رواية امل الجزء الثالث
المحتويات
احاسبك .
دنى ليتناول حقيبة مدرسته فتح السحاب ليضع المصحف الشريف بداخلها قبل أن يغلقها ويعلقها خلف ظهره قائلا اخيرا
ارجو منك بس المرة الجاية تديني تنبيه وانتي جاية تسلمي على ما اتعود ع الشكل الجديد يعني.
تحرك خطوتين ثم التف برأسه نحوها قائلا
حاجة اخيرة أحب افكرك بيها للمرة الثانية انا أسمي محمد معدتش ينفع معايا دلع ميدو عن اذنك.
بوجه ناعس خرج من غرفته يبحث عن والدته بعد أن
استيقظ قرب العصر وقد قرص الجوع معدته ويريد سد حاجته بأي لقيمة من الطعام وصله صوتها من داخل غرفة المعيشة ليحدد وجهته نحوها تلتقط أسماعه ما تتفوه به
دلف إليها متعقد الحاجبين باندهاش ليجلس بالقرب منها بوجه متسائل رغم أثر النوم عليه يدلك بكفه على خلف عنقه تجاهلته مجيدة عن عمد لتتابع مكالمتها باهتمام
وانا مالي يا ست ما تنقي انتي كلامك الله.
زفرت بقنوط لتنهي المكالمة على عجالة حتى تفرغ له
تمام يا حسن أي جديد بلغني وابعتلي الصور ع الوتساب اعتبرني ماشية معاكم في السوق....... إيه الحاجات التانية دي ال......
مش دلوقتي يا منيل اصبر شوية للبت تكش منك دا احنا مصدقنا انها فكت شوية...
ختمت بضحكة قبل أن تلتفت نحو الاخر فوجدته يرمقها باستنكار رافعا طرف شفته غارزا سبابته في وسط وجنته كادت هيئته أن تضحكها ولكنها تماسكت لتخاطبه بجدية
نعم يا حليوة وشك مقلوب كدة ليه
على فكرة بقى أنا صاحي أوي ووصلني الجزء الأخير من المكالمة قولي لابنك الساڤل قليل الأدب يلم نفسه دا احنا لسة ملبسناش دبل أمال لما نكتب الكتاب هيحصل إيه اللي كنا فاكرينه مؤدب وبيتكسف طلع مية من تحت تبن.
كبحت طيف ابتسامة عابثة كادت أن تفضحها لتتخصر قائلة بمقارعة
ردد صائحا خلفها باستهجان
ايه ياخدوا على بعض من دلوقتي! في إيه يا ست الناظرة دا انتي كنتي شديدة زمان ليه بقى جايا ترخي دلوقتي وابنك في سن خطړ والوضع ميسمحش.
هذه المرة لم تقوي على الكبت أكثر من ذلك لتضحك ملء فمها مرددة له
لأ يا حبيبي يسمح مش هيتجوز ويخلصني من مسؤليته يبقى يعمل اللي هو عايزه قال يسمح قال.
قالت الأخيرة لتنهض مكتفية بهذه الجرعة وقد اعتلى الحنق قسماته لتتمتم ببرائة تدعيها
ها عقبال يارب كل اتنين بيحبوا بعض.
تحركت خطوة لتلتف إليه سائلة
أحضرلك غدا يا أمين اكيد يا حبيبي جعان امال يعني قايم كدة بخلقتك المقلوبة دي ليه
اكتفى بالصمت مضيقا عينيه وزفير سخطه يخرج الدخان من إذنيه وفتحتي منخاريه.
ادعت التغافل لتكمل في الخروج مرددة
هروح احضر غدا بس انت افرد وشك شوية.
وصلت لنصف المسافة لتعود إليه مرة أخرى قائلة
اه صحيح يا أمين انا خارجة بعد شوية لو مش فاضي توصلني معاك اتصلي بتاكسي يجي ياخدني.
ليه رايحة فين
سألها بخشونة يظهر انزاعجه وردت تجيبه بتنهيدة أسى
مشوار مهم والنبي يا بني حكم الست أنيسة لما اتصلت بيها من شوية بلغتني ان ضغطها واطي وحاسة ان عضمها متكسر.
علق على الأمر وكأنه حدث جلل
يا نهار أبيض ضغطها واطي وحاسة كمان ان عضمها متكسر... لا انا هروح معاكي اطمن ع الست ميصحش برضوا.
