رواية ندي الفصول من 21-30
المحتويات
إيه !
أسمهان باستياء
_ ده عمره ما عملها وطلب مني قبل كدا اعتذر من فريدة في حاجة .. دلوقتي بيهددني ويقولي لو أنا فارق معاكي هتعتذري منها .. اعتذر من دي !!!
ضحك آدم بصمت وقال بتأييد لأخيه
_ الصراحة حتى أنا اندهشت .. بس مش من فكرة إنك تعتذري لا أن عدنان هو اللي طلب .. وأنا معاه بعد اللي عملتيه أقل حاجة تعمليها تعتذري من جلنار ياماما
_ هو إنت هتعملي زيه كمان !!!!
آدم ببرود أعصاب
_ إنتي غلطتي ولازم تعترفي بكدا يا ماما .. في وسط الحالة اللي فيها ابنك وانتي عايز تخليه يشك إن حتى مراته التانية بټخونه .. كرهك لجلنار مخليكي مش شايفة حاجة قدامك حتى ابنك
ضړبت بقبضة يدها فوق سطح الطاولة وتهدر مشټعلة
غرس آدم الشوكة في قطعة الخيار وهو يبتسم ويرفعها لفمه ثم بخرج الشوكة ويضعها بجوار صحنه ليهب واقفا ويقول بخبث قاصدا كل حرف يتفوه به
_ طبيعي ميردش عليكي أنا كلمته ورد عليا عادي .. وطالما قالك تعتذري منها يبقى كان جاد في كلامه وخصوصا إنه عمره ما طلب منك حاجة زي كدا .. فأنا برأى تروحي وتعتذري من جلنار يا ست الكل بدل ما تخسري عدنان بجد
عقلها مشغول بالتفكير منذ الصباح في تصرفها بالأمس لم يكن عليها أن تضعف له .. لكنها انصاعت خلف صوت قلبها كالمتغيبة .. بالتأكيد سيظن أن بعد ما فعلته أنها سامحته ولكن هيهات فما حدث لم يكن سوى لحظة ضعف منها وقد عادت مرة أخرى لسابقها .
تطلعت جلنار لأبيها في جمود دون أن تلقى التحية عليه حتى وتابعته وهو يتحدث مع هنا بحنو يهتف
_ عاملة إيه يا أميرة جدو
هنا بابتسامة تسرق القلب
_ كويسة ياجدو
نشأت بغمزة مشاكسة وحب
_ جبتلك معايا لعبة حلوة أوي
انتبهت ليده التي يخفيها عن انظارها خلف ظهره فوثبت فرحا وهتفت بحماس طفولي
أخرج يده من خلف ظهره لتظهر اللعبة عبارة عن دمية ضخمة وجميلة من إحدى أميرات أفلام الكرتون المشهورة موضوعة داخل علبة كبيرة بالكاد تكفي حجمها .. جذبتها هنا من يد جدها وهي تصيح بدهشة وسعادة وسرعان ما ارتمت على جدها تعانقه بقوة وهو يضحك بحب ثم ابتعدت وهرولت ركضا تجاه أمها ترفع الدمية أمامها وتهتف
_ بصي يامامي جدو جابلي إيه
ابتسمت لها جلنار بحنان ومدت يدها تملس على شعرها وتتمتم بخفوت جميل
_ جميلة ياحبيبتي .. قولي لجدو شكرا
هنا بعفوية وحب طفولي صادق
_ شكرا ياجدو .. إنت حبيبي
ارتفعت ضحكته على مشاكسة حفيدته واقترب نحوها ينحنى على رأسها يطبع قبلة فوق شعرها .. ثم ابتعدت الصغيرة عنهم وانشغلت بإخراج دميتها الجديدة بينما نشأت فتوجه وجلس بجوار ابنته يهتف بأمل
_ عاملة إيه ياجلنار
جلنار بجفاء دون أن تنظر له
_ كويسة
نشأت بنظرات راجية
_ مش كفاية
بقى يابنتي .. إنتي عمرك ما كنتي قاسېة كدا ياجلنار
ردت عليه بعدم تأثر بكلامه
_ عايز تيجي تشوف هنا وتقعد معاها أنا معنديش مشكلة بس متنتظرش مني إني اسامحك
نشأت بجدية ونبرة صارمة
_ انا جاي مخصوص النهارده عشان اتكلم مع عدنان .. هصلح الغلط اللي عملته وهخليه يطلقك لو هو ده اللي هيخيليكي تصفيلي وتسامحيني مستعد اعمله يابنتي
طالت النظر في وجهه أبيها بصمت فمن المفترض أن تسعد لكنها لم تفعل .. استمرت في التحديق به حتى اشاحت بوجهها وقالت باقتضاب
_ عدنان مش موجود راح الشغل
تنهد نشأت تنهيدة طويلة بيأس ثم قال في وعيد ابوي حاني وحقيقي
_ كل اللي عايزاه ياجلنار هيتنفذ ياحبيبتي صدقيني وطالما مش مبسوطة معاه ومش بتحبيه هخليه يطلقك
لم تجيبه فقط استمرت في التحديق أمامها بشرود وتفكير .. وتتردد في أذنها كلمته مش بتحبيه ! .. لا لا هي بالفعل لا تحبه ومايقوله عقلها هو الصحيح ! .
في تمام الساعة الثانية ظهرا.....
كانت تقوم بمراجعة الدروس لصغيرتها .. يجلسون في غرفتها الصغيرة ويذاكرون بتركيز شديد .. حتى قطع عليهم عدنان اندماجهم عندما فتح الباب ودخل فهبت هنا واقفة وركضت نحو أبيها ترتمي عليه بسعادة
_ بابي حبيبي
_ إنتي حبيبتي
متابعة القراءة