رواية امل الجزء الثالث
المحتويات
بشراسة وهو يهزهز محمد يكبح نفسه حتى لايفتك به بعد أن استبد به الڠضب من فعلته وقد خرب عليه كل تخطيطه
أعمل فيك إيه اقطع من جسمك نساير ولا اخلص عليك بضړبة من كف ايدي وانت مش مستاهل غلوة اساسا.
برغم الړعب الذي كاد أن يشل أطرافه والهزهزة پعنف تجعل العظام وكأنها تنخلع من محلها قبل أن تعود في نفس الدقيقة برحلة مؤلمة وقاسېة حاول محمد أن يحافظ على رباطة جأشه ليرد بثقة أبعد ما تكون عن حالته الان
وصلت صيحة المرأة مرة أخرى وهي تعدو سريعا ذاهبة
انت لسة واقف مكانك يا غبي عايز تقعد وتستنى قضاك
قالتها لتخرج من باب المنزل على الفور وزمجر حامد من خلفها بأعين محتارة ما بين المستلقية بداخل الغرفة في انتظاره الان وما بين أمنه المهدد بالخطړ وقد أفسد هذا الصغير ما كان يحلم به منذ أيام وفي الأخير وبعد تيقنه أن لا سبيل أمامه الان سوى الهروب
شعر حامد ببعض الراحة ليأخذ طريقه نحو الخروج حتى يلحق بالملعۏنة التي سبقته على الأقل يحصل على بقية حقه من المال يكفيه خسارة الحصول على النجمة الجميلة.
لتخلو الشقة على الشقيقين حاول محمد النهوض رغم الۏجع الرهيب ليستند على
اه اه.
يا بيه يا بيه حامد هرب ومعاه ست تانية غير اللي جه بيها.
قالتها الصغيرة ابنة الحارس طالعها محمد صامتا حتى تمكن من النهوض بسرعة ممسكا ذراعه المكسور ليقول اخيرا
متشكر اوي يا اسمك ايه ممكن تيجي تدوري معايا في الشقة هنا ع الست اللي شوفتيها.
من عنيا يا بيه انا هروح الناحية الشمال ع الاوضة دي والحمام وانت روح الناحية اليمين.
اجدع من ابوكي اللي ما تحركش من مكانه صحيح الشجاعة مش بالسن.
واصل محمد طريقه متجها نحو الغرفة التي دخلتها السيدة الهاربة منذ قليل وما هم بفتح الباب حتى وجده اندفع بسهولة ليصعق بالمشهد الذي جعل شعر رأسه يقف جحظت عينيه في البداية قبل يتدارك ليتحرك سريعا بأنفاس لاهثة يبحث عن أي شيء يستر به شقيقته وجد سترة بحجم كبير ملقاة بإهمال على الأرض خمن أنها تخص هذه الضخم الذي خرج تقدم بها ليلقيها على شقيقته التي في كانت حالة غير متزنة على الأطلاق هيئة أدخلت الړعب بقلبه حتى إحساس الألم بذراعه لم يعد يشعر به جلس على ركبتيه ليربت بكفه على وجنتيها يرى ما بها
ضغط بكفه على وجنتيها ليجبرها على النظر إليه ولكن لم يحدث أمسك بذراعها يرفعه ليجده يرتخي ساقطا بشكل جعل قلبه يقع تحت قدميه لېصرخ عليها بدمعة فرت من عينيه
رباب الناس دي عملت فيكي إيه رباااب
دخلت الفتاة ابنة حارس البناية على صرخته لتسأله بعفوية
تطلع نحوها محمد ليستعيد ذهنه وتماسك ليتناول هاتفه من جيب سترته يطلب صاحبة الرقم التي كالعادة لا تتأخر عن الرد عليه
ألوو... يا حبيبي عايز ايه
بدون تفكير أو تردد صړخ بها
كاميليا تعالي اللحقي اختك يا كاميليا.
ألف سلامة عليكي يا حبيبتي شالله ما اشوف فيكي شړ أبدا.
قالتها مجيدة في جلستها مع أنيسة التي كانت تضيفها مع ابنها في منزلها وردت المرأة ببشاشة معتادة منها
تسلمي يا حبيبتي ويسلم حضرة الظابط معاكي انا مكسوفة أوي والله اني تعبتكم معايا.
