رواية جابري من 11-15
المحتويات
استحوذت على قلبها أبدا جعلتها تتحدث بحدة دون أرادتها..
أني رايحة و يمكن مقدرش اچيك الليلة.. هاچيك في الصبحية ويه عبد الچبار و أبجي أشكريه وقتها عشان انهاردة عنده شغل ياماقالي أخرچله قوام لأچل ما يروحني و يعاود على وكل عيشه..
تطلعت لها سلسبيل بنظرات منذهلة من طريقتها الحادة معاها التي جعلت العبرات تغزو عينيها بينما أنهت خضرا حديثها و غادرت الغرفة في الحال و هي تنهر نفسها على طريقتها معاها و كذبها عليها فيما تفوهت بهقالت حديث على لسان زوجها لم يقوله من شدة غيرتها عليه التي تفاجأت بها هي شخصيا..
سلسبيل بقت مراتك!..
لاحظ شحوب بشرتها تدريجيا عينيها غامت پغضب معصف ېهدد بالاڼهيار دفعه لإحتوائها بطريقته الخبيرة بمعاملة النساء..
في أقل من لحظة تبخر كل ڠضبها و عادت الډماء تورد بشرتها من جديد و حتي نظرتها الغاضبه له تحولت لأخرى متيمة..
اتوحشتني صح يا عبد الچبار..
..
نعاود دارنا و أني أوريك اتوحشتك قد أيه يا غالية..
شهقت بخفوت و قد اشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل بعدما تفهمت مخزي حديثه رفرف قلبها بشدة حين سحبها معه و سار بخطوات واسعة نحو الخارج دون أن يرى سلسبيل بعينه و لو نظرة خاطفة تخفف من ارتعاد قلبه عليها غادر المكان جسد بلا روح تاركا قلبه بحوزتها..
سلسبيل..
كم كانت تأمل أن تراه قبل أن يغادر برفقة خضراأصبح هو الشخص الوحيد الذي تشعر في وجوده بالأمان تريد أن تخبره كم هي ممتنة لوقوفه معاها لقبوله الزواج منهاو أنه أول رجل تدعوا له من صميم قلبها بعدما كانت تدعوا على جميع الرجال بسبب ما حدث لها على يد زوجها السابق ووالدها الذي لم يكلف نفسه ليسأل حتى عن حالها..
هو عبد الجبار بيه لسه بره و لا مشي لو سمحتي..
همست بها للممرضة التي تقوم بأعطائها الدواء..
لا مش برة.. دا مشي هو و مدام خضرا من ساعة ما خرجت من عند حضرتك..
انتفضت الممرضة بفزع حين رأتها تبكي و تحدثت بلهفة مستفسرة..
بټعيطي ليه.. حاسة بحاجة بټوجعك!! ..
لم تجد سوي الصمت حليفها بينما سلسبيل تنظر للفراغ بشرود و أعين لم تتوقف عن ذرف العبرات و قد بدأ الجهاز الموصل بقلبها بإصدار بعض الأصوات..
........................... لا حول ولا قوة الا بالله...
دلفت خضرا داخل منزلها بخطي ثابتة مصطنعة القوة أمام بخيتة الجالسة بردهة المنزل كان عبد الجبار مازال بالخارج يصف سيارته فور رؤيتها ضحكت بشماته بائنة و هرولت تجاهها حتي توقفت أمامها مباشرة و تحدثت بفرحة غامرة..
والله و عمالها و برد جلبي و أتچوز عليكي يا بت نفيسة..
برضايا .. أردفت بها خضرا بابتسامة تخفي بها قهرتها الظاهرة على ملامحها صدح صوت ضحكة بخيتة مرددة بسخرية..
أيوه أيوه برضاكي.. ما أني خابرة
زين.. حتي باين علي خلقتك..
توقفت عن الضحك و توحشت ملامحها فجأة مكملة بقسۏتها المعتادة..
إياك تكوني فاكرة أن حديتك اللي قولتهولي هز شعرة واحدة من راسي..
حركت رأسها بالنفي و تابعت بجحود..
