رواية عشقت زوجي الجزء الاخير

موقع أيام نيوز


الرجبة.. انتي عايزة تلبسي غامج و تچرسينا! 
زمت شفتيها بضيق ثم قالت بانصياع 
حاضر يامايا بنفسچي بنفسچي.. 
ضيقت عيناها بمكر و هي تقول 
إيوة اكده... أنا خابراكي معتچيشي غير بالعين الحمرا يا بت حمد. 
ضړبت صدرها بخفة لتقول باستنكار 
أني يامايا!...دا أني بالذات لو جولتيلي لجحي روحك بالجنايا هلجحها طوالي.. دا أني عمري ما كسرتلك كلمة واصل.. أني طوالي.. 

قاطعتها أمها بنفاذ صبر هاتفة 
اتكتمي يا بت... ايه ياختي ماصدجتي تنفتحي في حديتك الماسخ ده... إنچري يلا روحي احلبي الچاموسة عشان تتشطفي و تغيري خلجاتك قبل ما عريس الغبرة ياچي.. 
أطرقت رأسها پانكسار و هي تردد بخنوع 
حاضر يا امايا أني رايحة الزريبة أهو... 
راقبتها أمها و هي تسير ناحية حظيرة الحيوانات و هي تبتسم بانتصار فها هي فتاتها المطيعة لم تخيب ظنها أبدا و أينما توجهها تذهب كيفما شائت هي... ألغت شخصيتها و محت تفكيرها و لم تسمح لها بأن تفكر أو تختار... فحتى زواجها بابن عمها لم يكن سوى إقرارا منها بالموافقة على ما تراه أمها في صالحها و حسب فصافية أيضا حالها من حال حمد لم تراه منذ سنوات و لم يخطر ببالها من الأساس أن تخطب له. 
و لكن هي كل ما تعرفه أنها ترى بعين أمها و تفكر برأس أمها و تسير كما يحلو لأمها و حسب.
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحلقة التاسعة
رواية مهمة زواج 
استيقظت ندى لصلاة الفجر و بعدما أدت الصلاة أنهت أذكار الصباح ثم تلت وردها القرآني و بقيت مكانها شاردة تفكر فيما أملاه عليها أدهم بالأمس تؤلمها تلك الكذبة التي افتعلها لكي يضمن تغاضي أمه عن انفصالهما في بيت الزوجية و لكنها مضطرة لمجاراته الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. 
استمرت بشرودها حتى بدأت خيوط الشمس تتسلل الى الغرفة عبر النافذة لتضيئها رويدا رويدا الى أن انتبهت لوقت الشروق فأخذت تدلك رقبتها من الألم و هي تتمتم لنفسها 
ياااه أنا قعدت كل دا سرحانة... 
ثم تنهدت بقلة حيلة و نهضت من مكانها لتبدل اسدال الصلاة الى فستان قطني بسيط و مريح و في ذات الوقت لا يظهر من جسدها شيئ ثم غطت رأسها بحجاب صغير و خرجت من الغرفة لتسير بإتجاه المطبخ لتعد ثمة شطيرة تسد بها جوعها. 
لم تكد تصل إلى باب المطبخ حتى استمعت الى صوت جلبة آت من غرفة أدهم فأدركت أنه قد استيقظ و ربما يتجهز الآن للذهاب الى عمله فابتسمت بحالمية و هي تفكر في شيئ ما فلا ضير من إعداد مزيد من الشطائر
يتناولنها سويا.
بينما أدهم في غرفته حائر تائه بين ملابسه و أحذيته و أحزمته الميري الغرفة تعمها فوضة هائلة فقد كانت أمه من تعد له ملابس العمل و توفقها مع بعضها البعض حتى حذائه هي من تتولى أمره و تضعه بجوار بدلته الرسمية و ما عليه إلا أن يرتدي ما أعدته و حسب. 
أخذ يزفر أنفاسه پعنف فقد ضاق ذرعا بهذا الأمر و نفذ صبره و لكن لا مجال الآن للحيرة فعليه أن يختار عاجلا أم آجلا...
بعد حوالي عشرون دقيقة كان أدهم يقف أمام المرآة يضع اللمسات الأخيره على مظهره بعدما مشط شعره و نثر عطره النفاذ ثم قام باحكام حزامه الميري حول خصره و غرس سلاحھ بالجيب المخصص له في الحزام و أخيرا و بعد عناء ألقى نظرة رضا على نفسه فقد انتهت المهمة بنجاح. 
