رواية ندي الفصول من 51-60
المحتويات
_ الفصل الواحد والخمسون _
استمرت كلمة سافر في التردد بأذنها بعدما أخبرتها للتو شقيقته بمغادرته !! .. هيمن عليها الذهول لوقت طويل وسط محاولاتها لاستيعاب ما سمعته .. لكن عقلها رفض بشكل قطعي تصديق تلك الكذبة السخيفة .. وهناك شعور قوي بثناياها يخبرها بالعكس تماما ! .
ابتسمت بدهشة وقالت نافية بثقة
ردت ألاء بثبات تام
_ سافر يازينة .. رجع لشغله وحياته اللي بناها هناك
لجم الذهول لسانها فبقت ساكنة دون حركة حتى وثبت واقفة من الفراش وسارت أمامه أيابا وذهابا ثم ردت برجاء وصوت مرتعد وعابس
_ ألاء بليز لو بتقوليلي كدا عشان متصلش بيه ولا اتكلم معاه .. ارجوكي بلاش وقوليلي هو فين أنا قلقانة عليه
_ هشام مشي يا زينة افهمي خلاص .. هو حكالي على كل حاجة قبل ما يمشي .. واللي عمله صح .. كفاية أوي السنين اللي ضيعها من حياته وهو مستنيكي .. جه الوقت اللي يبص فيه لنفسه يمكن المرة دي لما سافر يلاقي البنت اللي تحبه بجد وتستاهله ويعيش حياته .. وإنتي كمان عيشي حياتك وانسيه عشان هو مش هيرجع تاني
لا أحد سيشعر بألمه الآن سواها .. هي وحدها ذاقت من الآم العشق ألوانا وأشكالا .
زينة بلوعة
_ألاء ارجوكي
ألاء بجفاء مؤلم
ارتفع صوت صافرة أنهاء المكالمة في أذنها فأنزلت الهاتف ببطء وامعنت النظر في شاشته بعجز وأسى .. وثواني معدودة حتى تلألأت الدموع في عيناها وانهمرت فوق وجنتيها بغزارة .
تقهقهرت للخلف مسلوبة العقل وجلست فوق الفراش لتستمر دموعها في الانهمار بصمت .. فقد أدركت الآن أنها خسرته كصديق قبل أن يكون حبيبا ! .. لم يمنحها الفرصة لإصلاح الموقف وآثر الفراق ! .
_ ليه ياهشام ليه .. أنا مفضليش غيرك إنت وماما .. حتى إنت هتسيبني !
داخل منزل نشأت الرازي ......
ملأ المنزل صوت رنين جرس الباب فقادت منيرة خطواتها السريعة للباب حتى تفتح للطارق .. وعندما وصلت وامسكت بالمقبض لتديره وتفتح قابلت أمامها أسمهان .. اضطربت وتعجبت للحظة قبل أن تهتف بخفوت
أسمهان بنظرة ثاقبة
_ نشأت موجود في أوضته فوق
ترددت الخادمة في باديء الأمر في الإجابة لكنها ردت بالأخير في إيجاب
_ أيوة بس ......
لم تكمل جملتها حتى وجدت أسمهان تدفعها برفق من أمامها لتمر وتقود خطواتها السريعة للدرج قاصدة الطابق الثاني وتحديدا غرفة نشأت .. فهرولت خلفها منيرة محاولة إيقافها وهي تهتف
_ يا أسمهان هانم لحظة من فضلك مينفعش كدا .. نشأت بيه تعبان ونايم دلوقتي
توقفت أسمهان على حين غرة والتفتت لها برأسها تهتف في نظرات شرسة ومنذرة
_ الأفضل ليكي إنك تنزلي وتكملي شغلك وملكيش دعوة .. ولو نشأت نايم أنا هصحيه
انكمش جسد منيرة خوفا منها والتزمت الصمت ثم تابعتها بعيناها وهي تتجه إلى غرفة نشأت ثم تفتح الباب وتدخل دون أي استأذآن ! .. ظلت مكانها واقفة بدهشة من تصرفات تلك المرأة المعتوهة ولم تجد أمامها سوى حل واحد .. فاستدارت بجسدها وأسرعت إلى الدرج تنزل شبه ركضا حتى تذهب للمطبخ وتأخذ هاتفها .
داخل الغرفة ......
تجولت أسمهان بنظرها بحثا عنه في أرجاء الغرفة الضخمة لكن لا أثر له حتى سمعت صوت باب الحمام الملحق ينفتح ويخرج منه وهو يدفن وجهه بين منشفة بيضاء صغيرة يجفف بها وجهه ويرتدي بنطال وتيشرت منزلي لا يناسب عمره أبدا ! .
حين رفع وجهه عن المنشفة ووقعت عيناه على تلك المتصلبة أمامه انتفض بزعر ولوهلة ظنها شبحا متجسد بهيئتها .. لكن ارتخت عضلات وجهه المتشنجة بعد لحظات وحل محلها الحدة وهو يقول
_ إنتي بتعملي إيه هنا وإزاي تدخلي الأوضة من غير أذن يا أسمهان
ابتسمت مغلوبة ثم تقدمت إليه بخطوات بطيئة متمتمة بسخرية
_ رغم السنين ومرضك إلا إنك لسا زي ما أنت يا نشأت متعجرف ومغرور
نشأت بصرامة
_ عرفتي بمرضي إزاي !
ظلت تتطلع إليه مبتسمة ببرود حتى باغتها بصيحته العڼيفة
_ أسمهان عرفتي إزاي !!!
أجابت باستعلاء
_ إنت مستهون بيا ولا إيه .. متنساش إني أسمهان الشافعي
هدر بنفاذ صبر وخنق
_ عايزة إيه
أسمهان مبتسمة ببساطة
_ ولا حاجة جيت اطمن عليك بس
قهقه بقوة وقال مستنكرا جملتها
_ طيب قولي حتى سبب مقنع عشان يخيل عليا .. هو إنتي بيهمك حد غير نفسك يا أسمهان
_ يهمني طبعا ولادي أهم حاجة عندي
ابتعد عنها وهو يضحك ليجلس فوق فراشه ويجيبها
متابعة القراءة