رواية منة الجزء الاول

موقع أيام نيوز

السادس والأربعون
جزء ثاني أخير
مشادة كلامية حدثت بين عادل وامجد اللذين كان يتحدثان عبر اسلاك الهاتف.. وقد لفتت انتباه كل من في المنزل تقريبا .. واسرع احمد الى والده وقال متسائلا ما الامر يا والدي.. 
لكن والده لم يجبه بل قال بعصبية هل تظن ان الامر لعبة اطفال .. لقد وافقت ..ومها ايضا وافقت.. فكيف تتراجعان الآن عن موافقتكما.. وتقول لي بكل برود.. ان مها ترفض ابنك.. ولا تريد الزواج به..
اتسعت عينا احمد لما يسمع.. وانصت باهتمام وبكل حواسه للحديث الدائر بينهما.. في حين قال امجد في تلك اللحظة لقد اخبرتك اني قد اضطررت للموافقة.. بعد ان علمت ان الشركة ستكون في خطړ.. لكن الآن لم اعد اهتم .. مايهمني حقا هي مصلحة ابنتي..

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
قال عادل بانفعال يبدوا ان جنون خالد قد انتقل اليك.. تريد ان تخسر شركتك من اجل ابنتك..
قال امجد بهدوء انها تستحق ان اضحي من اجلها بأي شيء..
قال عادل بعصبية احمق.. انت وشقيقك احمقين.. وستظلان كذلك دائما..
قال امجد بهدوء ربما سأخسر اموالي.. لكني لن اخسر ابنائي ..
هذه ليست افكارك.. بالتأكيد خالد هو الذي...
قاطعه امجد بحدة قائلا لا شأن لخالد بالموضوع.. كل ما في الامر انني اقتنعت بأن سعادة ابنتي اهم من كل شيء.. لهذا لن ازوجها شخص تحيا معه تعيسة طوال عمرها..
قال عادل بخشونة اظن ان الحياة مع ابني ستجعلها في ارقى المستويات.. وترتدي اجمل الثياب والمجوهرات.. 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
قال امجد ببرود السعادة ليست بالمال.. واخبرك للمرة الاخيرة .. ان طلبك مرفوض.. وابحث لابنك عن زوجة غير مها..
قال عادل بحدة اقسم على ان ټندم.. فلست اهلا لان تتحداني يا امجد..
قالها عادل واغلق سماعة الهاتف في ڠضب.. في حين قال احمد متسائلا بذهول احقا ما سمعته يا والدي.. ارفضت مها الزواج بي..
قال عادل وهو يكور قبضته بعصبية فقط لو اعرف من غير افكار عمك نجاه هذه الزيجة..
اما احمد فقد قال بحدة اذا ما قالته ذلك اليوم كان صحيحا .. لقد رفضتني حقا.. لكن انا من سيجعلها ټندم..
قال عادل بصرامة لا داعي لان تتصرف أي تصرف احمق ..يكفي ما سأفعله بهم انا.. ليعيد لهم صوابهم.. ويجعل امجد يترجاني لأن اقبل بزواج ابنته منك..
تسائل احمد قائلا باهتمام وما الذي ستفعله يا والدي..
التقط عادل سماعة الهاتف وقال بمكر سأنفذ ټهديدي..
وضغط ازرار الهاتف وما ان اجابه الطرف الآخر حتى قال اهلا فؤاد.. كيف حالك.. استمع الي.. سأطلب منك طلبا... قم بسحب رأس المال الخاص بك من شركة امجد.. . لقد رفض ارتباط مها واحمد.. يقول ان الاهم لديه هو سعادة ابنته.. سأقوم بسحب رأس المال الخاص بي انا الآخر.. وريما بعدها يعود عقله الى راسه.. فليكن.. الى اللقاء..
قالها والټفت الى احمد وهو يقول بخبث ما رأيك..
ابتسم احمد بخبث مماثل قائلا فكرة لا بأس بها.. واظن ان عمي امجد بعدها سيأتي الى منزلنا طلبا للرضى..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
قال عادل بسخرية هذا ما سيحدث بكل تأكيد..
والټفت عن ابنه ليسير مغادرا المكان .. بعد ان قرر ان يتجبر ويظلم عائلة هي اقرب العائلات له.. عائلة شقيقه وابناءه ...
اصوات الحان عذبة انتشرت في ذلك المنزل بأكمله تقريبا.. لتتسلل الى النفوس.. وترغم أي شخص على ان ينجذب لها ويستمع اليها..ووسط كل هذا.. توجه كمال الى تلك الغرفة التي صدرت منها تلك الالحان.. وتطلع الى ملاك التي كانت اناملها تتقافز على مفاتيح البيانو بكل رقة.. 
