رواية جابري الفصول من 16-20

موقع أيام نيوز

أمه.. 
قالها عبدالجبار وهو يتابع سيره بها متجه نحو غرفتها لتتسع أعين بخيتة پصدمة حين نظرت لها سلسبيل و أخرجت لسانها لها بحركة أستفزازية جعلت النيران تشتعل بداخلها أكثر..
اه يا بت المركوب.. تمتمت بها بسرها لتقفز فجأة بفزع حين اقتربت منها خضرا و زغرطت داخل أذنها بصوت عال للغاية مرددة.. 
الليلة فرحتنا كبيرة بخروچ عروسة سيد الدار بالسلامة يا أمه بخيته.. وإني نادراها هعمل وكل ياما و أوزع على الخلق بيدي..
اممم و ماله.. اعملي و وزعي ما هو كله خير ولدي.. 
قالتها بخيتة و هي تسير من أمامها بخطوات غاضبة و هي ټلعن بسرها كعادتها..
........................ صل على محمد ......
خضرا.. 
هروح أنا اتسبح و أغير خلجاتي على ما تچهزي الوكل يا خصرا.. 
قالها و هو يغادر الغرفة و يسير للخارج بعدما اطمئن على صغيرته التي تجهز لها خضرا ثياب بيتيه و جلست بجوارها لتساعدها على تغير ثيابها..
عنيا يا أبو فاطمة.. هساعد البنته و اسيبها ترتاح هبابة و هقوم اچهز الوكل طوالي.. 
أردفت بها و هي تخلع لها حجابها بعدما تأكدت من خروج زوجها وغلق الباب خلفه.. 
أبلة خضرا ممكن تبعتيلي فاطمة و حياة يقعدوا معايا على ما انتي تخلصي اللي بتعمليه و تيجي..
تفهمت خضرا المخزي وراء طلبها هذا تراقص قلبها فرحا حتي إنها
لم تستطيع إخفاء فرحتها هذه و ردت عليها دون أدنى إعتراض بعدما ربحت غيرتها مجددا.. 
حاضر يا خيتي.. هقولهم يفضلوا وياك على ما أچيك بالوكل لاچل ما تاكلي زين و أعطيك علاچك بيدي..
نظرت لها سلسبيل بابتسامة تتعجب من حنانها عليها و غيرتها منها بأن واحد..
.................................لا إله إلا الله ...
..بعد مرور أقل من ساعة..
ممدة على الفراش تتابع بنات زوجها يلعبان بجوارها بعرائسهما الباربي انبلجت ابتسامة حزينة على ملامحها الجميلة و هي تتأملهما لم يأخذان من والدهما سوي رسمة عينيه الواسعة ذات الرموش السوداء الطويلة
تلاشت ابتسامتها حتي اختفت تماما و حل مكانها الخجل الذي جعل وجنتيها تتورد بحمرة قاتمة حين تسللت لأنفها رائحة عطره التي تحفظها عن ظهر قلب
علقت أنفاسها بصدرها و نظرت تجاه باب الغرفة بلهفة تنتظر طالته عليها بنفاذ صبر تسارعت نبضات قلبها حين وصل لسمعها صوت خطوات قدميه تقترب و من ثم طرق برفق على الباب و دلف للداخل غالقه خلفه و عينيه تدور بحثا عنها بإشتياق واضح على قسماته الصارمة..
يا إلهي تشتاقه حد الجنون !!!
نطق بها الفتاتان و هما يركضان نحوه أرتموا داخل حضنه فضمهما هو له بحب شديد و عينيه مثبته على تلك الصغيرة التي تطلع لهم بابتسامة فاتنة و كم تمنت لو تركض هي الأخرى و تختبئ بين ضلوعه
اتواحشتكم قوي قوي.. 
قالها عبد الجبار قاصدها هي بها عينيه ترمقها بنظرة معاتبة على معاملتها له التي تبدلت للنقيض دون مبرر أو سبب واضح..
ابتعدت هي بعينيها عنه سريعا و قد عادت ملامحها للجمود ثانية و سحبت عليها الغطاء تخفي به منامتها القطنية ذات اللون الوردي التي تظهر جمال عنقها المرمري و بداية صدرها بسخاء..
قاعدين أهنه و سايبين أمكم تحضر الوكل لحالها أكده .. 
قالها و هو يبتعد عن الباب مكملا.. همي يا فاطمة و خدي خيتك وياك!!..
لم تدعه سلسبيل يكمل حديثه حين قطعته قائلة بصوت مرتجف يظهر مدي توترها.. 
لا سيبهم.. أنا قولت لابلة خضرا عايزاهم يفضلوا معايا..
رفع حاجبيه و رمقها بنظرة منذهلة أكدت هي الآن ظنونه بها و أصبح على يقين أنها تتهرب من وجودها معه بمفردهما.. 
