رواية سارة كاملة
المحتويات
بسرعه كبيره خاصه بعد اتصال هدير به و طلبها ان يعود الى البيت سريعا شعر ان صوتها به شىء ما لقد اصبح يشعر بالخۏف بعد كل ما حدث و تعلقه بهدير وعائلته الجديده اكتر من تعلقه بحياته و صحته يجعله يتوقع من الان الاسوء دائما
وصل الى البيت و حين دخل من الباب قابله الصمت و الظلام ليسقط قلبه اسفل قدميه ليركض سريعا الى الاعلى و مباشره الى غرفته فتح الباب ليصدم بالورود المنثوره فى جميع ارضيه الغرفه و البالونات المنتشره فى سقفها الشموع الموزعه فى جميع الانحاء و هى تقف فى منتصف الغرفه
مش هفكر مش هقول إنك نسيتني
كانت تردد كلمات الاغنيه و عيونها تنظر الى عينيه بحب كبير كلمات الحب تنطق بداخلها لمساتها الحانيه تخبره بكل ما بداخل قلبها بصدق و بوضوح و رغم صډمته من كل ما يدور حوله الا انه يشعر بالسعاده لا يستطيع و صفها
وافتكرت إنك نسيتني وغيبت عني
يومها شوفت إنك معايا بقرب مني
ده إنت حلمي وإنت عيدي
مش هفكر مش هقول إنك نسيتني
مستحيل العيشة دي تبقى بعدك
ليها طعم ولون في بعدك آه
مستحيل العيشة دي تبقى بعدك
ليها طعم ولون في بعدك وآه
ضمھا اكثر الى صدره و هى تقول الكلمات بصوت عالي يصل الى اذنه كأجمل النغمات التي سمعها بحياته
مهما تبعد هتلاقيني برضه جمبك
جوه حضڼ رموش عينيك وجوه قلبك
لما بسرح كنت أروح نفس الأماكن
اللي فيها حبنا عايش وساكن
وأفتكر كان إيه كلامنا
مفتكرش في يوم زعلنا
كنا دايما عصفورين طايرين سوى
بدأ صوتها يعلو اكثر و هى تحاوط وجهه بحب تضع يدها فوق خافقه كل ذلك و نظراتهم لم يكسرها شىء يزداد بداخلها الحب و بدء هو الاخر فى ترديد الكلمات بصوت عالي معها
ليها طعم ولون في بعدك آه
مستحيل العيشة دي تبقى بعدك
ليها طعم ولون في بعدك وآه
مهما تبعد هتلاقيني برضه جمبك
جوه حضڼ رموش عينيك وجوه قلبك
مهما تبعد هتلاقيني برضه جمبك
هدأت الموسيقى و انتهت كلمات الاغنيه الا ان نظرات الحب و ڼار الشوق التى اشتعلت بينهم لم تنتهي
ضمھا الى صدره بحب و همس جوار اذنها قائلا
جعفر انا !!
انا عارف و فاهم بس انت يا هدير انظلمتي كتير و شوفتي كتير و من حقك كل السعاده اللى فى الدنيا تسمحيلي اعوضك
كانت تريح راسها فوق
صدره و عقلها لا يستطيع استيعاب كلماته و ما هو هذا الشىء الذي فى باله
الخاتمه
قامت بتزين الغرفه دليل على موافقتها و استعدادها لتكمله حياتها معه و هو رفض و كلماته تترد داخل عقلها دون ان تفهمها انا عارف و فاهم بس انت يا هدير انظلمتي كتير و شوفتي كتير و من حقك كل السعاده اللى فى الدنيا تسمحيلي اعوضك
لكن ظهور هؤلاء الاصدقاء التي لم تكن تعلم عنهم شىء بهيئتهم الاجراميه التى تشبه كثيرا هيئه جعفر ومحادثاتهم الطويله و خروجه المتكرر معهم كل هذا يثير بداخلها الشكوك و الظنون
لكنها لا تستطيع ان تتخيل اى
تسلم ايدك يا ماما بجد مفيش عظمه كده
الف هنا يا ابني
اجابته بابتسامه حانيه حين نظر الى هدير
و قال
هدير بقا من النهارده هتتعلم كل الأكل الحلو ده ما هي بقت فاضيه بقا
نظرت اليه هدير بحيره و قالت باندهاش
ما انا بعرف اعمل محشي يا جعفر و عملته ليكم قبل كده بس ايه حكايه اني بقيت فاضيه دى !
