رواية عشقت زوجي الجزء الاول
قبالتها بالمقعد الخاص بالمرضى ثم قال بنبرة عادية نوعا ما
اسمعي يا بت الناس... انتي اهنيه مش في بحري... انتي اهنيه في الصعيد... و الصعيدي دمه حامي معيجبلش الإهانة واصل بالذات لما تكون من حرمة...أني كنت چاي و ناويلك على نية سودة... بس المرادي خليها اكده تحذير.. إنما المرة الچاية معجولش راح اعمل ايه فيكي.. عتشوفي بعنيكي الحلوين دول.
انت بتهددني!!.. هو دا كرم الضيافة بتاعكم!
ده مش ټهديد... جولتلك ده تحذير.. و ان كان على كرم الضيافة عايزك تسألي زميلتك الضاكتورة مارتينا احنا وچبنا معاها كيف و مع الضاكتور حسين اللي كان ماسك مكانك جبل ما تشرفي... بس الصراحة ناس تستاهل الكرم... مش زي ناس طالجة لسانتها على رچالة البلد.
حضرتك قبل ما تحكم عليا يا ريت تسمع من طرفين مش من طرف واحد.
جولي اللي عنديكي يا ضاكتورة.
أولا أنا أكتر حاجة بكرهها و بټعصبني جدا هي الإهمال و قلة الذوق.. و الأخ الأولاني جايبلي ابنه متبهدل من التسلخات و بيقولي بقاله أكتر من أسبوع بالمنظر دا و لسة فاكر ييجي يكشف عليه النهاردة فبسأله بقوله طاب كنت بتستخدم ايه عشان تعالج بيها التسلخات قالي زيت الطبيخ... اديني عقلك انت.. ڠصب عني انفعلت و محستش بنفسي غير و انا بقوله يا جاهل يا متخلف.
مهما ان كان غلطان ميصحش واصل انك ټصرخي فيه اكديه و توبخيه كيف اللصغار.
عدلت من وضعية نظارتها الطبية ثم قالت بندم
كور قبضة يده پغضب من فعلة خفيره الغبي و توعد له و لكنه رسم الثبات على وجهه قائلا
لاه ميصحش يا ضاكتورة... في دي عنديكي حج.. بس برضو احب أفكرك يا ريت مسمعش عنيكي شكوى تاني من ردالة البلد... انتي مهما كان حرمة.. و ميصحش الحرمة تعلي صوتها على الردالة.
ربنا يسهل... أي أوامر تانية!
نهض من مقعده و هو يقول بثقة
لحد دلوق لاه...بس اعملي حسابك لو أنا خطيت الوحدة دي تاني يبقى معيحصولش خير واصل و اتجي شړي أحسنلك... عشان انتي مش جد شړ الكبير و أتمنى إنك ما تدوجيش منيه... سلام يا ست الضاكتورة.
لم ينتظر ليسمع ردها و انما استدار مغادرا بعدما استطاع اثارة حنقها البالغ و بقيت هي لتتوعد له مثلما توعد لها تماما.
معتصم بيه لحظة.
وقف لينظر لها باستفهام فأردفت بتوتر
متزعلش من ريم.. دي والله طيبة جدا و خدومة و جدعة... هي بس اللي بيعصبها اهمال
الأهالي مع أطفالهم.. بس عايزة اقولك انها أشطر دكتور دخل الوحدة دي.
أومأ متفهما ثم قال
فهميها يا دكتورة مارتينا ان الناس هنا طباعهم مختلفة عن القاهرة و لازم تتعايش مع الوضع دا يا إما تريحنا و تريح نفسها و تمشي من هنا خالص.
ابتسمت باعجاب حين تحدث معها بلهجته القاهروية فقد كانت نبرته رقيقة للغاية و لكنها تجاوزت ذلك مردفة
خسارة يا معتصم بيه.... قولت لحضرتك ريم شاطرة جدا و هتنفع الناس هنا و مع الوقت هما اللي مش هيستغنوا عنها.
