رواية الحسناء
صورتك ومخدته عليها دموع....انتي عارف يعني ايه حمزة الجبروت القاسې اللي ماكنش بيتأثر بحد ولا كان بيفرق معاه حاجه يعيط عشانك ويبقي منهزم ومكسور بالشكل دا....بجد حمزة شاف كتير....فعشان خاطري اديله فرصه تانيه يمكن يقدر يصلح اللي عمله....وانتي كمان يمكن تقدري تسامحيه....هوا فعلا اتغير خالص عن الاول....حمزة حقيقي بقي شخص تاني....طب تعرفي انه رسملك لوحه كبيره وحطها ف أوضته عشان يحس بوجودك جنبه....لا وكمان كان بيروح كل شهر الملجأ اللي كنتي بتروحيه....صدقيني حمزة بيحبك وعمره ماهيحب حد بعدك .
حسناء بدموع انتوا ليه كلكوا عايزيني ارجعله....ليه ماحدش بيفكر فيا....كلوا بيفكر ف اللي حصله وزعلان عشانه وانا لأ....وبعدين إيه اللي فكره بيا دلوقتي بعد اربع سنين....ليه سابني امشي وماحاولش يدور عليا....ولا عشان دلوقتي عرف ان ليه ابن عايز يرجع....إبنه انا مش همنعه عنه....لو عايز يشوفه ف اي وقت انا ماعنديش مانع....لكن مش هرجعله .
جواد بإبتسامه كنت عارف انك هتحني....صدقيني بتحبيه بس بتكابري .حسناء وقد إحمر وجهها خجلا لا مش بحبه .جواد بمشاكسه اه ماهو واضح....تحبي تقابليه امتي عشان اقوله .حسناء هبقي أقول لأنس وهوا هيقولك .ويأتي أنس ليأخذ حسناء ويعودا القصر....وبمجرد ان وصلا أخبرته بطلب جواد....ليرحب الآخر بشده....فهو ليس لديه مانع مادامت هي راغبه في ذلك....ولكن كان هناك أمرا هاما يجب أن يفاتحها به....واتفقا ان يتناقشا بعد الغذاء
وتحديدا في غرفة حمزة....نجده يجلس متوترا....وكأنه طالبا ينتظر نتيجة إختباراته....كان يفرك أصابعه ويهز قدميه وعيناه تتجول في الغرفه بعشوائيه إلي ان سمع صوت دق علي الباب....لينتفض ويذهب ناحية الباب ويفتحه بلهفه....ليدخل جواد ويقول خلاص ي عم وافقت .
حمزة بفرحه بجد .جواد ايوه بعد معاناه....لسه دماغها ناشفه زي ماهيا .حمزة ماقلتش امتي !جواد هتبقي تقولي....عايزك بقي تريح نفسك وتنام وتبطل قلقك دا....اهي وافقت تقابلك....وان شاء الله هتقتنع .
حمزة تفتكر هترضي ترجعلي تاني .
جواد صدقني حسناء بتحبك ي حمزة....هي آه هتاخد فتره علي ما تنسي وتسامحك بس هتوافق....وانت وشطارتك بقي تخليها تنسي كل الۏحش الي شافته منك .
جواد بمزح ومعقول برضو حمزة بتاع زمان هوا حمزة الحبيب اللي بيقول شعر
وواقف قدامي دا....دنيا .حمزة بضيق دا انت مابتصدق....وبعدين انت واقف معايا ليه....يلا روح شوف وراك ايه .جواد وهو يتجه نحو سبحان مغير الاحوال....دا انت كنت شاعر من شويه ايه اللي حصل....لا وكمان بيطردني
في غرفة الجلوس بقصر أنس مراد
أنس انتي طبعا عارفه معذتك عندي قد ايه....واني بعتبرك اختي....وعمري ماهنسي ابدا وقفتك معايا لحد مارجعت ولادي....ولا هنسي حنيتك وخۏفك عليهم كإنك أمهم....فعشان كده انا عايز أساعدك ف انك ترجعي حياتك زي الاول واحسن كمان....انا قررت ي حسناء....اننا لازم ننفصل....لاني حاسس بالذنب....لاني الحاجز بينك وبين حمزة....حمزة مش بس بيحبك....دا بيعشقك....وانتي كمان بتحبيه ماتنكريش....انتي لسه صغيره وف بداية حياتك وحرام لما تقضيها بعيد عن اللي بتحبيه ومع شخص مابتحبهوش....او بتعتبريه اخوكي....نصيحه مني ي حسناء ارجعيله وادي لنفسك فرصه انك تسامحيه....وفكري فإبنك....هوا لسه دلوقتي صغير يعني سهل يتعود علي ابوه....لكن صدقيني لو كبر هيفضل حاسس انه واحد غريب وانتي اللي هتتعبي ف انك تصلحي بينهم....وبعدين مش هتعرفي تربيه لوحدك....عيدي حساباتك وفكري من جديد .
