رواية فاطمة كاملة
.
فتقدم زين منها وهمس فى أذنها ...قلبى يا أنهار طبعا هتنيمى العيال وتيجى عشان أنا كمان عايزك تحكيلى حدوتة بس اوعى تنامى معاهم ماشى .
فنظرت له أنهار بطرف عينيها بخجل قائلة .....اه اه
إن شاءالله.
زين ...مش عارف ليه مش واثق فيكى .
أما زين فى غرفته فأخذ يلتفت حول نفسه ينتظر قدومها وعندما تأخرت جن جنونه وذهب إليها فى غرفة أطفاله .
ولكنه برغم غضبه ابتسم عندما وجدها تحتضن سليم الصغير .
ثم اقترب منها ببطىء وطبع حانية على جبينها ثم غادر الغرفة .
وذهب لغرفته قائلا ...وبعدين فى الجوازة دى .
هروح منك فين بس يا أنهار انا كده الضغط هيعلى عليا .
ليجد نفسه يتصل بزوج أخته محمد يستغيث به كعادته ...
محمد ...هو انا يا ابنى خلفتك ونسيتك مش كفاية الغلب اللى انا فيه .
متاخدهم عندك هما بيحبوا عمتهم .
محمد ...كان بودى اخدمك بس اخوك محپوس فى الاوضة .
زين ...ليه يا ابنى عملت ايه عشان تحبسك زينب
محمد ..ابدا دخلنا الشقة لقينا فار بيتمشى فى الشقة .
طبعا هى اټرعبت وقعدت تسوط .
قعدت أهدى فيها واقولها متخفيش.
قالت مش ههدى غير لما تموته فجريت وراه دخل اوضة النوم .
وبتقول ...مش هفتحلك غير لما ېموت وتصورلى الچثة .
زين بضحك ...الله يكون فى عونك والله .
محمد ...شوفت يا هندسة بس رغم كده هقولك على حل لمشكلتك .
زين ..قول إلهى تنستر .
محمد ....هو مفيش غير انك تاخدها وتسافر اسبوع عسل كده .
عشان تاخدوا راحتكوا ووتعود عليك بعيد عن العيال .
وإذ كان على ماما سهير متقدرش عليهم .
هيناموا على طول .
وده طبعا أرحم من عمتهم زينب اللى ممكن تتعارك معاهم على الشيبسي والشيكولاتة وتعمل عقلها بعقلهم.
زين ...لا على ايه
انت جبت المفيد ومتشكر اوى .
وهدعيلك والله تلاقى الفار .
سلام يا حمادة ..
ثم أخذ يبحث فى النت عن موعد اقرب رحلة إلى شرم الشيخ فوجدها فى صباح اليوم التالى .
طريق الفيزا .
ثم قام ليحضر ما يحتاج له فى تلك الرحلة من ملابس .
فكم اشتاق الى دفىء عناقها.
ثم تحدث عبر الواتس إلى مسئولة حضانة تقبع بجانبه وحجز بها لأطفاله.
ثم حضر احتياجاتهم بعناية .
ثم حدث والدته فى الأمر .
سهير بضحك ...خير ما عملت يا ضنايا ربنا يسعدكوا ويهنيكوا .
وخلى بالك منها دى بنت حلال وتستاهل .
سهير ...يا عينى يا ابنى وانا فين بقا من ده كله .
زين ...انت القلب كله يا ست الكل .
سهير ...ايوه يا بكاش.
ومتقلقش على العيال دول حبايبى.
زين ...الله يبارك فى صحتك يا امى ويحفظك لينا .
ثم نام زين قرير العين بعد ما احكم خطته وتخيل تنفيذها .
لتمضى ساعات الليل سريعا ثم قام زين نشيطا على صوت اذان الفجر .
فقام ليؤدى الفريضة فوجد أن أنهار قد سبقته إلى المرحاض للتوضأ .
وعندما خرجت ورآها وقف للحظة تائها فى عينيها يتأملها بحب وود لو ذهب ليزيل بيديه خصلات شعرها التى تدلت على عينيها ثم يزيل بيديها قطرات الماء التى تتلألا على وجنتيها .
خجلت أنهار من نظراته تلك إليها فافترشت بنظرها الأرض مرددة ...صباح الخير يا زين .
زين ...ياااه احلى صباح ده ولا أيه .
انا حاسس زى ما يكون ملكت الدنيا كلها بوجودك جمبى يا أنهار .
تلعثمت انهار ولم تدرى بما تجيبه فرددت...طيب انا رايحة اصلى وهدعيلك .
فضحك زين قائلا ...لا كتر خيرك .
بس استنى انا هدخل اتوضا ونصلى سوا جماعة .
وبالفعل قاموا بأداء الصلاة مع بعضهم البعض جماعة حيث صلت خلفه وتراقص قلبه من الفرحة ويسمعها تدعوا الله له فى سجودها .
وبعد الصلاة قام وأمسك بيديها واجلسها بجانبه على الأريكة .
