رواية حب حياتي الجزء الثاني الاخير
المحتويات
المشهد السادس
ظلت تنظر له بريبة تنتظر رد فعله على ما قالته .. لا تعرف كيف استطاعت ان تبوح له بكل شيء .. لكن هناك شيء في داخلها اخبرها أن تتحدث وتخبره بما فعلته هي وشقيقتها .. وجدته ينظر لها بتمعن وكأنه يراها لأول مرة .. لم ينطق بحرف واحد فقط يتأملها دون حديث..
سألته بصوت خاڤت مرتجف
اجابها اخيرا بعد صمت استمر لدقيقتين
اقول ايه ..!
قالت بتعجب
قول اي حاجة .. اصړخ علي .. او حاسبني ..
ليه هربت ..! ليه مواجهتنيش ورفضت تكمل الجوازة ..!
سألها بهدوء غريب لترد بجدية
مكنتش هتوافق تلغي الفرح ولا بابا كان هيوافق فمكانش قدامها حل غير الهرب ..
انت هتفضل ساكت كده كتير ..! سكوتك ده مخوفني ..
رد بصراحة
مش عارف اقول ايه .. من جهة مدايق جدا لاني اتحطيت فموقف غبي زي ده .. خصوصا اني معرفش حاجة عن الصور دي ومن جهة فرحان انوا هروب ريم خلاني اعيش حاجة مختلفة مكانتش فبالي ولا فحساباتي ..
حاجة مختلفة ..! انت بتتكلم عن ايه ..!
رد بخفوت وعيناه تلمعان بشكل غريب
انا اكتشفت انوا ارتباطي من ريم كان غلطة .. ريم مكانتش هي الانسانة المناسبة ليا .. ولا كنت هرتاح معاها .. غير اني اكتشفت اني عمري محبيتها وانوا مشاعري ناحيتها متعدتش الاعجاب .. عشان كده انا بحمد ربنا انوا الجوازة دي متمتش ومتورطتش معاها ..
انت مچنون يابني ..! انت متأكد انوا عندك ستة وثلاثين سنة ..!
ضحك وهو يسألها بخبث
طب مانتي عارفة سني اهو .. امال جبتيها منين اواخر الاربعينات ..
احمرت وجنتاها وهي تقول
شكلك بيدي كده .. اعملك ايه ..!
رد بمكر
على اساس انوا شعري ابيض من كتر الشيب ووشي عجز من التجاعيد ..
متقلقش .. كلها خمس ست سنين وشعرك هيتقلب ابيض ووشك هيعجز ..
ثم اكملت بمكر
نصيحة ليك الحق اتجوز وخلف بسرعة عشان متبنش قدام الناس جد لولادك ..
قال بخبث
منا متجوز فعلا ..
ابتلعت ريقها وقالت وهي تبعد عينيها عنه
انا اقصد حاجة تانية ..
رد بجدية
وانا اقصد اللي فهمتيه ..
لا انسى .. اللي بتفكر فيه لا يمكن يحصل ..
ايه اللي بفكر فيه ..!
سألها بمرواغة لترد وهي تكاد تبكي من فرط الخجل
انت سخيف على فكرة وبتستغل صغر سني ..
ضحك عاليا وقال
دي تاني مرة تعترفي فيها انك طفلة ..
تأملته متمعنة النظر بضحكته لتجد نفسها معجبة بها للغاية .. كان يبدو وسيما للغاية وهو يضحك من اعماق قلبه ..
ابتعد عنها جاسر اخيرا يتأمل وجهها الذي اصبح بمئة لون وملامحها المضطربة ..
كان يشعر بنبضات قلبه تصل ذروتها .. لم يستوعب بعد مدى روعة التجربة ..
تأمل ملامحها الساكنة قليلا قبل ان ټنفجر في البكاء ..
اضطرب كليا وقالت من بين بكائها
انت ازاي تعمل كده ..! ازاي ..!
اهدي يا ملك .. انا معملتش حاجة .. انا جوزك ..
صړخت بقوة
انت استغلتني ..
رد بقوة وهو يحاول احتوائها
مفيش داعي تقلبي الدنيا بالشكل ده ..
قالت ببراءة وهي ټنهار من شدة البكاء
زفر انفاسه بقوة وقد فهم الان سبب بكائها ليرد بجدية
انا جوزك يا ملك .. واللي عملته ده شيء طبيعي ..
ردت معترضة
لا مش طبيعي .. احنه جوازنا مش طبيعي اصلا ..
طب ممكن تهدي ..
قالها برقة لتمسح دموعها وهي تنظر له بغيظ ليجد نفسه يعتذر لها
انا اسف ..
شعرت بالحرج وهي تتذكر استسلامها المخزي له والأسوء تلك المشاعر الغريبة التي انتابتها .. لم تشعر بالنفور والازدراء بالعكس تماما كان ما شعرت به هو السعادة .. لعنت نفسها وشعور الغدر والخېانة تمكن منها .. لقد خانت خالد ووعدها له .. غدرت به ..
لاحظ جاسر اضطراب مشاعرها الذي ظهر بوضوح على ملامحها فقال بجدية
اهدي يا ملك وانا اوعدك اني مش هقرب تاني منك ..
رمشت بعينيها وهي تقول
انا وحدة متخلفة .. وغبية .. انا عارفة نفسي غبية ..
ثم اكملت بصدق
الغلط مش منك . الغلط مني .. انا كان لازم امنعك ومستسلمش ..
رد على مضض
خلاص انسي الموضوع واعتبري مفيش حاجة حصلت .. ونامي وارتاحي لآنك تعبتي النهاردة ..
اغمضت عينيها لتتفاجئ به يسألها
التفتت نحوه وقالت بعدم تصديق
هو انت فاكر اني بكدب ..!
قال بسرعة مصححا
اكيد لا .. بس انتي قلتي انك مرتبطة بخالد .. يعني معقول مرتبطين ومحصلش بينكم حاجة زي كده ..
ردت بسرعة وعفوية
خالد عمره مقرب مني ولا لمسني .. احنه علاقتنا كانت بريئة جدا .. هو كان بېخاف عليا ويحافظ عليا حتى من نفسه .. وحتى لو هو كان عايز حاجة زي كده انا مكنتش هسمحله
تنهد براحة عندما سمع ما قالته بالرغم من ضيقه لمدحها لذلك المدعو خالد ..
قال اخيرا بعدما سيطر على مشاعره المتضاربة
انت جميلة اوي يا ملك .. اجمل بنت شفتيها فحياتي ..
لمعت عيناها بقوة لتجد نفسه تقول بلا وعي
انت كمان جميل ..
ثم قضمت لسانها وهي ټلعن نفسها على ما تفوهت به قبل ان تستدير للجهة الاخرى وتغمض عينيها بقوة ..
مر شهرين بعد تلك الليلة ..
جاسر نفذ وعده لملك ولم يقترب منها اطلاقها رغم رغبته الشديدة بذلك ..
العلاقة بين جاسر وملك اصبحت جيدة جدا ..
في الصباح جاسر يذهب الى عمله وهي تذهب الى منزل والدها لمراعاة اخويها ..
وفي المساء يلتقيان على العشاء حيث يصعدان بعدها الى غرفتهما ويتحدثان في الكثير من الامور المختلفة حتى تغفو ملك دون وعي اثناء حديثهما ويظل جاسر يتأملها بعشق بات يسيطر على كيانه بأكمله قبل ان ينام بجانبها وهو يشعر بالسعادة والاطمئنان ..
جلنار ابتعدت عن
متابعة القراءة