رواية رائعة الفصول من 1-4
غليظ ...يكاد ان يجزم انه ناعم مثلها ...آفاق من شروده علي صبي صغير يسمي سيد وهو يمد يده بمبلغ تم دفعه احد الزبائن بعد أخذ مشروبه ..تنهد وقال يارب قرب البعيد .........
......................
في منزل الخالة صفا انشغلت غزل بإعداد وجبة الغداء وأصرت ان تحضر بعضالمخبوزات الساخنة المشهورة بوطنها الأصلي الذي كتب عليها من وهي طفلة ذات الخمس سنوات تركه وترك عائلتها هروبا من تبعات الحروب والخړاب الذي حل ببلدها فتنهدت بحزن ..دائما يأتي امام رؤيتها خيال طفلة اخري كثيرة الشبه بها تقفز معاها وتجري في فناء منزل بسيط لا تتذكر لمن هذا المنزل ولكنها تتذكر وجه جميل كثير الشبه بها.. دائما تتذكر امرأة تخرج من الباب وتصيح بهم للدخول لتناول الطعام بلهجتها الخاصة بوطنهم فاقت من شرودها علي أضاءة حمراء تبلغها ..بان يوجد من يريدها اتجهت الي حجرةخالتها صفا امها الثانية وجدتها نائمة وفي يديها بعض الصور كالعادة تستعيد ذكرياتها
ابتسمت له وكررت ما فعله .. فمد يده بكيس صغير . عقدت حاجبها متساله عندما بالكيس قال لها سيد انه بن محوج مخصوص من الاستاذ عامر من المقهي كما طلبته من قبل . فتذكرت غزل انهازطلبت من قبل من محمد ان يشتري لها بن مخصوص لها فمن المؤكد انه من ابلغ عامر. أخذت من سيد البن وأشارت له بان ينتظر قليلا .....
دخلت مسرعة وعادت بيديها صحنان مليئتان بالمعجنات الساخنة الطيبة التي تذهب العقل كما تعلمتها من امها صفا وقدمت صحن لسيد وأشارت له انه له
.....................................
في المساء ظلت جالسة علي سريرها تنظر بهذا الكتاب المكتوب باللغة الفرنسية ....
نعم فهي رغم ظروفها الا انها لم تستسلم لإعاقتها التي لم تولد بها فهي كانت طفلة مفعمة بالحيوية تسمع وتتكلم مثل باقي الأطفال بسنها وكانت امها صفا تهتم بتعليمها اللغات الإنجليزية والفرنسية منذ الصغر رغم عدم التحاقها بالمدرسة في هذا السن بسبب الحروب والمناوشات وخوف امها الشديد من شي أصبحت تعلمه الان .....
انها سعيدة انها لاتستمع لصوت المنافقين بل تستمع لقلوب من حولها قلوب طيبة لا تعرف الخبث افاقت من شرودها علي اهتزاز جوالها لتعرف المتصل من قبل ما تري اسمه..
ثم وصلها رسالة
محمد نمتي
غزل.........
محمد مش بتردي ليه ....انا عارف انك زعلانه بس والله ڠصب عني مبعتلكيش بعد ما خلصت...
غزل......
محمد كده ياغزل اهون عليكي انام زعلان طيب مش هتسالي عملت ايه في الوظيفه .
محمد .........
عزلمحمد
بعد لحظات رأت رسالته
محمد افتحي انا بره .......
قفزت غزل مسرعة بمنامتها الطفولية القصيرة فوق ركبتهالتفتح الباب لمحمد وعندما رآها بهذا الشكل اندفع داخل الشقة ليغلق الباب پعنف ويصيح بوجهها
انتي ازاي تفتحي الباب بالشكل ده افرضي حد طالع أو نازل شافك كده
كانت غزل تنظر لشفتاه وهو يتحدث لتفهم ما يقول وتعرف سبب غضبه وثورته وعندما احست انه علي وشك ضربها حبست الدموع بأعينها وشعرت پخوف شديد جعل جسدها ينتفض بدون سبب
زفر زفره ساخنة تنم عن غضبه المشتعل وقال بهدوء مفتعل خلاص ياغزل حقك عليا
.شاهدت شفتاه وفهمت ما يقول هذه هي طريقتها لتعرف ما يقوله من يتحدث معاها بعد سماع الأذن اللي خربت وتحتاج تصليح ولكن لايوحد مال لايصلاحها حاليا.........