حسناء بدموع بس انت كده بتجبرني....علي حاجه مش عايزاها .أنس وهو يقبل رأسها والله ما بجبرك....انا عايز اساعدك....ومتأكد إن مقابلتك بحمزة هتفرق كتير....وهتغير رايك .
حسناء طب وهنتطلق امتي .أنس وقت ماتحبي....لو عايزه دلوقتي انا ماعنديش مانع....اهم حاجه تكوني راضيه
بعد مرور أسبوع
إنفصلت حسناء عن أنس في ذلك الأسبوع وسافر....لم تكن تخرج من بيتها طيلة تلك الأيام الماضيه وأجلت موعد اللقاء بحمزة....فهي لم تكن بحاله جيده ابدا....حتي وان لم
تكن علاقتهم كأي زوجين إلا أنها كانت متعلقه به....لم تكن تعرف أنها تكن له كل تلك المعذه....كان حمزة يكاد يجن من عدم رؤيتها....حتي وصل به الحال بأنه كان يقف تحت شرفتها منتظرا خروجها....كما لو كان مراهقا....أما الآخري فرأته ذات مره وتجنبت الخروج ثانية....ولكن لا مانع بمراقبته من شرفة أخري خلسة دون أن يراها....ليمر أسبوع آخر وهي لم تقرر أن تقابله بعد....لم يتحمل الآخر كل تلك المده ليقوم بأخذ والدته ذاهبا لبيتها دون سابق انذار....كانت الاخري تجلس في الحديقه برفقة ابنها لتتفاجأ به ينزل من سيارته....لتهب واقفه من مكانها بإرتباك....كان الآخر يسير بتجاهها وعلي وجهه إبتسامه واسعه إلي أن اصبح يقف امامها فيقول لقيتك مطنشاني قولت آجي أنا .
لم ترد ولكن وجهت نظرها لليلي ورحبت بها بشده ومن ثم جلسا يتسامران....وكذلك انشغل حمزة بذلك الصغير....لتمر فتره ليست بالقصيره....فيقول حمزة موجها كلامه لحسناء مش يلا بقي ولا ايه .
حسناء دون ان تنظر له يلا ايه!...انت قولت حاجه!ليلي أنا هاخد ياسين عندنا وأنتو شوفوا هتروحوا فين .حسناء بدهشه اروح فين ! ومع مين !حمزة وهو يقف معايا....ويلا عشان ما نتأخرش .
ثم حمل ياسين علي ذراعه وسار نحو السياره....ظلت حسناء واقفه تنظر له بذهول....إلي أن ركب السياره وقال هتفضلي واقفه كده كتير....يلا تعالي....ولا عايزاني اشيلك زي ياسين .
نظرت له پغضب وسارت بإتجاهه إلي ان اصبحت امامه وقالت انا مش جايه غير لما اعرف رايح فين...وبعدين انت واخد ياسين ورايح فين .
حمزة عايز اتكلم معاكي....مش دا كان اتفاقنا....انتي هترجعي ف كلامك ولا ايه....ولكي يستفزها قال اه صح انا نسيت انك لسه عيله وبترجعي ف كلامك
حسناء وهي تجز علي اسنانها أنا مش عيله....ومش برجع ف كلامي .حمزة بإبتسامه خلاص يبقي تركبي وانتي ساكته .
فتركب الاخري والشرر يتطاير من عينيها....لتنطلق السياره متجهه نحو قصر السيوفي....وبعدما نزلت ليلي تحدث حمزة إتفضلي اطلعي اركبي قدام .
حسناء بعند لا مش هركب انا مرتاحه كده .حمزة وأنا قولت إطلعي اركبي قدام .حسناء بعند وانا قولت مش هطلع .حمزة پغضب مصطنع يلا تعالي اركبي انا مش هقعد اتحايل عليكي....مش السواق بتاعك انا .فتفزع الاخري وتفتح الباب سريعا وتجلس بجانبه...لينظر لها الاخر بانتصار ويقول مابتجيش غير بالعين الحمره .
