رواية عزلاء امام سطوة ماله

موقع أيام نيوز


و هي تقول بإبتسامة مرتبكة 
فادي ! إنت رجعت يا حبيبي أنا إتصلت بيك كذا مرة قبل ما أنزل عشان أقولك إن ملك سخنت فجأة بس إنت ماكنتش بترد فإضطريت أخدها أنا علي المستشفي و ألقت نظرة نحو الطاولة في الوسط حيث نسيت هاتفهها و تابعت 
بس نسيت الموبايل هنا أسفة أكيد إنت إتصلت بيا كتير !
سمعت صدي حشرجة في حنجرته لكن بقيت ملامحه علي حالها إلي أن تحرك أخيرا و قال بهدوء شديد يختبئ ورائه ڠضب عظيم 
سمر يا ريت من فضلك تشرحيلي دلوقتي حالا مين الشخص إللي جابك لحد البيت بعربيته ده و إيه هي علاقتك بيه بالظبط 

أخذت تتنفس بسرعة بينما إتسعت عيناه و كانتا باردتان و قاسيتان جدا 
علاقة إيه و زفت أيه صاحت بصوت عال و أردفت پغضب 
هو أنا لاقية آكل و لا آكلوكوا لما هروح أعمل علاقات إنت إتجننت !
فادي بعصبية و هو يقترب منها 
أومال تفسري إللي لسا شايفه بعنيا ده بإيه تفسري بإيه ركوبك عربية زي دي مع واحد زي ده و بعدين مين ده أصلا عرفتيه منين 
ده يبقي صاحب الشغل يا مچنون أجابت بصړاخ ثائر 
ده يبقي عثمان بيه إللي حكيت لسيادتك عنه ده يبقي الإنسان الوحيد إللي وقف جمبنا و ساعدنا بعد ما كل الناس جم علينا و ظلمونا و شوف كمان و رفعت كيس الآدوية التي أوصي بها الطبيب لشقيقتها و أكملت 
أصر إنه يشتري الدوا لملك رغم إنه دفع حق الكشف عند أكبر دكتور أطفال هنا في إسكندرية !
فادي متسائلا بحدة 
و هو إيه إللي يخليه يعمل معانا كل كده أساسا عاشقنا في الضلمة !! نطق جملته الأخيرة بتهكم لاذع ثم قطب بإستغراب مكملا 
و بعدين تعالي هنا إنتوا إتقابلتوا إزاي لما هو ماكلمكيش عشان تروحي تستلمي الوظيفة إللي قالك عليها ! شوفتيه إزاي !!
تنهدت سمر بضيق لكنها حكت له كل ما حدث بدءا من عراكه مع موظفة الإستقبال بالمشفي و حتي عودتها إلي هنا بعد أن قام بتوصيلها 
أنا بردو مش مقتنع ! قالها فادي بعدم إقتناع و أردف بشك 
بيعمل معاكي إنتي بالذات كده ليه إشمعنا إنتي يعني ما المحتاجين كتير !!
سمر بسخرية 
و إنت إيش عرفك إنه مش بيعمل كده مع ناس كتير عمرك ما شفت حد بيعمل خير مع ناس كتير !!
لم يرد و ظل ينظر إليها في عدم إقتناع 
فأدارت عيناها بضيق و هي تطلق زفرة حانقة ثم إختفت من أمامه بسرعة متجهة إلي غرفتها و أخذت ملك معها 
في مستشفي الأسكندرية العام 
يعود عثمان إلي هناك و يصعد للطابق الثالث ليخبره المسؤول عن الدور بأنه تم نقل صالح إلي غرفة عادية لإستكمال العناية به 
ذهب عثمان إلي غرفة رقم 407 حيث أرشده المسؤول ليجد أنها ليست غرفة بالمعني الحرفي و إنما هي مجرد عنبر كبير إكتظ بالمړضي بمختلف أنواعهم
رجال نساء و أطفال 
وقف مشدوها للحظات يحدق في كمية الإهمال و المناظر المريعة الممتدة أمام ناظريه لكنه ما لبث أن راح يبحث بعيناه عن أفراد عائلته وسط هذا الكم الهائل من الناس
وجدهم بصعوبة هناك جمعيهم يقفون بركن قاصي من العنبر ملتفين حول سرير معين لابد أنه السرير الذي يرقد عليه صالح 