ابتسم و هو يقرب يده من فمها يطعمها صابع محشي و قال موضحا
علشان هتسيبي الشغل يا قلب جعفر
احمرت وجنتاها خجلا حين ضحكت فاطمه ضحكه صغيره و نظرت والدتها الى الجهه الأخرى ليكمل هو كلماته موضحا
اوعى تفتكري انى عايز الغي شخصيتك ابدا و الدليل على كده انى كنت سايبك تشتغلي طول الوقت اللى فات ده بس بجد يا هدير أنت تستحقي انك
ترتاحى تبقى فى بيتك معززه مكرمه و اللى تأمري يجي لحد عندك و ربنا يقدرني و اجبلك الدنيا كلها تحت رجلك
ظلت صامته تنظر اليه عيونها تحكى قصه عشق كبيره و على شفاهها ابتسامه سعيده تصف احساسها بالامان و الراحه و السکينه احساس بالراحه بعد طول تعب
احساس المسافر فى الصحراء لأيام و أيام و حصل على اول شربه ماء بعد عطش طويل
اخذت نفس عميق و كأنها كطفل
ظلت تنظر اليه بصمت ثم قالت
و لا حاجه انا كويسه
يعلم جيدا بما تفكر و يعلم انها تشعر بالشك و الضيق لكن قريبا جدا سوف تعلم كل شىء و تفهم
اقترب منها و قبل اخر الاخبار
كله تحت السيطره يا كبير
مش بخاف انا الا من الكلمه دى خاطر فين
اجابه جعفر بعد ان ضحك بصوت عالي ليجيبه خاطر قائلا بصوته الجهوري
انا هنا يا كبير و كل اللى آمرت بيه تم و احنى جاهزين لاى اوامر تانيه يا عظمه
يا ابني بطل تطلع عليا القاب مره يا كبير و مره يا رياسه و مره يا عظمه
ضحك جعفر و هو يقول كلماته مازحا حين قطع انور كل هذا المزاح قائلا
هنفذ امتي يا عظمه
بكره يا صاحبي اى تأخير زياده عن كده اخوكم هيتقطع و يتعبى فى اكياس سودا
قال جعفر مازحا ليضحك اصدقائه قائلين فى صوت واحد
الله يرحمك يا رجوله العظمه خاېف من المدام
ليضحك جعفر بصوت عالى و قال بمرح
لازم اخاڤ يا ابني دى الحكومه
و اغلق الهاتف حين وصل امام ذلك البيت المهجور الذى مازال يضم حنفي و مفتاح
دلف الى البيت و مباشره الى غرفتهم ليجدهم هناك على نفس وضعهم القديم
اقترب منهم و هو يسحب خلفه ذلك الكرسي الخشبي و وضعه بشكل عكسي و جلس فوقه ليصله صوت مفتاح الضعيف و هو يقول بتوسل
مين هنا حرام عليكم ارحمونا بقا توبه من دى النوبه مش هنقرب من جعفر و عيلته تاني
و انت تقدر اصلا !
قالها جعفر بقوه مقاطع لسيل كلمات مفتاح الذى قال سريعا
انا اسف يا جعفر باشا اسف يا جعفر
و تحرك ليغادر المنزل دون ان ينظر خلفه لقد طوى تلك الصفحه من حياته فما مر عليهم خلال الاسابيع الماضيه كافي لهم و سوف يجعلهم ينتبهون لخطواتهم القادمه اذا استطاعوا السير من جديد
عاد الى البيت ليجد الظلام فى استقباله اخذ نفس عميق و هو ينظر الى الطابق العلوي بعيون مليئه بالحب و الشوق قائلا
اصبري بس لبكره يا قلب جعفر و نبضه اصبري بس لبكره
دلف الي المطبخ حتى يعد لنفسه كوب قهوه لكنه وجدها تجلس هناك تمسك بكوب القهوه الخاص بها ترفع يديها كل دقيقه و اخرى تمسح دمعه صغيره تنحدر من عيونها الى وجنتيها
نظرت اليه و انهمرت دموعها بغزاره ليضمها بقوه و هو يقول بقلق
مالك يا حبيبتي أنت تعبانه فيكى حاجه ماما و اخواتي كويسين
اومئت بنعم ليقول بتوتر و حيره
طيب
متابعة القراءة