حسناء دون ان تنظر له خليك ف حالك .حمزة بمشاكسه انتي جايبه اللماضه دي منين عايز اعرف .حسناء پغضب بس انا مش لمضه .حمزة خلاص ي ستي انا اللي لمض....ماتعصبيش نفسك بس .حسناء ايوه كده شاطر....ويلا بقي عشان ماتأخرش .حمزة وهو يلوي فمه حاضر .
ثم ينطلق بسيارته إلي خارج المجمع السكني...وبعد مده يصل امام مطعم فاخر كالذي نراه في الأفلام....فينزل هو اولا ويفتح لها الباب....لتقول بعرف افتحه لوحدي علي فكره .
حمزة مش بقولك لمضه....يلا اتفضلي انزلي .
فتنزل هي الاخري وتتبعه للداخل....وبمجرد دخولها تفاجأت بكل تلك الورود والزينه التي ملئ بها المكان....المكان فارغ تماما وخالي من الطاولات عدا فقط تلك الطاوله المميزه التي تتوسطه....كان المنظر حقا رائع....فالأرض مغطاه بالورد الأحمر علي هيئة مسار ينتهي عند تلك الطاوله المحاطه بالورد أيضا....فتقول حسناء بدهشه إنت عملت كل دا عشاني .
حمزة أيوه طبعا....أتمني يكون عجبك .حسناء بسعاده كالأطفال ايوه عجبني جدا....انا بحب اوووي الورد الاحمر....انت عرفت منين
حمزة تعالي بس نقعد نتكلم عشان عندي كلام كتير اوي عايز اقولهولك .
وبعدما جلسوا علي الطاوله تحدث حمزة بجديه بصي ي حسناء انا عارف اني ظلمتك كتير ومهما قولت ومهما عملت مش هقدر أعوضك عن كل اللي عملته فيكي....بس كل اللي عايزه....إنك تديني فرصه....كاد ان يكمل ولكن قاطعته حسناء قائله بجمود إنت شايف انك تستحق الفرصه اللي انت بتتكلم عنها دي....انت مش واخد بالك انك ماسيبتليش حاجه واحده حلوه تشفعلك عندي....ثم اهتز صوتها وتحولت نبرة صوتها إلي نبره باكيه وأكملت انت حكمت علي علاقتنا أنها تنتهي وماعدناش نرجع....يوم .عارف انت حسستني بإيه ساعتها....حسستني اني واحده رخيصه وقد ايه انا ضعيفه قدامك ومش قادره أدافع عن نفسي....ثم اڼهارت تماما وأكملت بدموع ليه عملت كده وانا كنت بدأت احبك....هااا...ليه!...كله بسبب شكك وفكرتك الوحشه عني....دمرتلي حياتي....عارف السنين اللي فاتت دي كلها ماقدرتش تنسيني....أنا لسه فاكره اليوم دا كويس زي مايكون إمبارح....لسه مش قادره أطلعه من دماغي....تعرف اني مسامحاك علي كل اللي عملته قبل كده....علي إهانتك ليا وكلامك اللي بالسوء عني....بس آسفه دي مش هقدر أسامحك عليها .
حمزة بصوت مهتز تعرفي أنا أنبت نفسي كام مره علي اللي عملته...تعرفي الاربع سنين دول عدوا عليا ازاي....دول كانوا أسوأ أيام عدت عليا ف حياتي....يوم ما مشيتي وسيبتيني كنت حاسس إني مش قادر أتنفس....مش قادر أتحمل فكرة إنك روحتي من إيدي....فكرت كتير أرجعك تاني....بس كنت متأكد إنك مش هتوافقي....علي فكره كنت عارف مكانك وكنت بروح أقف قدامه كل يوم علي أمل إني أشوفك....قولت هسيبك فتره تهدي فيها وهرجع أتكلم
معاكي فيها....بس للأسف عملت حاډثه وسافرت....ولما رجعت وبقيت كويس....روحتيلك هناك لقيتك مشيتي والبيت ناس تانيه اشتروه....ساعتها الدنيا اسودت ف وشي وماكنتش عارف أعمل إيه....وفقدت الأمل اني هلاقيكي....ثم بدأت دموعه في السقوط ليكمل قوليلي أعملك إيه عشان تسامحيني وأنا أعمله....أنا تعبت من كتر ما أنا لوحدي....حاسس اني مش عايش من غيرك....إديني بس فرصه أصلح فيها كل اللي عملته .
حسناء بدموع صدقني مش هقدر .حمزة بلهفه بصي انا مش هضغط عليكي....بس اوعديني إنك هتحاولي....اديني حتي أمل .حسناء
وهي تنظر لعينيه إنت بجد بتحبني ي حمزة .حمزة يعني كل ده ولسه مش شايفه اني بحبك....قوليلي كده أنا لو ماحبتكيش هحب مين....أنا حبيتك ي حسناء من أول يوم ډخلتي فيه بيتنا....بس كنت بكابر....وف الاخر انتي اللي كسبتي وخلتيني ماقدرش أستغني عنك .