في تلك الأثناء كانت ندى تجلس الى الطاولة الصغيرة القريبة من غرفة أدهم حتى يرى ما أعدت له من إفطار فقد كانت تنتظره بملل الى أن خرج أخيرا و هو يعبث بهاتفه غير منتبها لها و لكنه حين أطل عليها بتلك الطلة التي تراه بها لأول مرة بحلته حالكة السواد و شارتي الشرطة ذات النسر الذهبي على كتفيه و شعره المصفف بعناية و ذقنه الحليقة تماما و التي جعلته يبدو أصغر من عمره بكثير و ذلك الحزام الأسود حول خصره و السلاح الذي يزينه و فوق كل ذلك رائحة عطره التي تصيبها بالثمالة... انحبست أنفاسها بصدرها من فرط الإثارة و اتسعت حدقتيها باعجاب بالغ و كل ما أثار حفيظتها الآن هل تراه البنات و هو على تلك الشاكلة!.. حتما ستصاب بالجنون ان اتبعت أفكارها تلك.. 
حين رفع رأسه عن هاتفه و خطى نحوها حين انتبه لها نفضت رأسها سريعا من لحظات الإعجاب و الصدمة و تصنعت أنها مشغولة باعداد الشطائر رغم أنها جاهزة بالفعل على الأكل. 
صباح الخير يا ندى.. 
صباح النور. 
صاحية بدري كدا ليه! 
عادي.. أنا بصلي الفجر و مبنامش.. 
هز رأسه ثم ما لبثت أن تنحنحت بخجل ثم قالت 
احم.. أنا سمعت دوشة جاية من قوضتك فقولت انك أكيد بتلبس عشان تروح شغلك فعملتلك ساندويتشات معايا. 
سحب الكرسي المقابل لها ثم جلس عليه و هو يقول 
يا بنتي بتتعبي نفسك ليه... أنا كنت هفطر في الشغل. 
هزت كتفيها لأعلى قائلة بخجل 
عادي.. أنا كدا كدا كنت بعمل لنفسي فزودت ليك. 
التقط إحداها ثم قضم منها قضمة و هو يقول 
ماشي يا قمر تسلم ايدك. 
أجابته ببسمة صغيرة ثم بدأت تأكل على استحياء و هي تستنشق رائحته المسكرة باستمتاع فبدون وعي منها سألته بتلقائية 
البرفيوم بتاعك حلو أوي... هو اسمه ايه! 
حانت منه ابتسامة و هو مثبت نظره على الشطائر بيده فقد فاجئته بسؤالها ثم ما لبث أن قال 
دخون روز... بطلبه من دبي مخصوص اونلاين. 
أومأت بحرج بعدما نهرت نفسها على سؤالها السخيف من وجهة نظرها فكثيرا ما يسبق لسانها عقلها. 
عم عليما صمتا وجيزا و هما يأكلان قطعته ندى بسؤالها 
أدهم بما اننا اصحاب قولي بقى.. أعجبت ببنت قبل كدا أو حبيتها! 
توقف عن مضغ الطعام للحظة من أثر تفاجؤه بسؤالها الذي أربكه قليلا فهو لا يدري أمن الطبيعي أن يخبرها بأمر دارين أم ماذا! 
و لكن سرعان ما محى آثار المفاجأة من على وجهه و استرسل بمراوغة 
اه كنت معجب ببنت كدا و خطبتها فترة بسيطة بس محصلش نصيب.. 
صمتت پصدمة لوهلة ثم قالت 
بجد! 
اممم... ايه مالك مصډومة كدا ليه! 
ابتلعت ريقها ثم قالت بنبرة جاهدت أن تبدو طبيعية 
لا أبدا... أصل شكلك جد أوي و مش رومانسي و لا ليك في الحب فعشان كدا استغربت. 
صدرت منه بسمة ساخرة و هو يقول 
حتى انتي كمان بتقولي كدا! 
دا مش رأيي أنا لوحدي بقى! 
هز رأسه بإيماءة بسيطة فلم يرغب في الدخول في تفاصيل ولا الحديث عن أي شيئ يخص دارين. 
و انتي! 
باغتها بسؤاله فلم تحسب له حساب و لوهلة سكتت تفكر في إجابة تعفيها من الحرج فمن سواه الذي يمتلك قلبها منذ علم للحب سبيلا!.. و لكنها ابتلعت ريقها ثم قالت دون أن تنظر له متظاهرة بالانشغال بالأكل 
قبل ما اسافر أمريكا مع بابا كنت معجبة بشاب جارنا... بس كنت لسة صغيرة... هبل مراهقة بقى. 
و لما كبرتي! 
التقت عيناها الحائرتين بعينيه المصوبة تجاهها بترقب تكاد تصرخ بعشقها له و لكن خشت أن تفضحها نظراتها فأخفضتهما سريعا ثم قالت بوجوم 
خلاص بقى عقلت. 
هز رأسه بإيماءة بسيطة ثم نظر في ساعة يده فوجدها قد دقت الثامنة فنهض و هو يقول بجدية 
أنا كدا لازم أمشي.... شكرا يا ندى على الفطار. 
نهضت تباعا لتقول بخجل 
الشكر لله دا حاجة بسيطة. 
أومأ بامتنان ثم قال
ماما كلها ساعة و هتوصل... مش هوصيكي بقى. 
