رواية دعاء الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

تفعل دائما عندما تشعر بالوحدة .. يود أن يمده يدها لينتشلها مما هى فيه يود أن يأخذها بين ذراعيه ويحتضنها بقوة ليشعرها بالأمان .. أنا هنا يا حبيبتى ..لا تجزعى .. لا تخافى ..لا تفزعى .. لاتحزنى .. أطمئنى واسكنى صدرى كما سكنت قلبى دائما ...
وفى الصباح أخبرته والدته أن زوجة أبيها جاءت لتسكن معهم فى نفس الشقة أستشاط ڠضبا وهو لا يعرف ماذا يفعل لا يريد أن يتدخل بشكل أكثر قوة حتى لا تفسد العلاقات بين العائلتين أكثر من هذا وكان مضطرا للحاق بعمرو فى النيابة ليتعرف على نتيجة تقرير هيئة الاثار ..
توجه إلى النيابة من جديد وهناك كانت النتيجة ليست مفاجئة له بل كما توقع تماما .. يقول مفتش الاثار الخبير بان القطعة الاثرية التى عرضت عليه قطعة حقيقية غير مزيفة .. شكك فارس فى نتيجة الفحص وطالب بفحصها مرة أخرى عن طريق لجنة أخرى .. تم الاستجابة لطلبه وأعيدت لعرضها على لجنة أخرى .. تقدم عمرو تجاه فارس وهو يقول بقلق 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
هنعمل ايه دلوقتى يا فارس
تنهد فارس وقد ظهرت علامات الاستياء على وجهه وهو يقول 
زى ما قلتلك
بالظبط هنسبقهم بخطوه المره دى
نظر له عمرو متعجبا وقال 
مالك يا فارس فى حاجة مضايقاك
أومأ فارس برأسه وهو يشعر أنه يحمل هما تنوء منه الجبال وقص على عمرو ما حدث بالامس مع والد مهرة .. ما كاد ينتهى من حديثه حتى وجد والدته تتصل به بألحاح أجابها على الفور فقالت بإضطراب 
مرات حماك التانية خبطت عليا وقالتلى أن جوزها راح يشوف محامى علشان يرفع قضية طلاق
أغمض فارس عينيه وقال بحزن 
طيب يا ماما اقفلى دلوقتى معلش وهبقى أكلمك تانى
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
نظر إليه عمروهو يقول في إضطراب 
حصل ايه
خالطت ابتسامة متهكمة حزينة شفتيه وهو يقول 
حمايا شكله كان بيتلكك علشان يطلقها مني .. راح يدور على محامى يرفع قضية الطلاق
وضع عمرو يده على كتف فارس وهو يقول مطمئنا 
متخافش مش انت واثق أنها عايزاك
أطلت نظرات القلق والحزن من عينيه وهو يقول 
انا خاېف عليها اوى يا عمرو لوحدها فى وسط كل ده
ذهب فارس بصحبة عمرو كما اتفقا مسبقا لهيئة الاثار ليحاول فارس استباق نادر بخطوة كما كان يخطط من قبل .. صافحه فارس وهو يعرفه بنفسه ويقدم الكارت الشخصى الخاص به مبتسما ... نظر مفتش الاثار إلى الكارت ثم إلى فارس متفحصا له وهو يضيق عينيه ثم قال متسائلا 
هو مش حضرتك كنت بتشتغل فى مكتب الدكتور حمدى مهران
أنتبهت حواس فارس وهو يومىء ببطء قائلا
ايوا هو حضرتك تعرفنى قبل كده
ابتسم الرجل ويهز رأسه قائلا 
سبحان الله الدنيا صغيرة أوى .. هو حضرتك مش فاكرنى ولا ايه يا استاذ فارس
تأمله فارس قليلا محاولا تذكره ثم قال 
الحقيقة هو شكل حضرتك مش غريب عليا بس مش فاكر بصراحه
استند الرجل إلى مكتبه وشبك اصابع كفيه فى بعضهما وقال بتاثر 
مش فاكر الراجل اللى مراته رفعت عليه قضية طلاق وعلشان مكنش عاوز يديها حقوقها جالكوا المكتب بتاعكوا وكان عاوز يتهمها فى شرفها ظلم ويفترى عليها وانت قعدت تنصحه وتقوله حتى لو هانت عليك مراتك أزاى عيالك يهونوا عليك تلطخ سمعتهم بالشكل ده وميقدروش يرفعوا رأسهم قدام الناس بعد كده وفضلت تذكره بالله لحد ما قام مشى من قدامك وهو بيقول أنا مش عارف هو ده مكتب محاماه ولا جامع ..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أنتبه فارس متذكرا وهو ينظر إلى الرجل وقد عرفه وقال بدهشة 
