رواية سهام صادق
المحتويات
عن طريقي كفايه خسرني شغلي وبسببه طلعوا عليا سمعه وحشه في الشركه
وسقطت دموعها وهي تتذكر ما قيل عنها وقد اخبرتها به هناء
ليشعر شهاب بالشفقه عليها
خدي اشربي العصير واهدي واوعدك انه مش هيقرب منك تاني
التقطت منه كأس العصير وهي ترتجف
شكرا
أنتي خريجة ايه يااستاذه قدر
تعلقت عيناها به وهي لا تفهم مغزي سؤاله ليبتسم ناهضا من خلف مكتبه
اطرقت عيناها مرتبكه
لا شكرا انا مش عايزه اتقابل مع الإنسان ده تاني
تفهم شهاب سبب رفضها وقد تعلقت عيناه بملامح وجهها الهادئه يلعن ابن أخيه للمره التي لا يعلمها فنظراتها الحزينة لا تفسر الا الكسره
انا مقدر خۏفك من عاصم ومټخافيش هشوفلك شغل بعيد عن شركاتنا بحيث متتقلبيش انتي وعاصم
خريجة كليه آداب قسم اعلام
صړاخها كان يصم أذنيه بقوه يخبره انها وحدها من تحصد نتيجة ما ارتكب في الماضي اغمض عيناه يهتف بضعف اسم ولده
ياحامد ياحامد ياولدي سيب اختك حرام عليك
بقى انا يابت المحروقه تردي عليا مش كفايه معيشينك معانا وانتي بنت واحده نجسه
لتشهق لطيفه مما تسمع تشير نحو حالها بوداعه
انا شايف ياحامد بتقول ايه ده جوزي سيد الرجالة
اسكتي انتي يالطيفه مش عايز اسمع حسك والاحسن اخفي من قدامي السعادي
واندفع يجذب عهد من خصلات شعرها يزجرها پقسوه
وانا هعرفك معني الرجولة يابنت فيروز ولو كنت فكرة لحظه تكملي علامك فخلاص بح
لا الا العلام ابوس ايدك
الحق يابيه الحج ابراهيم واقع ف اوضته
تجمدت ملامح حامد يركض نحو غرفة والده ېصرخ بالخادمه
اجري خلي صبحي يجيب الدكتور بسرعه
اندفعت الخادمه تلبي طلبه فأقتربت منه لطيفه تنظر لجسد ابراهيم المجثي ارضا فصړخ بها حامد
غوري من وشي
انتفضت لطيفه من صراخه لتغادر الغرفه تتمنى داخلها ان لا ينهض ابراهيم من وعكته
اتبعه حامد ينظر اليه بلهفه
طمني على الحج يادكتور
الحاله الصحيه مش تمام مكذبش عليك
شور عليا يادكتور انقله المستشفى طيب
وضع الطبيب حقيبته الطبيه فوق المنضده التي أمامه يدون بعض الادويه
هنغير الادويه بتاعته وياريت تبعدوه عن أي حاجه تزعله الحج كان تمام الاسبوع اللي فات لما جيت افحصه فأن الحاله تدهور كده يبقى اكيد حاجه شديده زعلته
ياصحبي تعالا وصل الدكتور
اتكأت بظهرها خلف باب غرفتها تبكي بمرارة وقد أظلمت الدنيا بعينيها بعدما كانت ترى بصيص من الأمل عندما تتذكر حديث جارتها الغاليه
انت كويس ياحج
اشاح ابراهيم عيناه بعيدا عنه مقهورا مما فعله بشقيقته التي أصبح يخشى عليها خاصه منه ومن زوجته الماكره فبقيت أولاده يعلم أن قلوبهم لا تعرف الكره كما ان تعليمهم وتحضرهم قد ازال الغشاوة عن أعينهم ونسوا الماضي الا حامد الذي كان الكبير والقريب جدا من والدته الغاليه التي احبها حب شديدا ولكن ضعف نفسه وزهوه بعزوته وماله جعله ينسى وفاءها وحبه ويركض وراء شهوته
قولتلك ياحج بلاش تجيبها هنا
واغمض عيناه بقوه وهي يتذكر فيروز تلك الراقصه التي لم ترحم والدته من معرفه زواج زوجها بأخرى بل أتت لتريها من هي التي اخذت زوجها منها محبا لجمالها وجسدها قهرتها جعلتها تقضي الباقي من أيامها المعدوده مکسورة حزينه لا تعرف ما الذي ينقصها ليتزوج عليها زوجها
سقطت دموع حامد رغما عنه وهو يتذكر والدته الحبيبه
مش قادر اشوف عهد غير انها فيروز
ولطم رأسه بالفراش
قولتلك بلاش نجيبها هفضل انتقم منها لحد ما احس ان ڼاري بردت
سقطت دموع ابراهيم بوهن وهي يلتف نحوه يشعر بالآلم ينهش روحه يتسأل داخله عما فعله بعمره ليكون هذا حصاده ف النهايه
ديه اختك ياولدي عهد مش فيروز
بس بنتها من ډمها
ونهض كالهائج يدور حول نفسه
