رواية عزلاء امام سطوة ماله
المحتويات
أقولك بالود و المعروف كده قدامك يومين مافيش غيرهم تلمي عزالك و تاخدي إخواتك و تدورولكوا علي سكن تاني
سمر بجزع
ليه بس كده يا عم صابر إحنا مش مقصرين معاك انت بالذات و بندفعلك الإيجار أول بأول !
يا ستي الله الغني عن الكام ملطوش اللي بيطلعولي منكوا و إن كان علي آجرة الشهر ده أنا مسامح فيها الله الغني بس تمشوا من هنا
تقلص وجه سمر و هي تتسائل بإنكسار
طب بس نمشي نروح فين ده بيتنا طول عمرنا ماطلعناش منه أبدا و مانعرفش مطرح تاني نروحله
و الله مش مشكلتي يا أنسة دبروا حالكوا أنا السكان إبتدوا يطفشوا من البيت بسببكوا ديك النهار البشمهندس علاء اللي جمبكوا جه رمالي مفتاح الشقة و مشي الراجل ماكنش عارف ينام من صوت الأمورة اللي علي ايدك دي كل يوم بتصحيه من احلاها نومة
طب بس هعملها ايه يا عم صابر ما أنت عارف إنها عيانة من يوم ما إتولدت و مش بإيدي إللي هي فيه
أجابها صابر بإسلوبه الفظ
يا ستي ربنا يشفيها و يعافيها بس بعيد عن هنا شوفي أنا عملت بأصلي و جيت نبهتك بالإخلا في ساكن جديد هيجي يشوف الشقة بعد بكره يا ريت تكونوا سيبتوا المطرح قبل ما أجيبه عشان في يوميها لو الراجل جه و إنتوا لسا هنا هلم صبياني و هرميلكوا عفشكوا في الشارع
إنت إزاي بتكلمها كده يا راجل إنت
هتف بها فادي لدي وصوله أمام باب الشقة و أردف پغضب
و بعدين أنا مش نبهت عليك قبل كده ماتهوبش ناحية الشقة و أنا مش موجود إيه إللي جابك أول الشهر لسا بكره و كنت هاجيلك أنا و أديلك الإيجار زي كل مرة
لا يا سيدي مش عايز منكوا حاجة و الله ما عايز أنا عايزكوا تحلوا عني بس و تشوفلكوا مطرح تاني بعيد عني أنا و السكان
نطق فادي بعدائية مفرطة و هو يحاول ضبط نفسه قدر الإمكان حتي لا يضربه
و إنت مابتعرفش تتكلم بآدب يا راجل يا مهزأ إنت
الله يسامحك يا أستاذ فادي و أنا عشان راجل محترم مش هرد عليك ثم أعلن بصوت قاطع
بس من بكره بقي هعلق ورقة علي باب البيت من تحت و هعرض الشقة للإيجار و أول زبون هيجي هسلمه المفتاح
أحمر وجه فادي بصورة خطړة و كاد يهجم عليه إلا أن سمر سارعت بإيقافه و هي تقول ممسكة بساعده
ماشي يا عم صابر إعمل إللي أنت عايزه إحنا هنلم حاجاتنا و هنسيبلك الشقة بكره
إبتسم صابر ببرود و أدار ظهره و ولي تاركا الأشقاء الثلاثة دون صوت
نظرت سمر في إمعان و حنان إلي وجه شقيقتها البرئ فأغرورقت عيناها بالدموع ليلمحها شقيقها و يصيح بعصبية
إنتي بټعيطي ليه دلوقتي ماتعيطيش تحبي أنزل أفرجلك عليه الشارع كله دلوقتي
سمر و هي تمسح دموعها بظهر يدها بسرعة
لأ طبعا إنت إتجننت خلاص يلا إدخل جوا
و شدته معها إلي الداخل ثم سألته لتذهب به عن النقاش حول المشادة الفائتة
أجابها عابسا
و لا حاجة قالولي مش هينفع تستلم الكتب إلا بعد دفع المصاريف
سمر بملامح حزينة و هي تربت علي كتف شقيقها
معلش ليها حل إن شاء الله ماتقلقش
فادي بعصبية
ليها حل إزاي يعني هنضرب الأرض تطلع فلوس إحنا بالشكل ده هنتشرد يا سمر و ملك ھتموت مننا مافيش قدامنا حلول مافيش إلا هو حل واحد بس و إنتي ماعرفتيش تتصرفي
سمر بوهن
يعني كنت عايزني أعمل إيه أنا فضلت وراهم طول الشهور إللي فاتت و ماطلعتش بأي نتيجة مش هيرضوا يصرفولنا المكافأة يا فادي
ليه يعني هو مش بابا كان زيه زي أي موظف في الشركة الهباب دي طب خليهم يعملوها كده و الله لأرفع عليهم قضية و أوديهم في ستين داهية
إبتسمت بمرارة و قالت
إحنا هنروح فين جمب الناس الكبار دول يا فادي مش هنعرف نعمل معاهم حاجة
لأ بقي أنا هعرف و أديني نازل رايحلهم دلوقتي أهو و يا أنا يا هما
و إبتعد خطوتين لتلحق به سمر صائحة
إستني يا فادي إستني !