أومأت بابتسامة جانبية وهي تستدير عنه مدمدمة
اه يا حبيبي ميصحش امال ايه دا كفاية صنية الكيكة اللي هبشتها لوحدك
بسسسس اوقف هنا.
قالتها شهد ليذعن حسن لطلبها ويوقف السيارة بالقرب من الشارع المتواجد به منزلها قائلا
طب ما احرك العربية شوية واوقفها قصاد البيت ولا هو الشارع ضيق ومش هينفع اخرج منه يعني
بابتسامة ردت وهي تتناول الأكياس الممتلئة عن أخرها بالملابس
لا يا حبيبي الشارع يسمح طبعا بس انا مش عايزة الفت نظر الجيران ويمسكوا سيرتي بقى راحت مع خطيبها رجعت مع خطيبها .
اوقف محرك السيارة والتف لها يقول باستهجان
طب وفيها ايه يعني يا شهد ما يقولوا اللي يقولوه.
مش انا خاطبك وقاري فاتحة قدامهم كلهم.
تنهدت تشيح بوجهها وابتسامة عزبة تزين ثغرها قبل أن تعود إليه شارحة
يا حسن افهمني انا بتكسف والله من تعليقاتهم يعني مش كفاية منظري النهاردة قدام العمال لما سحبتني من أيدي قدامهم قال إيه عشان ابعد عن الشمس لا تحرقني انا كدة هبان طرية في نظرهم يا حسن.
بابتسامة عبثية ارتسمت على ملامحه علق بمكر زاد من خجلها
ومالوا بقى لما تبقي طرية هي دي صفة وحشة يا شهد
ضحكت لتخبئ بكفها على عينيها فجعلته يضحك هو الاخر لتعلق بقلة حيلة
يا عم ارحمني بقى اقسم بالله انا بجد مستغرباك هو انت كدة من الأول ولا انا اللي مكنتش واخدة بالي منك ولا إيه بالظبط
رد بضحكة مشاكسة
ما انا قولتلك يا ست البنات أنا ابن مجيدة يعني تتوقعي مني أي حاجة.
اضزداد اتساع ابتسامتها لترد ببهجة تغمرها كل ما ذكر لها اسم والدته والتي منذ أن تمت خطبتها به وهي تحاوطها بحنانها والسؤال الدائم عنها وعن أخبارها باهتمام في أقل تفاصيل يومها حتى في انتقاء الملابس الاتي تخصها وذلك بإصرار من حسن ليعيدها إلى عهدها القديم في الدلال الذي تناسته برحيل والدها
ماشي يا بن حضرة الناظرة هنفوت لك لاجل خاطرها بس.
همت أن تترجل ولكنه أوقفها فور أن وضعت يدها على عتلة الباب قائلا
طب مش تخلي عندك ډم بقى وتعزميني حتى على كوباية شاي.
طالعته بتحذير تهز رأسها قائلة
ما احنا قولنا مينفعش دا غير ان احنا اساسا معظم اليوم مع بعض وبالليل
بنبقى ع التليفون خليها قريب بقى نعزم ابلة مجيدة على عشا او غدا.
يفهم وجهة نظرها التي تزيد من قدرها في قلبه ولكنه يصر على منكافتها بقوله
ماشي يا ست شهد نصبر على ما تيجي ميعاد العزومة
قرب رأسه منها متابعا بهمس ومرح
حتى عشان بالمرة نستعجل بميعاد الجواز ما هو انا لازم الاقيلي منفعة.
ابتعدت برأسها عنه لتترجل على الفور قبل أن تلقي قولها الاخير
خلاص يبقى هنأجل العزومة يا حسن.
اغلقت الباب ليتمتم من محله خلف عجلة القيادة
دا على أساس ان أبلة مجيدة هتسيبك غلبانة والله يا شهد.
تركته وسارت بقلب يخفق بسعادة تحاول جاهدة للملمة ابتساماتها مع تذكرها لكل كلمة جميلة أو مشاكسة منه لها تلقي التحية على هذا وتتلقى سلام هذا من أهل المنطقة برزانة تخشى اهتزازها بسبب ابن مجيدة الذي يدهشها كل يوم بأفعاله المچنونة معها.
حمدت الله أنها وصلت المبنى لتدلف إليه بخطوات مسرعة وما همت أن تضع قدمها على أول درجة من سلم البناية حتى تفاجأت بذراع قوية تجذبها بقوة وقبل أن تستوعب وجدت نفسها في الجزء المظلم المطل على المنور.
