رواية امل الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

اسيبك بقى.
قالها وخرج ليتركها تنظر في أثره باندهاش تستعيد بذهنها صوت ضحكته الرنانة وجهه المضيء وهو يحدثها ويغيظها ثم رغبته أن يحقق لها أمنيتها تشعر بأنه ترى شخصا اخر غير الذي تعلمه أو ربما هي كانت لا تعلمه وهذه هي الشخصية الحقيقية لشادي جارها الذي لم يعد غريبا بعد الان.
صباح الخير.
هتفت بها مجيدة وهي تطرق بخفة على باب الغرفة المفتوح فردت شهد والتي كانت جالسة تتابع مع الممرضة التي تنزع عنها ابرة المحلول من يدها
صباح الفل يا ست مجيدة اتفضلي. 
خطت الأخيرة لداخل الغرفة مرددة
يزيد فضلك يا حبيبتي عاملة ايه بقى النهاردة
ردت شهد بابتسامة مشرقة
الحمد لله بخير أكيد بس انتي ايه اللي جايباه في إيدك ده
قالتها مشيرة نحو باقة الورود التي تحملها بيدها الأخرى ف اقتربت منها لتقدمها لها قائلة بمرح
دا ورد للورد .
تناولت منها بابتسامة تحاول إخفاءها لتقول بحرج
يا نهار أبيض ولزمو إيه تكلفي نفسك بس
ردت مجيدة وهي تجلس على الكرسي القريب منها
مفيش تكلفة ولا دياولو أنا مش شرياه اساسا دا زرع ايديا اللي براعيه كل يوم إن مكانش يطلع للغالين هطلعوا لمين بقى
غالين!
رددتها شهد بشعور من الفرح يغمرها فهذه أول مرة تفاجأ بهدية رائعة كهذه ومن امرأة كمجيدة التي تذكرها بأفعالها بحنان أبيها الذي تفتقده وقد كان يعوضها عن افتقاد والدتها قبل أن يتركها هو الاخر ثم تأتي مجيدة وتصنفها بالغالية رغم المعرفة القليلة بها
بس الورد دا كذا نوع ما شاء الله عليكي دا انتي باينك عاملة جنينة. 
قالتها شهد حتى لا تبدو غير طبيعية بلهفتها على الورود تبسمت مجيدة تجيبها بزهو
هي فعلا جنينة بس جنينتي أنا اللي على قدي زرعاهم في البلكونة بتاعة الصالة أصلها واسعة ومختلفة عن باقي الغرف احنا مش اغنيا بس ولله الحمد حالنا حلو وبنعمل اللي احنا عازينه عشان نعيش كويس واهم حاجة للعيشة الكويسة هي إن البني ادم يستمتع بهوا نضيف أو ريحة جميلة تعبي صدره ساعة عصرية في الروقان أو وقت الڠضب عشان ينسى همه..... هي لينا فين صحيح مش شايفاها يعني ولا يكونش خرجت
لا هي مخرجتش ولا حاجة دي دخلت الحمام عشان تجهز أصل الدكتور صرحلي بخروج وانا دلوقتي مروحة.
قالتها شهد لتعقب مجيدة بارتياح
يا ما شاء الله يا قمر أيوة بقى هو دا الخبر الجميل.
الحمد لله على كل حال.
تمتمت بها شهد بعدم تركيز وهي تسنتنشق رائحة الورود كل واحدة على حدة.
فسألتها بفضول
عجبوكي
أوي الباقة نفسها شكلها جميل ومتنسقة حلو بنظام.
زوقي يا قمر.
قالتها مجيدة لتتابع بفخر
عشان تعرفي بس إن انا استاذة في كله.... وخصوصا في الزوق بعرف انقي كويس جدا
قالت الأخيرة بقصد وعينيها تتبع لينا التي كانت تخرج من حمام الغرفة بعد أن عدلت هيئتها انتبهت لها الأخيرة لتقترب منها وتلقي التحية
صباح الخير عاملة ايه يا ست مجيدة
صباح الفل كويسة يا قلبي وعال ها بقى كنت عايزة اسألك لو حد من المسؤلين هنا ضايقك بعد ما مشينا
قالتها مجيدة بمكر لتجيبها الأخرى بانفعال كعادتها
حد فيهم يقدر يمنعني كلها كانت محاولات ع الفاضي انا دماغي جزمة اوي لما بصمم على حاجة.
ضحكت مجيدة بصوتها الرنان لتشاكسها
انتي مشكلة جامدة يا لينا بتفكريني بفرسة جامحة ما يقدر يرواضها غير خيال.
قالتها بمغزى لم تفهمه لينا والتي اتجهت بعد ذلك لشهد تخاطبها
ها يا قمر جاهزة بقى عشان نخلص إجرائتنا ونروح. 
الإجراءات خلصت.
هتف بها حسن وهو يدلف لداخل الغرفة ليتابع
انا خلصتهم بعد ما فهمت من الدكتور اللي متابع لحالتك كل حاجة.