ثم وضع يدها على قلبه وسئلها ....حاسة بكل نبضة من نبضات قلبى دى .
اهى كل نبضة من قلبى بتقولك بحبك يا أنهارى.
يارب تكونى صدقتى انى بحبك بجد عشان أنت انهار مش حد تانى .
لمعت عين أنهار من الفرحة مرددة..بجد يا زين .
يا فرحة عمرى الجى كله .
وصبر السنين.
وعوض وجبر الله ليه .
زين ...بجد يا عمرى أنت وحبيبتى ورفيقة دربى .
فتلون وجه انهار وقامت مسرعة قائلة...سليم صحى وبيعيط انا هروحله .
زين بغيظ ...وقت ده يا عم سليم .
بس ماشى هانت
.
ثم تبعها إلى غرفة أطفاله فوجدها تحتضن سليم بحب .
فتنهد بإرتياح قائلا ...لا أنت هتنيميه ولا ايه
لا خليه صاحى وصحى كمان سالم .
عشان هنفطر وساعة كده وهوديهم الحضانة .
أنهار بتعجب ...حضانة !!
زين ...اه عشان أنا محضرلك مفاجأة حلوة بعدها .
يلا صحيهم وجهزيهم .
عقبال ما انا هروح احضر احلى فطار لملكة قلبى أنهار.
وهكذا مر الوقت .
وأخبرها زين ان تردى افضل ما لديها لحين عودته من حضانة أطفاله .
أنهار ..يا ترى هياخدنى فين ده
ممكن يكون هيفسحنى فى القناطر .
للتفاجىء عندما وجدته يتجه بها نحو المطار .
شهقت أنهار ....ايه ده
لا انا أخاف اركب الطيارة دى .
زين ...هتخافى برده وانا معاكى .
لتبدء رحلة السعادة فى أرض شرم الشيخ .
ليقضوا احلى ايام عمرهم بها .
لتفتح أنهار عينيها فى صباح اجمل ليلة عاشتها مع زين كعروس وكأنها لأول مرة تتزوج فكانت بين يديه كالطفلة التى يحتويها بحنانه وحبه .
فتحت عينيها نهارا بعد أن لفح وجهها نسمات الصباح وصوت زقزقة العصافير وصوت تلاطم مياه البحر .
لتراه بجانبها ينظر إليها بحب وشوق يتأملها كأنه لأول مرة يراها .
فابتسمت على خجل ثم حاولت النهوض سريعا هربا منه ولكنها تعثرت فسقطت على صدره .
فحاوطها بذراعيه فحاولت التمنص منه والهرب .
زين ...متحوليش خلاص متصوريش انا اتمنيت اللحظة دى قد ايه .
فمتهربيش منى فلم تجد أنهار مفر سوى أن تسكن على صدره ليذهب بها إلى عالمه الخاص الذى يصعب وصفه .
لتمر الايام سريعا وتعود حياة زين الطبيعية بعد عودتهم من تلك الرحلة .
حيث شجعته انهار إلى مواصلة عمله مثل ما كان فى الماضى .
ففعل وزاد نشاطه ورزقه الله بالكثير .
حتى جاء اليوم الذى رآها ممدة على فراشها وعلى وجهها علامات الإرهاق والتعب .
وكأنها لم تغادر الفراش منذ أن تركها فى الصباح .
انزل اجيبلك دكتور حالا .
أراحت أنهار رأسها على صدره بخجل قائلة بصوت خاڤت ....ملوش لزوم ماما سهير عملت الواجب وانا كنت لسه جاية حالا من الدكتور .
زين ...بجد !
وقال ايه مالك طمنينى .
أنهار ...مش أقولك ايه
انا اصلا مش مصدقة .
زين ..قولى قلقتينى .
أنهار ...انا حااااااااامل يا زين .
..بجد
الف الف مبروك يا حبيبتى .
ثم قام عنها وسجد لله شكرا على عطياه.
أنهار ...بس مكسوفة اوى ازاى انا وتقى نعملها فى نفس الوقت .
ده المفروض انا اللى اقف جمبها فى وقت زى ده .
زين ..متشليش هم أنت وخليكى فى نفسك .
وهى عندها جوزها عبد الرحمن ماشاء الله عليه .
بيساعدها وبيعملها كأنها بنته ولسوف فعلا الحب فى عينيه ليها .
وبحمد
ربنا انى عينى شافتك أنت عشان ربنا يكرمها بالشخص ده .
ابتسمت أنهار برضا مرددة ...الحمد لله على جميل قدره .
زين ...بس انا كمان حونين اوى على اميرة قلبى أنهار .
وام بنتى ان شاء الله.
أنهار بضحك ....خلتها بنت مهو ممكن يجى ولد .
زين ...لا انا عايز بنت حلوة زى مادتها كفاية جوز الشباب الصغير اللى مشاركنى فيكى .
وطول النهار ومش عمللى قيمة دول .
