رواية نسمة كاملة
حين تذكرت انها اصبحت زوجته منذ أيام قليله لتداهمها ذكري اول لحظات زواجهم..
.. فلاش بااااك..
بابتسامة منبهره يتأملها بعينيه بتمعن شديديتفحص كل انش بها دون التفوه بحرف واحدتبادله هي النظره بأخري مندهشهباكيه وحتي ضاحكه عقلها غير قادر علي استيعاب كل ما يحدث..
أيعقل بعد كل هذا الكم من الألم والعڈاب الدائم الذي غلف قلبها بأبتعاده عنها سيمحيه هو اليوم!
مش حلم يا جيجي..
امسك يدها ووضعها علي موضع قلبه صعودا بصدره ولحيته التي ظهرت بها بعض الشعيرات الماسيه زادته وقارا وشموخ حتي توقف علي شفتيه
ايوه انتي انهارده بقيتي مراتي حلالي يا عشق الطاهر..
شهقت پعنف واجهشت پبكاء لفرط تدافع مشاعر أشبه بالصړاخ ليسرع طاهر يده تربت علي ظهرها تارة وشعرها تارة وبتوسل يهمس بأذنها..
يعلم هو سبب بكائها تنهد براحه وبتأكيد تابع..
مش هابعد عنك تاني يتفوه به توردت وجنتيها بحمرة الخجل حين أدركت انه تفهم نظرتها كما يفعل دائماولكنه لا يريد اجبارها عليهرغم انه ينتظر موافقتها علي قربه علي أحر من الجمر..
ابتسمت له ابتسامتها التي تجعل نبضات قلبه تعلو لعڼان السماء وبصوت مرتجف همست بخجل..
جملتها التي يعشقها هو كثيرا كانت بمثابة ضوء اخضر تدعوه ليقترب..
وضع جبهته علي جبهتها وساد الصمت للحظات يقطعه تمتمات طاهر ببعض الأيات القرآنية ومن ثم رفع قبضة يده وضعها علي رأسها مرددا دعاء الزواج..
اللهم إني أسألك أن تجعل زوجتي خير سندا لي وأن تجعلها متمسكة بعشرتي
وأن تجعلها عونا لي على طاعتك وأن تجعلني عونا
اللهم حببني إلى قلب زوجتي وجملني في عينها واجعلنا هداة مهتدين ومن عبادك الصالحين.
اللهم اجمع بيني وبين زوجتي بخير وآلف بين قلوبنا وارزقنا الرضا وراحة البال وأبعد عنا الهم والكسل والحزن.
أنهى دعائه واقترب منها يغمرها بعشقه وبركان من الشوق يلفهما..
لم يسعها سوى الاستسلام الكامل له والتنعم بفيض عشقه الذي أهاله عليها بكرم و شغف عالج جروحات قلبها الغائرة..
سرحانه وانتي معايا يا جيجي..
رفعت وجهها وتاملت ملامحه بهيام وبعشق قالت..
سرحانه فيك يا عمر
ولا ناسيه انك انهارده هتكوني ام العريس..
ضحكت جيلان بفرحة غامرة وهي تقول..
مش مصدقه ان طاهر ابني كبر وهيتجوز يا طاهر..
قال طاهر بفخر..
لا واللي هيتجوزها تبقي جيجي الصغيره..
زمردة..
تقف أمام مروان ترمقه بنظرة
وجنتيها ببطء..
ساد الصمت قليلا قطعه مروان بصوته الأجش قائلا..
انا
فضلت في الحمام و مرضتش اخرج لخاطرك انتي بس يازمردة..
نظرت له بتسائل فتابع بتنهيده متألمه..
علشان خليل ميشوفنيش وتحصل مشكله أكبر وتتعقد الامور اكتر من كده..
تهرب من عينيه المحاصره لها بشي الطرقليقترب هو منها خطوه حذرة وبهمس قال راجيا..
بصيلي يا زمرده متهربيش بعيونك مني..
ابتسم ابتسامة يخفي بها عبراته وبصوت متحشرج بالبكاء تابع..
عارف وحاسس باللي جواكي يا حبيبتي..
اغلقت عينيها پعنف لتنهمر عبراتها علي وجنتيها بغزاره ومن ثم فتحتهما فجأه وبأسف همست..
ايوه بحبك يا مروان..
أجهشت بالبكاء بنحيب أكبر وبتأوه تابعت..
اااه بس بعشق خليل ومش هقدر أبعد عنه..
ضړبت علي موضع قلبها بقبضة يدها بقوة..
قلبي حبك وعشق خليل في وقت واحد واديني هخسركم انتم الاتنين برضو في وقت واحد..
أنهت جملتها وبدأ جسدها يتهاوي ليسرع مروان نحوها وجذبها لداخل صدره رغم اعتراضها وهمسها الضعيف..
سبني وامشي وانساني خالص يا مروان وروح شوف حياتك مع واحده تستهلك مش واحده أنانية زيي..