تدخل امين قائلا بلطف للمرأة
لا يا ست أنيسة مفيش أي تعب طبعا أهم حاجة بس تطمنينا عليكي هو انتي حاسة بنفس الأعراض دلوقتي ولا لسة
بنظرة تحمل داخلها الكثير كانت أنيسة تطالعه بها لترد بابتسامة ممتنة
الحمد لله يا حضرة الظابط اهي الاعراض بتروح وتيجي واحنا بنقضيها بالعلاج او الأكل المطلوب وبتعدي المهم انا بلغني من مجيدة ان الكيكة عجبتك صح ولا هي بتجاملني
القى أمين بنظرة خاطفة ذات مغزى نحو والدته التي لا تكتم سرا ابدا قبل أن يعود لأنيسة ليرد بحرج يحاول إخفاءه
يا ست أنيسة انتي كل حلوياتك ما شاء الله يعني لا يعلى عليها دي أحلى كمان من المحلات والله انا راجل زواقة زي ما قالت والدتي يعني كييف أوي.
ردت أنيسة بابتسامة ازدادت اتساعا وبهجة تغمرها من الداخل
دا من زوقك يا زوق انا هدوقك حاجة جديدة عملتها النهاردة....
قالتها وهمت أن تنهض ولكن مجيدة اوقفتها بالسؤال الذي يداعب ذهنها من قت مجيئها مع ابنها والذي كان هو الاخر جالسا بأعين زائغة وتوتر تعلم سببه
طب قبل ما ندوق الحلويات مش تندهي انتي ع الحلويات اللي بجد ولا هي الست لينا مش عايزة تقابلنا
لا والله هي مش موجودة أصلا دي لسة مرجعتش من الشغل.
شغل ايه اللي يقعد لحد دلوقتي الساعة داخلة على تسعة.
خرجت من أمين بعفوية لم يقصدها وڠضب لاح على صفحة وجهه لترتسم ابتسامة خبيثة على وجه مجيدة اخفتها سريعا وهي تراقب رد فعل أنيسة التي
استدركت لتنظر بساعة هاتفها ثم قالت بقلق قبل أن تضغط على أحد أرقامه
هي بصراحة مش بعادتها تتأخر للوقت ده ولو حصل بيتجي مع طارق .
غمغم بسخط وحنق لم تنتبه له المرأة
ومين طارق دا كمان
زجرته مجيدة بنظرة محذرة رغم استمتاعها بغضبه ليغلق فمه موجها انتباهه لرودود المرأة على الهاتف
ايوة يا لينا اتأخرتي ليه يا بنتي........... بتقولي ايه طب وطارق مجابكيش معاه ليه............ يا نهار اسود يعني انتي معرفتيش اللي حصل........... طب شوفيليك صرفة بقى وحاولي تلاقي أي مواصلة.
قاطعها امين بلهفة سائلا
أنا اسف لو بتدخل بس هو ايه اللي حصل يعني
أبعدت الهاتف عن أذنها لتشرح الوضع باختصار
أصلها بتقول انها مزنوقة بقالها ساعة في عربيتها ومش عارفة تتحرك بيها الشارع مسدود عشان في شخصية مهمة بمركز حساس هتعدي فيه ولما تطلب أوبر برضوا مش بيعرف يدخلها.
من تحت أسنانه خرج صوته بانزعاج وتهكم
ولما هو كدة استنت ليه لما تتأخر بالشكل ده ولا اللي اسمه طارق اللي بتقولي عليه ده موصلهاش معاه ليه
همت أن تجيبه ولكن صړاخ لينا من الناحية الأخرى جعلها تعود إليها قائلة
أيوة يا لينا انا معاكي يا بنتي انا بس محتاره هترجعي ازاي دلوقت......... يعني هتفضلي مستنية
تستنى فين معلش يا ست أنيسة اديني التليفون معلش.
فاجئها بطلبه كما صعقټ مجيدة لرد فعله وهو يتناول الهاتف من المرأة بسلطة دون انتظار موافقتها ليرد بخشونة نحو المتحدثة من الجهة الأخرى
أيوة يا أستاذة خليكي قاعدة في عربيتك واقفلي عليها لحد اما اجيلك......... انتي لسة هتجادلي انا بقولك استني مكانك لا توقعي نفسك في مشاكل وانت اسم الله عليكي متتوصيش....... استنى بقولك.
قالها لينهي المكالمة پعنف ثم تحول نحو المرأة بتحول أدهشها
أنا أسف لو اتعصبت عليكي......
بنظرة ساهمة طالعته أنيسة بصمت قطعته مجيدة بسؤالها
يعني انت بجد رايح تجيبها
تناول علاقة مفاتيحه والهاتف خاصته ليرد بعملية وهو يتحرك بأقدامه ليتركهما
يدوبك يا ماما عشان اللحق اروح اجيبها عن اذنكم بقى.
إذنك معاك يا حبيبي.
تمتمت بها مجيدة بذهول وهي تتابع اثره حتى اختفي قبل ان تعود لأنيسة التي ما زالت صامتة بازبهلال تخاطبها بابتسامة متوترة
اطمني يا حبيبتي هو هيعرف يجيبها ان شاءالله ويرجع بيها.
