رواية عبد الجبار
مش عارفة أعمل أيه و لا أروح فين
قالتها سلسبيل بصوتها المجهد و ابتلعت ريقها و تابعت بجملة جعلت شهقات خضرا تزداد
أنا كنت بتمني أموت في أيد أبوي المرادي كنت هروح عند ربنا و أرتاح من عذابي ده
بعيد الشړ عليكي يا خيتي متقوليش اكدة مرة تانية
قالتها خضرا و هي تربت على صدرها بكف يدها و تابعت بنبرة مطمئنة
حقي!!! غمغمت بها و هي تبتعد عن حضنها و تنظر لها بعدم فهم فتابعت خضرا بابتسامة و هي تزيل عبراتها
أنتي ليكي حق في ورث چوزك الله يرحمه و عبد الچبار قالي أقولك لو ليكي غرض تنزلي معانا مصر تقعدي حدانا في ورث چوزك يا مرحب بيكي و لو رايده تاخدي حقك مال هو هيقدروا و يدفعلك حقك وزيادة كمان
بجد يا أبلة خضرا هتاخدوني معاكم مصر!
فرحة خضرا لفرحتها و احتضنت و جهها بين كفيها مردفة
إحنا كنا ناوين نقعد يومين اهنة و نعاود علشان مشاغل أبو فاطمة ياما و قعدنا كل الوقت ده لخاطرك يا ست البنتة قولنا نستنى نطمن عليكي و تبقي زينة و نعاود طوالي
أنا بقيت زينة أهو يا أبلة خضرا خدوني معاكم و خلينا نمشي من هنا قبل ما أبوي يجي ياخدني تاني الله يخليكي
اقتربت منها خضرا بخطوات مهرولة و ساندتها قبل أن تسقط أرضا بسبب عدم اتزان جسدها الهزيل
على مهلك عاد يا بتي خليني أوكلك لقمة تقويكي لول و بعد أكده هتحدد مع عبد الچبار و أقوله إنك بقيتي زينة
فاكرة نفسها ست الدار خضرا بنت نفيسة و بتتحدد على هواها الله في سماه لطين عيشتك يا خضرا و ما هيرتاح ليا بال إلا و إني مچوزة ولدي عليكي
انتفضت راكضة حين أستمعت لصوت حمحمة عبد الجبار يعلن بها وصوله و سارت متجهه نحوه بخطوات غاضبة و هي تقول
أجابها عبد الجبار بهدوء أغضبها أكثر
أيوه يا أمه و انتي كمان هتيچي معانا أني مههملكيش
لحالك اهنة بعد أكده واصل
بخيتة پغضب و صوت عال وصل لسمع سلسبيل جعل قلبها يسقط أرضا من شدة خۏفها تيجي معانا بصفتها أيه العقربة دي لا هي مرتك و لا أنت رايد تعقد عليها تبقي تسافر معانا ليه يا ولدي ارميها لأبوها و غورها من أهنة ملناش صالح بيها عاد
عبد الجبار بعقلانية أنتي خابرة زين أني لو رچعتها لأبوها ھيقتلها من قسوته عليها
ما ېقتلها و إحنا أيه خاصنا بيهم قالتها بخيتة بجحود جعلت عبد الجبار يحرك رأسه بيأس من طباعها مردفا بأسف
طول عمري بقول عليكي قوية يا أمه بس قوتك المرادي بقت جبروت
سار من أمامها متجهه نحو زوجته التي خرجت للتو من غرفة سلسبيل تاركة بابها موارب قليلا و تابع بصرامة قائلا
نهاية القول أرملة أخوي في حمايتي من انهارده يا أمه من غير ما اتچوازها لأني متچوزش ست الحريم كلياتهم
و سلسبيل هترچع معانا على مصر وقت ما تقوم على حيلها و تبقي زينة
أنهى جملته و اقترب من خضرا الواقفة تنتظرة بابتسامة هائمة تزين ملامحها الطيبة التي أضاءتها الفرحة بحديث زوجها لف يده حول كتفيها و سار بها تجاه غرفتهما المقابلة لغرفة ابناتيهما التي أصبحت تمكث بها سلسبيل مؤخرا فتح الباب و دلف بها للداخل و هو يميل عليها يحاوط خصرها بكلتا يديه ضمھا له بعناق محموم ظهرها مقابل صدره غالقا الباب خلفهما بقدمه
كانت سلسبيل تتابعهما بأعين منذهلة لم تري بعمرها الذي لم يتعدي العشرون عام رجل يحتضن زوجته رغم أنها كانت زوجة لخمسة أعوام لكنها لم تجرب هذا العناق خلالهم ولا مرة
اعتلت ملامحها ابتسامة خجوله حين رن بأذنها أسمها بصوته الذي لمس شيء بداخلها شديد الحساسية فاغمضت عينيها ببطء و هي تهمس بأسمه هذه المرة و هي بكامل وعيها ببوادر إعجاب
عبد الچبار