و قبضت علي كفه و غمغمت بخفوت
خلاص أنا هروح تاني
أدار عينيه قائلا بضيق
هتروحي فين بس إنتي بترجعي زي ما بتروحي مابتعرفيش تتصرفي
جادلته بتصميم
هروح هروح و مش هرجع إلا بنتيجة !
في قصر آل بحيري
يضرب يحيى البحيري الطاولة بيده الغليظة و هو يصيح پغضب شديد
الكلب مابيردش عليا طب بس لما أشوفك يا عثمان الحيوااااان !
و لفظ كلمته الأخيرة و هو ېصرخ بضراوة في هاتفهه فتبادل أفراد الأسرة نظرات متوترة بينما تحركت فريال صوب زوجها و هي تقرل بلطف علها تهدئه
إهدا يا يحيى مش كده يا حبيبي كفاية صحتك إهدا عشان خاطري
يحيى بصياح أشد
ماتقوليش إهدا دي أهدا إزاااي أهدا إزاي بعد ما ورطنا الباشا إبنك مع رشاد الحداد ده راجل لو حب هيقعدنا كلنا في البيت ده إذا عاد لينا بيت بعد عملته السودا
إنت بتبالغ أوي علي فكرة قالت فريال بضيق ثم أكملت مدافعة عن إبنها
و بعدين إنت كنت عايزه يعمل إيه بعد إللي إنت حكيتهولي ليلة إمبارح بنفسك أنا مش شايفة إنه غلطان بالعكس دي أقل حاجة عملها
يحيى بإنفعال
إنتي عايزه تجننيني إنتي كمان هتعومي علي عومه
و هنا تدخل رفعت بهدوء
عثمان غلط يا فريال ماكنش لازم يتصرف بإندفاع كده دلوقتي الجرايد و المجلات مالهمش سيرة
قولها !
هتف يحيى پعنف من شدة حنقه لتنضم إليهم صفية في اللحظة التالية حيث ولجت إلي الصالون الضخم حاملة بين ذراعيها جريدة و هذا الأسد الشبل الذي ترعاه ريثما يشفي من مرضه
صباح الخير يا جماعة !
لم يرد أحد تحيتها إلا عمها و إبنه صالح فقط فتساءلت بهدوء و هي تلوح بالجريدة
هو صحيح إللي مكتوب في الجرايد ده
تطوع صالح بالإجابة عليها عندما لاحظ إشتداد التوتر بالأجواء أكثر عقب سؤالها
أيوه يا صافي صحيح
شهقت پصدمة
طب ليه إيه إللي حصل
يحيى و قد عاود الصړاخ بعصبية مجددا
أنا مش عايز أسمع رغي كتير إخرسوا كلكوا الساعة دي
أدارت صفية عينيها في لامبالاه و قالت
طيب عن إذنكوا
و إنسحبت مغادرة فإنتظر صالح لدقيقة قبل أن يتنحنح و يقول
طيب أنا هروح أدور علي عثمان هشوف يمكن راح علي مكتبه
و إنصرف مسرعا ليلحق بصفية
بينما تكلم رفعت مخاطبا شقيقه بلهجة خفيضة
معلش يا يحيى أنا مضطر أطلع علي باريس الليلة مقدرش أسيب هالة لوحدها هناك أكتر من كده و آاا
قاطعه يحيى بعدم إهتمام
سافر يا رفعت سافر
داخل كراچ القصر
متابعة القراءة