رواية منة الجزء الاول
المحتويات
كانت سريعة فقالت اشمعني
زوزو لأ عادي.. اصلي انا وجو عشرة و اعرف كل معارفه.. الا عمري ما سمعت عن ابوكي اللي ماټ ده.. هو كان اسمه ايه
شهد محمد احمد..الله يرحمه ثم رفعت يديها متظاهرة بأنها منهمكة في قراءة هامسة حزينة لسورة القاتحة.. حمدت الله علي الاسم المبتكر الذي اتي علي بالها.. كم من البشر اسمهم محمد احمد.. لابد ان لجو خمسة معارف علي الاقل بهذا الاسم..
نظرت اليه شهد بغيظ وقالت بقولك ايه كفاية و قف حال بقي.. طفشت ياسر و قلنا نيته وحشة.. عايز تطفش الباقي
فقال ضاحكا يا شخية اجري هو حد معبرك.. كل واحد قاعد مع مزته.. حتي ياسر لقي واحدة غيرك
فقالت شهد باصرارطب وان علقتلك واحد دلوقتي .. و هو قاعد مع مزته!! كلهم يتمنوا بس نظرة..
معاكي دلوقتي لكون ملبس وشك ده في الحيطة.. الحجات دي مفيهاش هزار.. انتي متعرفنيش كويس... ابقي خلي المرئعة دي لما تكوني واقفة لوحدك!!
نظرت اليه شهد بشدة حتي تتحاشي ان يقع نظرها و لو بالخطأ علي اي شخص اخر.. كان يخيفها حين يتحول بنبرته الي تلك النبرة الحازمة الجافة..
شهد بتردد بصراحة يا جو انا مش حابة شغلانة المسح دي ..انا رجعت لشغلي تاني.. وانا هنا براحتي اكتر.. يعني اكمن زوزو بت زيي وكده..
يوسف منزعجا يعني ايه مش جاية امال انا جيت ليه ثم رجعت لشغلك ازاي بتعملي ايه
شهدبقلب رزقي بقي مش لازم تعرف التفاصيل.. سر المهنة.. المهم اني برجع بفلوس حلوة كل يوم.. و زي ما قلتلك.. هنا مرتاحة مع زوزو
شهد متخافش انا بعرف اصرف نفسي معاها.. بنات بقي في بعض.. وبعدين و ليه تسيبلي الاوضة و اسيبلك الاوضة.. خليك براحتك..
يوسف وانا كنت اشتكيتلك
شهد معلش سواء عندك و لا عندها.. كلها كام يوم و الريس عبود يرجع و نخلص من الموال ده.. مش كده برضه هو مش قرب
شهد انا محتاجة اشتغل شغلي يا جو.. وانا هنا برضه في حمايتك.. اديك طبيت علينا في ثانية طفشت ياسر.
فقال باقتضاب يعني برضه مش جاية
اشارت شهد برأسها بمعني لا و ابتسمت
شعر يوسف انه رجاها اكثر من اللازم و اكثر من ان تسمح مكانته و كبرياءه .. لقد تمادي في الامر و يجب ان يتوقف لينقذ ما يمكن انقاذه من كرامته..
وهو في طريقه للخروج القي نظرة غاضبة علي زوزو جمدتها في مكانها والقي السلام علي الجميع و رحل... كانت شهد تتمني ان تذهب معه و لكنها تدرك ان هكذا افضل حالا لها..
خرج جو و هو في قمة الضيق.. لقد اذل نفسه جدا .. كل ما كان يريده هو ان يطمئن علي وجودها بجواره ..حتي يحميها من عدوي ذو الحزام.. لم يكن مثلا يردها لكي يصطبح بوجهها الجميل يوميا ولا لكي يستمتع بمشاكستها واثارة غيظها و لا لكي يسمعها تتحدث بطريقتها المرحة الرقيقة.. و لا حتي لكي يمتع ناظريه بجمالها وفتنتها.. اطلاقا.. كان يريد
فقط ان يحميها.. كان ينوي خيرا و جني ذلا... ليس عدلا..
ثم ما قصة عودتها للعمل ماذا عساها تفعل هل ټقتحم بيوتا ام تنشل في الحافلة انها متهورة حقا.. لقد بائت تلك الزيارة لبيت زوزو بمزيد من القلق.. ولكنه علي الاقل يعرف مكانها.. فليعطي لعدوي غدا معلومة مغلوطة تبعده عن اتجاهها..
