رواية جابري من 6*10

موقع أيام نيوز

سروال أسود و قميص أبيض و حذاء كلاسيكي أسوداندفع لخارج الغرفه راكضا و هو يغلق أزرار قميصه و يرتدي حزامه الأسود الجلدي..
چهزتيها يا خضرا.. قالها قبل أن يخطو لداخل الغرفة المفتوحة حركت رأسها له بالايجاب فحبس أنفاسه قبل أن يدلف للداخل
أقبل عليهما بخطواته الواسعة كان القلق واضحا على مرآي تعابير وجهه الغضوب عينيه لم تنظر تجاه تلك الراقدة و لو بنظرة خاطفة رغم أنه أصبح واقفا بجوار فراشها.. كان يثني أكمام قميصه لمرفقيه خلع ساعته و أعطها ل خضرا فعلمت حينها أنه لن يدع أحد غيره يحملها..
أبتلعت غصه مريرة بحلقها و أخذت منه الساعة وضعتها على طاولة صغيرة جوارها و همست بتقطع من بين شهقاتها..
أني مههملهاش.. هچي معاها يا عبد الچبار..
تكلف عبد الجبار الابتسامة و هو يرفع رأسه و ينظر لها مغمغما.. 
طول عمرك أصيلة يا ست الناس..
جاهزين يا عبد الجبار بيه..
كان هذا صوت الطبيب صدح من خارج الغرفة.. لم يأتيه رد من عبد الجبار الذي كان يتطلع لزوجته بنظرة تفاهمتها هي جيدا .. ينتظر موافقتها ليحمل سلسبيل بنفسه..
هم يا خوي خلينا نطمن عليها..
قالتها و هي تعدل من وضع سلسبيل ليتمكن من حملها و أخيرا استدار تجاهها و هبط بعينيه حتي وقع نظره عليها حينها تمزق قلبه لأشلاء عندما رأي
مدي تطور حالتها للأعياء الشديد..
أخذ نفس عميق قبل أن يميل عليها ويحتويها بين ذراعيه و يحملها بمنتهي الخفة كريشة يتخطفها الهواء ارتخي جسدها البارد على عضلات صدره التي تنبعث منها دفئ صارد من نيران تتأجج داخل قلبهرغم جمود و صلابة قسمات وجهه..
سار بها بخطي واثقه لخارج الغرفة و من ثم لخارج المنزل بأكمله بجواره تسير خضرا متعمدة رفع رأسها بشموخ أمام نظرات بخيتة الساخطة.. فالمرأه بطبيعتها أكثر من الرجل استمساكا بالقيم الأخلاقية 
كالغصن الرطب تميل إلى كل جانب مع الرياح ولكنها لا تنكسر في العاصفة.....صل على الحبيب ....
مرت ساعات طويلة بالمستشفى بين الكثير من الفحوصات الدقيقة الأشاعات التحاليل
فريق طبي كامل متكامل مشرف على حالتها بأمر من عبد الجبار الواقف أمام غرفتها مستند بظهره على الحائط عينيه تطلع للباب المغلق ينتظر على مضض خروج أي شخص يطمئن قلبه عليها و لو قليلا
بينما خضرا تجلس على مقعد أمامه تتابع ما يحدث بقلب مرتعد و نظرات مذعورة ټضرب على صدرها تاره و على ركبتيها تاره و تبكي تاره أخرى مرددة..
يارب سلم.. يارب أقلبها مقلب سلامة..
كان الجميع يعمل على قدم وساق و قد صدح صوت الإنذار معلنا عن حالة طوارئ حرجة و تدافع طاقم أخر من الأطباء نحو غرفتها بحالة من التوتر و الأرتباك ..
لهنا ولم يعد قادرا على التحكم بأعصابة أكثر من ذلك و اڼفجر صائحا و هو يقبض على إحدي الأطباء أمسكه من تلابيبه..
حد يرد على يقولي أيه اللي بيحصل!!!..
أجابه الطبيب على الفور پخوف ظاهر.. للأسف الحالة حرجة جدا عضلة القلب متضخمة و النبض ضعيف جدا و لازم تدخل العناية حالا..
يا مري..يا مري. يا مري..صړخت بها خضرا و هي تطلم خديها بينما وقف عبد الجبار بملامح جامدة لم يبدي أي رد فعل سوي الصمت الصمت التام
لينفتح باب غرفتها و خرجت سلسبيل الممددة على سرير يدفعوه الأطباء بهرولة راكضين من أمام عينيه المتحجرة التي تتابعها بهدوء مريب لتزداد صرخات خضرا أكثر جعلته يخطفها داخل حضنه دون أن ينطق بحرف واحد يستمع لنواحها تردد بقلب يعتصر على تلك الصغيرة..
اسم الله عليك ياللي الوچع كادك..مالك تشيل عينك تكب دموع ياريتني حكيم ومعايا دوا الموچوع..
