رواية ميار كاملة

موقع أيام نيوز


معي
رد بعدم اكتراث
كيف مر الشهران واين انا لما لم تخبرني كان باستطاعتي مساعدتك
هز رأسه بيأس وهو يعلم بأن ظافر لن يستمع له مهما شرح .. فهو بالنهاية ليست مشكلة بهينه يسهل حلها .. تساءل بهدوء
اين امي 
أشار نحو غرفة بأصبع يده قائلا
مع عم علي في الغرفة المجاورة ارتفع ضغط عم علي لكنه بخير
اجاب بهدوء ظاهري وهو يهب من مجلسه متجها نحو غرفة والديه

حسنا
هتفت فريدة بتوسل وقد فاض بها الكيل
علي ارجوك لا تفعل بي ذلك
رد على بجمود مشيرا نحو الباب
فريدة اخرجي من فضلك لا أود الحديث الان
أردفت بعتاب جلي وهي تراقب اعينه المتهربة منها
لا تكن قاسې القلب هكذا
زفر بقوة وهو يعلم أنها كالعلكة لن تدعه حتي تحصل علي ما تريد لكن ليس الآن .. زوجته أصبحت تخطط وهو آخر من يعلم بالذي يحدث مع ابنه .. ابنه الذي لم يستطيع ان يرفض لها طلبا ...
حينما كان صغيرا جميع طلباتها واوامرها مطاعة .. وعندما قرر التمرد وخطب من فتاة فرنسية والشجار العڼيف الذي حدث منذ وقت طويل ... استسلمت فريدة ولأول مرة يشاهدها بضعفها .. كان اخر شيء خيرها أن يكون بجوارها وهو متزوج أو يتزوج وهو مبتعد عنها .. وبطبيعة اي ام وافقت على مضض .. لتأتي بعدها بفترة نور رغم عدم معرفته أدق التفاصيل بالذي حدث لكن كان يستمع إلى زوجته وهي تخبره بأنها تريد ان يرتبط ابنها ب نور وجمع القدر بينهما لتصبح زوجته ..
أول قرار اتخذه أمير صحيحا هو ابتعاده عن العائلة وخصوصا من فريدة يبدو انه يعلم جيدا ما سيحدث بينهما .. وحدث أول مشادة بينهما هو عدم وجود حفيد بعد مرور عام كامل منذ زواج ابنه كانت تهب به كالڼار وهي تخبره عن تصرفات ابنه الغير مقبولة .. وك عادته يجاريها قليلا ويصمت كثيرا وأكثره أن ينسيها ما تقوله ..
لكن كونه يعلم بالصدفة عن الزواج وكل ذلك خرج من مخطط زوجته .. جعله يعيد حساباته .. يبدو أن تهاون كثيرا .. صاح بحدة طفيفة
فريدة
نظرت نحوه بعتب حقيقي وتمتمت بيأس
كما تريد علي
توجهت صوب الباب وقبل ان تمسك بالمقبض وجدت أن الباب فتح بواسطة أمير .. تهللت أساريرها وهمست
امير
لاحظ علي أنها ستسحب أمير معها .. وحينما تسحبه وهو في قمة يأسه وحطامه سيزداد الأمر سوءا .. قال بقوة
اريد أمير لبضع دقائق
حسنا
تمتمت بها فريدة بضيق وهي تخرج من الغرفة غالقة الباب خلفهم لتعقد لأول مرة جلسة بين الأب والأبن
صاح الأب بعتاب نحو ابنه المحطم
هل رأيت ما فعلته بزوجتك 
همس أمير برجاء
ارجوك لا وقت للمعاتبة
ومن قال انني اعاتبك نور تريد الانفصال وانا وافقت
تصنم جسده وهو يستمع الى كلمة انفصال لتلك الدرجة لم تعد تتحمله وتريده ! .. بعد الأيام التي بينهم وعهدهما قررت الانسحاب فجأه وتركه
تمتم بذهول واتساع طفيف في حدقتي عينيه الزيتونية
ماذا انفصال !