دخل اخيرا بيته د استقر لينام.. الان صورة شهد لم تفارقه لحظة.. كان يتذكر منظهرها و هي تضحك مع المدعو ياسر فتصعد الډماء في رأسه.. ثم يتخيلها و هي تلتصق بالرجال في الحافلة لتنشل جيوبهم فيضيق ص دره.. ثم يعود و يتخيلها و هي بين يدي عدوي و هو ينهال عليها بالحزام فيتقلص قلبه .. وهكذا امضي ليلة مؤلمة عاني فيها كل اعضاء ج سده.. واكثرهم علي الاطلاق قلبه..
الفصل السابع.
بعد ان انتهت السهرة و انصرف الجميع قالت زوزو لشهد بينما تلملمان اثار الحفل
هو انت يا شهد كنت بتعملي ايه قبل ما تيجي هنا كنتي بتشتغلي ايه
شهد كنت مع ابويا...
زوزو بصبر نافذ فهمت يا روحي قصة ابوكي دي خلاص! انتي .. انتي كانت شغلتك ايه
شهد علي باب الله.. اقلب رزقي لما تيجي مصلحة..
اغاظ زوزو ردها المفتوح الغير محدد.. ولكنها تخطت الامر وقالت طب ايه رأيك حيث ان جو عرف انك هنا وخلاص تطلعي معانا في الصالة
اعجبت شهد الفكرة جدا فهي لم تنسي للحظة النقود التي كانت تلقي للفتيات كما انها ايضا فرصة رائعة لتكون بقرب جو يوميا..
فقالت ياريت.. معاكي من بكرة..
زوزو اتفقنا.. ثم عادت لتقول و هي تتوجه لسريرها وتجلس عليه بينما تقوم بنزع بنسات الشعر من رأسها الا قوليلي.. انتي مش مرتبطة.. مفيش حد كده و لاكده
شهد وقد توجهت لفرشتها بدورها لا ..مفيش.. هو الواحد فاضي
زوزو بتأكيد واضح انا بقي في! .. عارفة مين
ادركت شهد الام ترمي فسألت جو
زوزو طب مانت نبيهة اهه
شهد وقد قررت اللعب علي نفس الموجة فقالت بابتسامة تتصنع البراءةربنا يسعدكم.. بس كان باين عليه قافل منك انهاردة.. خير زعلانين ولا
ايه
زوزو بتفاخر اصله بيغير عليا من السهرات دي مۏت.. غلبت افهمه انها اكل عيش ليا و للبنات.. بس هعمل ايه ..دمه حامي... عشان كده بعملها من وراه.. قاموهو طب عشان يقفشني زي ما شفتي كده
شهد معلش بكره تتصالحوا.. جو ده اصله حنين قوي.. ربنا يخليهولك..انا شفت حنيته بعيني.. مقولكيش بيعمل معايا ايه ده فاضل يأكلني الاكل في بقي.. ده البنات عند عطا مكانوش مصدقين حتي اسأليهم.. الله يكرمه..كل ده عشان ابويا موصيه عليا.. اصيل
اطالت زوزو النظر اليها و كأنها تحاول احراقها بشعاع بصري ثم قالت تصبحي علي خير يا شهد! و اخمدت رأسها علي الوسادة
قالت شهد و هي تمنع ابتسامة تشفي وانت من اهله يا روحي..
بعد مجهود ليس كبيرا تحصلت زوزو علي ذلك الرقم الذي فيه الخلاص من شهد.. انه رقم هاتف .. قامت بالاتصال به اثناء وجودها في مركز التجميل حيث تعمل..
اتاها صوته الو..
زوزو عدوي
عدوي مين
زوزو انا زوزو.. مش فاكرني بشتغل عند عطا..
فصمت عدوي محاولا التذكر..
فقالت هي اخص عليك.. دانت بتتبسط اوي عندنا.. انا من البنات اللي بترقص...
كان يذكر عطا و الفتيات الراقصات و لكنه لم يتذكر ايهم زوزو تحديدا ولكنه تسائل طب وايه اللي فكرك بيا يا زوزو وجبتي نمرتي منين
زوزو اللي يسأل ميتوهش.. انا عرفت انك ضايع منك حاجة.. و ميخلصنيش اسيبك تدور و انا عارفة مكانها..