اڼفجرت انهار من الضحك حتى دمعت عينيها قائلة ....انت بتغير من ولادك يا زين .
زين بغيظ ....اه بغير ومش عايزك حد فيهم تانى .
أنهار ...لا مقدرش يا عم واوعى كده عشان أنا عايزة انام .
بس استنى انا نفسى جاية على يوستنفندى .
فضړب زين على جبهته قائلا ...وانا اجيبه منين ده
ده احنا فى عز الصيف .
أنهار ...معرفش اتصرف بقا ولا عايز البنت يطلع فى وشها يوستفندى .
زين ...لا ودى تيجى .
انا هقوم اعمل كعب داير وادور عليه لغاية ما اجيبه .
........
لتمر الشهور بسلام كان فيها زين نعم الزوج المحب وعوض الله لأنهار بعد سنين من الحزن والحرمان .
حتى أتت اللحظة السعيدة .
وكانت فى البداية من نصيب تقى .
التى اتصلت بوالدتها .
تقى مټألمة ...ألحقينى يا ماما انا بولد
أنهار بفزع ...يا حبيبتى يا بنتى انا جيالك حالا .
ثم أسرعت لارتداء ملابسها .
زين ...هتروحى فين بس ببطنك دى هو أنت قادرة تتحركى ده أنت شبه البرميل بالظبط.
أنهار بغيظ ...انا يا زين ماشى .
مهو بسببك .
ده انا طول عمرى عود فرنساوى .
فضحك زين مرددا ...خلاص بقا .
واقعدى أنت وانا اللى هروح اطمن عليها .
أنهار ...لا انا لازم اروح اطمن على بنتى .
زين ...والله انا خاېف تولدى جنبها من الخۏف والقلق ده .
وبالفعل حدث ما كان يخشاه زين فبينما تمسك أنهار بيد تقى لتخفف عنها ألام المخاض فجائها الالم هى الآخرى .
فأخذت تصرخ .
ليسرع بهم الطبيب إلى غرفة العمليات .
والاثنين ېصرخون بقولهم حسبى الله ونعم الوكيل فى الرجالة هما السبب .
فضحك الجميع عليهم .
وكانت هناك فى زوايا الغرفة من تدلت دموعها على وجنتيها ولاحظ ذلك رفيق روحها محمد .
فذهب إليها وقبل يدها
زينب ...كان نفسى افرحك زيهم يا محمد بس اعمل ايه
بس لو اتأخرت عن كده كمان انا بقولك اتجوز .
محمد ...أنت مچنونة يا بنتى اتجوز مين
هو انا ملاحق عليكى .
ده انت بأربعة مش واحدة بس .
وكمان انا مش محتاج عيال كفاية عليا غلستك .
أنت مش مراتى وحبيبتى بس يا زوزو أنت كمان بنتى اللى بخاف عليها ومقدرش ابعد عنها .
وانا واثق من رحمة ربنا أنه هيكرمنا بس بالصبر والدعاء
قولى ورايا اللهم لا تذرنى فردا وانت خير الوارثين
فرددت زينب بيقين الدعاء على أمل أن يرزقهم الله قريبا بالذرية الصالحة.
ثم جففت دموعها عندما وجدت الممرضة .
تخرج بالطفلين .
ابنة زين من أنهار وقد أطلق عليها اسم شهد
وابن عبد الرحمن من تقى وأطلق عليه اسم آدم .
فضمتهم زينب إلى صدرها .
ودعت الله أن ينبتهم نباتا حسنا وان يرزقها هى وكل مشتاق بالذرية الصالحة .
وبعد مرور خمس سنوات .
شهد الصغيرة ....انا مش بحبك يا أنهار .
أنهار ..ليه كده يا شهودة ده انا ماما حبيبتك .
شهد ..أنت بتحبى سالم وسليم اكتر منى .
وبتديهم الحجات الحلوة اكتر منى .
أنهار ...أنت حبيبتى وهما حبايبى عشان دول جنتى يا شهد .
لكن أنت صبر السنين وحلاوة دنيتى كلها
ودلف محمد إلى شقته وأخذ ينادى
زينب زوزو حبيبة قلبى ولكنها لم تستجب.
محمد ...فين البنت دى .
شكلها عاملة مقلب فيه تانى ما انا عرفها مش بتحرم .
ولكنه سمع صوت بكاء خارج من المرحاض .
ففزع وفتح الباب .
فوجدها ممسكة باختبار الحمل .
وعندما وجدت محمد تعلقت قائلة پبكاء شديد ....انا مش مصدقة شوف كده وقولى أنهم شرطتيين بجد ولا انا متيهألى يا محمد .
انا بجد حاااااامل
انا مش مصدقة .
فاخرجها محمد من المرحاض ونظر لأختبار الحمل لوحدهم بالفعل شرطتين .
فقال ...اللهم اكبر ولله الحمد .
حامل يا زوزو
قائلا ...شوفتى انا كان قلبى حاسس ان ربنا هيكرمنا فى يوم من الايام .
تمت