رواية ندي الفصول من 51-60

موقع أيام نيوز

فوق مقعدها الهزاز وبيدها الهاتف تحدق في شاشته بيأس .. لم تتوقف عن محاولاتها للاتصال به منذ رحيله لكن باءت كل محاولاتها بالفشل .
لا تتمكن من حجب دموعها كلما تتذكر كلمات ألاء لها .. هل حقا سيتخلى عنها ويتركها .. هي عاجزة أمام قلبها السخيف الذي يقودها للهاوية بكل مرة .
تشعر بوغزة مؤلمة في قلبها حين تتخيل احتمالية حدوث ما قالته شقيقته حول سفره و زواجه .. لا تفهم سبب ضيقها لكن كل ما تدركه الآن أنها تريده .. تريده معها .. ستعتذر منه عن ما سببته له من ألم دون علمها .. ستسأله عن فرصة أخرى لهم .. ستفعل كل ما بوسعها .
أن كان هناك أحد يستحق شوقها وخۏفها من خسارته فسيكون هشام بالتأكيد .. لذلك لن تسمح له بمفارقتها ! .
استقامت من مقعدها وتحركت باتجاه الشرفة لتدخل وتقف عاقدة ذراعيها أسفل صدرها .. مائلة برأسها للخلف تتأمل السماء بوجه مهموم وتتنفس الصعداء ببؤس .
بعد دقيقة انزلت رأسها فوقعت عيناها على الشارع بالأسفل في تلقائية .. شعرت بتوقف نبضات قلبها للحظة حين رأت سيارته بالأسفل .. ظنت أنها تتوهم أو
قد تكون شبهت السيارة لكنها دققت النظر لوقت ونجحت بصعوبة في اختراق الزجاج بنظرها لترى ظلا وجسد رجل بداخلها يشبهه تماما .. إن كان هناك احتمالية في اختلاق شكل سيارته عليها فحتما لن تخطأ به هو .
تهللت أساريها ولمعت عيناها المنطفئة منذ رحيله بنور السعادة واللهفة مرة أخرى .. لتستدير وتعود للداخل راكضة صائحة على أمها بسعادة 
_ ماما هشام رجع 
انتفضت ميرڤت على أثر جملتها وهبت واقفة بفرحة تقول 
_ رجع إزاي .. هو فين ! 
زينة بتلهف وهي ترتدي حذائها بجانب الباب على عجلة وتقول 
_ تحت أنا هنزله 
لم تمنعها بل تركتها تهرول له .. لأول مرة ترى ابنتها متلهفة وسعيدة لرؤية أحد بهذه الطريقة .. بينما هي فأسرعت إلى النافذة لكي تنظر منها وتراه .
لم تستقل بالمصعد الكهربائي للبناية بسبب تعجلها ولهفتها لمقابلته بعد غياب أيام ! ونزلت الدرج من الطابق الرابع ركضا .
وصلت أخيرا للطابق الأرضي واكملت ركضها للخارج بسعادة لكن لهفتها لم ترى الضوء ودفنت سعادتها في التراب قبل أن تكتمل .. عندما توقفت وراحت تتلفت حولها پصدمة بحثا عنه وعن السيارة التي لم يعد لها وجود واختفت تماما .. هي لا تتوهم بل على يقين أنها رأته بداخل سيارته .. كان هو ! .
عبس وجهها وانطفأ لمعان عيناها البندقية بأسى وألم .. ثم حاولت مواساة قلبها المسكين بأنه حتى لو لم يسمح لها برؤيته فيكفيها أنها تأكدت من عدم سفره ! .
بعد ساعات طويلة من محاولاتها للنهوض من الفراش أخيرا تمكنت من الوقوف على قدميها بصعوبة .. يبدو أن مفعول ذلك الشيء المجهول الذي أجبرها على شربه قد بدأ يزول .
تحركت بخطواتها المتعثرة إلى باب الغرفة وحين وصلت استندت عليه وراحت ټضرب بكفيها على الباب پعنف وتصرخ عليه 
_ افتح الباب ياعامر .. ورحمة أمي وأبويا ما هخليك تنفد بعملتك المرة دي ياحيوان يامريض
استمرت في الضړب على الباب دون ملل وسط صياحها عليه بالسباب والشتائم متوعدة له بالعقاپ على ما يفعله بها .
فجأة سمعت صوت المفتاح في القفل وبعدها انفتح الباب فارتدت للخلف ولحسن الحظ أن اصطدمت بالحائط ولم تسقط .. بينما هو ففتح الباب ودخل وهو يبتسم بنفس الابتسامة المستفزة .. اغلق الباب خلفه وتقدم منهم بتريث وبيده ورقة وقلم .. اخفضت نظرها إلى يده وسألته بقلق 
_ إيه الورقة دي ! 
وقف أمامها مباشرة وهمس باسما بنظرات مريبة 
_ هنتجوز ياحبيبتي .. دي ورقة جواز عرفي مؤقتة لغاية ما نتجوز رسمي 
اتسعت عيناها بذهول وتسارعت نبضات قلبها فأخذت تنقل نظرها بينه وبين الورقة پصدمة ثم صاحت به 
_ إنت مريض وعايز تتعالج .. لو إنت آخر راجل في الدنيا لا يمكن اقبل اتجوزك ياقذر 
أظلمت نظراته واختفت البسمة من فوق ثغره ليحل محلها الشراسة والڠضب وهو يجيبها بخفوت مرعب 
_ هتوافقي وهتمضي يامهرة .. وإلا إنتي عارفة أنا ممكن أعمل إيه .. لو خاېفة على جدتك وعايزاها تعيش يبقى هتمضي وإلا ..........
دفعته بكلا ذراعيها بعيدا عنها وصړخت منفعلة تمنعه من استرسال حديثه 
_ جدتي لو قربت منها أنا اللي ھقتلك فاهم ولا لا 
ابتسم ببرود وقال في خبث وهو يضع القلم في يدها عنوة بنظرات تحذيرية 
_ يبقى نجيبها من قصيرها وتمضي ياحبيبتي بالذوق بدل ما تمضي ڠصب .. امضي يلا 
ألقت بالقلم وصاحت به في شراسة 
_ مش همضي وابعد الورقة دي عن وشي بدل ما اقطعها خالص
أثارت جنونه فقبض على ذراعها وجذبها إليه ثم أخرج هاتفه وفتح بعض الصور الذي قام بالتقاطها لجدتها وهي نائمة من داخل منزلهم بالضبط ثم قال بنظرة شيطانية 
_ شايفة الصور دي
تم نسخ الرابط