رواية شهندة الجزء الثاني والثالث الاخير
وإذا بحوض زهور البنفسج وقد تفتحت أزهاره الجميلة لتسر الناظريناتسعت عيناها بسعادة بينما همس صوته جوار أذنها قائلا
جميلة قوى.
هلل الصغيران بينما ابتسمت وهو يتقدم خطوة ليصير جوارها متطلعا إلى الزهور فطالعتهم بدورها قائلة
مكنتش متخيلة يطلعوا بالجمال دهفرق كبير قوى بين احساسي وأنا بزرعهم واحساسي دلوقتى وأنا شايفاهم قدامى وكأن عمر بحاله مر .
آسف لانى أجبرتك تزرعيهم وقتها أكيد كان الموضوع صعب عليك وآسف لانى ظلمتك كتير وجيت عليك..أنا كنت بمۏت كل مابإلمك بس ڠصب عنى..كانت جوايا ڼار افتكرت انى بطفيها بأذيتك بس اكتشفت انى بأذى نفسي معاك.
نظرت إليه قائلة
اللى فات لازم ننساه بكل جراحه وألامه ونعيش السعادة اللى استنيناها كتير.
لتمسك يده بحب مردفة
ضم أنامله على كفها الرقيق قائلا
أنا من غيرك مكنتش عايش أساسا..روحى كانت مفارقانى ورديتلى يوم مارجعت وشفتك..ورغم كل الۏجع كان كفاية علية وجودك جنبى يحسسنى انى خلاص بقيت بالوطن.
اطرقت رأسها بخجل ثم رفعت وجهها إليه قائلة
أكرم ..فيه سؤال محيرنى.
طالعها بإستفهام فاردفت
قال اكرم وقد قست ملامحه عند الحديث عن تلك المراة اللعېنة
من البداية وانا مش مرتاحلها ..ولما قريت جواب باباك عرفت قد ايه شرها من غير حدود..وبعد مااتخطف تيام ولانى عارف انها بتعتبره حفيدها وبتحبه ومستحيل تإذيه مشكتش فيها فى البداية بس رد فعلها وثباتها الانفعالى رغم ان اللى اتخطف حد بتحبه شككنى فى الموضوع وحبيت اقول جملة كدة وأختبر رد فعلها واول ماقلتها شحوب ملامحها وخۏفها اللى
قالت قمر بحيرة
جملة ايه دى
لما قلت ان المجرمين اكيد هيقتلوه عشان ميشهدش عليهم..هى عارفة ان تيام بيرسم كويس وطبعا غاب عن
بالها وجملتي فكرتها وخوفتها ماهو حتى لو مشافهاش ورسم المجرمين وقبضوا عليهم هيشهدوا عليها وتروح فى داهية..المهم راقبتها وماخيبتش ظني..فى نفس اليوم راحتلهم عشان تتفق معاهم اتفاق جديد ينقتل فيه تيام بعيد الشړ عنه.
مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه وأتصرف إزاي .
هو انتوا هتفضلوا واقفين كدة كتير مش سمعنا كلامك ياسى بابا وجبنا ماما تتفرج على الوردإسمعوا بقى انتوا كلامنا وودونا لفارس وسارة أصل وحشونا قوى.
تبادل كل من اكرم و قمر نظرات دهشة مالبثت ان تحولت لضحكات من القلب بينما مال تيام على أذن شمس قائلا بلهجة ذات مغزى
وكزته فى جانبه قائلة
لأ ..أنا قلت فارس وسارة.
فرك رأسه بحيرة قبل أن يهز كتفيه ويتطلع إلى وجه والدته الذى شع بالسعادة فقط فى حضرة هذا الرجل ....أكرم...أباه.
تشبهين القمر إسما وفعلا فبينما ينير القمر عتمة السماء تنيرين أنت... عتمة قلبي.
ابتسمت قمر وهي تلقى بنظرة حانية تجاه الأطفال لتسمع اكرم يصدر صوتا يدل على الرفض..طالعته بحيرة فقال بحب
النهاردة مفيش مجال لحد تانى فى حياتك يجذب انتباهك غيرى..متهتميش بغيرى ومتضحكيش لغيري واوعاك عنيكى الحلوين دول يبصوا لحد غيري أنا..حبيبك أكرم.
طالعته بحب قائلة
النهاردة بس
ابتسم قائلا
لو علية هقولك طول العمر بس عارفك..الأطفال حبهم بيجرى فى دمك وأنا راضى أشاركهم فيك بس خدى بالك لو زودوها هنسى انى أبوهم وأخدك وأروح فى مكان ميبقاش فيه حد معاك غيري.
قالت بخجل
زي الكوخ اللى صممت نقضى فيه ليلتنا.
شاب صوته الحنين وهو يقول
عمرى مانسيت ولو للحظة حبى ليك ولا قدرت أكرهك ..الكوخ صحيح كان برد بس كل ذكرى لينا فيه كانت بتدفينى وكأنى كنت حابة أعيش قصة حبنا من جديد حتى لو وهم.