ابعتها لمحمد تقعد عنده ولا محمود المهم تبعد من وشي
غادر من غرفه والده ليرمقه ابراهيم متحسرا
رغم ثقتها والجميع يمتدح فكرتها الجديده في اداره مشروعهم المشترك الا انها كانت تتمني نظرة واحده منه تجمدت نظرات شهاب فوق الأوراق التي تنتظر توقيعه للدمج مع شركة الحديدي في مشروعهم المقبل
ايه شهاب بيه لسا برضوه بتفكر
هتف السيد نشأت عبارته مبتسما بتودد فتعلقت نظرات شيرين به وهي تتمنى ان يتم دمج ذلك المشروع فهو فرصتها الوحيده مع شهاب وفي لحظه كانت تزفر أنفاسها فرحه بعدما وضع شهاب توقيعه على الأوراق والسيد نشأت ينهض من مقعده يبارك له
متعرفش انا سعيد اد ايه بالشغل معاك ياشهاب
الشرف لشركتنا نشأت بيه
لدرجادي ياشهاب مش طايق وجودي ده انا في يوم من الايام كنت مراتك وأم ابنك
قاطعها شهاب يضع كفه أمامها قبل ان تستطرد في حديثها
بشمهندسه الاجتماع خلص
شهاب انا
تحرك شهاب مغادرا غرفه الاجتماعات تاركا لها الغرفة قبضة مؤلمة اعتصرت قلبها لتغادر هي الأخري
جلس الحج محمود على الكرسي الذي وضعته له الخادمه بجانب فراش الحج ابراهيم
كده تقلقنا عليك ياراجل بسم الله ماشاء الله ده انت بتصغر تاني اه
ابتسم ابراهيم علي مزاح ابن عمه وصديقه
معدناش صغيرين خلاص يامحمود
انت
تقوم بس بالسلامه ونروح نحج
انشرح قلب ابراهيم فقد اشتاق بحق لزيارة بيت الله الحړام
يا مين يعيش لبكره يامحمود
شعر محمود بمشاعر لم يرد اظاهرها فوق ملامحه وتجاوز ما يشعر به
قولي بقى ياسيدي ايه الموضوع المهم اللي طلبتيني عشانه
ابتلع ابراهيم لعابه بعدما شعر بجفاف حلقه ينظر للفراغ الذي أمامه بحزن
عهد يامحمود
مالها عهد
تسأل محمود بتوجس لتتسع عيناه شيئا ف شئ
مرت الايام وكل يوم تنظر إلى هاتفها تنتظر مكالمته كما وعدها ليخبرها في اي مكان ستعمل تنهدت بأسي فيبدو انه قد نسيها
على شقيقها هكذا وقد اصبح زوج لشقيقته وأفراد عائلته باركت الزيجه برضى
طرقات الباب وصوت زوجة خالها السيدة سميره جعلتها تفيق من دوامه تخبطها لتسرع نحو الباب تفتحه لها
اهلا ياخالتي
اندفعت سميرة للداخل بوجه حانق لا ترى أمامها
خالك بيخوني لقيته بيكلم واحده على ابصر ايه ده الفس بوك
رغم همومها ضحكت من قلبها وهي تجلس جوارها
قصدك الفيس بوك
هو المنيل على عينه اللي نطقتيه
واخذت تنتحب وتلطم فخذيها
مش كفايه رضيت بيه يخوني انا لا انا عايزه اطلق منه الخاېن الغدار
لم تتمالك ضحكاتها مجددا فقد كانت سميره اكثر نساء منير فكاهة وطيبه ولكن ما الجديد بطبع خالها
فهو هكذا دوما
أنتي بتضحكي ياقدر انا الغلطانه عشان طلعت افضفض معاكي بكلمتين
رايحه فين بس تعالي اقعدي هقوم اعملك كوبايه عصير تهديكي
عادت سميره لمكانها تومئ برأسها بعدما هدأت قليلا ولكن صوت منير قطع كل شئ
افتحي الباب ياقدر
اوعي تفتحيله الباب انا مش عايزه اشوفه مش طيقاه
ازدادت طرقات الباب وقد علا صوت منير
لا كده لازم افتحله هنتفضح قدام الجيران
اتخذت سميره جنبا واشاحت رأسها بعيدا عن رؤياه
هروح اعملكم كوبايتين عصير لحد ما تتصافوا
انسحبت قدر من بينهم وهي تبتسم وفور ان دلفت المطبخ اقترب منير منها
ايه ياسمسمه حد يزعل من منير حبيبه
ياخاين ياكداب انا استاهل عشان اتجوزتك
ودفعته بعيدا عنها بقوه
تخنتي ياسميره وايدك تقلت
حدقت به سميره پشراسه تستنكر حديثه مشيرة لجسدها الممتلئ
تخنت مين ياخويا ده انا عودي عود فرنساوي
وكلمه وراء كلمه انتهى الخصام ليسحبها خلفه هاتفا
اشربي انتي العصير ياقدر
فتصدح ضحكات سميره بالمكان بعدما غمز لها منير ببضعة كلمات ورحلوا
خرجت من المطبخ تنظر للباب المغلق ولاكواب العصير