فربط عدوي فجأة بين محل عطا الذي يقع في منطقة الريس عبود و ما تشير هي اليه فقال بسرعة انطقي بسرعة انا مش فاضي لفوازير الحريم دي!
زوزو لأ ..اضمن حلاوتي الاول..
عدوي ليكي كل اللي تطلبيه..بس خلصي
زوزومن الاخر انا عارفة طريق شهد
عدوي و قد بدأ يخفق قلبه فقال بجد يا بت و ولا نصباية لو بتكذبي مش هرحمك
زوزو عيب الكلام ده.. طب بأمارة حزامك اللي كنت بتعلم عليها بيه
عدوي بلهفة هي فين
زوزوهوصلك لحد عندها... بس شرط سيرتي متجيش في اي حاجة! هي بترقص عند عطا اسمع .. متجيش كده علطول من اول يوم احسن شكلها مفقوس اوي.. استني كام يوم.. كأن حد شافها هناك وبلغك او كانك جاي بالصدفة تسهر.. ولو شوفتي تعمل مش عارفني.. انا مش عايزة مشاكل معاه..
عدوي مستفهما مع مين.
فقالت مصححة معاها.. معها هي.. شهد! اصلها زميلتي
عدوي طب و غدرتي بيها ليه
زوزو بخبثانا هسيبك انت اللي ترد علي السؤال ده بالحلاوة بتاعتي..
فضحك عدوي و قال مادحا ايها واطية يا بت.. اموت انا في المصلحة.. دانا هظبتك.. بس بعد ما تبقي هي في ايدي
في اليوم التالي توجهت شهد الي ذلك السوق الذي اخذها اليه جو مرة.. كانت ترغب في شراء بعض
الاغراض و لانها لم تنسي وعدها لصديقتها سمر الذي تذكرته اثناء وجودها هناك فقد بحثت عن من تستطيع ايجاد مبتغاها لديه..
و بالفعل وجدت ذلك الخن الذي يقف به شاب وقد تراصت امامه علي منضدة اشياء غريبة الشكل بعضها يشبه قطع الغيار دقيقة الحجم و قطع معدنية اخري كانت شهد تعرف كنه كل تلك الاشياء.. لذا ادركت ان ما تبحث عنه سيكون لديه..
وقفت امامه و قالت عندك صواريخ الوان
ابتسم الشاب و قد اثار اعجابه ان تعرف فتاة بمظهر شهد تلك الاشياء..
فقال مازحا بابا اللي باعتك
وجهت له شهد نظرة صارمة و قالت انت هتهرج معايا!.. اخلص! عندك ولا لأ
الشاب طيب خلاص متبقيش حمقية كده.. عيزاهم من انهو مقاس
شهد صغيرين..
توجه الشاب لداخل ذلك المحل الصغير وبدا البحث عن طلبها في وسط بعض العلب المكومة ..
وقفت شهد تتفحص القطع المعدينة علي الطاولة.. كانت كلها قطع غيار تستخدم في ادوات تعرفها جيدا و قد استخدمتها كثير في اقټحام البيوت او فتح السيارات..
بتعملي ايه هنا يا شهد
استدارت شهد لتجد حمادة صديق جو
ابتسمت له فلسبب ما شعرت بالسعادة لرؤيته..مما اثار عجبه فهي في السابق لم تبادله سوي الكلمات و النظرات القاسېة و سکين ..
شهد اذيك يا حمادة انا بجيب شوية حجات
نظر مستنكرا مندهشا وتسائل و هو يشير الي ذلك المحل من هنا!!
شهد ايوة .. واحدة صحبتي طلبتهم مني.. ايه المشكلة
حمادة محسساني انك وقافة قدام الخردواتي بتشتري زراير.. وهو اصحابك كمان زيك كده!!
شهد مازحة زيي يعني ايه يا واد..قصدك ايه!!
وهنا خرج البائع و في يده عدد من ما طلبته شهد ووضعهم امامها علي المنضدة وقال كده يبقي سبعين جندي
ثم وجدها تحدث حمادة فقال الله تبعك دي حمادة انت اللي باعتها ولا ايه
فاحتدت عليه شهد متتلم ياد بدل ما اډفنك هنا فلمحل بابتاعك.. من ده اللي يبعتني.. ايه مش مالية عينيك تحب املاهالك بالقرن غزال بتاعي
فتدخل حمادة خلاص
متابعة القراءة