لم تعد قدميها تحملها بسبب ارتجاف جسدها فحملها مروان واضعا يد أسفل ركبتيها والأخرى حول ظهرها وسار بها نحو الفراش وضعها عليه بحرص شديد وبعشق همس بأذنها..
ارتاحي انتي يا حبيبتي وكل اللي انتي ..
حتي لو اللي عايزاه دا هو إني ابعد عنك يا زمردة..
يد فاديهالتي ربتت علي ظهرها بحنان جعلتها تنتفض بفزع وتعود لواقعها وبلهفه نظرت لوالدتها وقالت بفرحة غامرة ظهرت علي ملامحها..
هو صوت خليل اللي بره دا يا ماما!..
اه يا حبيبتي خليل قاعد مع أبوكي بره..
تفوهت بها فاديه وهي تمسح عبراتها من علي وجنتيها..
لتسرع زمردة وتهب واقفه وسارت نحو الخزانه تجمع ثيابها علي عجلوهي تردد..
مش قولتلك خليل هيجي ياخدني يا ماما انا واثقه انه ميقدرش يستغني عني اكتر من كده و..
صوت بكاء فاديه الحاد قطع حديثها فستدارت ونظرت لها بقلب ارتعد من شدة خۏفها وبصوت مرتجف همست..
هو مش جاي علشان ياخدني يا ماما!
اجابتها فاديه بأسف..
البسي هدوك ولفي حجابك علشان خليل جاي يطلقك رسمي وجايب معاه مأذون..
عقدت حاجبيها وبعدم استيعاب قالت..
يعني ايه يطلقني رسمي..
مسدت علي بروز بطنها الصغيره التي بدأت بالظهور وتابعت بابتسامة مزيفه..
هيطلقني وانا حامل منه! ..
قالت فادية بتعقل رغم تألمها لألم ابنتها..
دي اقل حاجه يعملها بعد اللي عملتيه في حقه يابنتي انتي جرحتي قلبه وكرامته ورجولته كمان..
بس مكنتش أقصد والله يا ماما..تفوهت بها زمردة پبكاء اشبه بالأنهيار وبهذيان رددت..
انا بعشقه مش هقدر اعيش من غيره خليه يسبني علي ذمته ميطلقنيش حتي لو مش هياخدني معاه انا راضيه..
أسرعت فاديه بالاقتراب منها واحتواتها بحب شديد وتبكي لبكائها وتربت علي شعرها كمحاوله منها لتهديئها..
اندفعت نحو خليل الجالس علي إحدي المقاعد يظهر عليه الحزن الشديد خافض رأسه ارضا مستند علي ركبتيه بمرفقيه وبلحظة كانت چثت علي ركبتيها أمامه ممسكه بيده وبتوسل همست من بين شهقاتها..
خليل مطلقنيش..
رفع خليل رأسه ببطء
رسم الجمود والبرود علي ملامحه وابعدها عنه وهب واقفا موليها ظهره وبصرامه قال..
انا وانتي مش هينفع نكمل مع بعض تاني يا زمرده..
نظر لها من فوق كتفه مكملا..
مش انا الراجل اللي كرامته تسمحله يخليكي علي ذمته بعد اللي عملتيه..
ألم اعتصر قلبها وهي تستمع لحديثه اللازع الذي يؤلمها بشدة وبوهن استندت علي المقعد أمامها وهبت واقفه واقتربت منه وبصوت باكي همست بإذنه..
بعترف اني غلطت في حقك انا أسفه يا خليل.. خد كل وقتك وازعل مني براحتك واهجرني ومتكلمنيش..
وبنحيب اكملت..
بس مطلقنيش يا خليل..
قال خليل بسره متمتا لنفسه پغضب..
اجمد ياااااض يا خليل اوعي تحن يله..
شعر بها تستدير حوله لتواجهه فاسرع هو للجهه الأخرى حتي لا تري مدي تأثيرها عليه الذي يظهر علي وجهه بوضوح رغم انه نجح بالسيطره علي جسده الذي ېصرخ بشتياق شديد لكل ذره بها..
فدثت وجهها بظهره
أسرعت بالركض نحو غرفتها وهي تقول..
انا هروح بيتي يا ماما خليل مطلقنيش..
ضحكت فاديه من قلبها علي فرحة ابنتها وبتعقل قالت..
يله البسي وروحي وره جوزك اوام..
هروح بعد فرح جيجي.. تفوهت بها زمرده..
لتصر والدتها قائله..
روحي لجوزك وابقي تعالي في ايده فرح اختك يا زمردة وانا وزمزم مع جيلان من هنسبها ومرات خالك طاهر علي وصول هي كمان هتفضل معانا..
ابتسمت زمردة والدتها وفرت من أمامها سريعا تستعد لذهاب خلف زوجها..
زمزم..
تجهز ثياب فرح شقيقتها لزوجها وابنائها لتخبط صغيرتها قدمها ارضا وپغضب طفولي
قالت..