سألته شهد 
قصدك إيه
اقترب يقبل رأس والدته بحركة اعتيادية كتحية لها قبل ان يجيب
قصدي الراحة النفسية يا شهد ريحي أعصابك شوية وخدي وقت مستقطع من الشغل وكل اللي وراكي.
تبسمت صامتة بلغة فهمها على الفور وهي عدم الأنصياع للتعليمات فتوجه بخطابه نحو لينا 
ما تكلميها انتي يمكن تسمع كلامك .
رددت الأخيرة بيأس
تسمع كلام مين دا انا لو بأدن في مالطة يمكن كنت جيبت نتيحة دي مفيش منها فايدة صدقني .
ربنا يهديها.
عقب بها حسن يشاكس شهد لتضيف عليه مجيدة
ويريح بالها ويرزقها باللي يستاهلها ساعتها بس هتسمع الكلام. 
اطرقت شهد بخجل تحاول إخفاءه فخرج صوتها بارتباك وهي تنزل بأقدامها على الأرض من التخت الطبي
طب احنا كدة يدوب نمشي بقى هستنى إيه يالا بينا يا لينا .
نهضت مجيدة هي الأخرى تخاطب الإثنان
طب متيجوا معانا في العربية نوصلكم في طريقنا عربية أمين حلوة وشرحة. 
عربية
مين لا طبعا مفيش مرواح غير في عربيتي .
قالتها لينا بحدة أجفلت مجيدة وحسن أيضا.
في الأسفل 
كان متكئا على جانب سيارته يلوك علكته في انتظار والدته التي ظهرت من مدخل المشفى بصحبة شقيقه وشهد وهذه المدعوة لينا فور أن وقعت عينيه عليها تحفز ليميل بجسده أكثر على السيارة ليناظرها بتمهل من خلف نظارته السوداء رمقته بحدة انتبهت عليها مجيدة وهي تسحب شهد نحو سيارتها ليتفرقا الأربعة حسن ووالدته نحو سيارة أمين وشهد مع لينا في سيارتها.
ها يا سيادة الظابط نص ساعة زي ما قولتلك بالظبط ومتأخرتش عليك.
قالتها مجيدة وهي تقترب لتدلف لداخل السيارة ليرد هو
والله لمصلحتك يا ست الكل لأنك لو أخرتي عشر دقايق بس زيادة كنت هضطر اسيبك واروح انا ھموت أساسا عشان انام.
تدخل حسن وهو يلقي بنظرة اخيرة نحو سيارة الفتيات قبل أن ينضم معهما
ومين سمعك دا انا بسقط على نفسي وانا واقف حد يوصلني بس للسرير .
عقب أمين ضاحكا وهو يدير المحرك
وحد كان غصبك ع التعب ما انت اللي عايز كدة .
هتف به حسن ساخطا
لم نفسك يا أمين بدل ما افوقلك واعرفك مقامك. 
بس يا واد متعصبش اخوك. 
قالتها مجيدة لتناظر حسن بخبث وابتسامة مستترة جعلت حسن يفهمها ليردد خلفها
بس يا واد متعصبش اخوك اقطع دراعي ان ما كنتوا انتو الاتنين قضتوها ليلة في التحفيل عليا صح ولا لا يا ماما
ببرائة مصطنعة رددت تغيظه
انااا هو انت تعرف عني كدة يا بني
دا انتي أن أبو كدة .
قالها حسن ليجلجل أمين بضحكاته قبل أن يبطئ من سرعة سيارته بالقرب من سيارة الفتيات قائلا
دا باين عربية المحروسة عطلاتة ومش راضية تدور. 
هللت مجيدة بفرح
حمد لله يارب استجبت لدعوتي وقف يا واد عشان اجيبهم يروحوا معانا .
تجيبي مين
قالها أمين لتهتف نحوه بحزم
بقولك وقف يا واد هجيب البنات يروحو معانا إخلاص ياللا. 
أذعن لأمرها مضطرا ليغمغم بتذمر
اللهم ما اطولك يا روح مفيش فايدة فيكي يا مجيدة..... ولا انت كمان يا سي حسن.
وجه الأخيرة لشقيقه والذي تبسم بعرض وجهه.
بعد قليل 
كانت السيارة تضم الخمسة مجيدة والفتيات في الكنبة الخلفية وحسن على الكرسي الأمامي بجوار شقيقه الذي كان يدير السيارة بتحفز نحو التي تناظره عبر المراة الأمامية بتعالي مقصود ليزفر مغمغا
صبرني يارب.
قالت مجيدة المتابعة بتسلية تشاكسه
احنا هنوصل شهد وبعد كدة انت توصل لينا لبيتها. 
احتدت عينيه نحوها ولكن لينا سبقته باعتراضها
لا طبعا يا طنت أنا مش عايزة حد يوصلني ولو هسمح مش يبقى أخينا ده.
استغفر الله العظيم يارب هو انتي حد كلمك يا بت انتي
بت لما تبتك.