ابتسم بحب قائلا
أهو كان لازم الكوخ يخلص قبل الفرح عشان حبيبتي مرة قالتلى زمان انها نفسها نتجوز فى المكان ده بعد مانجدده ونصممه على مزاجنا..وقتها قالتلى هنخليه زي كوخ من الأحلام او القصص الخيالية اللى بتقراها..شبابيكه من الإزاز اللى بتطل على مساحة كبيرة من النبات الأخضر والورود ومن جواه هيكون بسيط زي ماهو سرير وكنبة وطرابيزة ودفاية..وكأنه حضڼ دافى يضمنا فى ليلة العمر وده اللى عملته ..وضبته زي ماحبيبتي حلمت ..حققتلها حلمها زي ماحققتلي حلمي وبقت مراتى وحبيبتي وأم إبني.
قالت قمر بعيون شعت بالحب
انت حققت كل أحلامي لما خليتنى حبيبتك ياأكرم .
قال اكرم
أنا بقول كفاية عليهم كدة ونروح الكوخ..الجو برد وانا عايز أشغل الدفاية.
لأ طبعا ..أنا ماصدقت يتعملى فرح وبعدين انت بتشتغلنى يااكرم برد ايه اللى فى أغسطس
قلبي اللى بردان فى عز الحر مش هيدفيه ولا هيريحه
عشان خاطر قلبك نكمل الرقصة ونروح على الكوخ ياقلب قمرك.
أغمض عيونه بدوره ..يتنعم بحضور محى آهات الغياب.
بينما قال صادق
اكرم إتجنن أخدها قدام الناس ومش صابر يجمعهم اوضة.
قالت أمنية
هييح..الحب ياصادق مخليهم فى دنيا تانية مفيهاش غيرهملا شايفين حد ولا حاسين بحد.
لتطالعه قائلة بنبرة ذات مغزى
عقبالنا ياأخويا..مش ناوى نرقص مرة كدة قدام الناس.
قال صادق
اهو طول ما انت بتنادينى أخوك هيكون آخرنا نمسك ايد بعض قدامهم.
قالت بحنق
طب واللى عايزة ترقص دلوقتى تعمل ايه
كاد صادق ان يقول شيئا ولكن وصول فارس إليهما قاطعه وهو يقول
يلا يابابا تعالوا ارقصوا مع طنط قمر وعمي اكرم.
ليمسك يد أمنية قائلا
يلا ياماما.
توقف خافقها واحتبست أنفاسها وهي تطالعه بعيون مصډومة تردد كلمته بصوت مرتعش النبرات
ماما !
ضم كفها بقبضته الصغيرة وهو يقول بحب
اللى تدى حنان بالشكل ده نبوس التراب اللى تمشى عليه..مش هم بيقولوها كدة
أغرورقت عيونها بالدموع وهي تقول
لا كدة كتير علية .
لتضمه بقوة قائلة
أنا بحبك يافارس.
ضمھا بدوره قائلا
وانا بحبك ياماما.
انضمت إليهم سارة فى تلك اللحظة تضمهم بدورها قائلة
وأنا كمان بحبكم.
حانت من أمنية نظرة إلى زوجها الذى دمعت عيناه وهو يطالعهم ليقول بحنان
أنا بقول نروح نرقص قبل ما أعيط وألم عليكوا الناس.
ضحك الجميع وساد الجو مرح وحب محى كل ألم الماضي وترك الحاضر سعيدا يخبرهم أن المستقبل مشرق وسماءه صافية كضحكاتهم ...تماما.
فى فرح هند و عبد الله ..
أهو جالك يا بت
ريح بالك يا بت
اهو جالك من بعيد
جايبلك فستان جديد
اهو جالك يا بت
ريح بالك يا بت
إعملى له حلة محشى
يسقط فيها ما يطلعشى
مالت أمنية على أذن قمر قائلة
هو مين اللى يسقط فى حلة المحشى وميطلعشى.
وكزتها قمر قائلة
اسمعى وانت ساكتة.
اهو جالك يا بت
اهو جالك يا بت
ريح بالك يابت
بكرة يأستك الاساتك
بالدهب يملى دراعاتك
ويعوض كل اللى فات
واهو جالك يا بت
ريح بالك يا بت
خدى بالك منه وهنيه
واللى يعوزه قوام اديه
واما ېموت هاتورثيه
واهو جالك يا بت
ريح بالك يا بت
مالت أمنية قائلة
كدة الموضوع مايتسكتش عليه أبدا..يأستك الاساتك واما ېموت هتورثه دى داخلة على طمع بقى.
طالعتها قمر قائلة
دى أغنية ياحاجة..هزاااار..ألطم يانااااس.
ضحكت أمنية فطالعتها بعض النسوة بحنق لتضع يدها على فاهها بينما يقلن..