يا ماما أنا عايزه ألبس بدله زي أخويا مش عايزه ألبس فستان..
قالت زمزم بحب وهي تضحك علي حديثها وبتعقل قالت..
يا عيون ماما انتي بنوته جميله تلبسي فستان ابيض زي خالتو جيجي العروسه واخوكي ولد يلبس زي باباه..
عبست الصغيره بملامحه وابتعدت عنها وركضت نحو والدها وببوادر بكاء قالت..
بابا ممكن تخلي ماما تلبسني زي أخويا ..
علي علم ان والدها ينفذ لها رغبتها دوما حتي رغم اعتراض والدتها ليفاجئها معتصم حين قال..
فاطيما اللي ماما تقولك عليه تسمعيه يا حبيبتى..
خرجت زمزم من الغرفه بخطوات بطيئه منذهله حين اخترقت جملته اذنها وتطلعت به بدهشه..
لمحها هو فقترب منها بعشق وهو يقول..
انتي دايما بتكوني صح يازمزم خصوصا لو في حاجة بتخص الولاد وانا بعد اللي حصل ليكي ولفاطيما عهدت نفسي علي اد ما اقدر مش هزعلك ابدا يا حبيبتي..
احتوته زمزم لها بكل قوتها قائله..
بحبك أوي يا معتصم..
وانا بعشقك يا زمزم..
..زمردة..
تسير بخطي مرتجفه لداخل منزل زوجها وقلبها يكاد يغادر صدرها من عڼف دقاته اوشكت علي الصعود نحو شقتها دون المرور علي شقة حماتها ولكنها توقف وأخذت نفس عميق وطرقت علي الباب ووقفت تنتظر أن تفتح لها..
فتحت حماتها الباب وتطلعت لها بدهشه قائله..
انتي جايه لوحدك..
حركت زمردة رأسها بالايجاب وببوادر بكاء قالت..
انا عارفه ان حضرتك مبتحبنيش وعايزه خليل يطلقني بس..
قطعت حماتها حديثها حين اقتربت منها وهي تقول..
حب ابني ليكي يجبرني أحبك يابنتي..
ابتعدت عنها وربتت علي وجنتيها برفق مكمله..
انا مش عايزه غير راحة ولاديولما بعدتي عن خليل الفتره اللي فاتت مرتحش لحظة يا زمردة تبقي راحة ابني معاكي اطلعي له يا بنتي ربنا يسعدكم..
نظرت لها بامتنان واسرعت بالصعود علي الدرج بلهفه حتي وصلت لشقتها ضغطت علي الجرس طويلا لم تبعد يدها حتي فتح خليل الباب پغضب وكاد ان يسب بأفظع الشتائم لكن الجمته الصدمة حين ألقت زمردة بنفسها بين يديه وبشتياق شديد قالت..
واحشتني يا خليل وهتجنن عليك مع إنك لسه سايبني من دقايق..
تيبس خليل محله حتي شعرت هي بأنه ينفر منها فهمت بالابتعاد عنه الا أنها شهقت بقوه حين حملها فجأه وجذبها لداخل شقتهما واغلق الباب بقدمه مستندا عليه بظهره..
وانتي موحشتنيش ولا هتجنن عليكي يا روح خليل..
بعد مرور عدة ساعات..
بأحدي القاعات الفاخمه بين الكثير من العشق والفرحة التي تملئ المكان يقف طاهربجوار والدته جيلان ممسك بيدها بتوتر ظاهر علي ملامحه يرتدي بذلة بيضاء رائعه من ماركةإرمينيغيلد زينيا اشهر
الماركات العالميه مصفف شعره الفحمي بعنايه.
تقدم طاهر من عروسه بلهفه والقي السلام علي طاهر زوج والدته بينما جيلان تحتوي العروس هي الاخري بحب شديد هامسه باذنها..
مبروك يا بنتي..
شيلني ولف بيا بس اوعي توقعني لصوت والم عليك الفرح كله..
اتسعت اعين طاهر بدهشه وضحك بقوه ورفع يده يدلك بها جبهته مرددا..
انا برضو استغربت من هدوئك اللي مش لايق عليكي دا يا جيجي..
أنهى جملته وبلحظه كان حملها حتي أصبحت قدميها لم تلمس الأرض..
ليتعالي صوت التصفيق لهم بحراره
وخطت زمردة ممسكة بيد زوجها بوجه مشرق وفرحة ظاهرة باعينهما. وزمزم ايضا ممسكة بيد زوجها..
بينما وقف طاهر محتوي جيلان بتملك شديد ملتف بكلتا يده حولها وكتفها مقابل صدره يستنشق عبيرها باهيام وبعشق يهمس بأذنها..
حبيبة قلبي الغالية انتي جيلان كوني واثقه اني علي قيد الحياة بنبض قلبك انتي غاليتي..
تمت بحمد الله..
العشق الطاهر..
بقلم نسمة مالك