رواية ندي الفصول من 41-50

موقع أيام نيوز

وديعة 
_ أنا كنت بقول إنه ممكن يكون إعجاب مش اكتر في البداية بس بعد اللي حصل آخر مرة ده بقيت متأكد إنه مش مجرد إعجاب يا جلنار .. وبصراحة خاېف اخسرها عشان كدا جيت اقولك واطلب منك تكلميها يمكن تقدري تقنعيها وتهديها
اتسعت ابتسامتة شفتيها الجميلة والدافئة لتغمز له وتقول بلؤم 
_ لا أنا مش هكلمها هروحلها لغاية عندها واتكلم معاها .. إنت سيبلي الموضوع ده بس ومتقلقش كل حاجة هترجع زي الأول واحلى كمان
أجاب مدهوشا 
_ تروحيلها !!! 
جلنار بإيجاب وجدية 
_ أيوة إنت مش عايزني اساعدك .. والكلام ده مينفعش في الفون لازم نتكلم face to face .. هنتفق أنا وإنت على يوم وتاخدني لغاية بيتها وسيب الباقي عليا بعد كدا
تهللت أساريره بحماس وسعادة ليقول في صدق وعفوية 
_ أنا مش بحبك من قليل والله 
جلنار ضاحكة بقوة 
_ عد الجمايل بقى 
_دي فوق راسي والله يا باشا
قهقهت بخفة بينما هو فاستقام واقفا وقال 
_ متجبيش سيرة لعدنان على الموضوع ده .. أنا هقوله واحكيله بس بعد ما اصلح علاقتنا والأمور تهدى الأول
_ تمام مش هقوله متقلقش
تمتم بإيجاز واختصار شديد 
_ أنا همشي عشان ورايا شغل وابقى سلميلي على هنا وبوسيهالي
استقامت واقفة وسارت معه تودعه إلى الباب وهي تجيبه بعذوبة 
_ حاضر
غابت شمس اليوم وارتفع ضوء القمر في السماء وظهرت النجوم الساهرة الجميلة .......
الساعة تخطت الثانية عشر بعد منتصف الليل وهي تنتظره إلى الآن وعيناها عالقة على ساعة الحائط بلوعة .. حاول النوم التمكن منها أكثر من مرة لكنها عادت وأصرت على البقاء مستيقظة حتى يعود .
دقائق أخرى مرت حتى قاربت الساعة على الواحدة فاستندت فوق ذراع الأريكة ثم نامت برأسها فوق ذراعه بعد أن فقدت قدرتها على الصمود أكثر لكن قبل أن تغط بنوم عميق .. انتفضت جالسة على أثر صوت الباب ولحظات معدودة ورأته يظهر بخطواته الهادئة إليها فسألته بعبوس 
_ اتأخرت كدا ليه !
_ كان ورايا شغل تقيل جدا النهارده ويدوب لحقت اخلصه
جلس بجانبها على الأريكة وتطلع إليه يسألها بتعجب 
_ إنتي صاحية ليه لغاية دلوقتي 
جلنار بتلقائية 
_ كنت مستنياك 
ابتسم له بحب وانحنى عليه يقبل شعرها بعمق ثم يجذبها لصدره وبيده يمرر على ذراعها نزولا وصعودا برفق .. فيعم الصمت بينهم لوقت طويل نسبيا حتى قڈف بذهنه كلمات حاتم فجأة جعلته ينزل بنظره إليها ويهتف دون تفكير 
_ أنا آسف
ضيقت عيناها وابتعدت عنه لترمقه بريبة وتسأل 
_ على إيه ! 
عدنان بندم حقيقى وخزي من نفسه 
_ على كل حاجة عملتها وزعلتك مني فيها .. إني مكنتش الآمان والسند والحماية ليكي ياجلنار .. عشان كدا هربتي ولجأتي واحتميتي بحاتم مع إن المفروض كنت أكون أنا سندك وحماكي لكن أنا خذلتك في كل حاجة ومكنتش استحق أي حاجة

من اللي عملتيها معايا أو عشاني .. كان عندك حق لما قولتي إني حقېر وأناني .. أنا فعلا .. جايز أكون مستاهلكيش بس أنا بحاول اصلح كل حاجة كسرتها لأن قلبي مش هيستحمل بعدك عنه .. بحاول أكون الراجل اللي تستحقيه ياجلنار
أدمعت عيناها عشقا وحنانا ثم رفعت كفيها واحتضنت وجهه بحب هامسة 
_ عدنان احنا اتفقنا إننا هنفتح صفحة جديدة وزي ما أنا بحاول انسى الماضي انساه إنت كمان
هز رأسه بالرفض واطرق رأسه أرضا بخزي متمتما 
_ حتى لو سامحتيني أنا مش هقدر اسامح نفسي
رفعت رأسه وتأملته بعشق جارف ثم مالت وقبلته من وجنته مردفة بخفوت جميل 
_ قلبي اللي سامحك مش أنا 
امعن النظر بها بغرام وتلألأت الدموع في عيناه ليضمها إليه من جديد هامسا بصوت يغلفه البكاء 
_ أنا آسف 
ثم أكمل بمشاعر جياشة صادقة 
_ قلب عقابك بقى كله ملك ليكي لوحدك
ابتسمت بحب وعينان لامعة بالعبارات ثم زادت من تعلقها به أكثر وكأنها تخشى ابتعاده عنها !! .......
بصباح اليوم التالي .........
كانت تقف جلنار بالمطبخ تقوم بتحضير الفطار وتقف بجوارها صغيرتها التي تساعدها في إحضار المكونات لها وسط ضحكهم ومزاحهم الجميل .
قطع لحظاتهم دخول عدنان الذي تسلل من خلفهم وقبل ابنته أولا ثم انتصب ولثم رأس جلنار بعمق .. التي استدارت بجسدها له وابتسمت بلطف ثم وجدته يهتف غامزا وهو ينقل نظره بينها هي وهنا 
_ يلا جهزوا نفسكم عشان نفطر وبعدين مامي تحضر الشنط عشان في مفاجأة 
قفزت الصغيرة فرحا وصاحت بحماس وسعادة 
_ هنروح فين يا بابي 
انحنى وحملها وتمتم بخبث 
_ مفاجأة ياعيون بابي 
فردت ذراعيها على أخرهم تصيح بفرحة غامرة 
_هيييييه 
ثم مالت ولثمت وجنة أبيها بقوة وسط صوتها الطفولي الناعم وهي تمطره بكلماتها المحبة له .. فيضحك بقوة بينما جلنار فاكتفت بابتسامة عريضة فقط وهي تتطلعه بفضول واستغراب ليغمز لها باسما ثم يستدير ويغادر هو وابنته التي تتحدث معه بعفوية وطفولية يعشقها تجعله يضحك بقوة ويمطرها بوابل من قبلاته العاشقة والحانية ......
تجوب الغرفة إيابا
تم نسخ الرابط