رواية سارة كاملة
المحتويات
على ركبتيه ينظر إلى عيونها الناعسه
أنا عارف إنك محتاجة وقت طويل علشان تتعودى عليا و على حياتنا سوا و أنا عندى إستعداد أستناكى العمر كله المهم إنك بقيتي على أسمى و فى بيتي مراتي
أنا محتاجة أقولك شكرا بجد يا جعفر شكرا
و غطت فى نوم عميق غير مستوعبه لما فعلت بقلبه المسكين حين نطقت أسمه و لأول مره
ظل على جلسته عدة دقائق يتأمل ملامحها الرقيقة المرهقة ثم تحرك و صعد إلى جوارها يداعب خصلات شعرها حتى غرق فى النوم فوق خصلات شعرها الناعم الطويل
أعتدلت جالسة نظرت فى أنحاء الغرفة لم تجد أحد همست بصوت مسموع
جعفر
تعلم جيدا أنه لم يستمع إليها أنزلت قدميها أرضا و توجهت إلى الحمام و بعد عدة دقائق غادرته و هى ترتدي مأذر الحمام
خرجت من الغرفة و أصوات
أخواتها يصل إليها بوضوح يضحكون و يهللون و يشكرون جعفر
وقفت على أول درجات السلم تشعر بالصدمة مما ترى أخواتها يرتدون ملابس جديدة و أمامهم الكثير من الملابس و جعفر يبتسم بسعادة كبيرة و هو يتلقى القبل منهم و الأحضان
أنزلها أرضا و توجه إليها قائلا
صباح الخير عامله إيه النهارده
صباح الخير الحمد لله
ثم أشارت فى إتجاه أخواتها و هى تقول
أيه كل ده أنت ليه كلفت نفسك كده
أنتوا عيلتي و كل ما ليا و أخواتك أخواتي و والدتك أمى و لا أنت لسه شايفاني غريب و
وضعت يديها على فمه تسكت سيل كلماته و هى تقول بابتسامة صغيرة
أنت نعمة من ربنا كبيرة اوى عوض ربنا إللى مكنتش متخيلة أنه يحصل بسرعة كده
أنت بس ذنبك أيه تشيل كل ده
ذنبي أنى بحبك يا هدير
نظرت إليه پصدمة و عدم تصديق ليقابل نظراتها بابتسامة واسعة و عيون تنطق بحب لم تتوقعة أو تتخيلة يوما
يتبع
يتبع
الفصل الرابع
كانت تجلس بجانب والدتها تطعمها بعد أن حممتها و بدلت لها ملابسها بملابس جديدة من تلك التى أشتراها جعفر مع ملابس أخواتها الصغار كانت تقوم بكل هذا و عقلها يفكر فى كل ما حدث وقت نزولها من غرفتها و كلمات جعفر لها
نظرت إليه پصدمة و أندهاش ليكمل كلماته بصدق وصل إليها مباشرة
من أول يوم شوفتك فيه يا هدير يمكن أنت مكنتيش حاسة بيا و لا شيفاني من الأساس بس أنا مليش غيرك و عيلتك هى عيلتي و بقيتوا مسؤلين مني
عادت من أفكارها حين أنتهت من تسريح شعر والدتها ربتت والدتها على قدمها بحنان و أبتسمت براحة لتقول هدير بابتسامة رقيقة
شوفتي أخواتي و لبسهم الجديد
أتسعت إبتسامة بدرية لتكمل هدير كلماتها
جعفر إنسان طيب أوى و بجد مش عارفة أشكره إزاى على كل إللى بيعمله ده
أشارت لها والدتها على قلبها لتبتسم هدير و هى تقول بخجل
تقصدى أنى أحبه
أومئت والدتها بنعم لتقول هدير ببعض التفكير
أنا خاېفة يا أمي خاېفة أوى
لتقطب بدرية حاجبيها بضيق لتكمل هدير كلماتها
أنا ماشوفتش منه
حاجة وحشه بس قبل ما يحصل إللى حصل ده كله أنا كنت بخاف منه أوى و كنت كارهه الشغل بسببه