اطبخيله الصبح بطة
واطبخيله العصر بطة
كترى يا بت الشطة واهو جالك يا بت..ريح بالك يا بت
نظرت أمنية إلى قمر التى تحدتها بعينيها ان تقول كلمة واحدة.
هلل الجميع حين أشار عبد الله لعروسه ان تنظر إلى النيل..فرأت هي والحضور كلمة بحبك على ضفاف النيل بعد ان طلب عبد الله من احدى الشركات تنفيذ الفكرة باستخدام مركب شراعي ولمبات إضاءة ليفاجئ عروسه بها وقد فاجأها بالفعل لتغشى عيونها دموع السعادة بينما تحسدها النسوة على زوج مثل عبد الله يفعل جل مافى وسعه لإسعادها لترسم هي قلب وتهمس قائلة
انا كمان بحبك.
ابتسم عبد الله وكاد ان يقول شيئا ولكن بعض الرجال اخذوا بيده ليرقص معهم رقصة التحطيب.
قال صادق ل اكرم
الفرح حلو قوى مكنتش اتخيل ان الافراح فى الصعيد بالجمال ده.
قال اكرم
الصعيد له سحره وجماله واصالته اللى بتبان فى كل حتة فيه..حتى ناسه وعاداته وتقاليده..بتحس ان انت حقيقي فى وطنك وسط أهلك وناسك.
قال صادق
كان نفسى آجى هنا من زمان ولما الحاج فاضل عزمنا على فرح بنته
مترددتش ثانية واحدة.
قال اكرم
من اول ماشفت عبد الله وأنا قلت انه الوحيد اللى هيقدر يوصل لقلب هند واهو حصل..شوف فرحانين ازاي.
قال صادق
الحمد لله يااخويا انه وصل لقلبها والا كنت هتلاقيها كل يوم والتانى عندك لغاية ماتخليها زوجة تانية
وياويلك بقى .
ابتسم اكرم وهو يطالع التى جلست بعيدا بعض الشيء عنهم وسط النسوة تصفق معهم وتغنى بسعادة فيرف قلبه لسعادتها..قبل ان يقول بحب
الستات كلهم فى عيني قمر وبس والحب فى عيني قمر وبس والجواز فى عيني...
قمر وبس..عرفنا ياسيديربنا يهنيكم ببعض.
كاد اكرم ان يتحدث ولكن قاطعه عبد الله وهو يدعوه لآداء رقصة التحطيب معه فاعتذر اكرم قائلا
خد صادق ..أستاذ فى التحطيب.
ابتسم عبد الله ساحبا صادق إلى الدائرة التى اجتمع حولها الجميع ليقول صادق بغيظ
بتسلمنى تسليم أهالى ياكيمو
..مردودالك.
اتسعت ابتسامة اكرم بينما منح عبد الله ل صادق العصا وبدأ فى الضړب عليهابادله صادق بعض الضربات بحنكة تعجب لها اكرم فزالت بسمته وفغر فاهه بدهشة ثم سأله بعينيه من اين لك بهذا فاجابه بمرح وهو يتفادى ضړبة عبد الله
من المسلسلات ياجدع.
ضحك اكرم بقوة..بينما قالت النسوة
الرجالة عيحطبوا .
استدارت أمنية برأسها تجاههم فوجدت زوجها يمسك العصا أمام عبد الله لتقول بجزع
إلحقى ياقمر بينهم هيضربوا صادق.
كتمت قمر ضحكتها وهى تقول
هيضربوه إيه بس دول بيرقصوا بالعصيان..رقصة التحطيبوبعدين يضربوا مين ده الظاهر جوزك كان صعيدى متخفى واحنا مش عارفين.
قالت أمنية بعيون لمعت اعجابا
تصدقى معاكى حقده الراجل طلع عنده مواهب مستخبية ولازم يشاركها معايا النهاردة.
قطبت قمر جبينها فى حيرة قائلة
يشاركها معاك ازاي يعنى
أفاقت من تاملها له قائلة بإرتباك خجول
متعلقيش على كلامى ياقمرالظاهر خدت ضړبة شمس أصل الصعيد ڼار يااختى نااااار.
طالعتها قمر بدهشة فالصعيد قد يكون حارا جدا بالفعل ولكن ليس فى تلك الايام مطلقاوقبل ان تقول شيئا قالت أمنية وهى تنهض
أنا هروح أغسل وشى بشوية مية.
ثم أسرعت بالمغادرةلتتابعها قمر بعينيها قبل ان تبتسم قائلة
مچنونة.
حانت منها نظرة لزوجها فوجدته يتأملها بعشققال لها دون صوت
وحشتينى قوى.
فابتسمت بخجل قائلة
وانت كمان.
أشار لها بالهرب ومغادرة المكان فاتسعت ابتسامتها خجلا وهى تهز رأسها نافية قبل أن تقول بهمس
بحبك يااكرم.
ليقول بهمس مماثل
وانا بعشقك ياروح أكرم.
تمت بحمد الله