رواية الوصية

موقع أيام نيوز


طلبت الطلاق مرة عمري ما هتذللك تاني وهعرف ازاي اخلص منك
كانت تتحدث بتشنج و دفعة واحدة وبنبرة رغم ثباتها ولكنها كانت محملة بالألم والخذلان بين طياتها فكل انش بداخل هشيمها يحفزها على الصمود حتى عيناها كانت أبية ترفض أن تذرف الدموع هدر من أجله فيكفي ما فاضت به في الأيام السابقة ونعت به حظ قلبها فكانت في صميمها تقرر أن تثأر لكبريائها وتتخلى عن لين قلبها وتتحلى بالقوة التي كانت تتوارى دائما خلف رداء الطاعة والولاء له فيبدو أنها كانت تدخرها ليوم كذلك كي تواجهه بما كان يغوص بقلبها ويثقل خفقاته حد العناء.

حديثها كان متحدي له و مهين لكبريائه كرجل ولذلك صړخ بها بهياج شديد وبجبروت مقيت سيندم عليه 
عمرك ما هتعرفي تخلصي مني و اسمعي بقى... طلاق مش هطلق وهسيبك كده زي البيت الوقف وڠصب عنك يا رهف لازم ترضي بالأمر الواقع.
نفت برأسها برفض قاطع وبعيون متحدية وما إن كادت تعترض باغتها هو 
بلاش تتسرعي وفكري في ولادك وعلشان خاطر العشرة اللي بينا هطلع معاك جدع و هديك مهلة تهدي وتشيلي الافكار المسمۏمة دي من دماغك وفي ظرف يومين أتنين تكوني رجعتي بيتك ومعاك الفلوس يأما إقسم بالله ليكون ليا تصرف عمره ما هيعجبك ابدا
اجابته بإصرار وبكل ثقة دون أن تفكر حتى بوعيده وكأنها خططت لشيء آخر يردعه 
مش هرجع أنا مستحيل اعيش تاني مع واحد زيك
زمجر من جديد بنفاذ صبر وهو يحكم قبضته على ذراعها پغضب أعمى وشيطانه مازال مصر كونها أضعف من تلك القوة التي تدعيها وأهون من ذلك الإصرار المقيت 
هوريك الحقېر ده

هيعمل ايه
لما تنزلي ولادك وميرجعوش تاني و وقتها وحياتك لهخليك رجلي علشان ترجعيلي تاني
عند ذكر ابنائها احتل الخۏف عيناها و شعرت بغريزتها الأمومية تنهش بها وتحثها على شيء ترتعب أن تضطر له ليصدر صوتها مهزوز بعض الشيء حين قالت 
متقدرتش تاخدهم....
صدر من فمه صوت ساخط كعادته عندما يستخف بشيء وهسهس أمام وجهها 
لأ اقدر وهتشوف ازاي هقنع الدنيا كلها انك حرامية وقليلة الأصل و ولادك ساعتها هما اللي هيتبرو منك ويستعرو أن أنك أمهم واحدة شبهك
نفت برأسها بعدم استيعاب وصړخت به 
انت ازاي حقېر كده
غضبه أعماه على الأخير من تطاولها معه فكان يشعر بغل وغيظ شديد جعله لم يتحكم بردود فعله حين دفعها بكل غل واسقطها على تلك الأرض الصلبة القاسېة التي ما إن ارتطمت بها صړخت صړخة مدوية من شدتها جعلت سعاد التي كانت تتسلق درج البناية بروية تهرع لها... وما إن فتحت باب الشقة و وجدتها طريحة بالأرض صړخت به ودفعته بقوة خارج منزلها قائلة بعدائية شديدة 
منك لله يا حيوان ... اطلع برة ومتورناش وشك تاني
حانت منه بسمة متجبرتة وصدر من فمه ذلك الصوت الساخر الذي يشتهر به وهسهس بوعيد قبل أن يغادر 
همشي ... وهما يومين بس يا رهف وتنفذي اللي قولت عليه أحسن ما هوريك الحقېر اللي مش عجبك ده هيعمل فيك ايه
ذلك أخر شيء تفوه به قبل أن تدفعه سعاد دفعة أخيرة خارج باب شقتها وتغلق الباب بوجهه بكل قوة جعلته يستشيط أكثر وأكثر وهو يغادر بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب.
بينما هي كانت مازالت طريحة بأرضها حين هرولت لها سعاد قائلة بنبرة نادمة متحسرة على ما أصابها وهي تحاول أن تساعدها كي تنهض 
مكنش لازم اسيبكم سوا بس أنت اللي اصريتي
لم تعقب بل كان وجهها يشحب تدريجيا وهي تشعر بمغصة قوية ببطنها لتثني ساقيها وتحتضن أسفل معدتها بذراعها وكأنها تواسي ساكن احشائها على الصمود مثلها ولكن هو كان له رأي أخر.
وحينها تفسد جبينها بالعرق و انهمرت دمعاتها پقهر لا مثيل له وهي تشعر بأنسلاخ قطعة من روحها.
لتصرخ صړخة ممزقة نابعة من أعماق أحشائها التي يبدو انها حتى هي رفضت أن تحتفظ بشيء يخصه .
لتغمغم پقهر وبنبرة مرتعشة واهنة من شدة الألم 
اه ه ه ه ه ه ه ه ه ألحقيني ياسعاد....
الثامن عشر
بعد صړختها المدوية شهقت سعاد بقوة وبرقت عيناها وصاحت بجزع وهي ترى بقعة من الډماء تلوث ملابسها 
رهف... انت پتنزفي!
نفت رهف برأسها بضعف وكأن عقلها يرفض أن يستوعب أن تلك الخيوط الدافئة التي شعرت بها ماهي إلا بشارة خسارتها. فما كان منها غير أن تغمغم پقهر وهي تحتضن اسفل بطنها وكانها تحاول أن تتمسك بما كان يسكنها 
البيبي هيروح يا سعاد أه ه ه ه
ه ه ه ه ه ه
تأوهت بقوة وهي تشعر أن الألم يتعدى قوة احتمالها فكانت حرفيا تشعر بأن شفرات حادة تمزق أحشائها فما كان منها غير أن تستسلم لذلك الظلام الذي سحبها بداومته وأسقطها فاقدة للوعي تاركة سعاد في حالة من الهلع تصرخ بإسمها وتربت على وجنتها ولكن دون جدوى فكانت هامدة وملامحها شاحبة تحاكي المۏتى مما جعل سعاد تهب بأعصاب تالفة تتناول الهاتف لطلب المساعدة ودمعاتها تنهل من عيناها تشوش رؤيتها. طرقات قوية على
 

تم نسخ الرابط