مساء الخير يا جماعة ! قالها عثمان و هو يقترب بخطوات واسعة ثم يقف بجوار والده الذي ما أن رآه حتي صاح به 
إنت كنت فين يا بني آدم من الصبح و بكلمك قافل تليفونك ليه إزاي تسيبنا في موقف زي ده 
عثمان بفتوره المعتاد 
كان ورايا مشوار مهم خلصته و رجعت علطول أهو ثم توجه بالنظر نحو عمه و هالة و قال 
حمدلله علي السلامة يا عمي حمدلله علي السلامة يا هالة
تجاهله رفعت متعمدا و أدار وجهه للجهة الأخري لكن هالة لم تفعل 
هالة بصوتها الرقيق و المغلف بالحزن 
الله يسلمك يا عثمان إزيك 
تمام الحمدلله قالها بإبتسامة قصيرة ثم عاد إلي والده و قال و هو يصوب نظره نحو صالح الموارى تحت طبقات من الجبس و الشاش 
إنتوا إزاي لسا مستنين هنا إزاي ما طلبتوش نقله لمستشفي خاصة !
يحيى بنظرة عابثة 
و إحنا كنا مستنين رأيك مثلا عملنا كده يا حبيبي حجزناله أوضة في أحسن مستشفي و خلاص عربية الإسعاف علي وصول
أومأ عثمان متجاوزا رنة الإستهزاء في نبرة والده ثم إستأذن منهم لدقيقة و خرج أمام العنبر ليجري مكالمة خاصة 
في منزل رشاد الحداد داخل حجرة الطعام
يترأس المائدة كعادته بوقاره و هيبته الطاغية إبنتيه تجلسان معه الكبيرة علي يمينه و الصغيرة علي شماله 
يتم الغداء في جو صامت متوتر لا يسمع خلاله سوي أصوات الملعاق و بقية آدوات الطعام و هي تحتك بالصحون و الأطباق 
يرن هاتفهه فجأة فيخرجه من جيب سترته و ينظر إلي إسم المتصل عثمان البحيري !!!
تصلبت عيناه عند رؤيته للإسم و لاحظت إبنتيه جمود تعابير وجهه
لكنه أعطي أمر بالتحفز لجميع حواسه و أجاب بنبرة تحد 
أهلا بالغالي !
صمت قصير علي الطرف الأخر ثم جاء صوت عثمان الناعم كجلد الأفعي 
إزيك يا رشاد بيه إنشالله تكون كويس !
كويس جدااا يا عثمان
إنتفضت چيچي إثر سماع إسمه و مضغت الطعام بصورة خاطئة مما تسبب لها في نوبة سعال حادة 
جاءتها أختها بكأس من الماء بينما تابع رشاد مكالمته 
فيك الخير و الله يا عثمان بتتصل عشان تسأل بجد العيش و الملح مابيهونوش
عثمان بضحكة مجلجلة سمعتها چيچي جيدا منبعثة من سماعة الهاتف 
هو أنا أه ممكن أتصل أسأل عليك بس المرة دي أنا إتصلت عشان حاجة تانية
خير يا عثمان تساءل رشاد ببرود ليرد عثمان و قد تحولت نبرته تماما من اللين إلي الڠضب الشديد 
إسمعني كويس يا رشاد يا حداد إبن عمي في المستشفي دلوقتي بسببك أنا عارف إنك كنت قاصدني أنا بس خليني أقولك لو صالح ماقمش بالسلامة زي ما كان أنا همحيك إنت و بناتك من علي وش الأرض ده طبعا بعد ما أنشر الڤضيحة التانية إللي لسا شايلهالك عندي
رشاد بخشونة 
ڤضيحة إيه 
تابع عثمان بإسلوبه المنحرف الماكر 
أنا لسا محتفظ بيه بصراحة لو تشوفوا هتفتخر ببنتك أوي ما شاء الله يعني مخلف محترفة عارف لو كنت إتجوزتها أكيد كنت هتبسط معاها أوووي چيچي في نظري كانت أنسب بنت جميلة و بنت بنت عيلة بس نقول إيه بقي هي إللي إستعجلت و مشيت شمال و علي رأي المثل يا خسارة الجمال لما يمشي شمال ثم تنهد بخفة و قال 
يلا بقي أنا مضطر أقفل دلوقتي بس يا ريت متنساش كلامي هه ! إفتكر كويس إني حذرتك يا رشاد بيه قبل ما تفكر
 

تم نسخ الرابط