حسناء وقد إحمر وجهها دا انت بقيت بتعرف تقول كلام حلو اهو....أمال كنت عاملنا فيها ابو ڠضب ليه .حمزة بإبتسامه ابو ڠضب!....الله يسامحك ي ستي .حسناء ايوه طبعا....عندك مانع ولا ايه .حمزة انتي ماحدش قدك ف اللماضه....ومش هعرف اغلبك....المهم....ريحي قلبي وقوليلي....موافقه نتجوز تاني....وتديني فرصه تانيه .حسناء بدلال هفكر .
حمزة بإبتسامه يبقي علي خيرة الله....الفرح بعد ما العده تخلص....عايزين نجيب أخ ولا أخت للولد الغلبان اللي ف البيت دا....فتقول الأخري بخجل
انت قليل الادب علي فكره....وبعدين انا قولت هفكر....انت ايه ما بتصدق .
حمزة بمشاكسه احلي قليل الادب سمعتها ف حياتي .
ثم تأخذهم الأحاديث والمواضيع....ليظلا يتسامران إلي أن يحل المساء....وكأن كل منهما يري الاخر للمرة الاولي....ثم يعودا إلي قصر السيوفي....فهما قد اتفقا انها ستمكث هناك إلي أن يتحين موعد الزواج....هي لم تسامحه بعد ولكن قررت أن تمنحه فرصة جديده كي يعوضها عن كل ما سبق....فحبها يستحق تلك الفرصه....وبالطبع طفلهما....
عزيزاتي القارئات هناك بعض الامور التي اود ايضاحها في هذه الروايه....هذه الرواية من وحي خيالي....اي انها لا تمت للواقع بأي صله....بمعني أن لا تأخذي منها ولو كلمة واحده بعين الجد....هذه فقط للتسليه....فأنتي كقارئه تستمتعين بقرائتها....وانا ككاتبه استمتع بكتابتها محاولة مني لإمضاء وقت فراغي في شئ مفيد....سبب ما اقوله هذا....هو تعليق قرأته لإحدي المتابعات....التي تتهمني بتحريض الصبايا الصغار علي حب الرجل القاسې العڼيف.....وكذلك تعتبر أنني من إحدي المشجعات علي ضړب الرجل للمرأه إلخ....وأدخلتني في مواضيع لا شأن لي بها....وأنا حقا لا أقصد كل ذلك....لذا عزيزتي القارئه الصغيره التي تزال بسن المراهقه....لا تتأثري بكل ما تقرأيه في الروايات....فلا هناك حياه مليئه بالرومانسيه كالذي تظهرها الروايات....ولا هناك من تتحمل الضړب والاهانه بهذا الشكل.....وهناك امر آخر أريد إيضاحه لكي....ألا وهو....ان لا احد يتغير لأجل أحد....فالقاسې يظل قاسې....والعنيد يظل عنيد مهما تقدم به العمر وعصفت به الظروف والمواقف....حتي وإن تغير يكون التغيير مؤقت....ثم يعود الي ما كان عليه....فكما يقولون دوما الطبع يغلب التطبع....أي لا تدعي نفسك تقعين في حب شخص ذو خلصه سيئه وتتوهمي بأنك ستغيريه....وإضافة الي ما قولته سابقا....أريدك ان تعرفي أن الجمال الحق يكمن في جمال روحك وطباعك....لا في عيونك الخضراء وبشرتك البيضاء وجسدك الممشوق....فلا جمال خلقتك يدوم ولا جسدك يدوم....بل حقا ما يدوم ولا يتغير هو جمال روحك....أي لا تجعلي مواصفات بطلات تلك الروايات تفقدك الثقه بنفسك....وتظنين ان قصص العشق والغرام لا تحدث الا مع الفتيات الجميلات.... وان تجعل نظرتك للجمال سطحيه....أعرف أنني قد أطلت عليكم ولكن لا بأس....فأنا كنت أود فعل ذلك من زمن....وها أنا قد فعلت....لذا لا أريد منك سوي أن تستمتعي بقراءة الروايه ولا تأخذي أي حدث بها علي محمل الجد....أظن أنك فهمتي ما اقصد
بقلم هبة الفقي
تمت بحمد الله
وأخيرا الروايه خلصت.....لووولوووووووي....
واستنوني في رواية تانية