هز علي رأسه بإيجاب وتابع حديثه غير مكترث بالذي اسودت عيناه قتامة وهو يعض أنامله بقوة محاولا عدم الفتك بأحدهم
نعم ووعدتها أنه سيحدث في أقرب وقت من الآن فصاعدا لا تتدخل في شؤونها ستعود إلى موطنها غدا وانت لن تمنعها
كان الأب يؤكد حديثه ويتحداه أن يرد أو يعلق علي شىء لا يعجبه .. ما ذلك الجنون والهراء صړخ بها عقله بقوة وهو يبتسم ببرود نحو ابيه .. وصلة عتابات لم يستمع اليها بل كلمة انفصال هي الوحيدة التي تتراقص في ذهنه وهو يتخيل ما بعد الانفصال ..
تتزوج بغيره ! .. عند تلك النقطة انتفض جسده وهو يتمتم بعبارات مقتضبة ل ابيه ويهرع خارجا من المشفي لأنه متأكد إن بقي هنا للحظة سيفتك بالمچنونة المسمى بزوجته .
في الصباح اليوم التالي 
كانت تضع ملابسها في حقيبة سفرها وعدها حماها بأنه سينفذ طلباتها واول طلب هو مغادرة ذلك الموطن .. تنهدت بقلة حيلة وهي تنظر الي مجموعة الثياب الكثيرة التي اشتراها لها في تركيا .. لن تأخذ منه ولو فلسا واحدا ستتركها له ..ستترك جميع الأشياء له
انتفضت مجفلة علي صوت غلق باب الغرفة بقوة كتمت شهقتها وهي تضع براحة يديها علي ثغرها وهر تراقب زوجها او من سيصبح زوجها السابق
جز على اسنانه بحنق وعيناه الزيتونية تخرجان منهما شرر أحرقها من مجلسها
تريدين تركي يا محتالة
وقبل أن ترد وجدته ينقض علي ذراعها بقوة وهو يقربها من جسده .. أغلقت جفنيها وهي تمنع تأثير المخدر الذي التقطته انفها .. رائحة عطره التي ادمنتها وهي بين ذراعيه
فتحت جفنيها و تمتمت بهدوء وهي ترفع ببصرها نحوها وتنظر اليه بخواء
أمير توقف
راقب حمرة وجنتيها النضرة التي لا تأتي سوى من قربه لم يصدق انها قررت مغادرته .. نظر نحو عينيها بقوة واردف بهدوء ارعبها
ستتركيني
امير بي انت من وضعت لقصتنا النهاية
شهقت پألم وهي تشعر بيديه ټحطم ذراعها انتفض بقوة وهو يبتعد .. لم يصدق انه سيسبب لها الما .. فقط ترى داخله المحطم وهو يجزم انها لن تدعه وتتركه وحيدا ..
لكن !!
تردد قليلا وهو يراقبها تحاول ان تتخفف من قسۏة انامله علي ذراعها المصاپة انكسرت ملامحه وهو يراقب اقتراب الدموع من جفونها .. ردت بصوت متحشرج
من فضلك لا يوجد داعي الآن لنتحدث على شيء أصبح في الماضي
اغمض جفنيه وهو يحاول عدم الفتك بها الكل جعلوه الجاني وهو المجني عليه وبنبرة تملكية شديدة
اعلمي جيدا ان لم تكوني 
متناثرا بين الرياح والأنواء
أو أن أكون غريق بحر هائج
تحمل ثنايا موجه أشلائى
ولا أن تسطر صفحات عمري
لحظة غدر الحبيب وذبحه لوفائي
خان الحبيب عهود حب
صادق يا طالما اهتزت له أجزائي
كم عاش قلبى تحت ظل سمائه
يوفي بكل حقوقه العلياء
أنت من أنت أنت ألم
يسري بدمي فاتكأ أعضائي
أنت وهم رضى به عقلى
وصدقت الوان غشع أرجائي
أنت وجه يخفى بين صفاته غدرا
ذاقت مره أحشائي
أنسيت حبي أم كنت عاميا
عن نور قلبى الساطع الوضاء
حب لم تدرك أنت حدوده
عجزت عن وصف لهيبه الأسماء
حب إذا ما مس بحرا مالحا
حلى خرير مياهه الزرقاء
ياناكر الفضل الغرير وفيضه
وحنان قلبى وجود عطائى
قد كنت أحسب أن وقت مرارتى
ستكون أنت طبيبى ودوائى
وتكون درعا حاميا عند الوغى
وتكون انت ذخيرتي وفدائي
وتكون صدرا حانيا أحن به
عند الهموم ولوعة الامساء
وتكون مصباحا ونورا هاديا
يمحو ظلام الإثم والأخطاء
وعزيمتي إن قل حر أجيجها
ستكون أنت محفزي وعزائي
لكن غدرت بكل معنى للهوى
وحوت من قلبي بقايا
وفائي اذهب فإنك خڼتني خنت الهوى
اذهب ولا ترجع فهذا قضائي
واتركنى فى دنيايا أكتم لوعتي
أكتب وأشدو قصتي ورثائي
اليوم هو انتهاء العدة اخيرا تم اطلاق سراحها .. تم فك اسرها .. اخذ اكثر شيء لا تستطيع الآن ان تعيد ترميمه .. اخذ قلبها خضرا وتركه حطاما .. لعڼة اللع عليك أمير كمال الدين
حب ام مجرد افتتان .. مجرد افتتان ولم يكن حبا وهي حمقاء اعتبرته حبا ..لم يدافع ولم يبذل جهدا ولم يضحي من أجلها ..
