رواية امل الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

الفصل الثاني 
واخد بالك قاعدة نايمة من امبارح بتهرب من المواجهة. 
مش يمكن تكون تعبانة فعلا يا جدع انت .
يا راجل يعني انا بقى مش هعرف افرق إن كانت تعبانة ولا بتمثل يا بني انت لو كنت معايا كنت هتتأكد من اللي بقوله بنفسك.
طب وبعدين انا بقالي ساعة دلوقتي مستني المواجهة ما بينكم وبصراحة ھموت لو ما حضرتش. 

عايز تحضر إيه
الخناقة يا سيدي مش ياللا بقى
عيوني حبيبي .
كان هذا نص الحوار السريع الذي التقطته اسماعها وهي تدعي النوم قبل أن تجفل على ضوء قوي احړق جفنيها لتفتحهما فجأة ثم أغلقتهم على الفور لتشيح بوجهها الناحية الأخرى وهي تعتدل بجذعها بعيدا عن النافذة التي كان يفتح ستائرها حسن مغمغة بالسباب
يا ولاد الجزمة انت وهو عاملين فيها رباطية عليها في حد كدة يفتح النور من غير استئذان
دنى حسن ليقترب برأسه منها مرددا بابتسامة صفراء
صباح الفل يا ست الكل كدة برضوا تسيبيني وتنامي من امبارح وانا قاعد على ڼار مستنيكي كل دا نوم يا ماما
عدلت مجيدة الوسادة خلفها لتستند بظهرها عليها وعلى قائم السرير وردت بتحفز
وماله يا خويا لما اسيبك وافضل نايمة لحد دلوقتي لهو انت مستنيني احضرلك الرضعة
كز حسن على اسنانه وشقيقه اطلق ضحكة مدوية يردد
ايوة يا مجيدة اديلوا على دماغه وميهمكيش.
حدج شقيقه الذي وقع على نفسه من الضحك بغيظ يهتف به
لم نفسك يا امين خليني اخلص خناقتي مع الست الوالدة وبعدها افضالك .
ردت مجيدة على الفور
اسم الله عليك يا غالي وتتخانق معايا ليه بقى ان شاءالله منعت عن مصروفك ولا نيمتك من غير عشا
قهقه أمين من الخلف حتى كتم بكفه على فمه ليشير إلى حسن بالمتابعة ليصيح الأخر بوالدته
انتي عارفة يا ماما سبب الخناقة فبلاش تسفهي الموضوع بالتريقة دا إسلوبك لما تتزنقي على فكرة انا عارفك 
اتزنق!
قالتها باستنكار لتتابع
وإيه بقى اللي يزنقني يا حبيبي ولا انتي فاكرني خاېفة ايوة اتصلت برقم شهد اللي نقلته من تليفونك لتليفوني ها بقى حد له حاجة عندي
زمجر حسن يضرب كف بالاخر ليصبح مخاطبا شقيقه الذي أوقف ضحكاته بصعوبة تقديرا للموقف
طب كلمها انت يا عم الحج الست الوالدة فتحت التليفون من غير إذني وفتشت في الأرقام ونقلت كمان على تليفونها يعني دي جزاتي يا ماما اني معرفك الباسورد وبخليكي تقلبي في تليفوني براحتك.
تابعت مجيدة بعند
ما هو من خيابتك يعني لو مصاحب ولا خاطب كنت هتعرف باسورد التليفون لامك يا واد
ارحمني يارب.
صړخ بها حسن فتدخل أمين ملطفا
صلو ع النبي يا جماعة خلونا نتفاهم وانتي يا ست ماما خفي شوية ابنك على اخره .
رددت خلفه باستهجان
آخره بقى ولا أوله انا اتكلمت مع شهد ودي انثى زيي وانا بقى حبيت اصاحبها هو ماله بقى يحشر نفسه في كلام الستات ليه
سمع حسن ليعود بضړب كفيه ببعضهما وڠضب امتزج بذهوله مع قلة حيلته مع والدته والتي حينما تريد تنفيذ امرا ما برأسها تفعل ولا تبالي. فقال أمين يرتدى بينهم ثوب حمامة السلام
طب انا معاكي يا ستي بس معلش يعني انتي لازم تقدري شكل ابنك قدام الناس وتعملي حساب لمصلحته وشغله وكدا ممكن تضريه فعلا لو الست المقاول دي كانت شرانية او فهمت الموضوع غلط.
ردت مجيدة على الفور بإنكار
لا يا حبيبي شهد مش شرانية ولا واحدة وحشة واسأله بنفسك عنها دي جات على ملا وشها بتجري جري عشان تطمن عليها هي دي حنية البنات مش الجلفنة وقلة الإحساس. 
صاح حسن مرددا لها
جلفنة وقلة إحساس قصدك عليا انا صح
تبسمت مجيدة تشير بإصباعيها السبابة والوسطى نحوهما لېصرخ أمين
وانا كمان يا ست ماما طب ليه بقى
ردت ببساطة غبر مبالية
وانت تفرق إيه عنه بقى انتو الاتنين معندكمش إحساس.
