رواية نورهان كاملة
المحتويات
وجودك وكلامك ودعمك ليا وقت ازماتي ساعدني كتير اوي .. دا غير طبعا ان جلساتي باخدها ببلاش
أنهت ابريل جملتها بمزحة جعلت ريم تضحك بخفة وتمسك بيدها وتربت عليها بحنو صدح فى صوتها قائلة بإبتسامة دا دور الصحاب يا توتة وانا بعتبرك صحبتي مش بتعامل اني دكتورتك النفسية وانتي عارفة كدا..
أردفت ريم ضاحكة بإيماءة من رأسها إلى الخلف اهو مش قولتلك .. اهو جاي يجري عليكي هناك
ريم أشرف طبيبة نفسية صاحبة هادئة تتصف برجاحة العقل والهدوء مهندمة دائما وأنيقة.
تعرفت على أبريل قبل ثلاث سنوات حيث كان ابن ريم يلعب في النادى وأكل أحد الأطعمة التي تحتوي على مكون كان يعاني من الحساسية منه ليفقد القدرة على التنفس بسهولة وصادف تواجد إبريل مع أختها ريهام في نفس المكان فساعدتها على نقل الطفل إلى أقرب مستشفى حيث أنها تعانى ذلك الشعور بصعوبة التنفس طوال حياتها وهناك أعطوا الطفل حقنة مضادة للحساسية وتحسنت حالته ومنذ ذلك الحين أصبحوا أصدقاء مقربين جدا.
عند هالة
فى المستشفى
انتهى رنين المكالمة دون أن يرد عليها حيث حاولت الاتصال به ثلاث مرات حتى الآن ولم تتلق أي رد.
زفرت هالة الهواء بضجر ثم استقامت من خلف مكتبها لتخلع الرداء الطبي الأبيض وعلقته في مكانه المخصص ثم توجهت إلى حقيبتها وأخرجت منها مرآة صغيرة لتهندم زينة وجهها وتضبط أحمر شفاهها ثم تأكدت على ترتيب خصلات شعرها البني على كتفها بابتسامة راضية ترتسم على ثغرها ثم وضعت المرآة في مكانها لتغلق الحقيبة مرة أخرى وهي تغادر الغرفة متجهة نحو المصعد وهي تنوي
بعد مرور عدة دقائق
فوجئت هالة بعدم وجود أحد في الاستقبال لكنها لم تفكر في الأمر كثيرا لأنها كانت متأكدة من أنه لم يغادر فسيارته كانت متوقفة خارج المستشفى.
تنفست هالة الصعداء وهي تتجه نحو الغرفة لتطرق الباب بخفة قبل أن تفتحه ببطء وحذر.
تحولت الابتسامة الجميلة على شفتيها إلى ملامح غير مقروءة عندما رأت يارا مستلقية على كرسي فحص الأسنان أمام ياسر الذي رفع رأسه عند فتح الباب لترتفع ابتسامة على وجهه بمجرد أن رأها هاتفا بنبرة عادية يحثها على الدخول بإيماءة من رأسه اهلا يا هالة .. تعالي ادخلي
.. بس مالقتش حد برا في الاستقبال
برر ياسر بكل بساطة بينما شاهدتها يارا باستكانة تامة وهي لا تزال مستلقية ايوه ماهي خديجة لسه مشيت من شوية
بادرت يارا بالقول وهي ترتفع بجذعها العلوي لتنزل من الكرسي بحركة رشيقة ازيك يا هالة!!
تمكنت هالة بسرعة من الخروج من قوقعة التيبس المصډوم الذي عالقت بداخلها بمجرد رؤيتها
أدارت هالة رأسها إليه لتراه يجفف يده بالمنشفة الصغيرة فأومأت برأسها بفهم بابتسامة هادئة.
أجاب ياسر بابتسامة لطيفة تظهر غمازاته بوضوح من خلف لحيته الخفيفة مبسوط انك جيتي
استدار ياسر حول المكتب ثم أمسك هاتفه فقالت هالة له بنبرة هادئة وثابتة انا خلصت شغلي وقولت اعدي عليك اشوفك قبل ما اروح .. خلاص اجازتي هتبدأ من بكرا بس لما رنيت علي تليفونك ماردتش
أومأ ياسر برأسه مؤكدا وهو يعبث بهاتفه ثم رفع عينيه إليها ورد بأسف ايوه معلش .. كنت حطه علي السيلنت يا هيوشة
عضت هالة شفتيها وهي تفكر في إجابته باستياء فهى استمرت في الاتصال به حتى سألته عما إذا كان يريد الخروج لتناول الغداء معها أثناء جلوسه هنا برفقة يارا لكنها تمكنت من قمع الغيظ الها ئج بداخلها وأومأت برأسها له وسألت بنبرة ذات معنى طيب انت هتروح علي امتي!
