلعى اقعدى مع خطيبك شوية.. ميصحش كده
نظرت عزة إلى عبير تستنجد بها فقالت عبير على الفور
يا ماما مينفعش تقعد معاه لوحدها ده لسه خطيبها
نهضت والدتها وجذبت عزة من يدها وهى تدفعها تجاه الباب وتقول
أبوكى قاعد معاه بره مش هتقعدى معاه لوحدك .. يالا ياختى وخدى معاكى كوباية عصير فى أيدك الراجل واقف معانا من بدرى
خرجت عزة وهى تنظر تحت قدميها إن صحت العبارة نظر عمرو إليها بطرف عينيه وشعر بخفقان قلبه كما يحدث له دائما عند رؤياها وضعت الكوب على الطاولة أمامه وهى تقول بخجل
أتفضل
تابعها بعينيه حتى جلست على مقعد آخر يبعد عنه بعض الشىء فقال والدها
أختك عاملة أيه دلوقتى
الحمد لله يا بابا .. سبتها تنام وترتاح
قال الوالد وهو يهز رأسه رأسه بأسى
والله منا عارف هتقعد فى الجبس شهر ازاى .. وبعديهم كمان علاج طبيعى وشغلانة
تدخل عمرو قائلا
متقلقش يا عمى من حكاية العلاج الطبيعى دى ..فارس يعرف دكتور كويس أوى وقريب من هنا جدا
خفق قلبها فاشاحت بوجهها بعيدا حتى لا يرى أحد علامات تأثرها بادية على وجهها ساد الصمت للحظات قطعه والدها قائلا
منور يا بشمهندس
تنحنح عمرو بحرج وقال وهو ينهض واقفا
طيب استأذن انا بقى
وقفت عزة ووالدها الذى قال بتصميم
لا والله ما ينفع.. ده انت لسه داخل حتى ملحقتش تشرب حاجة
أبتسم عمرو بمودة وهو يقول
معلش يا عمى مرة تانية ان شاء الله
نظر إليها والدها وقال آمرا
وصلى خطيبك يا عزة
أحمر وجهها بشدة وهى تنظر لوالدها وكادت أن ترفض ولكنها وجدت علامات الجدية على وجهه فتراجعت عن الرفض وقالت وهى تشير لعمرو
اتفضل يا بشمهندس
توجه والدها للداخل وتركهم عند باب الشقة المفتوح وقف عمرو بالخارج وهى بالداخل تنظر إلى الارض كانت تتصور انه سيلقى السلام ويغادر ولكنه لم يفعل وقف ينظر إليها وكل خلجة من خلجاته تنطق بالحب ليس نظراته فقط وما كانت عيناه إلا مرآة يمر الحب خلالهما وينساب بدون أن يشعر ليسكن فى عينيها عندما رفعتهما إليه لترى سبب صمته الذى طال فأخفضت عينيها حياء منه ومن نظراته وهى تقول بخفوت
فى حاجة يا بشمهندس
قال بنفس خفوتها وابتسامته تملأ وجهه
على فكرة.. أنا أسمى عمرو ..هه
قالت دون أن تنظر إليه
فى حاجة يا عمرو
خفق قلبه وابتسم فى سعادة و .. قاطعت نظراته وأفكاره ورفعت رأسها فجأة وقالت بجدية
على فكرة مينفعش تبصلى كده ..عن اذنك
تراجع للخلف بدهشة وأغلقت هى الباب وسمعته يقول من خلفه
ېخرب عقلك .. قطعتى لحظة رومانسية بنت لذينه
وخبط كفا بكف وهو ينزل درجات السلم وهو يهتف
أيه شغل الجنان ده
أبتسمت رغما عنها واتجت للداخل لا تعلم لماذا تزداد أعجابا به يوما بعد يوم برغم من أنهما لم يتقابلا إلا مرات معدودة ولكنه فى كل مرة يثبت أنه أهلا لها ولتحمل المسؤلية عن جداره تستحق الأحترام رغم صغر سنه بالمقارنة ببعض الرجال الذين تعدوا الثلاثين ولكنهم لا يشغلهم من الحياة إلا أنفسهم ورغباتهم فقط .. فالأيام لا تغير البشر ولكنها فقط تنزع القناع عنهم
الفصل الثانية عشر
أنهى باسم جميع متعلقاته فى مكتب الدكتور حمدى مهران وتركه نهائيا وأخذ معه حسن للعمل معه فى مكتبه الخاص وفى نفس اليوم دخل الدكتور حمدى المكتب ولكنه لم يذهب مباشرة إلى مكتبه وانما مر بالحجرة الأخرى الخاصة ب فارس أطل برأسه وقال موجها حديثه لفارس
تعالى يا فارس شوية عايزك
نهض فارس واقفا وذهب خلف الدكتور حمدى ودخل حجرة مكتب الدكتور حمدى خلفه وسمعه يقول وهو يجلس خلف مكتبه
أقفل الباب وراك يا فارس
أغلق فارس الباب خلفه وجلس قبالته وهو ينظر إليه باهتمام وهو يتوقع التكليف بقضية مهمة من ضمن القضايا التى يكلفه بها ولكنه فوجى به يقول
أنت هتمسك أدارة المكتب مكان الأستاذ باسم
أتسعت عيناه دهشة فهو لم يكن يتوقع أن تسند إليه مثل هذه المهمة وفى هذا التوقيت المبكر وقال
ايوا يا دكتور بس ..
قاطعه الدكتور حمدى قائلا بجدية
متقلقش من حاجة.. الموضوع أصلا مش محتاج حاجة يعنى مش مسؤلية زى ما انت فاهم .. وبعدين القضايا مبقتش كتير زى ما انت شايف
أطرق فارس برأسه لبرهة من الوقت صمت خلالها يفكر ثم رفع رأسه وقال
بس أنا مش اقدم واحد فى المكتب فى ناس أقدم مني
أبتسم الدكتور حمدى وهو يقول
بثقة
بس انا بثق فيك انت
ثم نظر أمامه وشرد قليلا وهو يقول
وبعدين انا بحضرك لحاجة كبيرة بس مش دلوقتى
حاول فارس أن يتكلم متسائلا عن الأمر ولكنه قاطعه مرة أخرى قائلا
أخبار الماجستير أية
فكر فارس قليلا وكأنها يجمع الأوراق أمام عينيه وقال
مش أقل من سنة يا دكتور
هز رأسه مبتسما وهو يقول
طب يالا بقى على مكتبك الجديد
خرج فارس من حجرة الدكتور حمدى بمشاعر مضطربة ما بين السعادة والخۏف من المسؤلية الكبيرة التى ألقاها أستاذه على كاهله ووجد نفسه يهتف داخله متضرعا
يارب وفقنى أنا محتاجلك أوى يارب
دخل حجرته فوجد دنيا تنتظره ونهضت على الفور متسائلة
خير يا فارس الدكتور كان عاوزك ليه
أبتسم فارس وهو يأخذ نفسا عميقا ثم قال
الدكتور كلفنى بأدارة المكتب بدل الأستاذ باسم
شهقت دنيا فرحا وهى تضع كفيها على وجنتيها وهتفت بسعادة
معقول .. ألف مبروك يا حبيبى
كان قد انتهى من جمع بعض أوراقه وقبل أن يخرج توقف وقد تذكر شيئا ذات أهمية وقال
لو سمحتى يا دنيا تعالي كمان ساعة كده.. عاوزك ضرورى
أبتسمت دنيا وهى تتابعه وهو يخرج من الحجرة بينما توجهت نورا خلفه لتهنئه
متابعة القراءة