أنهت شهد فرضها وارتدت ملابسها لتخرج من غرفتها وهي تلف شعرها من الخلف كدائرة قبل أن تجلس لتتناول وجبة إفطارها مع نرجس وابنتها رؤى قبل الذهاب إلى العمل وتمتمت بالتحية
صباح الخير. 
صباح النور صباح الورد يا شوشو.
تفوهت بالاخيرة رؤى فتبسمت لها شهد بإشراق تردد
يا قلب يا شوشو انتي إيه الوشوش اللي تفتح النفس ع الصبح دي صباحك جميل زيك يا بت.
رفرفت بأهدابها الأخرى لتفعل بأصابع كفيها وضع القلب صامتة بابتسامة فضحكت شهد تفعل لها بالمثل قائلة
قلبي انا كمان والله 
قالتها ثم انتفضت فجأة مجفلة على صوت صفق الباب للغرفة خلفها لتلتف برأسها وتجد أمامها أمنية تخرج منها بوجه عابس متجهم فتمتمت شهد وهي تعود لطعامها
يا صباح يا عليم يا رزاق يا كريم الخلقة دي انا عارفاها كويس.
سحبت الأخرى المقعد پعنف حتى اصدر صريرا ثم سقطت عليه بجس دها المكتنز حتى كاد أن يقع بها فعقبت والدتها بحنق
ما براحة يا بت هي خناقة مش خاېفة الكرسي ليوقع بيكي
بنظرة ممتلئة بالغل ردت أمنية وعينيها مثبتة على شهد التي كانت تتجاهلها كالعادة لتهتف بها
ما اقع ولا اموت حتى هو انا اهم حد اساسا في الدنيا دي
التوى ثغر نرجس المزموم على جانب واحد وقد علمت بفرض ابنتها بقولها حدجتها شهد پغضب بعد أن اجبرتها بأسلوبها المستفز على الرد
في إيه بالظبط ما تتعدلي يا بت واتكلمي عدل ولا انتي صاحية تقولي يا شړ اشطر
تدخلت رؤى تحاول تلطيف الأجواء بالمزاح
أمنية حبيبتي روقي كدة وروحي صبحي على أونكل ابراهيم يظبطك بكلمتين حلوين من بتوعه ولا باينه مقصر اليومين دول ولا إيه
كلمات بسيطة قيلت بعفوية كانت بمثابة الكيروسين الذي سكب كي يشعل الحريق لتصيح بها غاضبة
ما هو نبرك ده هو اللي جابلي الفقر ابراهيم بقالوا يومين لسانه مش بيخاطب لساني لا في تليفون ولا حتى برسالة ع الوتس يكش افركش عشان تفرحوا وتستريحوا اوي .
مرة أخرى توجهت بالأخيرة نحو شهد التي المها الړعب الذي ارتسم على وجه شقيقتها الصغرى بعد ان اجفلتها هذه المچنونة بصړاخها وكلماتها السامة فنهضت لها مواجهة بحزم وقوة
ما تاكليها احسن ياختى هي عملت إيه لدا كله دي يدوب بتهزر معاكي. 
لا مش بتهزر.
صړخت بها لتتابع على نفس المنوال بنبرة باكية
هي عارفة كويس ان بقالنا يومين ما بنتكلمش عشان كدة بتنكشني عشان تزيد عليا الغلب ما انتو كلكم مش حاسين بيا منعينه يدخل البيت ولا يجي ويفرحني زي بقية العرسان انتو قاطعين عليا فرحتي ومديقين على ابراهيم عايزينه يطفش ويسيبني هو دا كان غرضكم من الأول صح انا دلوقتي بس اللي فهمت.
قالت الأخيرة وانطلقت بنوبة لبكائها بصوت عالي والتقطتها نرجس داخل احضانها لتزيد من سخط شهد في الرد نحوهن
انتي كمان بتاخديها في حضنك جاي على هواكي أوي استعباطها
وانا ذنبي إيه بس يا بنتي 
قالتها نرجس بدفاعية كعادتها لتصيح بها وبابنتها
اسمعوا بقى انتو الجوز انا كلامي كان واضح من الأول الواد دا ملوش داخلة هنا غير مع اهله وبعد اتفاق معايا انا
شخصيا واكون حاضرة كمان مش عجبوا تحكمواتي يبقى يلم نفسه ويخلص شقته وانا بقى لو هشحت يا أمنية هجوزك عشان اخلص منك ومن قرفك انتي ملكيش غيره اساسا هو يستهالك وانتي تستاهليه...... وع العموم بقى دا اخر كلام عندي واللي مش عاجبوا يشرب من مية البحر. 
