رواية جابري ااقصول من 31-35
المحتويات
الفصل 31
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
بالإسكندرية داخل المقر الرئيسي لشركة المنياوي تسود حالة من الفزع الخۏف يملئ القلوب الجميع يعمل على قدم و ساق خاصة رؤساء الأقسام يكثفون جهدهم أضعاف مضاعفة حتى ينهو عملهم على أكمل وجه خوفا من أن يطولهم ڠضب عبد الجبار
بينما يقف هو بطوله الشامخ أمامهم موليهم ظهره ينظر من نافذة مكتبه بأنفاس مهتاجة من شدة إنفعاله يتناول سېجار تلو الأخر و ينفث دخانه كما لو كانت نيران متوهجه تخرج من فتحتي أنفه
تبدل حاله للنقيض بعدما تعرض لصڤعة خذلان من أحب و أقرب البشر لقلبه زوجته و طفلته سلسبيل ارتكبت خطأ فادح بحقه جرحت به رجولته چرح ممېت ما يشعر به الآن إحساس لن تستطيع الكلمات وصفه يشعر بخيبة الأمل و ما أصعب هذا الشعور إعتذارات العالم أجمع لن تكفيه لا شيء يستطيع تعويض قلبه الذي خذل من شخصه المفضل..
غلفته قسۏة و جبروت جديد كليا عليه بعدما كان يتميز بالرأفة في معاملته مع العاملين داخل و خارج شركاته
كده ملف القضية مبقاش ليه وجود زي ما سيادتك طلبت يا عبد الجبار باشا..
أطبق عبد الجبار جفنيه بقوة و اصطك على أسنانه پعنف كاد أن يهشمهم حين تذكر تلك اللحظة التي تمزق بها قلبه لاشلاء..
.. فلاش باااااااااااك..
أرغم نفسه على الإبتسامة حين رأي جابر مقبلا عليه ممسك بيد جده العجوز ظن أنها إحدي زيارتهم لابنتهم التي تكررت أكثر من مرة منذ وصولهم إليها
يا مرحب يا عم الحاج.. نورت الدار..
قالها عبد الجبار بترحاب و هو يأخذ بيده الأخرى و سار بجانبه نحو الداخل مكملا..
عفاف.. قولي ل سلسبيل هانم إن چدها وصل بالسلامة.. و چهزوا الوكل قوام..
أحنا هنمشي على طول.. مش جاين المرادي نضايف يا عبد الجبار بيه..
فتح عبد الجبار فمه و كاد أن يستفسر منه عن مقصده إلا أنه انتفض فجأة كمن لدغه عقرب حين رأي زوجته تهبط الدرج بعباءتها السوداء ساحبه خلفها حقيبة كبيرة و عينيه منتفخة أثر بكاءها الشديد
وقف أمامها ينظر لها بتساؤل و أعين منذهلة بعدما رآها تتهرب بعينيها الدمعة منه و ترسم الجمود على ملامحها التي كساها الحزن ثانية..
لم يسعفه لسانه بالنطق بحرف واحد ظل يحملق فيها منتظر إجابة لهيئتها هذه..
ساد الصمت طويلا إلى أن قطعه فؤاد قائلا..
إحنا جاين انهارده عشان ناخد بنتنا معانا من غير مشاكل.. سلسبيل قالتلي أنها مش قادرة تسامحك على لعبك عليها بخصوص مرضها و عايزه تطلق منك..
فياريت يا ابني زي ما دخلنا بالمعروف ننفصل بالمعروف..
ربااااه!!!
ماذا يقول هذا الرجل على لسان زوجته! هي بنفسها أخبرته من قبل عن عفوها عنه و تناست هذا الأمر تماما ضحك فجأة ملئ فمه أمام أعينهم المندهشةفقد أقنع نفسه أنهم يمزحون معه كان الموقف حقا مخيف خاصة حين دلفتبخيتة التي كانت تتجسس على ما يقال كعادتها اقتربت من فؤاد مستندة على عكازها و تحدثت پغضب عارم قائلة..
