رواية مهمة زواج بقلم دعاء فؤاد ج4

موقع أيام نيوز

معتصم و قد سمع كلام صافية الأخير فحمحم ثم ألقى عليهما السلام و وقف قبالتها قائلا بنبرة كاذبة 
متأخذنيش يا صافية.. حمد كان موصيني اشتريلك تلفون بس اني اتلهيت و نسيت... بس ان شاء الله اخر النهار هبعتلك سمعان و معاه واحد چديد بالخط بتاعه قمان. 
سكتت قليلا لا تدري كيف عليها أن تشكره ثم قالت بخجل 
بس اني مخبراش هستعمله كيف.. ابويا محرم علينا التلفونات و معرفاشي فيهم حاچة واصل. 
تمتم معتصم مع نفسه بصوت خاڤت لم يصل اليها 
يا ۏجعة مربربة!! 
و لكنه عاد يقول بجدية 
اني هسچلك عليه رقم حمد و هعلمك كيف تفتحي عليه لما يرن عليكي.. و بعد اكده لما حمد يعاود من مصر يعلمك كيف ما بدك كل حاچة فيه. 
ابتسمت بسعادة ابتسامة أنارت وجهها الجميل و أظهرت غمازتها اليمنى. 
تركهما معتصم و اتجه الى غرفته يضرب الأرض بقدميه من الڠضب و هو يسب أخاه بخفوت فكيف له أن يترك خطيبته هكذا دون أن يفكر في طريقة للتواصل معها... مر أكثر من خمسة أيام منذ أن خطبها... ألم يخطر بباله أن يحدثها حتى و لو لمرة واحدة... أف لك يا حمد.. 
بمجرد أن دلف غرفته قام بالاتصال به فورا و بعد عدة ثوان أتاه صوته يرد عليه فتحدث بنبرة جافة 
انت بتكلم صافية يا حمد! 
سكت حمد مستغربا سؤاله ثم سأله ببرود 
و ايه مناسبة السؤال المفاجئ دا!.. هي اشتكتلك! 
لوى فمه ببسمة ساخرة ثم قال بحدة 
هي دي بتعرف تشتكي!... ياريتها تشتكي زي البنات يمكن كنت عملتلها قيمة أكتر من كدا. 
اغمض حمد عينيه يكظم غيظه من أسلوب أخيه الساخر ثم رد بانفعال طفيف 
في ايه يا معتصم!.. ايه اللي حصل لدا كله! 
صاح فيه پغضب 
في ان انت معندكش ډم... كلها كام يوم و هتبقى مراتك و هيتقفل عليكم باب واحد و سيادتك منفضلها و مبتحاولش حتى تقرب منها... هتلاقي فين في أدبها و جمالها.. دا كفاية انها خام متعرفش يعني ايه لوع... صافية و هي صافية فعلا.. 
تنهد حمد بنفاذ صبر ثم رد ببرود 
خلصت! 
استشاط معتصم منه غيظا و صاح بعصبية 
انت بارد كدا ليه ياد انت! 
رد بانفعال 
أنا خاېف اتكلم معاها تسد نفسي منها اكتر ماهي مسدودة.. مبتعرفش تقول كلمتين على بعض من دماغها.. عشان كدا قولت خليني بعيد احسن لحد ما ربنا يسهل و نتجوز و ابقى اشوف حل لموضوع كلامها دا... مش عايز أنكد على نفسي من دلوقتي يا اخى. 
زفر معتصم أنفاسه بضيق بالغ ثم أخذ يتمتم 
ربنا يهديك يا حمد.. ربنا يهديك. 
تحدث حمد مغيرا مجرى الحديث 
أمي عاملة ايه 
أمي زينة الحمد لله... هي اللي بعتت لصافية قعدت معاها شوية و الكلام جاب بعضه و قالتها ان مش معاها تليفون... المهم هبعت سمعان يشتري واحد دلوقتي مع الخط و هبعتلك رقمها و هسجل رقمك عندها.. و يا ريت يعني بمجرد ما يوصلك الرقم تكلمها. 
ابتسم حمد بامتنان لذلك الأخ الذي لا يتوانى أبدا عن التفكير في كل أفراد عائلته ثم قال 
ماشي يا معتصم... تعبتك معايا. 
يا سيدي اتعبني انت بس و مالكش دعوة. 
ضحك حمد فاسترسل معتصم بهدوء 
حمد
اممم
أنا طلبت ريم للجواز يوم ما رجعت القاهرة.. و كلمت اخوها و عزمته على فرحك عشان نتعرف على بعض. 
اتسعت عيني حمد پصدمة و هو يتمم 
انت.. انت بتقول ايه!.. و نرمين!.. نرمين و ريم مع بعض!.. طاب ازاي! 