جذبها من يديها وجلس علي اقرب اريكه بصالونهم القديم وجلست بالقرب منه مطئطئة الرأس فرفع وجهها بيده وقال لها .مش هتساليني عملت ايه ..
طيب ياسيتي احب أبشرك انهم وافقوا عليا وقبلت بالوظيفة وعلي وعدي أو فلوس تجيلي اجبلك اللي تطلبيه
. هزت رأسها بالرفض وكتبت له انها لا تريد الا سعادته وتوفيقه ثم هبت واقفه تصفق بيديها وتجري اللي المطبخ فعادت وبيدها صحن مملوء بالمعجنات المشهوره بوطنها وعصير لتحتفل معه بطريقتها البسيطة لحصوله علي الوظيفة . فمد يده التقط قطعة وهو يبتسم لها ابتسامه مهزوزه متحسرا علي حالها كيف لهذا الجمال وهذه البراءة تفني بسبب إعاقة ليس له
.....................
في قصر الشافعي وبالأخص بحجره يوسف الشافعي يستيقظ علي رنين هاتفه فيلقي بوسادته أرضا ويستقيم بجزعه ليلتقط الهاتف ويجيب بصوت ناعس ...ليقفز من فوق السرير عندما يأتيه صوت غليظ من الجهه الاخر
انت لسه نايم لحد دلوقت . طبعا ماهي طابونه وانا ممسك الشركه لحبه عيال
ياعمي والله انا نايم متاخر عش.....
عشان ايه يامحترم انت مش هتبطل هلس بقي العموم بسرعه تلبس وتكون بشركه انا في الطريق لو صلت قبلك أنت عارف هيجرالك ايه ومش هتقدر تضحك عليا زي كل مره يا بشمهندس يوسف ....
حاضر يا عمي حاضر .......
اغلق الخط ومسك شعر رأسه فهو يريد ضړب احدهم اليوم ....
ماشي يا عمي منا مقدرش أقول غير كده اما اشوف يا نج نج ...وابتسم وتحركه لدورة المياةالملحق بالغرفة .............
.....................
في منزل الريس صابر
تجلس امراه في العقد الخمسين ويديها يملؤها الذهب الذي يرن كلما حركت يديها عند حديثها ولكن هذه المراه ذو ملامح طيبه تنم عن نشأتها البسيطه كل حياتها زوجها رحمه الله عليه وابنها عامر الذي يبلغ ٣٢عاما. املها في الدنيا ان تزوجه فتاه مناسبه له لتصونه وترعاه ولكنها تتعجب منه كلما ذكرت له امر الزواج يراوغ من الحديث ويقول عبارته الشهيرة ان الله لم يأذن بعد ولكنها تشعر بميله اتجاه فتاه بعينيها ورغم انها تحب هذه الفتاه الا انها كانت تتمني لابنها افضل فتاه ولا يكون بيها عيب ولكنها لن تفاتحه وتواجهه بشكوكها حتي لا تفتح أبواب لاتريد فتحها مطلقا ...
وبالنسبه لغزل فتتمني لها الخير كله وان يأتي لها نصيبها ولكن ليس ابنها........
في حجره عامر يجلس امام مكتبه شارد في هذا الصحن المملوء بالمعجنات صنع يديها وبيده اليمني ورقة كتب عليها اسمه بخط يديها لتعلم سيد ان هذا الصحن خاصته
ما هذا الجمال والروعة هل اسمه بهذه الروعه والإبداع كان اول مره يشعر ان لأسمه رونق خاص اول مره يشعر بجمال حروف اسمه .اااااه
صدرت منه هذه الكلمه من صدره تنم علي مدي الألم الذي يشعر به
يعلم انه صعب الوصول لها بسبب ظروفها
لما لايحاول مجرد محاولة? لعلها تستجيب وتريحه من عڈابه ولكن
اذا حاول ووافق هل امه ستوافق . يعلم ان غزل لا يعيبها شي وان إعاقتها ليست بيدها انه قدرها ولكن امه هل تتقبلها زوجه لابنها ليريح قلبه !!
.....................................
في الصباح لاحظت غزل المصباح يضئ فأسرعت لتفتح الباب لتستقبل محمد ببابسامه هادئة وقال لها
أنا مش لوحدي انا معايا ضيف تقيل شويه
رفعت حاجبها باندهاش لتجده يجذب من وراء ظهره فتاه عابسه تفرك بيدها وملامحها فاضبه