كان يظهر على معالم وجه بدرية الضيق لتبتسم هدير و هى تقول ببعض المرح
خلاص هتبعينى يا بداره و تقفى جمب جوز بنتك
لتبتسم بدرية بحنان و هى تفتح ذراعيها لأبنتها التي لم ترى من الحياة سوى الألم و الحزن و تخشى أن تشعر بالسعادة فيغلق ذلك الباب فى وجهها
غادرت الغرفة بعد أن تأكدت من نوم والدتها و توجهت إلى غرفة أختيها طرقت الباب ثم دلفت لتجد فاطمة تشاهد التلفاز و زينب غارقة فى النوم و هى تحتضن تلك الدميه الذى أحضرها لها جعفر على شكل إحدى أميرات ديزني
أبتسمت بسعادة فهى فى أحلامها لم تكن تستطيع تخيل أن يعيش أخواتها تلك الحياة المريحة التى كانت تتمني ولو القليل منها من أجلهم
نظرت إلى فاطمة و قالت
علي وحسام فين
نظرت إليها فاطمة سريعا و قالت
مش عارفة تقريبا مع عمو جعفر
أبتسمت هدير و غادرت الغرفة و أغلقت الباب خلفها و نزلت الدرج تبحث بعيونها عنهم لكنها لا تجد لهم أثر
حتى وصلت إلى الصاله ليصلها صوتهم من خارج المنزل توجهت إلى الشرفة و فتحتها و وقفت تنظر إلى ما يحدث بالخارج بعدم تصديق
الثلاثة يرتدون ملابس رياضية و يلعبون كرة قدم لا تستطيع الفهم هل هم فريق واحد أم فريقين وحكم أم أنهم مجموعة من الصبية الصغار يركضون خلف الكرة
كانت تبتسم بسعادة و كأنها تشاهد فيلم من أفلام الكرتون الممتع
شعر بها و بوقوفها لكنه لم يرد إظهار هذا أراد أن يتركها بحريتها تتابع ما يحدث دون خجل
مرت عدة دقائق حتى جلس حسام أرضا و هو يقول
أنا خلاص تعبت
جلس علي جواره و قال
فعلا أنا ملعبتش كده قبل كده
ليلقى جعفر عليهم الكرة ليتأوهوا بمرح و هو يقول
عيال سيس صحيح
ثم ألتفت إليها و هو يقول
الغدا على وصول طلبت سمك و جمبري و عملت حساب الرز و السلطات
صفق الولدان بسعادة كبيرة و كانت هى تنظر إليه بعيون تمتلىء بالشكر و الأمتنان و أيضا كانت تلمع عيونها بإحساس آخر يتمناه قلبه لكنه لن يصدقه الأن
لا يريد حبها له من أجل بعض قطع الملابس أو وجبات طعام فاخرة هو يريد حبها حين تتأكد أنه هو من سكن روحها و قلبها و سوف ينتظر أن يميل يوما
فى إحدى الغرز المنتشرة فى ذلك المكان النائي يجلس أرضا و بين يديه ذلك الخرطوم الطويل يسحب منه بعض السمۏم و يخرجها على هيئة دخان و عقله سارح فى ذلك القلم الغادر الذي تلقاه من ذلك الحقېر من أخذ منه كل شيء دون أن يراعي أن له أيضا بعض الحق فى أن ينال ما نالوه أولاده و زوجته لماذا لم يأخذه معه مثلهم
يشعر بڼار حارقه داخل قلبه خاصة بعد أن سأل عليه و علم ما يملك و كيف ستعيش زوجته و
أولاده و هو لن يترك حقه
نظره جانبيه حين شعر بأحد يجلس جواره و مد يده يأخذ منه ذلك الخرطوم الطويل و هو يقول
الكيف مناولة مش مقاولة يا حنفي
ظل حنفي صامت ينظر إليه و عقله يرسم خطة إذا نجحت سيحصل على ما يريد و أكثر
أعتدل فى جلسته و هو يقول
كيفك النهارده على حسابي يا مفتاح
متابعة القراءة