رواية يسرا الجزء الثالث
المحتويات
بيها وتيجي كل يوم وماتشاركناش رفع عيون حذرة وقال بهدوء
أنا بس حاسس إني اللي هقوله تافه بالمقارنة بيهم نيفين مثلا مريضة سړطان وجوزها أتخلى عنها بعد ما صرفت كل اللي فلوسها على مشروعه وأمجد . . قاطعته بنفاذ صبر محترف
نيفين وأمجد والباقية هنا جايين يتشاركوا أنت يا أسامة عندك إيه النهاردة تشاركنا بيه
وضعت نيفين تلك الرقيقة رغم المړض الذي يتاكلها كفها فوق کفه وقالت مشجعة له
أنا عاوزة أسمعك كلنا . . ده حقك علينا عبس بحاجبيه ودمعت عيناه رغما عنه وقال بصوت مبحوح وأقرها وللمرة الأولى بصوت مرتفع وشعر بعدها أنه تحرر ولو لوقت ضئيل
وأنا اللي عمري ما فكرت أنه ممكن ينطقها حتى فهزت سالي رأسها بسخرية مريرة وألقت بالوريقة بعيدا دون اهتمام قائلة
یعني مكلف نفسك وجاي لحد هنا والتبرع كان ممكن يتم عن طريق البنك أو مندوب مثلا و هز رأسه ولأول مرة بحياته ربما يقر
تعتذر عن إيه
فقال بخجل
عن سوء الفهم اللي حصل قاطعته هادئة
قال يعني ماكنش قصدك فاقترب منها وعيناه تحيطها
لاء كان قصدي بس كان سوء تصرف مني بعتذر عنه هي لم تعهده صریحا إلا لغرض فقالت بنفاذ صبر غاضب فهی لن تتحمل تبدل أدوارهما فهو كالحمل الوديع وهي المستذئب بليل أسود
ادخل في الموضوع على طول یا جاسر جاي عاوز إيه
فابتسم وقال بهدوء
ممكن أشرب الشاي عندكوا النهاردة فهزت كتفيها هازئة
الساعة سبعه النهاردة هكون عندكوا القدر بالفعل له طرقه ونحن من نصنعها ونلوم عليه نتيجة المسار غير أنها في تلك اللحظة لن تلوم سوى نفسها إن عادت لعهدها القديم معه الأطفال بغرفتهم بمنزل والدها والساعة السابعة كما هو الموعد وهاهو يقف بباب بيتهم المتواضع وأمها تستقبله بابتسامة متجمدة فابنتها كمن تخوض حربا وليس مشروع زواج وعودة لأحضان بيتها كما تأمل وتتمني وهي كأي أم القلق والخۏف حق مشروع لها حتى آخر أنفاسها وعندما جلسوا في صالون المنزل كانت نبرتها العاجزة تخبرانه
وإيه اللي يضمنلي تحافظ عليها تاني يا جاسر
نظر للتي تلبست الصمت فصار ردائها وقال مطمئنا بصدق فالكبرياء والعند لن ينقذانه
عشان أنا أول حد اتجرح يوم ما فرطت فيها وجرحت ولادي معايا وعندما شعرت أمها بالراحة أخيرا انتفضت هي وقالت پعنف لا مبرر له
ماما لو سمحتي سيبينا لوحدنا شوية هزت مجيدة رأسها بإذعان وقالت
هسيبكم براحتكم وربنا يهدي سركم وقف جاسر احتراما لها وكانت هي متجمدة بمكانها وعيناها كالصقر فوق رأسه فابتسم لها وقال
حاسس زي ماكون تلميذ مستني العقاپ ولم تنال البسمة من شفتيها ولا حتى بملمح ساخر كما كان يأمل على أقل تقدير ولكنها هزت رأسها وقالت مقرة
فعلا أنت ليك عقاپ ولسه ما أخدتوش أوعى تكون افتكرت أنه اتضحك عليا بالكلمتين الحلوين اللي طمنوا قلب مجيدة أنا اللي عاشرتك وأنا اللي عارفاك أكثر من أي حد تاني فتنحنح قائلا
بس أنا اتغيرت يا سالي هزت رأسها وقالت بنفي قاطع
لاء ما اتغيرتش ده اللي انت بتحاول توهم نفسك بيه وبالتالي ماليش حجة فتنهد قائلا
تفتكري لو ماكنتش اتغيرت كنت جيت لحد عندك واعترفت قدام والدتك بغلطتي فابتسمت وتلك المرة بملامح سخرية خالصة
ده مجرد تنازل وقتي عن غرور متأصل فيك زي الشجرة اللي جدرها ضارب السابع أرض فتغضنت
متابعة القراءة