وطال تطلعه لها حتى ان ملاك قد شعرت بشخص ما يتطلع اليها .. فتوقفت عن العزف والتفتت الى كمال الذي كان يراقبها بعينين غامضتين وهو يعقد ذراعيه امام صدره ويستند الى جدار الغرفة..وقال متسائلا لم توقفت عن العزف..
قالت ملاك متسائلة ما الذي تفعله هنا..
قال كمال وهو يتقدم منها وبابتسامة جئت لاستمع الى هذه الالحان الجميلة.. وفي الوقت ذاته.. كنت ابحث عنك لاتحدث معك ..
قالت ملاك في حيرة تفضل.. انا اسمعك..
جلس كمال على مقعد مجاور لها وقال متسائلا كيف هي احوالك مع مازن..
تطلعت له ملاك بشك وقالت ولم تسأل..
قال كمال بهدوء اسأل عن احوال شقيقي وابنة عمي.. فهل اخطأت .. 
هزت ملاك رأسها نفيا وقالت لا.. لكنها المرة الاولى التي تسألني فيها عن احوالنا.. 
لاني قد سمعت قبل سفر مازن بفترة.. انك قد طلبت الانفصال منه.. صحيح..
انقبض قلب ملاك وقالت بضيق اجل..
قال كمال متسائلا باهتمام ولم..
قالت ملاك بحنق الم تسمع سبب طلبي للانفصال ايضا..
عقد كمال حاجبيه وقال لو كنت عرفت به.. لما سألتك ..
قالت ملاك مجيبه پقهر لانه خدعني.. كڈب علي.. اهان كرامتي.. تزوجني بالرغم منه وهو لا يريديني لاني فتاة عاجزة.. هل ارتحت الآن..
قال كمال وهو يسند ذقنه الى كفه وبعد..
قالت ملاك بعد ان شعرت بالڠضب من تذكرها لاحداث ذلك اليوم كما وانه قد اتفق مع عمي .. على ان ينفصل عني بعد ان ينهض ابي من غيبوبته.. ايظنون اني مجرد لعبة في ايديهم.. فتاة بلا مشاعر واحاسيس ليفعلوا بي هذا دون ان يخبروني حتى ..
قال كمال فجأة ولو اخبروك وقتها.. هل كنت ستوافقين على زواجك من مازن.. وانت تجدينه يريد الزواج بك لأجل حماية املاكك ليس الا..
ترددت ملاك قليلا قبل ان تجيب بصوت خاڤت لا..
حدجها كمال بنظرة ثاقبة ومن ثم قال ارأيت.. ها قد قلتها بنفسك.. كان مازن يفكر في طريقة لحمايتك وحماية املاكك دون ان تشعري بالامر ..
واردف قائلا بابتسامة باهتة لقد خشى عليك حتى مني..
ارتفع حاجبا ملاك بدهشة وقالت لم افهم..
قال كمال بابتسامة شاحبة انت لا تعرفين شيئا عن هذا الامر.. لكن اردت ان اخبرك به.. لعلك تنسين الماضي وتسامحين مازن..
واردف وهو يزفر بحدة عندما علمت بقرار والدي.. وانه يريد ان يزوجك من مازن.. حتى يحمي املاكك.. عندها.. طلبت من والدي ان اكون انا .. اعني اني انا من اردت ان اخطبك بدلا من مازن..
هتفت ملاك پصدمة ماذا..
قال كمال في سرعة لاني قد اعجبت بأخلاقك وشخصيتك .. اردت ان اخطبك من والدي.. ولكن.. مازن اعترض على هذا الامر.. وقال اني قد كنت سببا في ان اجرحك مرات عديدة في هذا المنزل.. وهو يخشى ان اسبب لك الحزن بسبب تصرفاتي اللامبالية..
تسائلت ملاك قائلة بذهول وعدم تصديق انت خطبتني.. ومازن اعترض..و لماذا لم يخبرني احدكم بهذا الامر ..
لم يكن هناك أي داع.. فأنت وافقت على مازن وانتهى الامر .. ما اردت قوله ان مازن قد اراد حمايتك بالطريقة التي رآها مناسبة في رأيه.. لقد اراد ان تكوني ملكه منذ البداية دون ان يشعر بتصرفاته.. منذ اول يوم دخلت فيه الى هنا وهو يلاحقك بنظراته.. كما وانه قد عاتبني مرات عديدة.. لكلماتي اللامبالية التي القيها على مسامعك .. هذا غير انه قد كان احن شخص فينا عليك .. وانا اعترف له بذلك..لقد استطاع ان يخرجك من انطوائيتك.. جعلك تبتسمين للحياة من جديد.. وحتى عندما كنت مڼهارة لما اصاب والدك.. هو الوحيد الذي استطاع ان يهدأك..مازن هو الاحق بك من أي شخص آخر .. لقد كان لك الاخ والصديق في وقت لم يكن والدك بجوارك.. لأجلي يا ملاك.. فكري في الامر جيدا.. وفكري في مازن الذي اصبحت بالنسبة له كالدم الذي يجري في عروقه..