امممم وماله يفضلوا و أني كمان هفضل وياك..
قالها و هو يسير نحوها بخطي بطيئة أثارت الريبة بداخلها و قد اعتلت ملامحه ابتسامة ماكرة ذادت من توترها و جعلت أنفاسها تتلاحق حين وجدته جلس بجانبها على الفراش المسافة بينهما لا تذكر..
عبد الجبار.. همست بها بتحذير و هي تتنقل بعينيها بينه و بين الصغيرتان..
اتوحشتك يا سلسبيل.. اتوحشتك قوي.. 
حرماني منك ليه يا عشج الجلب و الروح..
عبد الجبار علشان خاطري كفاية..
عبد الجبار..!!!!
.الفصل ال..
..
بخيتة..
كانت تقف على باب غرفة سلسبيل تتجسس كعادتها لكنها لم تستمع لحديثهما بسبب صوتهما الخفيض فتحت باب الغرفة دون سابق إنظار و دارت بعينيها تبحث عنهما كان عبد الجبار يجلس بجوار زوجته على الفراش منفصلان عن العالم حولهما بنظرتهما لبعضهما كلا منهما يذوب بعين الأخر..
نظرته لها نظرة عاشق أرهق قلبه البعاد و نظرتها هي له نظرة تائهه في بحر الحرمان و أخيرا و جدت بر الأمان بصعوبة بالغة لوجود ابنتيه معه في الغرفة كما لو كانت أشهى المؤكولات التي حصل عليها في حياته بأكملها
لم ينتبه على الإطلاق ل بخيتة الواقفة تتابعهما بنظرات يملؤها الغيرة و الحقد الدفين على سلسبيلتطلع لهما بأعين متسعة على أخرها حين وجدت ابنها يميل بوجهه على شعر زوجته و يأخذ نفس عميق غالقا عينيه على خصلاتها الحريرية و هو يهمس لها بكلمات غزل تداعب أنوثتها و تجبرها على الابتسامة 
عبد الچبار!!!!..نطقت بها بخيتة إعادتهما للواقع من جديد انتفضت سلسبيل بفزع و أسرعت بالاختباء داخل حضڼ زوجها بينما هو لم تهتز شعره واحده من رأسه بل ضم زوجته داخل صدره بلهفة و يده تربت على شعرها و ظهرها برفق مغمغما..
خير يا أمه..
اممم كل خير يا ولدي.. دمدمت بها و هي تسير نحوهما حتي توقفت بجوار سلسبيل التي انكمشت على نفسها داخل حضڼ زوجها و قد ظهر الضيق على ملامحها الشاحبة و بدأ صوت أنفاسها يعلو بعدما شعرت بالهواء يتلاشي من حولها خاصة حين لمحتها تستعد للجلوس بجوارها و بالتأكيد لن تتوقف عن لكمها في الخفاء كما تعودت منها على مثل تلك الأفعال الحمقاء..
تفهم زوجها سبب ضيقها و داهمته ذكري أفعال والدته معاها في السيارة وقت عودتهم من الصعيد فحملها بين يديه فجأة جذبها عليه تطلعت له مذهولة و قد لجمتها الصدمة و هي تراه يتحرك بها حتي أصبح هو بمكانها بجوار والدته و وضعها على مهل متعمد 
وه بتبعدها عني ليه.. هاكلها إياك!!..
قالتها بخيتة پغضب و هي ترمقها بنظرات مشټعلة لكنها لم تأبي لها سلسبيل مطلقا فقد كانت تجاهد لتلتقط أنفاسها 
جلس عبد الجبار بأريحية هو وزوجته و ذراعه مازال ملتف حول خصرها يوشم بأنامله عليه و برغم قربها إلا أنه تحدث بثبات قائلا..
أني رايد أكون بناتكم أكده يا أمه فيها حاچة دي.. ولا أنتي معوزاش تقعدي چاري..
ربتت بخيتة على كتفه و هي تقول..
معوازش غير أني أكون چارك أنت و ولادك يا ولدي.. و مستنيه اليوم اللي ربنا يمن عليك فيه ويرزقك بالواد اللي يشيل اسمك واسم أبوك و يكون سند ليك و لبناتك يا ضنايا ..
رغم اللامبالاة التي تزين محياة يظهر عكس ما بداخله و أنه غير عابئ لحديثها إلا أنه يتمني و يدعو من
صميم قلبه ليري ابن له من صلبه يحمل أسمه شعرت سلسبيل بتشنج جسده حولها و يده التي سارت ببطء و حرص شديد حتى قبض على كفها و ضغط عليه بخفة كانت بمثابة ضغطه على قلبها يخبرها بها أنه يريد أبنه منها هي ..
في حين أنها تتمني أن تصبح
تم نسخ الرابط