رواية نورهان كاملة

موقع أيام نيوز

نائمة باستثناء عينين فيروزيتين تعبتا من الأرق.
راكعة ابريل بخشوع على سجادة الصلاة مرددة النداء معه كلمة بكلمة وعينيها مغمضتين وهى تشعر بقشعريرة في أطرافها بسبب رغبة ملحة تحثها على البكاء مجددا وهي تناجى ربها الذي إذا أراد شيئا فقال له كن فيكون تلجأ إلى الله وحده فهو قادر على بث الطمأنينة في قلبها المفتور مم أصابها.
أخذت ابريل نفسا طويلا عائدة من ذكريات طفولتها وهى تعتدل فى جلستها على ركبتيها ثم رفعت وجهها وكفيها للأعلى بينما تضرعت إلى الله بصوت مخټنقا بالدموع التي تقطر من عينيها المغلقتين الله يرحمك يا جدي .. اللهم احييني اذا كانت الحياة خيرا لي فانت اللطيف الخبير يارب
رفعت ابريل أصابعها المرتجفة لتهندم حجابها على رأسها جيدا ثم بدأت تقرأ في مصحفها الصغير داعية إلى الله أن يريحها من كربها ويمدها بالقوة التي واصلت التحلى بها طوال سنوات حياتها لتستطيع الخروج من مأزقها.
بقلم نورهان محسن
في مساء نفس اليوم
داخل فيلا صلاح الشندويلي
في الهواء الطلق تقام حفلة خطوبة ساحرة في حديقة واسعة مليئة بالأضواء الساطعة والطاولات مغطاة بأغطية أنيقة ومزينة بالورود فوقها الأطعمة والمشروبات المختلفة بينما تدوي الموسيقى بنغمات رائعة تبهج المستمعين.
خرج باسم من الشرفة إلى الحديقة الخلفية للفيلا لتنتشر رائحة عطره الرجولي القوي مع نسائم الهواء منتصب القامة أثناء المشي محدقا فى شاشة الهاتف ثم أطلق زفيرا يعبر عن حنقه بعد أن حاول الاتصال مجددا على نفس الرقم دون جدوى.
يخطو نحو المسبح بخطواته الواثقة فهو صاحب وسامة فائقة يرتدي بدلة كلاسيكية باللون الرصاصى وذات مظهر جذاب وفخم للغاية وقميص قرنفلى مع ربطة عنق بدرجة لون داكنة مصففا خصلاته السوداء بطريقة حديثة.
واخيرا حضرت خطوبتك يا مغلبة قلوبنا
قالها باسم بسعادة وهو ينظر إليها بعيون مليئة بالمحبة الخالصة لتلك المرأة الجميلة بإطلالتها المميزة في فستان بتصميم مشابه لفساتين الممثلين القدامى يصل إلى الركبة مصنوع من الساتان بلون الكشمير الفاتح وبالرغم من إنه بسيط جدا لكنه أنيق جدا بينما قالت هالة بتذمر مصطنع بعد أن أسبلت نظراتها إلى الخاتم اللامع في إصبعها بتتريق يا بيسو!!
غمز باسم لها وهو يمد إصبعه ليزيح جانبا خصلة من شعرها على جبهتها وهو يتأمل تسريحة شعرها المرفوعة إلى الوراء لتهتف بنبرة ماكرة هو مين فينا اللي مغلب العيلة دي ومش عايز يفرح امه بيه اللي هيطير برج من دماغها وتجوز...
وضع باسم سبابته سريعا أمام شفتيها قاطعا تدفق المزيد من الكلمات على لسانها قائلا باقتضاب زائف خلاص بالعة راديو هتسيحيلي في المكان استري علي اخوكي حبيبك
ضحكت هالة على مزحته مرددة بابتسامة عفوية خلاص هستر
عليك المرة دي
إبتسم باسم لها متحدثا بخفوت مبروك يا هدهد .. ربنا يسعدك ويهنيكي
يا قلب بيسو واشوفك مبسوطة
دايما
بادلته بحب كبير وهى تجيبه بسرعة بصوت حانى فهى الأقرب إلى قلبه الله يبارك فيك يا حبيبي وماتحرمش منك ابدا
أبعدها باسم عنه برفق ليرفع وجهها إليه فاتسع بؤبؤ عينيه في دهشة حينما رأي عينيها الدامعتين فقال سريعا مشيرا إليها بإصبعه محذرا اياها بمزح خلاص خلاص هتقلبيها نكد و ټعيطي .. امسكي نفسك الليلة لسه في اولها يا دراما كوين
وخزت هالة كتفه وهي ترفرف عدة مرات برموشها الطويلة بينما ظهرت ابتسامة مهلكة على شفتيه تلاها سؤال صحيح فين عريس الغفلة اللي سايب سعاد حسني العيلة كدا لوحدها يوم خطوبتها
ابتسمت هالة له بعذوبة لتدحرج حدقتاها ذات اللون الأزرق الغامق بحثا عنه وسط