ارتشفت القهوة بتلذذ وهي تراقب الأجواء في شرفتها .. صوت أبواق السيارات والحركة المزدحمة اشتاقت اليها ..
استمعت الى صوت والدها من الخلف وهو يستند بكلتا كفيه على السور
ناوية تعملي ايه
قررت اشتغل
صاح محمد باستنكار
تشتغلي !!
أومأت موافقة قائلة بسخرية طفيفة
اه هرجع لشغلي القديم اللي قعدت فيه فترة بسيطة قبل جوازي
طأطأ محمد رأسه وقال بنبرة منكسرة وهو يراقب في الثلاثة أشهر الماضية صمود ابنته بطريقة أثارت به الړعب
اول مرة أغلط في اني احكم في الأشخاص
همست ببطء
بابا خلاص الموضوع ده فات وعدى
عموما انا معاكي في اي حاجه
شكرا يا بابا
لم تلاحظ ابتعاد والدها وهي عادت لشرودها مرة أخرى .. إن كانت تتألم في السابق انها لم تستطيع ان تنجب طفلا له فهي الآن أكثر من سعيدة انه لم يعد هناك رابط يربطهم .. المرة القادمة ستختار جيدا ستختار بعقلها بدلا من قلبها وهي عازمة على فعلها .
صاح متين پحده وهو يذرع الأرض ذهابا وايابا .. لا يصدق اين كان عقل أمير الرزين قبل أن يرتكب تلك الفادحة
اللعڼة عليك يا أمير هل جننت تتزوج امرأه اخري هل تعلم القوانين هنا في تركيا
ابتسم ببرود ظاهري .. بسمة لم تظهر إلى عينيه
اهدأ لم اقوم بتسجيل عقد الزواج في المحكمة لقد كان عند المأذون
جز متين على اسنانه وهو يصيح بذروة انفعال وهو لا يصدق الذي أصبح باردا متجمدا
اللعڼة عليك اللعڼة عليك هل تعلم العقۏبة يا رجل
ضحك امير بصخب وقال ببساطة
اتقصد السچن .. لا تقلق لن أسجن لا تعلم من أنا يا رجل .. كما أنني طلقتها منذ ثلاثة اشهر واعطيت لها مبلغ مالي تستطيع أن تعيش حياة رغدة طوال عمرها
تساءل بهدوء وروية
وماذا عن زوجتك 
همس بشجن وهو يتذكر حبيبته .. الذي بغبائه أضاعها وتسربت بين يديه
نور .. خسرتها متين خسرتها لقد كنت وضيعا وانا اختار اسهل الطرق لإنهاء علاقتنا وايذائها بطريقة مؤلمة
زفر متين بحرارة وهو يري تحول الملامح الجامدة واللامبالاة إلى حزن وألم
ألن تسامحك .. ألن 
وهل ما فعلته تقول انها افعال تصدر من عاشق
تردد متين قائلا
لكن !!
رفع أمير ببصره وهو يقرر انتهاء ذلك الحديث الذي لن يقدم ولن يؤخر شىء بل سيجلب الحزن فقط واعادة اختراق النصال الحادة نحو قلبه
انتهى الأمر يا متين
نظر له متين بأسف بالغ وهو يخرج من المنزل .. لم يصدق هيئته حينما رآه رجل فقط يعيش
 

تم نسخ الرابط