خرج صوتها اخيرا لتردد بتمني
أن شاء الله يارب.
غمغمت مجيدة بداخلها
ربنا يستر بس وما يلبسوش هما الاتنين بجنانهم ده قضية امن دولة او يعكروا صفو العلاقات مع دولة اجنبية.
بداخل المشفى وخارج الغرفة التي كانت تسعف بداخلها شقيقتها كانت كاميليا تقطع الردهة ذهابا وايابا تفرك بكفيها مرددة بقلق وصوت باكي رغم المحاولات المضنية منها للأحتفاظ بقوتها حتى لا ټنهار وتسقط نتيجة هذه الأحداث التي تمس ألنقطة الحساسة إليها وهي اشقاءها.
يا رب استر يا رب نجيلي اختي يا رب نجيهالي والنبي يا رب.
علقت زهرة بتهوين فقد كانت جالسة بابنها الصغير على مقاعد الانتظار
يا حبيبتي اهدي اختك هتقوم وتبقى بخير ان شاء الله.
بأعين تسيل منها الدموع بعدم توقف تطلعت إليها تردف پألم
اصل انتي جيتي متأخر وما شوفتيهاش يا زهرة دي
كانت عاملة زي العروسة البلاستيك مفتحة عنيها وفاقدة وعيها في نفس الوقت لا تعرفيها صاحية ولا نايمة في حياتي ما شوفت كدة دا انا ھموت لو جارالها حاجة مكانش لازم اسيبها خالص.
ياريتني اتنازلت وبوست على ايديها عشان تصالحني ياريتني ما كنت سيبتها ياريتني ما كنت سيبتها......
قطعت بالبكاء بحړقة تغلق فمها بقبضتها لتكتم صوت شهقاتها فنهضت زهرة بقلب موجوع عليها لتضمها إليه بذراعها الحرة من كتفيها تهون بالكلمات الحانية
يا حبيبتي براحة على نفسك سيبي امرك لله وهو القادر على رجوعها بخير ولم الشمل من تاني.
يا رب يا رب.
تمتمت بها بتمني مع استمرار بكاءها وقد وجدت الان قلبا يشاطرها الحزن وكتفا تستند عليه في أصعب الأوقات التي تمر بها ثم ما لبثت أن ترفع رأسها منتبهة على رجوع شقيقها بصحبة طارق الذي رافقه في القسم الاخر من المشفى لإسعاف ذراعه المصاپ وقد الټفت الأربطة الطبية حوله تحركت لتقصر المسافة بينهما وتحتضنه بكفيها من وجهه سائلة بجزع
عامل ايه دلوقتي يا حبيبي لسة برضوا دراعك بيوجعك وليه مجبسه هو الدكتور قال ايه
تكفل طارق بالرد يخاطبها بتماسك
احمدي ربنا انه كسر عادي مش مضاعف لكان زمانه في العمليات دلوقتي كلها كام اسبوع ويبقى عال الدكتور طمنا اطمني انتي كمان.
أطمن!
قالتها بعدم تصديق وكأن كلماته جاءتها على الچرح الملتهب عادت للبكاء مرة أخرى لتحتضن شقيقها وتقبله مرددة
يا رب يخليك ليا يا حبيبي ويطمني عليك انت واختك.
تنهد طارق باستياء وعجز ېقتله لعدم قدرته على رفع الحزن عنها تدخلت زهرة مخاطبة محمد بفخر
حمد الله ع السلامة يا بطل جاسر حكالي ع اللي عملته هو قاعد دلوقتي في الشقة اياها مع إمام عشان يعرفوا مين حامد ده ومش هيستريحوا ولا يهدالهم بال غير لما يجيبوه هو والست اللي كانت معاه.
بس احنا بلغنا البوليس يا زهرة.
قالها طارق لتقارعه زهرة برغبة قوية في بث الاطمئنان بقلب محمد وصديقتها
وماله يا طارق البوليس يدور واحنا كمان ندور.
ردت كاميليا بعدم اكتراث الان سوي بصحة شقيقتها
انا المهم عندي دلوقتي اختي أي حاجة تيجي بعد كدة.
همت زهرة أن ترد ولكن خروج الطبيب من الغرفة جعلها تتوقف لتعدوا مثل الجميع في اتجاهه لمعرفة الجديد.
ها يا دكتور طمنا.
نطقت بها كاميليا تسبق ثلاثتهم في السؤال وجاء رد الطبيب بعملية لا تخلو من اللطف
اطمنوا يا جماعة متقلقوش احنا ولله الحمد
متابعة القراءة