الجمهور ولم يخيب ظنها عندما رأت خطيبها معه امرأة ذات بشړة برونزية أعطتها جمالا ورونقا جذاب.
ترتدي فستانا بنفسجيا فاخرا يلائم قوامها الرشيق وشعرها منسدلا بنعومة على كتفيها وهناك ابتسامة عريضة على شفاههم ويبدو أنهم يتهامسون بمرح واضح وهم يرقصون صممت للحظة ثم أخبرته بهدوء وثبات إنفعالى تحسد عليه اهو هناك بيرقص مع البيست فريند بتاعته
أدار باسم نظره نحوهم بحاجب مرتفع ساخرا مم يسمعه من أخته وهو يمط شفتيه قائلا بإستهزاء البيست فريند ..!!
إرتفع جانب فمه بإبتسامة مستطردا بنبرة طغت عليها الغطرسة دا انا بجلالة قدري معنديش بيست فريند
واقفين كدا بتتوشوشو في ايه
قالت منى ذلك بصوتها الأنثوي المليء بالفضول من خلفهما فالټفتا إليها على الفور ليصفر باسم الإعجاب قائلا بإندهاش ممزوج بالمرح كنت بكلمها عنك طبعا وعن شياكة وحلاوة احلي بنت في الحفلة
تراقصت ابتسامة خجولة على شفتيها وقالت بضحكة خاڤتة احرجتني خلاص ماقدرش انطق قدامك
إرتشفت منى من الكوب الذي بيدها فيما الټفت الأخر إلى بعض المدعوين مبتسما مجاملة لتهمس هالة في أذنها بنبرة ذات معنى برده عملتي اللي في دماغك
عبس وجهها الجميل ثم همت بالرد عليها لكن صوته المستفسر قاطعهم بلهفة ايه يا منوش مش هتسمعينا صوتك ولا ايه دا انا جاي مخصوص عشان اسمعك
اتسعت عينا هالة بدهشة ثم صاحت بنبرة تذمر يعني مش عشان خاطر اختك يا ندل!!
تعالت ضحكاته على مزاحها غامزا لها بطرف عينه ليقول بتسلية وانا اقدر يا جميل
ضحكت منى معه قائلة بيأس سيبك منه دا مستحيل تقدري تقفشي عليه حاجة .. ايه هتفضلي واقفة كدا مابترقصيش مع خطيبك ليه
أنهت منى جملتها بينما كانت تنظر إليها بتساؤل ضحكت الأخرى بقهقهة ثم أجابت بنبرة عادية لسه دوري مجاش
رمقتها منى بذهول واستفسرت مستنكرة انتي جايبة طولة البال عليهم دي منين ماتسلفيني شوية
رفعت هالة كتفيها ثم اخفضتهما كدلالة على عدم المعرفة فزفرت الأخرى بعدم رضا مم دفعها لتهمس لها بتحذير بينما هى تنظر إلى الجانب الآخر بزاوية عينيها المكحلة بإتقان خلاص عشان جايين علينا
ربتت منى على كتفها بقلق عليها ثم قالت مستسلمة طيب هروح اشوف عز قاعد فين
أومأت هالة بالموافقة لتغادر منى بالتزامن مع وصول شاب طويل القامة يتميز ببشرته الحنطية مرتديا بدلته الكلاسيكية البيج ذات الذوق الرفيع مبرزة عضلات منكبيه القوية وهو مصطحب بيده صاحبة البشرة البرونزية ليقول بابتسامة رائعة ايه الشياكة دي كلها .. اخيرا ظهرت يا ابو الصحاب
أنهى ياسر جملته وهو يصافح يده بحفاوة ليجيبه باسم مازحا بنبرة ساخرة دا انت اللي شكلك في دنيا تانية خالص .. ما انا موجود من بدري .. بأمارة ما سلمت عليك لما وصلت انت والبيستي بتاعتك
رمقها باسم في نهاية حديثه باستخفاف بائن أزعجها لم ينتبه إليه ياسر حيث كان يفرك جانب صدغه بحرج طفيف وهو يترك كف يارا متجها نحو هالة شابكا أصابعه بلطف في أصابعها الرقيقة ثم رد بابتسامة جذابة اعذرني بقي يا باسم .. طار عقلي اول ما شوفت الجمال دا كله قدامي
نظر باسم إليه وهو يضيق مقلتيه بغيظ لينتزع يد أخته من يده ثم هتف پغضب مفتعل لا وحياة ابوك خف شوية دي خطوبة مش كتب كتاب ها ماتزيطش
قالها باسم لتطلق ضحكة خفيفة من أسلوبه المشاكس.
اتسعت عينا ياسر البنية التى تماثل لون القهوة بينما نظرت يارا إلى هالة دون تعبير مقروء لكن الأخيرة شعرت بالانزعاج من تلك التعبيرات الغامضة لكنها تجاهلت ذلك عندما رأتها تغادر من أمامهم بصمت بينما الأخر يصيح فيه بضجر خطيبتي يا جدع
تم نسخ الرابط