هشربكم انا بقى
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل الثالث
بقلم سهام صادق
مش معقول سيادة المستشار مشرفني
اقترب كامل من صديقه يصافحه بحبور
لو مجتش اسأل انا متسألش
ابتسم شهاب وهو يشير لصديقه بالجلوس وعاد لمكتبه يهاتف سكرتيرته
تشرب ايه
قهوه ياسيدي
اتنين قهوه يااميره
جلس قبالته يسأله عن حاله وحال زوجته وأولاده
الحمدلله كلهم كويسين ومستنين فرد جديد هينضم للعيله
اتسعت ابتسامه شهاب يهنئه بسعاده
مبروك ياكامل فاكر ياكامل لما نهال كانت حامل في مروان اللي يشوف ثورتك ورفضك انك تخلف ميشوفش دلوقتي الرابع اه بيشرف
ضحك كامل وهو يتذكر ما مضى من حياته
شوفت اهو الدنيا بتغير ونفسي المرادي نهال تجيب بنت
توقف حديثهم بعد دلوف الساعي ب فناجين القهوه ليضعها أمامهم
قولي اخبارك ايه في السياسه والبيزنس
اهي السياسه ديه اسوء اختيار عملته
هتف بها شهاب وهو يرتشف من فنجان قهوته
ليه كده بس ده انت حتى ماشاء الله بقيت من رموز الدوله
تجلجلت ضحكات شهاب وهو يستمع لمديح صديقه
والله هو زمان كان حلم ولم اتحقق ندمت عليه سيبك مني واقولي ايه اخبارك
التمعت نظرات كامل مكرا يرمق صديق عمره
ده انت اللي تقولي ايه اخبارك هو صحيح رجعت لشيرين
احتدت نظرات شهاب وهو يسمع تسأل صديقه
قصتي انا وشيرين انتهت
وانتهت ليه ما ترجعوا ياشهاب وفيها ايه اللي حصل حصل وده قضاء ربنا انت محملها ليه مۏت سيف
تبدلت ملامح شهاب فور تذكره لحاډثه طفله
كامل حياتي مع شيرين صفحه وانتهت وحاليا اللي بينا شغل بس
فحصه كامل بنظراته ونهض خلفه
طب فكر ياشهاب انا شايف انها اتغيرت ولسا بتحبك
طبعا نهال هي اللي بتوصيك توصلي الكلام ده ما اصلهم صحاب من زمان
هتف بها شهاب ساخرا فتنهد كامل بقله حيله ولكن سريعا ما دب الأمل داخله فحديث زوجته عن هيئه شيرين الجديده كان هذا ما يتمناه دوما شهاب بها
قلبي حاسس انك هترجعلها وتبدأوا صفحه جديده
انتفض أدهم من مقعده بعد حديث عمه وهو لا يصدق ما يطلبه منه
اتجوز مين
تنهد الحج محمود وهو يستصعب اخباره ثانية بطلبه الذي سينقذ حياة تلك المسكينه
عهد بنت عمك الحج ابراهيم
انت بتقول ايه ياعمي انت واعي على اللي بتطلبه
اقترب منه الحج محمود برجاء
ياادهم ياولدي انت هتنقذ البت من حامد حامد ميتخيرش عن عاصم الاتنين اديهم سابقه عقلهم وقلوبهم بقت حجر
تربيتكم ل عاصم وحامد هما اللي عملوا فيهم كده خلوهم مش شايفين غير انهم رجاله العزيزي ورجاله العزيزي الجحود مالي قلوبهم
اطرق الحج محمود رأسه بخزي فلم يخطئ ابن شقيقه بشئ ولكن فات العمر ولم يعد بيديه حل لتقويم سلوك ابنه الذي تغير بشده بعد زواجه
طب يابني خليك انت الجدع اللي فيهم وانقذها عمك إبراهيم خاېف عليها من بعده وانت عارف حامد وسبب كرهه ليها
احتقن وجه أدهم وهو يتذكر تلك القصه القديمه
انتوا ليه بتحملوا الناس اخطائكم هي ذنبها ايه ف اللي حصل زمان
تهاوى محمود فوق المقعد بعدما شعر باليأس من موافقه ابن أخيه
ربنا يتولاها يابني روح ارتاح واعتبر انك مسمعتش حاجه مني وربنا يدبرها من عنده
شحب وجهها وهي تنظر للصور المبعوثه إليها فسقطت دموعها وشئ واحد اصبحت تدرك حقيقته ان عاصم لن يتركها وان الرجل الذي استنجدت به
ليحميها من ابن أخيه قد نسيها فمن هي ليتذكرها
فاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها وبلهفة أسرعت لتجيب لعلا هذا الرجل وفي بوعده إليها
الصور عجبتك
تجمدت في وقفتها وهي تستمع لصوت عاصم الذي اتبع سؤاله بأطلاق صوت ضحكاته
اوعي تفتكري ان شهاب ممكن يحميكي مني شهاب بيه مش
متابعة القراءة