تنهد بعمق ثم قال
و هتفيد بايه شطارتها مع لسانها الطويل دا... على العموم لو لقيت منها حسن النية هشيلها من ع الارض شيل... انما لو اتمادت في قلة أدبها دي.. يبقى تستاهل اللي هعمله فيها.
أسرعت لتقول بتأكيد
لا لا يا معتصم بيه... ان شاء الله مش هتشوف منها غير كل خير.
أومأ بإيجاب ثم استأذن بالمغادرة بينما مارتينا عادت لصديقتها و هي هائمة برقته و وسامته حين رأت منه الجانب المتحضر لأول مرة أخذت تحدث نفسها قائلة
يابن الايه... لو مكنتش مسيحية كنت حبيتك..
ثم أخذت تضحك على نفسها إلى أن وصلت إلى مكتب صديقتها و التي كانت تجلس بمقعدها تستشيط ڠضبا و وجهها محمر من فرط الانزعاج و العصبية.
يا لهوي يا ريم... چنتل مان مووووت.
قالتها و هي تبتسم بهيام مترقبة ردة فعل صديقتها التي استقبلت عبارتها باستنكار تام متمتمة
نعم!!.. دا چنتل مان!..
طبعا يابنتي.. أصلك مسمعتهوش و هو بيتكلم معايا قبل ما يمشي.
تأففت بملل و هي تقول
و النبي قفلي ع السيرة دي بقى.... أنا يظهر كدا مستنياني أيام فل ف أم البلد دي.
ضحكت مارتينا بصخب فناظرتها ريم بغيظ و هي تقول
اضحكي ياختي اضحكي... مانتي متعودة على كدا..
أومال يابنتي... ما أنا صعيدية برضو بس من مدينة سوهاج نفسها... بس يعني مش حاسة بالغربة زيك و لا شايفة ان الناس غريبة زي مانتي شيفاهم.
تنهدت بقلق و هي تقول
ربنا يعدي الأيام اللي جاية على خير.
حين عاد الى أمه راحت تسأله بقلق مردفة
خير يا ولدي!..عملت معاها ايه
جلس بجوارها متنهدا بعمق ثم قال بهدوء
كل خير يا امايا...البنتة لاجيتها كيوتة كدا..
قاطعته بقولها مستنكرة
باه... كيوتة كيف يا ولدي!
حمحم بحرج مستعيدا غلظته مرة أخرى ليقول
قصدي بت نايتي اكده... ماعتحملشي اللي كنت ناويلها عليه... بس عطيتها جرصة ودن اكده لعند مانشوفو آخرتها ايه معاها...
أومأت برأسها و هي تقول
أني خابراهم زين بنتة بحري.. بيتلونو كيف الحرباية.
بزياداكي يامايا حديت في الموضوع ده.. معايزش اعطيها جيمة اكبر من حچمها.
ربتت على كتفه بحنو و هي تقول
طاب كمل فطورك يا ولدي.. ملحجتش تكمل واكلك.
نهض من كرسيه متمتما بضيق
مالياش نفس.
ثم غادر عائدا الى غرفته تحت نظرات أمه المتعجبة.
بمجرد أن دلف غرفته خلع عنه جلبابه ثم ألقاه پعنف و كأنه يفرغ به غضبه من ذاته.
فمنذ أن التقى بها و صورتها لم تفارق عينيه كانت جذابة حقا... جذابة لدرجة أنه تنازل عن غضبه و نيته السيئة في عقابها بمجرد أن تأملها و سمع صوتها...جذبته لدرجة أن ملامحها طبعت بذاكرته صوتها مازال يتردد بأذنيه لما احتلت قدرا كبيرا من تفكيره في غضون دقائق قليلة!... إنها ليست المرة الأولى التي يلتقي بها بفتاة قاهرية جميلة... إنه ليس ذلك الرجل الذي ينجذب بسهولة لأي امرأة مهما كانت تمتلك قدرا كبيرا من الجمال.
أخذ يجذب خصلات شعره و هو يجز على أسنانه و يقول
اطلعي من دماغي بقى... كنتي مسخبيالي فين يا بت الناس.
يتبع...