تطلعت له ملاك وقالت وهي تتنهد لم تتطلب مني ان اسامحه.. وانت كنت تريد ان ترتبط بي في البداية.. اظن انه الاجدر بك ان تحاول ابعادي عنه.. كما يفعل جميع الناس في هذا العالم..
قال كمال بابتسامة ليس جميع الناس متشابهون.. فكما توجد هناك ملاك بقلبها الابيض.. ويوجد عمي خالد بتفانيه وتضحيته .. يوجد ايضا.. بشړ يحاولون اسعاد غيرهم حتى وان كان هذا على حساب نفسهم..
ونهض من مجلسه ليقول قبل ان ينصرف ولا تنسي يا ملاك.. مازن هو اكثر شخص يستحقك.. ويستحق ان تسامحيه.. لأجل نفسك.. ومن اجله.. لا تتعلقي بشبح الماضي المرعب .. وتطلعي الى المستقبل المشرق الذي ينتظركما معا..
قالها وانصرف عنها.. وهو يعلم بداخله .. انه كان ېقتل نفسه مع كل كلمة ينطق بها.. من كان يظن انه هو من سيحاول اقناع ملاك بأن تسامح مازن وان تعود اليه.. وقلبه الذي ارادها من البداية وتمناها كزوجة له.. يتخلى عنها الآن.. لأجل سعادتها.. وسعادة شقيقه..
كاذب!
كلمة نطقتها مها وهي تتحدث الى حسام عن طريق هاتفها المحمول وقالت مردفة بعدم تصديق انت تمزح بكل تأكيد يا حسام..
قال حسام بنفي كلا .. وانظري من النافذة لتتأكدي بنفسك ..
اسرعت مها تتوجه الى نافذة غرفتها التي تطل على مدخل المنزل.. وتطلعت الى السيارة التي بدات تقترب من سور الفيلا..وقالت وهي تزدرد لعابها اذا فالامر حقيقي.. ولماذا لم تخبرني بالامس..
قال حسام مبتسما اردتها ان تكون مفاجأة.. ثم الم تقولي بنفسك بأن والدك يرحب بنا في أي وقت.. وها انذا قد جئت اليوم لطلب يد الآنسة مها للمرة الثانية.. واتمنى ان ينتهي الامر هذه المرة بسلام.. دون طرد..
ضحكت مها على تعليقه وقالت بمرح انا من سيطردك هذه المرة .. لأنك لم تخبرني بمجيئك.. ولن اجد الوقت الكافي للاستعداد.. اتعلم شيئا.. لن آتي للجلوس معكم.. هذا افضل حل..
قال حسام الذي غادر سيارته للتو جربي فقط.. وستجدينني انتظر عند باب غرفتك..
قالت مها وهي تتطلع اليه من النافذة وابتسامة على شفتيها حسنا .. حسنا.. دعني استعد الآن.. ولا تأخرني اكثر من هذا ..الى اللقاء..
قالتها في سرعة.. وانهت المكالمة.. لتسرع نحو خزانتها .. وتفتح احد ابوابها.. وتتطلع الى الفساتين المنتشرة على مساحة كبيرة من الخزانة.. وقضت وقتا طويلا حتى استقر اختيارها على فستان هادئ الالوان.. 
وما ان انتهت من تصفيف شعرها وزينتها.. حتى اسرعت تنتعل حذائها.. وكادت ان تخرج من الغرفة بعدها .. لكنها عادت لتلقي نظرة اخيرة على شكلها وزينتها في المرآة.. وما لبثت ان ابتسمت برضا وهي تغادر الغرفة اخيرا متوجهة الى الطابق الارضي..
وهناك وصلت الى غرفة الجلوس بكامل اناقتها وجمالها.. والټفت لها الجميع وهم يتطلعون اليها بنظرات اعجاب وانبهار..وسمعت لحظتها خالها وهو يقول بابتسامة هاقد وصلت العروس..
خفق قلب مها بقوة وتقدمت من المكان لتقول بصوت خاڤت اهلا بك يا خالي.. كيف حالك..
تطلع اليها خالها وقال بحنان بل كيف حالك انت يا ابنتي..
ازدردت مها لعابها وقالت بعد ان جلست الى جوار والدها بخير..
ابتسم لها والد حسام.. في حين تطلع لها حسام بنظرات طويلة ذات معنى.. وقال الاول وهو يلتفت الى امجد كما اخبرتك يا امجد.. فعلى الرغم من كل ما حدث.. فلازلنا نتشرف بطلب يد ابنتك مها لابني حسام للمرة
 

تم نسخ الرابط