أومأت محاولة رسم الثبات على ملامحها حتى لا يلحظ حزنها الكامن بقلبها ثم قالت ببسمة محبة 
لا إله إلا الله.. 
محمد رسول الله. 
غادر من أمامها بينما بقيت هي تنظر في أثره بشرود و قد أخذ الحزن من قلبها مأخذه ثم سرعان ما عادت لواقعها لتأخذ الأطباق للمطبخ و تقوم بغسلها.
ألو... آسر.. بقولك النهاردة عيد ميلاد مودة و أنا أخدت عربية بابا و رايحة خان الخليلي أجيبلها هدية من هناك... انت عارف انها بتحب المشغولات و الأنتيكات اللي بتتباع هناك. 
يا مچنونة انتي سواقتك زي الزفت... مستنتيش لما أخلص شغلي ليه و كنا روحنا سوا. 
أنا لسة هستناك.!.. كدا هتأخر أوي و مش هلحق أعمل حاجة. 
طيب يا ميري ربنا يستر... بس عشان خاطري سوقي ع الهادي كدا و خلي بالك من نفسك. 
متقلقش يا حبيبي... صاحبتك قلبها مېت.. ههه. 
ماهو انا مش مخوفني غير قلبك المېت دا. 
خلاص بقى يا آسر متبقاش قلوق كدا. 
ماشي يا روح آسر...اشتري هدية مني ليها على ذوقك. 
تمام يا حبيبي.. باي بقى عشان أركز في الطريق.. 
أغلقت ميريهان الخط و هي تتنهد ببسمة عشق خالصة و لم تكد تعيد الهاتف إلى جوارها حتى انتبهت على صوت زامور عالي صم أذنيها ثم لم تشعر بشيئ بعدها.
بينما آسر على الجهة الأخرى أغلق المكالمة و هو يزفر بقلق لا يدري لما انقبض قلبه هكذا حين
أخبرته بأنها تقود سيارة والدها و لكنه نفض تلك الوساوس سريعا عن رأسه و هو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
انهمك آسر في أعماله فقد كان يومه حافلا بالمهام و المأموريات حتى أصابه الإرهاق فقرر أن يذهب لأدهم مكتبه يتمازحان سويا. 
الباشا العريس... 
هز أدهم رأسه بيأس و هو يقول پغضب 
هتفضل طول عمرك طور... بتدخل من غير ما تخبط ليه يا حيوان.. 
لوح آسر بيده و هو يقول بسخرية 
اعم انا فتحت عليك باب الحمام! 
رمقه بنصف عين و هو يقول بخفوت حاد 
عديم الاحساس. 
ابتسم بسماجة هاتفا 
حبيبي يا دومي. 
هو انا بمدحك يلا!.. دا انا بوبخك.. 
ضړب الحبيب زي أكل الزبيب... و انا بموووت في الشتيمة.. وبخني.. 
أبو تقل دمك. 
ها يا عريس... عامل ايه في الجواز! 
رمقه أدهم بتجهم مردفا بغيظ 
تعرف تنقطني بسكاتك 
بادله آسر بأخرى مشمئزة هاتفا بحدة 
تصدق انا غلطان اني جيت لبأف زيك... و أنا اللي كنت فاكرك هتفرفشني شوية. 
رد بنبرة متهكمة 
مالك يا ننوس عين ماما! 
هتف به آسر بحدة 
اتكلم بجد شوية بقى يا أدهم. 
اعتدل أدهم في جلسته ليميل برأسه ناحية صديقه متسائلا بقلق 
واد يا آسر فيك ايه!...حاسك بتحاول تتوه كدا بس شكلك مش مظبوط. 
تنهد بعمق و مشاعر التيه قد احتلت ملامحه و نبرة صوته 
مش عارف يا أدهم...مضايق كدا من غير سبب.. مش عارف دا من ضغط الشغل ولا ايه بالظبط. 
لم يكد يرد عليه حتى رن هاتفه برقم حماه.. 
دا عمو محمد والد ميري... 
طاب رد عليه. 
فتح الخط ليأتيه صوت حماه الباكي 
آسر تقدر تيجيلي دلوقتي مستشفى الدكتور رؤف! 
رد بنبرة يشوبها القلق 
خير يا عمي.. هي مودة تعبت تاني ولا ايه! 
سكت مليا و هو يعتصر عينيه بحسرة ثم قال 
تعالى بس... أنا محتاجلك جنبي دلوقتي. 
حاضر يا عمي... هحاول أخد إذن و اجي لحضرتك... مع السلامة. 
أغلق آسر المكالمة و هو في حالة من الحيرة و الشك ثم قال متعجبا 
غريبة أوي... مودة لما بتتعب ميري هي اللي بتتصل بيا تعرفني. 
رد
أدهم بتفكير 
يمكن مشغولة معاها يا آسر... روح
 

تم نسخ الرابط