مش معقول
أومأ الرجل برأسه وهو يقول 
شفت بقى الدنيا صغيرة ازاى 
أطرق فارس مفكرا وقد شعر برفض طلبه قبل أن يطلبه وحاول أن يبحث عن مخرج آخر لعمرو الذى كان ينظر إليهما بحيرة ودهشة لا يعرف ماذا يقول .. قطع مفتش الاثار شروده وهو يقول موجها حديثه لفارس 
أؤمرنى يا أستاذ فارس حضرتك كنت جايلى ليه
رفع فارس رأسه ببط ونظر فى عينيه وهو يقول بأحباط 
الحقيقة أنا كنت جاى متحمس بس دلوقتى مبقتش عارف هتساعدنى ولا لاء
نظر له الرجل بابتسامة ونهض من خلف مكتبه وجلس على المقعد أمامه ووضع يده على قدم فارس وهو يقول ممتنا 
أنت ليك جميل فى رقبتى عمرى ما هنسهولك أبدا
علت الدهشة وجه فارس وهو ينظر إليه بصمت فاردف الرجل قائلا
أنا بعد ما مشيت من عندك فكرت فى كلامك كويس وضميرى فضل ينقح عليا وانا بسمع كلامك عمال يدور جوا عقلى .. وفضلت طول الليل صاحى مش عارف اسمع اى حاجة غير الحوار اللى دار بينا فى المكتب عندك ... حسيت انى ندل وأنى كنت هلوث سمعت ست شريفة عاشرتها سنين طويلة مشفتش منها غير كل شرف وامانه .. كنت هضيع مستقبل ولادى وسمعتهم علشان العند .. علشان بس أثبتلها أنها مش هتاخد منى حاجة ڠصب عنى بالمحاكم .. وأكتشفت انى مقدرش استغنى عنها وان الموضوع كله كان عند فى عند .. روحتلها وأعتذرتلها واتصالحنا ومن يومها وانا شايلك جميلك ده فى رقبتى وبدعيلك ليل نهار ...
رغما عنه لمعت الدموع فى عينيه وهتف فى قلبه 
يااااه يا ما أنت كريم يارب .. صحيح اللى عند ربنا مبيضعش ابدا
ربت الرجل على قدمه مرة اخرى وقال مطمئنا 
قولى بقى أنت عاوزنى اساعدك فى ايه وانا رقبتى ليك
خرج فارس وعمرو من هيئة الآثار وقد بدت السعادة فى عينيى كل منهما وقال له فارس بحماس 
شفت بقى مش قلتلك أن ربنا مش هيسيبنا أبدا
رفع عمرو يده للسماء وهو يقول 
الحمد لله يارب ..
ثم نظر إلى فارس متسائلا وهو يقول 
ودلوقتى المفروض هنعمل ايه الخطوه اللى جايه
ابتسم فارس بمكر وهو يقول 
الخطوة الجايه هما اللى هيعملوها مش أحنا وساعتها هيبقوا كتبوا نهايتهم بأديهم
بمجرد أن انتهى مفتش الآثار من وضع الملفات التى بيده فى درج مكتبه حتى سمع طرقات خفيفة على باب حجرته ورأى رجلين يراهما لأول مرة ... مد نادر يده يصافحه وهو يقول 
أقدملك نفسى مهندس نادر
وأشار إلى صاحبه وقال 
وده الأستاذ باسم المحامى .
أيه أنت مش هتروح بيتك ولا ايه ...
قال فارس تلك العبارة وهو يمشى بجوار عمرو الذى كان يسير بجواره فى طريقه إلى بيت والدته .. فقال عمرو
لا أنا هبات عند ابويا النهاردة أصل حماتى تعبانة شوية ومراتى وأختها بايتين عندها
ثم ألتفت إلى فارس وقال متسائلا
وأنت مش رايح المكتب
هز فارس راسه نفيا وقد علت قسمات وجهه سحابة حزن وقال 
ماليش نفس اعمل حاجة خالص يا عمرو ..أنا هروح البيت يمكن اعرف اشوفها ولا أكلمها
ربت عمرو على كتفه وحاول أن يكون مرحا وقال 
أنا مكنتش أعرف أنك هيمان اوى كده يا عم فارس
ألتفت إليه فارس بصمت حزين ثم سار فى طريقه .. ودعه عمرو دخل بيت والدته بينما دلف فارس إلى بنايته المقابلة له صعد الدرج ولكنه لم يطرق باب شقته وإنما صعد درجات عدة أخرى ووقف أمام بابها لا يعرف ماذا يفعل .. أفتقدها بشدة يريد أن يملا عينيه بوجهها البرىء ولو لمرة واحدة فقط وقف مترددا تدور الافكار برأسه تعذبه وتقتله .. وأخيرا وضع رايته مستسلما وهبط درجات السلم مرة اخرى متوجها إلى شقته .. وضعت والدته طعام العشاء امامه على المائدة وهو شاردا فى وجوم وكأنه فى عالم آخر عاقدا ذراعيه امام صدره وقد تقابلا حاجبية بشدة .. وضعت يدها على يده وهى تقول بهدوء 