تطلعت لزوجها بقلب ملتاع على حالته انهمرت العبرات من عينيها و هي تشد أزره قائلة..
هطيب بإذن المولي .. سلسبيل هتبقي زينة يا عبد الچبار و هتعقد عليها و تچيب منها بدل الواد عشرة يا خوي..
نظر لها كالتائهه فرفعت يدها و مسحت على جبينه بكفها مسحة حنان حين همس لها بخفوت بصوت يملؤه الألم..
سلسبيل.. سلسبيل يا خضرا..
الفصل العاشر
مر الوقت بثقل و بطء شديدكان استعاد عبد الجبار رباطة جأشه سريعاعاد وجهه لصرامته و قسماته
الهادئة بعدما تحكم في إخفاء مشاعره ببراعه يحسد عليها
رغم أنه يحيا ليلة من أصعب الليالي التي مرت عليه في حياته بأكملها ېتمزق قلبه ۏجعا على تلك الصغيرة التي ټصارع المۏت داخل غرفة العناية المركزة منذ أول مرة رأها بها و التقت عينيه بعينيها حينها طار اللب من عقله انتفض قلبه انتفاضة جديدة عليه كليا لأول مره يشعر بها
كأنها ألقت تعويذة سحرية عليه فخشي من تأثيرها الشديد الذي غمره أن يجعله يظلم خضرا صديقة دربه رفيقة أيامه صاحبة عمره فقرر عدم الزواج منها فما يربطه بزوجته أقوى من الحبو لن يجازف بخسارتها حتي لو كلفه الأمر أن يفقد قلبه الذي عشق رغما عنه تلك ال سلسبيل ..
الحمد لله حالتها بقت مستقرة يا عبد الجبار بيه..
قالها الطبيب الذي خرج للتو من غرفة العناية تنفس عبد الجبار الصعداء بينما تهللت أسارير خضرا مرددة بفرحة حقيقة..
ونبي صح يا دكتور.. يعني أقدر أفوت عندها..
لا للأسف الزيارة دلوقتي ممنوعةو كمان هي لسه مفاقتش..
عقد عبد الجبار ما بين حاجبيه و تحدث بتساؤل قائلا..
لساتها غميانة لحد دلوجت!!..
لا هي تحت تأثير العلاج اللي خدته.. أنا هكون صريح مع حضرتك.. مدام سلسبيل هتحتاج جراحة عاجلة في قلب..
يا جلبي عليكي يا خيتي .. قالتها خضرا و هي ټنفجر في نوبة بكاء أخرى..
ساد الصمت للحظات قطعه الطبيب ثانية بعدما حثه عبد الجبار بنظرته على استكمال حديثه..
تضخم قلبها نتيجة مشكلة في أحد صمامات القلبو كده هتحتاج لجراحة ترميم الصمام المعيب أو استبداله..
حاولت خضرا السيطرة على شهقاتها و هي تقول..
خطړة العملية دي يا دكتور..
أجابها الطبيب قائلا .. هي هتبقي في نسبة خطۏرة طبعا.. بالذات لو الصمام مستجبش للترميم أو قلبها مقبلش صمام بديل و عجزت الأدوية عن التحكم في أعراض تعبها.. كده هتبقي محتاجة زراعة قلب.. ادعولها أن قلبها يستجيب للعلاج و أول ما نهيئها نفسيا و جسديا للعملية هنعملها على طول بإذن الله.. بس هتبقي مكلفة شوية يا عبد الجبار بيه..
رمقه عبد الجبار بنظره غاضبه مغمغما.. الفلوس حاضرة بعون الله يا دكتور ..الصالح ليها أعمله المهم هي تبقي زينة..
تنحنح الطبيب و سار من أمامهما و هو يقول بحرج..
طيب عن أذنكم و لو في أي جديد هبلغ حضرتك بيه..
بينماخضرا الحنون التي لم تكف عن البكاء و الدعاء ل سلسبيل من صميم قلبها جلست بجواره على المقاعد المخصصة للانتظار أمسك هو بيدها بين كفيه يربت عليها برفق و يتحدث بنبرة راجية قائلا..
كفايك بكي عاد يا خضرا.. صل على الحبيب في جلبك و ادعيلها تقوم بالسلامة ..
اجهشت خضرا پبكاء مرير و تمسكت بيده بقوة مرددة..
البنتة صعبانة عليا
قوي يا عبد الچبار.. جلبي بيقطع يا خوي كل ما أفتكر حديتها وياي قبل ما نيچي على المستشفى..
أطلقت آهه حاړقة و تابعت بنواح كان كالقلم المسنون يطعنه في عمق قلبه.. 
ساعة تكلمني وساعة تميل و ساعة تقولي قلبي عليا تقيل.. ساعة تكلمني وساعة تقعو ساعة
تم نسخ الرابط