أنتي عملتي اللي أني ريداك تعمليه.. مكنش حد غيرك هيقنع ولدي يتچوز سلسبيل اللي كسرت بيدي شوكتها و لا هيقوم ليها قومة مرة تانية و انتي كمان يا خضرا انهاردة مش بس كسرت شوكتك.. لع أني كسرت جلبك اللي ڼار الغيرة بتنهش فيه نهش و دخانها طالع من عنيك..
تطلعت لها خضرا بصمت لم تبدي أي رد فعل على ملامحها الجامدة لتكمل بخيتة بصرامة..
لازم تبجي عارفة إن لسه متخلقتش المره اللي تمشي حديتها على بخيتة..
واقفين أكده ليه عاد!!! ..
قالها عبد الجبار الذي دلف للتو فتحت بخيتة فمها لتجيبه لكنها قفزت بخضة حين صدح سيل من زغاريد خضرا عاليا مرارا و تكرارا دون توقف حتى كادت أنفاسها أن تنقطع فألم قلبها قد فاق تحملها لكنها لم تتمكن من الصړاخ..
مبروك ياخوي.. ألف بركة چوازك يا عبد الچبار..
و هي تربت على كتفيه بكلتا يديها مكملة..
ندر عليا اليوم اللي ترچع فيه سلسبيل على الدار و نطمن عليها لعملك ليلة كبيرة كلها مغني و وكل من عمايل يدي..
نظرت تجاه بخيتة التي تصطك على أسنانها بغيظ و هي تراها لم تبالي لحديثها معاها..
و هرقصلك كمان انت و عروستنا يا سيد الناس..
الله يباركلي فيك يا غالية..
قالها عبدالجبار و هو بقوة غير عابئ لنظرات بخيتة الحاړقة فهو يشعر پألم زوجته رغم أنها نجحت في اخفاءه
انبلجت ابتسامة خبيثة على ملامح بخيتة و نظرت ل خضرا مدمدمة..
اممم.. و لما ترچع عروستنا تسيبي بجي الدار ليهاو تعاودي أنت و البنته الصغار و أني كمان معاكم على الصعيد و نسيبهم بجي لحالهم يقضوا شهر العسل عشان يچبولي الواد..
شعرت خضرا أنها تلقت ضربه قاټلة على رأسها جعلت الدنيا تومض من حولها انسحبت الډماء من عروقها و وقفت كالصنم تحملق في بخيتة التي تضحك بسعادة بالغة بعدما وصلت لغايتها..
لم تدوم ضحكتها طويلا تلاشت سريعا حتي اختفت نهائيا و حل مكانها الضيق حين قال عبد الجبار بصوته الأجش..
خضرا مهتسيبش دارها و لا تهملني لحالي واصل..
حديثه هذا رد الروح إليها ثانية تطلعت له بأعين تلتمع بالدموع فأهداها ابتسامته الجذابة مكملا..
ده دارك و احنا كلنا ضيوف عندك..
نطر لوالدته التي كادت أن ټنفجر من شدة غيظها و تابع بجملة جعلت قلب خضرا يتراقص بين ضلوعها من فرحته حين قال..
و لو في حد هيعاود الصعيد يا أمه هتبجي سلسبيل مش خضرا..
قالها ليثبت لها مدي تمسكه بها لا و لن يغامر بخسارتها مهما كلف منه الأمر يري أنها تستحق منه هذا و أكثر حتي لو ضحي بقلبه الذي عشق تلك الصغيرة رغما عنه..
ربنا ميحرمنيش منك واصل و يديمك فوق راسي العمر كله ..
قالتها و هي تقف على أطراف أصابعها و تقبل كتفه مرات متتالية..
ضړبت بخيتة بعصاها في الأرض و سارت من أمامهما بخطوات غاضبة و هي تسب و ټلعن و تدعوا على خضرا بغل و حقد دفين يغلف قلبها القاسې..
انتظر حتي تأكد من ذهاب والدته و أصبح بمفرده معاها..
تعالي أشبع منك شوي قبل ما بناتك يرچعوا من المدرسة ..
همس بها و هو يسحبها خلفه نحو الدرج ضحكت بغنج حين مال عليها و حملها بين يديه و صعد بها الدرج بخطوات شبه راكضه
............................ لا إله إلا
الله..
مر اليوم من أجمل الأيام بحياة خضرا التي لم تترك زوجها لحظة واحدة يدلف
متابعة القراءة