مش هتاكل يا فارس
أوما برأسه وأمسك ملعقته وظل يعبث فى طبقة الذى امامه وهو مطرق الرأس وقد عاد إلى وجومة الدائم فقالت 
يابنى مش كده ده انت مكلتش من امبارح ولا بتدوق طعم النوم حتى
تنهد بقوة وقال باسى 
مش عارف اعمل ايه يا ماما ياريتنى ما كنت كتبت الكتاب كنا عملنا الفرح على طول
رفع رأسه إليها وهو يقول بضعف 
ماما أنت مبتشوفيهاش خالص
شدت على يده وهى تقول بسعادة مصطنعة
شوفتها النهاردة وهى
نازله مع مرات ابوها وكان شكلها باين عليه أنها كويسه
نظر إليها بلهفة وقال على الفور 
كلمتيها
ابتسمت وقالت 
كلمتها وهى مرات ابوها هتمنعنى أكلمها كمان.. وبتسلم عليك وبتقولك متقلقش عليا
خفق قلبه وضغط على يد والدته دون ان يشعر وهو يقول 
بجد يا ماما بجد كويسه
أبتسمت والدته وهى تؤكد له ما قالته ثم عادت لتكمل طعامها فى صمت بعد ان رأته قد بدا فى تناول طعامه .. نظرت إليه نظرة خفية بأسى وهى تهتف داخلها .. اقولك ايه بس يابنى اقولك الوردة دبلت فى يوم وليلة من كتر الهم والبكى ..
وقفت مهرة فى الليل فى نافذتها ترجو أن تراه ولو لمرة واحدة تطل برأسها للأسفل بشدة لعلها تلمح ظله فتفاجأت بصوت زوجة أبيها تقول ساخرة 
أدخلى من الشباك .. أبوكى قال مفيش واقفة فى الشبابيك
ألتفتت إليها مهرة وعادت إلى الوراء وأغلقت النافذة بهدوء فهى لا تريد أن تدخل فى مجادلة كلامية مع هذه المرأة على الأطلاق .. جلست على الفراش بعد أن أغلقت النافذة وتناولت أحد الكتب بجوارها وشرعت فى قراءتها فنظرت إليها زوجة أبيها نظرات ساخرة وعادت أدراجها من حيث أتت .. بعد قليل دخل يحيى بعد طرق الباب عليها وأطل بوجهه فتبسمت له وقد لمعت الدموع فى عينيها فاقترب منها وجلس بجوارها وأمسك يدها وهو يقول بإشفاق 
متزعليش نفسك بكره ابوكى يصفى ويرجع فى كلامه
أنسابت العبرات على وجنتيها وهى تقول متسائلة 
ماما عامله ايه
أومأ برأسه وهو يقول 
ما أنت عارفه انها قاعده عند خالتك وبتسلم عليكى وبتقولك متزعليش منها هى مشيت وسابتك فى ساعة ڠضب ومعرفتش ترجع تانى من لما ابوكى جاب مراته هنا
أطرقت برأسها وقالت له متسائلة 
وانت يا يحيى قاعد فين دلوقتى
قال مبتسما 
عند واحد صاحبىى
أطرقت برأسها ثانية وهى تقول باسى 
يارب دايما تبقى مرتاح يا يحيى
نظر إليها بشفقة ورفع وجهها إليه بيده وقال مبتسما 
هخاليكى تشوفيه متزعليش
أمسكت ذراعيه بلهفة وهى تهتف به 
بجد يا يحيى
أشار لها ان تخفض صوتها ثم قال بخفوت 
اه والله صدقينى بس أدينى يومين كده .. ماشى ..
أومأت برأسها فرحا وهى تمسح دموعها براحتيها وهى تقول ممتنة
متشكرة اوى يا يحيى ربنا يخاليك .. بس يومين كتير اوى مينفعش قبل كده
كتم ضحكته وهو يقول بمرح 
طب اعملى مكسوفة طيب .. طب استنى
نهض واتجه إلى الباب ليطمئن أن زوجة أبيه لا تتجسس عليهما وبعد ان اطمئن تماما أخرج هاتفه وهو يقول لها بخفوت 
تعرفى توطى صوتك على الآخر وانت بتتكلمى فى التليفون 
قفزت من فراشها فرحا كالفراشة وقال بخفوت مماثل 
ربنا ميحرمنيش منك يا يحيى
أشار لها أن تفتح النافذة وتطل منها وهى تتحدث حتى لا يظهر صوتها خارج الغرفة بينما وقف يحيى مراقبا من طرف خفى حتى لا يحدث أى هجوم مباغت من زوجة أبيه عليهما وهى تتحدث فى الهاتف .. أنتفض
تم نسخ الرابط