حدقت هالة به بترقب لمعرفة إجابته لكن يارا بادرت بالرد عليها فورا بمكر أنثوي دمر كل أفكارها حول قضاء اليوم معا ولم يخفى على هالة نظرات تلك الرشيقة نحو ياسر وواضح الاهتمام بها كنا خارجين دلوقتي نتغدي برا .. عشان ياسر لسه ما أكلش لحد دلوقتي
زمت هالة شفتيها كأنها تجبرها على السكوت وداخلها شعرت بضيق وعدم ارتياح سيطروا عليها بينما الشي ينفث على بارود أفكارها ويحثها على القيام بأشياء كثيرة في ذلك المستفز ة لكن شرودها إنقطع بصوت يارا حيث اقترحت بابتسامة ودودة رسمتها بمهارة متناقضة مع نواياها الاستفز ازية عندما رأت عبوسا يتبعه القليل من الاعتراض يشع من خلال ثنايا وجه هالة لذا قالت كلماتها الباردة بلهجة ذات مغزى تحبي تيجي معانا يا هالة!
استقبلت هالة حروفها مدركة ما تصبو إليه حيث تريد أن تخبرها أنها صاحبة الفكرة وهي التي ستأتي معها وليس العكس و للحظة تجمدت تعابيرها من تلك المرأة لئيمة ثم كادت ترد عليها لكن صوت رنين هاتف تعالى في الغرفة سبقها معلنا وصول مكالمة فأخرجته يارا من حقيبتها ونظرت إلى الشاشة المضاءة ثم رفعت بصرها وتوزعت نظراتها بين ياسر الذي كان جالسا على حافة المكتب وهالة التي كانت لا تزال جالسة على كرسيها نظروا إليها بصمت فقالت بإعتذار قبل الخروج من الحجرة سوري هرد وراجعة علي طول
أخفض ياسر رأسه محدقا في عينيها الزرقاوين وقال بصوت رجولي هامس علي فكرة لو مكنتيش جيتي كنت هعدي عليكي عشان نخرج نتغدي كلنا سوا
همسه بتلك النبرة العميقة الصادقة جعلتها تشعر ببعض الرضا فابتسمت له برقة متزامنة مع دخول يارا التي وقفت تنظر إليهما وتوهجت الغيرة في عروقها لكنها سيطرت على أعصابها المهتا جة وهذا الڠضب توارى خلف قناع البرود وهزت كتفيها قائلة بأسف حقيقي بينما تعلن هوية المتصل معلش يا ياسر .. مضطرة امشي عشان خالو مراد ومراته هيوصلو في طيارة الساعة 7 ويدوب اروح استقبلهم
أومأ ياسر برأسه متفهما قائلا بنبرة هادئة ماشي يا يارا .. سلميلي عليهم لحد ما اشوفهم
أجابت يارا بالموافقة بصوتها الناعم فى عفوية مقصودة شور حبيبي .. كان نفسي نتغدي مع بعض يا هالة
قالت يارا آخر جملة كا ڈبة وتدحرجت عينيها نحو هالة التي إلتوي
فمها بابتسامة متكلفة ثم ردت بفتور الجيات كتير يا حبيبتي
أومأت يارا برأسها مؤكدة لها ثم قالت بنعومة مصحوبة بابتسامة ملتو ية اكيد طبعا .. يلا باي اشوفك بكرا يا ياسوره
لوح لها ياسر بكفه والآخرى حدقت في الباب الذي خرجت منه مستنكرة أفعالها اللئيمة أمامها تماما.
أدارت هالة رأسها نحوه غير قادرة على قمع السؤال الذي انطلق من بين شفتيها كالسهم دون أن تتحكم فيه شكلها واخدة عليك بزيادة!
لاحظت تغيير ملامحه خلال ثانية واحدة فهو
متابعة القراءة