رواية فاطمة الجزء الاخير
المحتويات
هقولك عليه وتنفذية بالحرف
من العين دي قبل العين دي أومرني يا معلم
المطرح اللي تحت أنا أجرته لخواجة ألماني جاي البلد في زيارة
لوت شفتيها في غيظ وقالت
وهي البلد ناقصه كمان ألمان
قال عبدالله بأمل
سعد باشا زغلول لا يمكن يسكت وكفاية ثورة 19 ومش هتكون أخر ثورة تعملها المصرين
تنهدت بحزن ثم قالت
والمطلوب يا معلم
حاضر يا معلم هخلص طشة الملوخية وهبعت له الاكل مع بنتك
دار وجهه داخل المنزل بحثا عنها ثم قال
ألا هي فين زمردة مش شايفها
هتكون فين غير في أوضتها بتقيس التوب الجديد اللي جابته من عند الخياطة تريز
عادت عقيلة المطبخ لإكمال طبختها بينما غادر عبدالله المنزل بأكمله ليقف في دكان البقالة خاصته وبعدئذ انهت اعداد الطعام وضع الصينية النحاسي المدورة وسكبت صحن من الملوكية بجانبه وضعت صحن اخر من الباذنجان المخلل وصحن به حبتين من البنادورة ورغفين من الخبز الطازج التي أعددته هي بنفسها ثم هتفت منادية لابنتها لكي تأتي إليها مهرولة في ثوبها الجديد الذي ينسدل على جسدها الصغير بنعومة والابتسامة تعلو ثغرها وهي تصيح وتدور حول نفسها أمام والدتها قائلة
طالعتها والدتها بنظرات فاحصة ثم قالت
تنهدت في أستسلام وقالت
تاخدي صينية الاكل دي تنزليها تحت المطرح سكن بخواجة ألماني خبطي عليه ياخد الاكل وتعودي طوالي بلاش لكاعة
أزدادت أشراقا واتسعت أبتسامتها ثم سحبت خصلة من شعرها الأسود اللامع لتجعلها تتطاير على وجنتها ثم امسكت بالصينية بين كفيها وسارت بخطوات متهادئة ونظرات براقه تريد أن ترا هذا الشخص الأجنبي الذي سكن منزلهم لم تستطع طرق الباب بكفيها وقفت لحظات أمام باب الشقة ثم اتتها فكرتها بأن تطرق الباب بقدمها منما جعلتها ترفع ساقها اليمنى وتميل بها للأمام تقرع باب الشقة مرتين متتاليتين.
تبسم لها بود وردد قائلا
صباحك سعيد زمردة أنا ألبرت
أشار بعينيها لكي يبتعد من طريقها وتدلف لداخل وهي حاملة لصنية الطعام افسح لها وجدها تضعها أعلى الطاولة الصغيرة وهي تقول
نينه باعته ليك الأكل ومنبهة عليا ولو احتاجت أي حاجة اطلع اطلبها دوغري
اشتم رائحة الطعام الشهية وجلس بالمقعد حول الطاوله وجلست هي الأخرى تخبره بما طهته والدتها
الملوخية بتتاكل هم كدة يا خواجه يلا امسك وكل
أعطته الخبز ليفعل مثلما تفعل هي وهو يشاركها الابتسامة والمرح على حديث وعفوية تلك الساحرة الصغيرة التي اقټحمت منزله فجأة وتبادل بينهما أطراف الحديث منما جعل زمردة منبهرة بهذا الشاب الوسيم المثقف وكان لديها ميول للتعلم كل أمور الحياة بخارج مصر ورسمت أحلاما وردية تتمنى الزواج من ذلك الشاب الألماني وتسافر معه لترا بلدة أخرى وتعيش حياة غير التي أعتادت عليها.
وعلم في ذلك الحين موعد المزاد العلني لبيع قطعة الآثار الفرعونية النادرة والتي جاء من بلدته من أجل اقتناءها دع زمردة بأن تذهب معه ولكنها رفضت بسبب الازدحام في ذلك المكان العلني وقررت انتظاره في شرفة غرفتها تنتظر عودته وهي تتطلع للمارة هنا وهناك داخل الخان..
حصل ألبرت بالاخير على هدفه الذي جاء من أوربا لأجله وعاد إلى مسكنه بفرحة عارمة اما عنها فعندما رأته يسير داخل الحارة ركضت مسرعة تغادر غرفتها ثم سارت بخطوات بطيئة لكي لا تمسك بها والدتها وغادرت المنزل بأكمله تهبط درجات السلم ركضا وتطرق باب شقته ليفتح لها ويلتقفها في أحضانه يبث لها فرحته اقتناء التمثال ودار بها داخل الشقة مثل الرياح المتطايرة بخفة وتداعبهما وتتخبط بهما في لطف ثم انزلها برفق وهو يقول بلكنة المصرية
منون لك زمردة على كل ما فعلتيه من أجلي حصلت على التماثل ووجب
متابعة القراءة