رواية عزلاء امام سطوة ماله
المحتويات
أختها تحملها و تؤرجحها بين ذراعيها قليلا ثم تعد لها وجبة سريعة _ اللبن المجفف خاصتها _
يستيقظ فادي في هذه الأثناء لتسلمه سمر الطفلة ثم تتجه هي نحو الحمام
أدت روتينها اليومي و أغتسلت ثم عادت إلي غرفتها
فتحت خزانتها تستعرض الثياب المعلقة بها كلها قديمة و رثة لكن لا يهم هي لم تهتم يوما بالمظاهر و بما أنها ذاهبة للعمل فهذا الهدف سيكون أهم من أي شيء تتطلع إليه
يجب أن تكد و تعمل بجهد حتي تثبت لعثمان أنه لم يخطئ حين أختارها لهذه الوظيفة يجب أن تثبت إليه أنها تستطيع القيام بهذا العمل الذي ستمارسه لأول مرة
إختارت سمر ثوب طويل باللون الأزرق إرتدت عليه حجاب أبيض اللون أبرز سمرة وجهها الناعمة الجذابة و عزز لون عيناها الممزوجتان بالأخضر و العسلي
إنتعلت حذائها البالي في الأخير ثم أخذت حقيبتها الصغيرة و خرجت إلي الصالة حيث فادي هناك يمشي طولا و عرضا بملك التي لا تكف عن الصړاخ كعادتها
توقف فادي عن الحركة لحظة ظهور سمر ثم قال و هو يشملها من بعيد بنظرة فاحصة
إيه ! خلاص ماشية يا سمر
أيوه يا فادي قبل ماتروح إنت بقي علي كليتك ماتنساش تلم حاجات ملك و تديهم كلهم للحاجة زينب و إن شاء الله مش هتأخر
هتروحي نفس الشركة !
لأ ما أنا قلتلك هو أسس شركة جديدة لنفسه قرر يشتغل لوحده يعني و لغي حفلة الإفتتاح عشان إللي حصل لإبن عمه فالشغل هيبدأ عادي من إنهاردة منغير أي حاجة
فادي و هو يهز رأسه بتفهم
ماشي يا سمر ثم أوصاها مؤكدا
سمر خلي بالك من نفسك !
تنهدت بشئ من الضيق و قالت
حاضر حاضر يا فادي دي المرة المليون تقولي نفس الكلمة من إمبارح و الله هاخد باللي من نفسي ماتقلقش
يلا بقي أنا لازم أمشي دلوقتي عشان ماتأخرش مش معقول أتأخر من أول يوم كده يلا باي !
و هرولت إلي خارج المنزل تاركة إياه في حالة عدم رضا و عجز عن الرفض في آن فهم بحاجة إلي المال قبل كل شيء
في قصر آل بحيري يصحو عثمان من نومه إثر رنين جرس التنبيه المنبعث من هاتفهه
مد يده و أخذ الهاتف و أسكت ذلك الدوي المزعج ثم فرك عينه و هو يزفر بكسل
قام من سريره الوثير علي مضض ثم دلف إلي حمامه الفخم
أخذ دوشا ساخنا ليرخي عضلات جسده و يتخلص من رواسب اليوم الفائت
توجه مبتل الخطي نحو غرفة الثياب الفاخرة الملحقة بغرفته
إنتقي بذلة سوداء اللون عصرية و بدون ربطة عنق من العلامة التجارية چي كرو و أرفق معها ساعة يد مصنوعة من البلاتين الخالص ثم إختار حذاء أسود لامع علي جوارب بنفس اللون
إرتدي ملابسه كلها ثم وقف أمام المرآة الضخمة قام بتمشيط خصيلات شعره الكستنائية الطويلة و مشط لحيته الكثيفة بعناية أيضا
نثر عطره الثقيل الجذاب علي وجهه و حول عنقه و أخيرا إنتهي
ألقي علي نفسه نظرة مغترة واثقة و عدل من هندامه للمرة الأخيرة ثم أخذ مفاتيحه و هاتفهه و غادر غرفته
إصطدم بهالة أثناء هبوطه الدرج فوقف و قال بإبتسامة إعتذار
هالة ! معلش خبطك ماخدتش بالي