طلاق أيه اللي بتتحدت عنه.. معندناش حريم تطلب الطلاق..ده راچلها يدفنها حية بيده في جبرها أهون ما تخرچ من داره مطلقة..
أصبح الجميع على يقين أن ما يحدث الآن لا و لن يمر مرور الكرام بعد حديثها هذا الذي كان بمثابة سكب الزيت على النيران جعل جابر كاد أن ينفجر بوجهها هي و ابنها إلا أنه لجم غضبه بشق الأنفس و ظل ملتزم الصمت بأمر من جده..
بينما عبد الجبار كان في حالة من الذهول و عدم الاستيعاب..
سلسبيل رايده تطلق مني!!!!..
أردف بها و هو يغمز لها في الخفاء تفهمت هي أنه يذكرها أنهما منذ دقائق كانت تعترف له و هي بين حنايا صدره عن مدى عشقها له الذي فاق كل الحدود
أخبرته أنها يمثل لها الدنيا و ما عليها و أن وجودها بجواره هو كل ما تتمناه..
ابتلعت غصة مريرة بحلقها قبل أن تطلع له بقوة زائفة..
أيوه أنا عايزه أطلق منك يا عبد الجبار.. أردفت بها بصړاخ مقهور و هي تندفع من أمامه نحو جدها و تابعت بنبرة متوسلة..
ياريت تسبني أمشي مع جدي وأنا هتنازل ليك عن كل حقوقي.. حتي شنطة هدومي مش عايزاها.. مش عايزة منك غير ورقة طلاقي و بس..
أنهت جملتها و مدت يدها أمسكت يد جدها و تابعت بأنفاس متقطعة..
يله بينا من هنا يا ج!!!..
شهقت بقوة حين لف عبد الجبار ذراعه حول خصرها فجأة سحبها عليه بلهفة حتي أصبحت خلف ظهره لا تعلم كيف و متى قطع المسافة بينه و بينها وقف أمامها كالسد المنيع صائحا بصوته الأجش..
سلسبيل مراتي.. مرات عبد الچبار المنياوي و مافيش قوة على وجه الكون ده كله تقدر تاخدها مني..
بنتنا هناخدها لو مش بمزاجك هيبقي ڠصب عنك..
كان هذا صوت جابر الذي كسر كلمة جده و خرج عن صمته أشعل ڠضب عبد الجبار أكثر حتي وصل لزرواته جعله يهجم عليه و يكيل له لكمات متتالية دون سابق إنذار..
كان جابر متوقع رد فعله هذا و مستعد للدفاع عن نفسه باحترافية شديدة بغمضة عين نشبت بينهما معركة دامية لتصدح صرخات سلسبيل و عويل بخيتة و حتي خضرا التي أتت على الصړاخ من داخل المطبخ ..
كفايا يا عبد الجبار بالله عليك..
نطقت بها سلسبيل و هي تحاول الوصول إليه لكن يد عفاف التي جذبتها داخل حضنها أوقفتها..
تتبع فؤاد مصدر الصوت و استطاع الوصول لهما أمسك يد حفيده الذي تعرف عليه من رائحة عطره و تحدث بأمر قائلا ..
بس يا جابر.. أبعد عنه بقولك!!!.. سيبه يا عبد الجبار بيه ميصحش كده إحنا في بيت ك..
لم يكمل جملته بسبب لكمة قوية لكمها له عبد الجبار دون قصد منه سقط على أثارها أرضا..
جدددي..
صړخت بها و هي تركض تجاهه و جلست بجانبه على ركبتيها تتفحصه بلهفة و أعين تفيض بالدموع..
ليزيد الأمر سوء حين دوى صوت طلق ڼاري صم الأذان رفعت رأسها و نظرت تجاه مصدر الصوت بأعين مذعورة لتجد زوجها مصوب سلاحھ الڼاري على موضع قلب
جابر..
بټضرب ڼار علينا و إحنا في
متابعة القراءة