رواية الوصية

موقع أيام نيوز


بينهم وهم بالكاد يكتمون بسماتهم. 
ماشي يا استاذ صلاح شكرا أنك بلغتني
ذلك آخر ما قالته رهف قبل أن تغلق الخط...زافرة انفاسها دفعة واحدة وهي تدرك كونها تأخرت في رد ذلك الدين القديم الذي مازال عالق بعنقها ورغم برائة نواياها حينها إلا أن ضميرها لم يكن رحيم بها وظل يؤنبها.
اخذت تضربه بقبضتها على ظهره لحين وصل بها للغرفة ولكنه كان غير عابئ بها ولا بدفاعها فقد فاض الكيل به ونفذ صبره من استخفافها فقد اغلق الباب خلفه ثم انزلها لتدفعه بصدره قائلة

انت عايز مني ايه !
قبض على يدها التي تضربه بها بقوة هادرا بنبرة صارمة وبنظرات يتطاير الڠضب منها بطريقة جعلت دواخلها تنتفض
كفاية عند بقى وفوقي انا ليا طاقة... اه غلطت بس مغلطتش لوحدي أنت كمان غلطانة وغلطك اكبر مني ومع ذلك دوست على كرامتي و رجعت ليك علشان بحبك لكن لو فاكرة أن حبي ليك هيخليني ممسحة تحت رجلك تبقي غلطانة انا بتغاضى بمزاجي ومش معنى كده انك تقلي مني وتسوقي فيها و تكلميني بالطريقة دي قدام الناس أنت مراتي وڠصب عنك لازم تحترميني
سيب إيدي يا يامن انا مش عايزة ابقى مراتك ومتقدرش تجبرني اعيش معاك بالعافية
لاح على ثغره بسمة مريبة لطالما تخوفت مما يحل بعدها وقبل أن تتوقع رد فعله كان يكبل يدها خلف ظهرها بيد وكرد فعل اغمضت عينها بترقب حين همس:
قالها بعبثية تامة وهو يبعد وجهه عنها ليخيب آمالها و يسحب حبل سلسالها الذي تخفيه تحت ملابسها ويتدلى منه تلك الحلقة الماسية التي لمحها بالصدفة أثناء معافرتها بين يديه
 لو دبلتي اتقلعت من ايدك تاني متلوميش غير نفسك
جزت على أسنانها ليستأنف هو بتسلية يتعمد اغاظتها
تصدقي في الشمال شكلها احلى
ضړبت قدميها بالأرض وصړخت بغيظ 
بكرهك يا يامن بكرهك
وانا بحبك وده كفاية بالنسبالي
قالها بغمزة من عينه جعلتها تكاد ټموت غيظا منه حتى إنها قبضت على خصلاتها وكادت تقتلعهم من رأسها لولا قوله بجدية 
سيبي شعرك واتفضلي لمي حاجتك علشان هنرجع القاهرة النهاردة لينا بيت نقدر نتعاتب فيه براحتنا ولا انت عاجبك الوضع هنا ومستنية لما امسك في خناق خالك واعمل مصېبة 
اعمل اللي تعمله برضو مش هرجع
ثارت ثائرته وأكد بصوت جهوري منفعل وبنبرة واثقة للغاية وهو يضغط على كل كلمة تخرج من فمه
لأ هترجعي وبلاش تراهني على قوة احتمالي اكتر من كده علشان أنت عارفة أني اقدر اخدك ڠصب عنك وڠصب عن عين أي حد هيحاول يتشددلك وحتى لو اضطريت ارتكب جناية
رغم الخۏف الذي دب قلبها من تهديده إلا انها لم تبدي أي ردة فعل تذكر فقط ظلت متجمدة بأرضها تحاول طمئنة ذاتها و نفض تلك الافكار السوداوية عن رأسها في حين هو تناول الحقيبة من فوق خزانة الملابس وقڈفها على الفراش قائلا بنبرة قاطعة كحد السکين لا تقبل التفاوض اجفلتها
نص ساعة وتكون جاهزة هستناك تحت وبتمنى متتأخريشعلشان انا على اخري من الراجل اللي تحت ده
قال آخر جملة بنبرة محذرة يقصد ارهابها وكسر عنادها بها كما السابق فيبدو انه ادرك أن تلك الطريقة الوحيدة التي تجدي نفع معها فمنذ حديثها اللاذع له بالأمس وهو يتعمد أن يتركها لهواجس عقلها حتى انه امتنع عن السؤال عنها ليشتت افكارها ولكن لم يستطيع الصمود أكثر فكيف لعاشق مثله التغاضي عن انين قلبه الممتلئ بها فقد تركها تتأكل نفسها وخرج من باب الغرفة لتتناول هي أحد الوسائد وتقذفها خلفه ثم تصرخ صرخات متقطعة من شدة غيظها و تشعر بالمهانة من طريقته في الضغط عليها فكانت تمرر يدها بخصلاتها وكأنها على حافة الجنون ولم يكن أمامها إلا ان تهاتف ثريا تستشيرها وبالفعل قامت بفتح هاتفها وطلبت رقمها لترد ثريا متلهفة
كده يا بنتي قلقتيني عليك أنت كويسة 
نفت برأسها وهي تعدل من وضع هاتفها على اذنها وتجلس على طرف الفراش قائلة
مش كويسة يا ماما
اهدي وفهميني ايه اللي حصل
لتقص عليها كل ما حدث فلم يكن من ثريا غير أن تؤنبها وتواجهها بخطئها وتوبخها على ردود أفعالها و كأي أم تريد الصالح لابنائها حاولت أن تكون على حياد وقد أخبرتها أنه لم يفعل ما فعله سوى كونه يحبها ومازال متمسك بها ولابد أن تقدر انه تغاضى عن سوء
 

تم نسخ الرابط