شهقت بفزع بعد أن تفاجأت بصاحب الوجه البغيض أمامها يحادثها
إزيك يا سيادة المقاول ولا نقول يا عروسة أحسن
قال الاخيرة وعينيه هبطت على الأكياس الممتلئة بيدها
بنظرة كارهة حدجته غير مبالية بهذا الڠضب الذي يشتعل بعينيه لترد
عروسة ولا مش عروسة انت مالك لا انا عايزة كلامك ولا عايزة سلامك والحركة الژبالة دي أنا هحاسبك عليها.
قرب وجهها منها وعينيه العميقة تصدح بالتحدي وأشياء أخرى لم تفهمها ليقول
طب ما تحاسبيني دلوقتي على طول يا شهد مستنية إيه
توقف وعينيه تجول على ملامحها قائلا بنبرة متمهلة
يعني لو عايزة ټضربي مثلا اضربي ولو عايزة ټصرخي وتلمي عليا الجيران برضوا اعمليها انا مشتاق أوي لحسابك يا شهد.
لأول مرة ينتابها الخۏف منه لقد رأت به تحفزا لأقل هفوة منها وكأنه على استعداد أو بالأصح مرحبا لغرض ما في نفسه هي منذ البداية تعلم بطبيعته الغير سوية لكنها لم تتخيل أن تطرفه يبلغ إلى هذا الحد من العداء نحوها أو ربما هو الشيء الاخر والذي ترفضه بشده من شخص مثله.
تحركت فجأة تريد تجاهله وتركه ولكنه سبق بوضع ذراعه أمامها يمنعها من المضي فهدرت هامسة به پغضب
ابعد عن وشي يا إبراهيم انا لا فاضيالك ولا فاضلة للعته بتاعك.
امال فاضية لمين
قالها ليعدل من وقفته ويصبح أمامها متابعا
للمهندس اللي بيتسرمح بيكي ويشتريلك هدايا وبعدها يقف على اول الشارع زي الحرامية وينزلك.
برقت عينيها بإجفال غير مستوعبة لمراقبته لها استغل صمتها ليردف
هو انتي مش كنتي حالفة انك مش هتتجوزي يا شهد رديتي يمينك بكفارة ولا هو مكانش فيه حلفان أصلا
قال الاخيرة ليزداد اشتعال عينيه واظلام وجهه بإجرام كان يبث بقلبها الړعب في هذه اللحظة وهو يذكرها بإھانتها له قديما حينما رفضت الإرتباط به بأسلوب جاف يقارب الطرد ابتلعت ريقها متجنبة الخوض في هذه الواقعة لتتبادل معه حرب النظرات دون رد حتى وصل إلى أسماعها صوت إحدى الجارات تنزل على الدرج لتستغل هفوته في النظر لأعلى فأزاحته لتسرع الخطا وتقابل المرأة التي كانت تقترب من وسط الدرج والتي من جهتها قابلتها بابتسامة مرحبة
يا أهلا يا ما شاء الله بالعروسة شكل المقاول بتاعنا بتجهز نفسها صح ولا أنا بكدب
باضطراب جاهدت لأخفائه ردت شهد تدعي الإندماج مع المرأة
صح يا أم مروة عقبال مروة يارب.
توقفت لتتبادل معها المزاح وظل إبراهيم محله في هذا الجزء المظلم بيده سېجارة كان يهم بإشعالها ولكن الحريق بداخله جعله يلقيها على الأرض ويدعسها پعنف وكأنه يفرغ بها طاقة غضبه.
عاد اخيرا من الخارج ليدخل بخطواته السريعة نحو مكتبه متجاهلا النظر نحوها وقد انتفضت واقفة بمجرد رؤيته لتبادره القول
هو انت كنت فين من الصبح أنا جلجلت عليك.
أجفلته لهفتها وهذه الرقة في استقبالها له ابتلع ريقه ليجيبها بنبرة عادية متجنبا النظر نحوها على قدر ما يستطيع
عادي يعني كان واريا مشوار مهم.
مشوار مهم في إيه بالظبط دا انت سيبت الشغل فجأة من غير حتى ما تبلغ بسبب انصرافك.
جلست على الكرسي المقابل لمكتبه لتصعقه بفعلها وتزيده توترا طرد من صدره كتلة من الهواء مشبعة بإحباطه يعيد بذهنه بمجموعة الوعود التي قطعها
متابعة القراءة