اعتصر معتصم جفنيه بضيق ثم فتحهما قائلا و هو يصتك فكيه 
الله يخليك يا حمد كفاية اللي سمعته من عيشة... انا عارف كل اللي انت عايز تقوله و فكرت في كل حاجة انت فكرت فيها دلوقتي.. بس انا بعون الله هحل كل حاجة.. هتتحل.. هتتحل يا حمد متقلقش. 
أنا قلقان عليك انت... حلها صعب اوي يا معتصم دا ان مكانش مستحيل. 
زفر أنفاسه پعنف و هو يقول بنفاذ صبر 
خلاص يا حمد اخوك مش شوية و انت عارف كدا كويس.. انا عايزك معايا و ف ضهري مش عايزك تكسر مجاديفي.. 
تنهد حمد بقلة حيلة 
معاك يا صاحبي مش هسيبك طالما سعادتك هتكون معاها.. انا من الاول و انا حاسس انك غرقان لشوشتك في حبها بس انت مكنتش مبين... بس يا ترى هي كمان بتحبك! 
رد بنبرة ضائعة بعدما أسند رأسه على الوسادة 
مش عارف... لا قولتلها ولا قالتلي. 
رفع حاجبيه باستنكار 
نعم!.. اومال هي وافقت على اي اساس! 
رفع كتفيه لأعلى 
عادي.. هو احنا لازم نقعد نحب في بعض و نتصاحب و نتقابل!.. انا راجل ضغري دخلت البيت من بابه علطول.. و أظن هي احترمت الحتة دي فيا.. بس أكيد برضو في اعجاب حسيته منها... بس حب مش متأكد. 
ابتسم حمد بحالمية ثم قال 
بس انا بقى متأكد.. 
هي قالتلك! 
ضحك بملئ فمه ثم قال 
هو انا مش عارف عصوم اخويا... أي بنت تعرفه لازم تحبه.. و لا انت نسيت ولا ايه! 
ابتسم معتصم بسخرية ثم قال 
هو انا حلو اوي كدا! 
انت مش حاسس بنفسك يابني!.. ماهي حلاوتك دي اللي خلت نرمين ضحت بنص املاكها عشان بس توافق انك تتجوزها لحد ما أدمنتك و مبقتش عارفة تستغنى عنك. 
حين أتى بذكر نرمين أصابه ضيقا بالغا و كأن جبل هال على صدره تلك الخطيئة التي ستلازمه طيلة العمر 
أوف.. مابلاش السيرة دي بقى دلوقتي.. 
ضحك حمد ثم قال بمواساة 
ربنا معاك يا صاحبي و يتم مرادك على خير.. 
يا رب يا حمد... يا رب.
كانت ريم قد قدمت طلب نقل لأقرب مشفى لسكنها و بفضل مكانة والدها و معارف شقيقها تمت الموافقة بدون تعقيدات و هاهو اليوم أول يوم لها بمشفاها الجديد 
كانت تقوم بعملها في قسم الاستقبال حيث تقوم بالكشف على سيدة تعاني من مغص شديد بالبطن و بعد اجراء الكشف الدقيق عليها قالت 
انا شاكة ان المغص دا بسبب الزايدة.... هشوف مين هنا تخصص جراحة يكشف عليكي.. 
تركتها ثم خرجت من غرفة الكشف لتسأل احداهن 
لو سمحتي مين معانا جراحة النهارده 
أشارت لها الفتاة حيث أحد الغرف لتقول 
الدكتور خالد هتلاقيه قاعد في القوضة دي.. 
شكرتها ثم ذهبت الى حيث أشارت ثم طرقت الباب و دخلت لتجد شابا وسيما يرتدي نظارة طبية متوسط الطول شعره أسود قصير و نحيلا نوعا ما وقف بمجرد أن رآها و هو يقول بذهول 
ريم!... معقول! 
اتسعت بسمتها لتتقدم اليه و هي تقول بدهشة 
ايه دا انت شغال هنا يا خالد! 
مد يده اليها ليسلم عليها فبادلته التحية و سحبت يدها فورا من كفه فقال بسرور بالغ 
ايوة بقالي سنتين... انتي هنا من امتى! 
النهاردة أول يوم ليا. 
بجد!.. يعني هنشوف بعض علطول. 
ضحكت و هي تقول 
اه هزهقك مني... و بالمناسبة دي بقى معايا حالة اشتباه زايدة في غرفة السيدات ممكن تكشف عليها! 
أجابها مبتسما 
طبعا انتي تؤمري.. 
شكرا يا خالد... هروح بقى أشرب قهوة عشان انا خلاص فصلت.. 
كادت أن تنصرف من امامه و لكنه استوقفها يسألها بتردد 
ممكن تستنيني هنا هخلص و اعزمك على القهوة نشربها سوا بمناسبة ان دا اول يوم ليكي معانا.. 