هالة بإبتسامة متيمة
و لا يهمك يا عثمان محصلش حاجة
عثمان و قد لاحظ طريقتها الناعمة التي يعرفها جيدا
هو مافيش حد في البيت و لا إيه
لأ كلهم راحوا من شوية لصالح أصل إمبارح صافي أصرت تبات معاه في المستشفي و قالت مش هتروح إلا أما يجي حد يقعد معاه بدالها
أه طب و إنتي ماروحتيش معاهم ليه
بابي قالي خليكي دلوقتي عشان أستريح من السفر يعني و بعدين هيبقي يبعتلي السواق يوديني علي بليل كده ثم قالت بإبتسامة خجل
إنت رايح الشغل صح تحب أحضرلك الفطار طيب
عثمان بعذوبة
شكرا يا هالة إنتي عارفة أنا فطاري فنجان قهوة مافيش غيره و ده هاخده في الشركة
عبست بضيق قائلة
فنجان قهوة بس إنت لسا بردو متمسك بالعادة دي و الله هتقع من طولك يا عثمان و أبقي قول هالة قالت
عثمان ضاحكا بخفة
ماتقلقيش يا لولا يا حبيبتي إبن عمك جاامد أوي و غمز لها بعينه فأغرمت أكثر بتفاصيله الساحرة
بينما إنحني عثمان قليلا و طبع قبلة سطحية بريئة علي شعرها من جهة أذنها و قال
يلا بقي أنا ماشي عايزة حاجة
هالة بأنفاس متلاحقة
لا شكرا !
تجاوزها و يلوي ثغره بإبتسامة جانبية فيما هي لا زالت علي حالها ساكنة بمكانها مأخوذة مسرورة تتنفس بقية ذرات الهواء المعبقة بعطره
في المستشفي الخصوصي التي نقل إليها صالح مساء أمس
داخل هذا الجناح الواسع النظيف و المزود بأحدث الأجهزة الطبية يرقد صالح فوق ذلك السرير الأبيض
بينما صفية غافية علي كرسي بجواره ملقية برأسها علي كتفه السليمة
فتح صالح عيناه بتثاقل و أطلق تآوها مټألما إنتفضت صفية علي إثره مستيقظة
صالح ! قالتها صفية بتلهف و هي تعتدل في جلستها بسرعة و تابعت
إنت كويس يا حبيبي حاسس بإيه أندهلك الدكتور
حرك صالح رأسه للجهتين و هو يعصر جفناه من الألم ثم قال بصعوبة
تعبآاان مش قآاادر جسمي كله قايد ڼار آاااه
صفية بعينان دامعتان
معلش يا صالح هتبقي كويس إن شاء الله هتقوم بالسلامة يا حبيبي
أنا أسفة سامحني أنا السبب أنا إللي طلبت منك تنزل يومها لو ماكنتش نزلت ماكنش كل ده حصل سامحني يا صالح سامحني !
صآا في ! قالها بخفوت شديد لعدم مقدرته علي الكلام و أكمل بوهن
صف ية من فضلك خلاص كفاية إنتي كده بتتعبيني زيادة
إبتعدت عنه و هي تمسح دموعها بسرعة ثم قالت
خلاص مش هتعبك أنا سكت أهو
إبتسم بجهد و كم أراد أن يرفع يده ليربت علي شعرها لكن جسده خانه رافض كل أمر منه بالحركة فقط الآلم هو المسيطر الآن
حريق مستعر لا نهائي يمضي زاحفا بأصابع من لهب علي كافة أنحاء جسده و خاصة عظامه
هو إيه إللي حصل بالظبط سألها بصوت متحشرج
إنت مش فاكر أي حاجة !
صالح بإستذكار
أنا كل إللي فاكره إني كنت سايق بسرعة و فجأة نسيت عنوان المستشفي إللي خدته منك قلت أتصل بيكي أخده منك تاني و قللت السرعة بس بس السرعة ماقلتش زادت زادت أوي و كنت هخبط في عربية فدخلت في الطريق المعاكس و فجأة طلعت عربية تانية في وشي و مش فاكر أيه إللي حصل بعد كده !
أمسكت بيده و
متابعة القراءة