صلو ع النبي يا جماعة 
هتف بها حسن ليوقف حربا على وشك بين الانثين وتابع ملطفا
إحنا هنوصل لينا الأول وبعدها نوصل شهد لبيتها كدة اتحلت صح.
هتفت لينا
بس انا كنت عايزة اوصل شهد بنفسي.
ردت الأخيرة
خلاص يا لينا انا عارفة مصلحتي والله وهريح النهاردة على سريري ومش هخرح خالص استريحتي يا ستي
صمتت لينا مجبرة وعقبت مجيدة بابتهاج بينهن
يا ختي ربنا يخليكم لبعض ويجعلكم انتوا الاتنين تتجوزو في بيت واحد وما يبعدكم ابدا يارب.
وبداخل القاعة الشهيرة بالفندق كان عدي يستقبل المدعوين الذي حضروا باكرا من الأقرباء ومسؤلي شركاته ومعه شريكه كارم والذي كان لا يقل عنه حماسا حتى ولجت اسرته وفي مقدمتهم كان مصطفى الذي زفر بداخله بضيق حاول إخفاءه وهو يصافح الرجل الذي لا يطيقه عكس والدته والتي تلقفت كارم بترحيبها الحار وكأنه من العائلة
إيه الشياكة دي يا كارم ما شاء الله عليك كل مرة كدة تبهرني بأناقتك!
تبسم بزهو وتفاخر يجيبها
دا انتي اللي عنيكي حلوة يا هانم انا بس بحاول أواكب الموضة.
بادلته الابتسام لتقول بإعجاب
جميل جدا يا كارم ابن أصول حقيقي أنا كل يوم إعجابي بيك بيزيد مراتك مجاتش معاك ليه انا عملالها متابعة عشان جميلة زيك وتستاهل. 
زاد تعظما بداخله ليرد بمداهنة
دا شرف ليها طبعا إن بهيرة هانم شوكت تكون من معجبينها ع العموم هي لا يمكن تتأخر عن مناسبة هامة زي دي بس انتي عارفة تجهيزات الهوانم في المناسبات المهمة بتستغرق قد إيه
عارفة يا حبيبي عارفة خليها تاخد راحتها عشان تهل علينا زي الملكة انتو لازم تقعدوا معانا على طرابيزة واحدة فاهم يا كارم
أكيد يا هانم. 
قالها والټفت رأسه نحو مصطفى بنظرة ذات مغزى زادت من احتقان الاخر وهو يرحب بالضيوف مع شقيقه حتى دلفت ميسون مع أولادها الاثنان
روح استقبل مرتك والأولاد دا يوم العيلة كلها.
قالها مصطفى لشقيقه الذي تفاجأ بطلتها الجديدة فعقب قائلا
وهي جاية بدري كدة ليه مكانتش قادرة تستنى وتيجي متأخر مع مراتك وباقي الضيوف المهمين
رمقه مصطفى بغيظ ليهمس له بتحذير
خلى عندك إحساس وقوم اعمل حركة تبين بيها اهتمامك قدام الكاميرات الست عملت اللي عليها رغم ڠضبها منك قوم بقى مستني إيه
سمع منه لينهض بألية حتى قابلها بنصف المسافة وقد كانت تمشي بتمهل مع أولادها عن قصد لينتبه لها ويرى جمالها الاوربي بهذا الفستان الكلاسيكي الرائع وقصة الشعر التي اجتهدت مع صاحب الصالون الشهير لتنتقي من قصاته ما يليق بها لتبدو بإطلالة جديدة لټفت انتباهه
أهلا ميسون نورتي مكانك.
قالها بابتسامة مصطنعة وهو يتناول كفها ويقبلها بفعل جعل كاميرات الصحافة والإعلام تسجله بعدساتها قبل أن يقبلها على وجنتيها ثم الټفت للأطفال ليسحبهم معه وهي تسير خلفه بقلب يرتجف بداخلها تتمنى ان تكون قبلته صدرت باشتياق منه لها كالذي تحترق به كل ليلة منذ غيابه عنها
بحماس شديد كانت صبا تعمل لتنجز المطلوب منها في أسرع وقت حيث تحقق المستحيل وحصلت على الموافقة بحضور الحفل بصحبة رحمة التي أقنعت أبيها بل وجعلت والدتها تتطوع لرعاية المرأة المړيضة والدة شادي حتى عودتهم .
انتي لسة شغالة يا صبا
قالتها مودة لتخرجها من تركيزها تبسمت لها تجيب وهي تعود لما تفعله
خلاص هانت كلها نص ساعة بإذن الله واخلص.
اقتربت الأخرى لتقف عاقدة كفيها خلف ظهرها بصمت وهي تهتز بوقفتها بحركة تحفظها صبا جيدا عنها حينما تريد إخبارها عن شيء ما فتركت على الفور ما بيدها لتسألها
عايزة إيه يا مودة طلعي اللي في بطنك انا حافظاكي ألوقفة الغريبة دي دايما بيبقى وراها حاجة.
تبسمت لها تقول بمرح يمتزج بترددها
بصراحة عايزة افاتحك في حاجة حلوة اوي
تم نسخ الرابط