قالتها والټفت لتغادر بڠضبها وتتركهن انتفضت خلفها رؤى تنناول حقيبتها وفور ان تحركت خطوتين توقفت لتلقي بكلماتها نحو التي تبكي بحړقة في حضڼ والدتها
بټعيطي وعاملة نفسك مظلومة على اساس ان احنا اغبيا زيك ومش فاهمينك ولا فاكراني مش عارفة انه بيجيلك واحنا مش موجودين امال دا لو فاتحين له البيت ده هيعمل ايه
قالت الاخيرة بشراسة اجفلت الاثنتين قبل ان تغادر بقرف من أمامهن
لمسات حانية صغيرة ناعمة كانت تدور بعشوائية على ملامح وجهها حتى أصبحت تستمتع بها مفضلة عدم الأستيقاظ كي لا تنحرم منها ظنا منها انها تحلم زادت اللمسات مع همهات طفولية وضحكات مكتومة جعلتها تتيقن انه واقع. 
لتفتح جفنيها وتصعق برؤية الوجه الصغير وابتسامة شقية بمعنى ان لقد انكشفنا
ظافر.
قالتها وانتفضت لتعتدل بجذعها عن الفراش لتخطفه داخل احضانها فتقبله بفرح وعشق حتى انتبهت على زهرة الجالسة في الناحية الأخرى من الفراش متربعة القدمين تتأملهم بابتسامة رائقة لتصيح بها 
كدة برضوا يا زهرة قاعدة انتي مكانك وسايبة العفريت ده شلفطلي ملامح وشي .
قولنا نعمل فيكي مقلب والاستاذ ظافر استغل الوضع على اكمل ما يكون واكنه مدرب ع الحركات دي بقالوا سنين. 
قالتها زهرة لتنطلق الأخرى في تقبيل الطفل ومداعبته وهي تصرخ بټهديد ووعيد
بقى هو كدة دا انت نهارك النهاردة مش معدي .
قالتها لتدغده بمرح وشړ وهو يجلجل مقهقها وظلت زهرة تتأمل اشراق وجهها بصمت سعيدة بأنها قد تمكنت ولو بشيء بسيط من رفع الحزن عنها. 
جيبتي جوز المتخلفين معاكي ولا لأ
سألتها نور لتناظرها قليلا باستفهام قبل ان تستوعب سريعا لتجيبها
لا يا ستي الحمد لله عامر الريان النهاردة اتكفل بيهم وخدهم معاه على مزرعة الخيل يراقبوا اخوهم وهو بيتدرب
مجد باشا. 
قالتها نور وهي تتوقف قليلا عن اللعب للتتابع
اهو دا بقى اللي وحشني بجد كان نفسي اشوفه لكن انتي جيتي من امتى وازاي وصلتي لغرفتي هنا اساسا... يا نهار أبيض...
توقفت لتكمل الحديث بهمس
هي طنت بهيرة مشفتكيش
ضحكت زهرة تنفي بهز رأسها وهي تجيبها بنفس الهمس
لا الحمد لله مشفتنيش ولا انا شوفتها بس حتى لو حصل يعني انا اساسا دخلت بصحبة مصطفي باشا عزام يعني حماية..
خبئت ابتسامة الأخرى لتعقب بأسى
يعني هو اللي اتصل بيكي يا زهرة عشان تجيبي الولد وتخففي عني كالعادة برضوا بيفتكر يفرحني وينسى نفسه
قالت زهرة في محاولة انكار مكشوفة منها
وانتي مين قالك بقى ان هو زعلان دا الراجل قالي بنفسه حصل خلفة او محصلش انا متمسك بنور ومش عايز اولاد من واحدة غيرها افهمي بقى يا مچنونة. 
تبسمت لها الأخيرة بضعف لتطبع قلبة على وجنة الصغير ثم قالت بغصة مسننة تؤلمها
ودا اللي مزعلني بيجي على نفسه عشان ميجرحنيش انا عارفة ان العيب فيا وهو نفسه كمان عارف مش عايز ليه بقى يتجوز ويريحني....
يريح مين يا ست انتي
هتفت بها زهرة تقاطعها بعبوس عقد ملامح وجهها لتتابع بعدم تصديق
في إيه يا نور هو انتي ليه مصرة ان العيب فيكي إذا كان الدكاترة نفسهم برا وجوا مصرين وأجانب كلهم أكدوا انك سليمة زيك زيه ليه بقى الإصرار على إن العيب فيكي
ابتعلت وهربت بعينيها من النظر بخاصتي الأخرى لا تجد من الكلمات ولا الحجة التي تمكنها من الإقناع هي متأكدة من شيء تعلم حقيقته وتخجل من البوح به أو بمعنى أصح لا تريد النبش في جراح ماضي هو السبب الرئيسي لما تواجهه الان فخرج صوتها بتحشرج
كل واحد وعارف بنفسه يا زهرة وانا تعبت من شيل الذنب يعني لما اطلب من
تم نسخ الرابط