سكتت مليا تفكر ثم أومأت بابتسامة سلبت أنفاسه فغادر من أمامها على الفور قبل أن يتجرأ و يفعل بها ما لا يحمد عقباه.. فهذه ريم تلك الفتاة التي لطالما حلم باقتران اسمها باسمه و لكن دائما كانت الظروف ضده كما أنها لم تشعر به أبدا و تتعامل معه من باب الزمالة لا أكثر... و لكن ربما قد أعادها القدر إليه مرة أخرى لتتحقق أمنيته.. فهو لا يرى من البنات سواها و لم يستطع الارتباط بغيرها من شدة تعلقه بها.
مرت أيام أخر و ريم منتظمة في عملها و تلتقي بخالد أغلب الأيام و هو لم يترك فرصة الا و يتقرب منها و يحاول اختلاق المواضيع ليتحدث اليها أطول فترة ممكنة و ريم تتعامل معه بحسن نية و لم تشك بمحاولات تقربه منها.. تظنه أنه زميلا عزيزا يقف بجانبها في مكان جديد عليها ولا تعرف به أحدا سواه.....
اشتاق اليها معتصم كثيرا... كل ليلة يمسك بالهاتف يريد الاتصال بها و سماع صوتها الرقيق الذي يذهبه عقله و لكن في كل مرة يتراجع... يريد أن يحصل
على موافقة أخيها أولا ثم بعد ذلك لن يتوانى عن اغداقها بوافر عشقه..
بقي يومان على عودة أدهم من الانتداب اللعېن.. فحتى تلك اللحظة لم تتمكن ندى من محادثته سوى مرتين و كانت مدة المكالمة لا تتجاوز الدقيقة او الدقيقتان ثم ينقطع بعدها الاتصال.. 
استيقظت ندى صباح ذلك اليوم باعياء شديد فاقدة شغفها في كل شيئ لا تدري أمن غيابه عنها تلك المدة و انشغالها به أم لشيئ آخر.. 
بقيت في غرفتها طوال اليوم ولم تستطع الخروج منها من شدة الاعياء الأمر الذي أقلق السيدة تيسير للغاية... 
و حين عادت ريم من عملها وجدت أمها تجلس مهمومة بمنتصف الصالة فأقبلت عليها بعدما ألقت التحية ثم جلست قبالتها تسألها بقلق 
مالك يا ماما قاعدة زعلانه كدا ليه!.. أدهم حصله حاجة! 
ربتت على رأسها و هي تقول 
لا يا حبيبتي أدهم بخير الحمد لله.. جاي بكرة ان شاء الله. 
طاب الحمد لله.. اومال مالك! 
تنهدت بحزن ثم قالت 
ندى مخرجتش من قوضتها خالص النهارده و كل ما ادخل اشوفها الاقيها نايمة.. يادوب تصحي تقولي انا كويسة و ترجع تنام تاني.. مش عارفه مالها.. خاېفة تكون تعبانة و مش عايزة تقلقنا.. 
سكتت ريم مليا تفكر ثم قالت 
ما يمكن حامل يا ماما.. ماهو الحمل برضو بيخلي الست همدانة و عايزة تنام علطول.. 
أضاء وجه تيسير بسعادة بالغة و هي تقول 
بجد يا ريم!..ازاي مخطرش الموضوع دا على بالي.. ايوة فعلا هي همدانة خالص و وشها اصفر.. بس معقول هتخبي علينا! 
ما يمكن متعرفش او مخطرش في بالها زيك كدا برضو.. 
أيوة صح... ياااه أخيرا يا أدهم.. دا هيفرح أوي لما يعرف.. 
نهضت ريم ثم سارت باتجاه غرفتها و هي تقول 
هدخل بس اخد شاور ع السريع و اغير هدومي و بعدين هكشف عليها بنفسي... 
ضحكت أمها و هي تقول 
طبعا.. في بيتنا دكتورة.
ثم تنهدت بسرور 
يا رب يطلع كلامك صحيح يا ريم... يا رب.
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحادي و العشرون
مهمة زواج 
طرقت ريم باب غرفة ندى و كانت حينئذ تحمل جهاز الضغط خاصتها و السماعة الطبية... و لكن لم يأتيها رد فاضطرت لفتح الباب و الدلوف مباشرة لكي تطمئن عليها. 
وجدتها نائمة و وجهها شاحب للغاية فاقتربت منها تتحسس جبينها لتجد حرارتها مرتفعة قليلا فلم تجد بدا من ايقاظها لكي تقوم بالكشف عليها.. 
ندى.. ندى.. اصحي يا ندى عايزة اقيسلك الضغط و اشوف مالك... ماما قلقانة عليكي اوي.. 
حاولت النهوض و هي تفتح عينيها بصعوبة فأسرعت ريم تسندها لتساعدها في الجلوس.. 
هاتي دراعك كدا... 
مدت لها ذراعها بضعف فقامت ريم بدورها بقياس ضغطها لتجده منخفض للغاية فتدخل
تم نسخ الرابط