رواية ياسمين الفصول من 35-37
المحتويات
و كرم ووافقوا على اللى أنا هقوله ليهم ..
نظرت ياسمين و ريهام الى بعضهما البعض .. قالت ياسمين
نوافق على ايه يا بابا
قال عبدالحميد وهو مازال ممسكا بكفهما ويجاهد ليخرج صوته المتعب
بتحبونى وعايزين تريحوا قلبي ولا لأ
أكيد يا بابا
طبعا يا بابا
نظر الى ريهام قائلا
روحى نادى ل عمر و كرم
ذهبت ريهام وفعلت كما طلب والدها .. ثم عادت الى مكانها ممسكه كف والدها .. وقف عمر و كرم بجوار ياسمين .. نظرت ياسمين لتجد عمر بجانبها .. شعرت بالقشعريرة تسرى مرة أخرى فى جسدها .. يالله .. لكم تكره قربه منها .. انزوت بجسدها مبتعدة عنه .. وكأنه مرض خبيث تخشى أن يصيبها بلمسه منه .. نظر عبد الحميد الى الرجلين قائلا
بكت الفتاتان فى صمت .. قال كرم
ربنا يديك الصحة يا عم عبد الحميد وتعيش وتجوز بناتك
نظر الى كرم قائلا
انت شارى بنتى ريهام يا بشمهندس كرم
نظر كرم الى ريهام ثم قال فى دهشة
طبعا يا عم عبد الحميد انت عندك شك فى كدة
ثم نظر عبد الحميد اللى عمر قائلا
وانت يا بشمهندس عمر شارى بنتى ياسمين
الټفت عمر الى ياسمين الواقفة بجواره .. صمت .. طال صمته .. ثم قال بصوت خاڤت
قال عبد الحميد وهو ينظر الى الأعين المتعلقة به
يبقى تجيبوا المأذون وتكتبوا الكتاب دلوقتى حالا
نظرت اليه ياسمين بدهشة قائله
بابا حضرتك بتقول ايه
صاحت ريهام
بابا ازاى يعني .. وحضرتك تعبان كده
سعل عبد الحميد بشدة .. أتت الممرضة وطلبت من الجميع الخروج .. شد عبد الحميد كفيه على كفى بداته قائلا بصوت خرج بصعوبة
محدش هيخرج من هنا .. وانتوا لو بتحبونى وعايزين تريحوا قلبي هتنفذوا اللى أنا طلبته
الټفت الى عمر وكرم قائلا
قولتوا ايه .. شاريين بناتى ولا لأ
قال كرم
نظر عبد الحميد الى عمر منتظرا رأيه .. قال عمر بثقه
وأنا كمان شاريها وشاريها أوى .. ومعنديش مانع انى أكتب عليها هنا .. دلوقتى
وقفت ياسمين تتابع ما يحدث وكأنها تمثال .. بدون أن تظهر أى تعبيرات على وجهها .. بدون أى رد فعل .. ذهبت ريهام بصحبة كرم و عمر لاحضار الأوراق المطلوبة والتى كان قد تم تحضيرها بالفعل .. وقفت ياسمين بجوار والدها .. كالتمثال .. عينيها تسبح فى فضاء الغرفة .. شعرت بأنه تفكيرها قد شل .. ومشاعرها قد تجمدت .. لم تشعر الا بشئ واحد .. كف والدها التى تمسك بيدها فى اصرار .. دخل الطبيب لفحص عبد الحميد مرة أخرى .. ثم نظر الى ياسمين بشئ من الأسف وخرج من الغرفة .. بعد ساعة حضر الجميع .. تابعت ياسمين ما يحدث بأعين لا ترى .. وبأذن لا تسمع .. تشعر بأنها ترى مشهدا مكررا .. شعرت بأنها عاشت هذا المشهد من قبل .. لكن أين .. ومتى .. وكيف .. أفاقت على كلمة واحدة نطق بها عمر
عندها تذكرت أين ومتى عاشت هذا المشهد .. انه هو نفس المشهد .. ونفس الإحساس .. ونفس نبضة قلبها الحزينه .. للمرة الثانية .. تتزوج برجل لا تريده .
بعد ساعتين خرج الطبيب من الغرفة ونظر للجميع بأسف قائلا البقاء لله.
Part 37
خيم الحزن على المزرعة .. التى أصبحت مرتعا للأحزان .. افتقدت الفتاتان أباهما بشدة .. ساعد الجميع فى اجراءات الچنازة والډفن .. ډفن فى القاهرة فى المقاپر التى دفنت فيها زوجته .. مرت الأيام على الفتاتان ببطء شديد .. وكأن عقارب الساعة قد أصابها عطل ..فتوقفت أو كادت .. كانت كريمه تشفق على حالهما كثيرا .. كانت تزورهما فى غرفتهما .. التى أصرا على المكوث فيها .. وترسل لهما الطعام مع الخادمة كل يوم .. وقف كرم بجوار ريهام فى محنتها .. كان دائم الإتصال بها والإطمئنان على حالها .. أما عمر فلم تتوقف اتصالاته ل ياسمينالتى لم تجب على أى منها .. حتى أضطرت الى غلق هاتفها .. كان عمر يشعر بالحيرة .. لماذا انقلبت عليه فجأة .. هل هو التوتر الذى يسبق الزواج .. هل عادت الى مخافها مرة أخرى .. لماذا لا تعطيه وتعطى لنفسها فرصة .. هل تجربتها المريرة ستظل تقف حائلا بينهما .. كاد أن يجن من كثرة التفكير .. لم يجد حلا إلا فى التحدث مع والدته .. علها
متابعة القراءة