رواية نور كاملة

موقع أيام نيوز


صح عمتك اللي قالتلك كدة وصلطتك عليا
أشاح علي نظره عن عيناه متحاشي النظر له بأحراج من فعلته وألتزم الصمت هاربا من الجواب عليه صړخ إلياس به منفعلا 
هتفضلوا تدخلوا في حياتي لحد أمتي كام مرة قولتلكم سيبوني فحالي وبطلوا تدوسوا علي چرحي ومشاعري أنا مش عيل صغير 
أنتي مش قولتي أنهم خاطفينك أدخلي عشان أعملك محضر 

قالها علي متجاهلا حديثه وأنفعاله
نظرت دموع لإلياس بتوتر ثم أزدردت لعوبها بصعوبة وقالت بخفوت خوفا من دخول هذا المكان 
لا
مش عاوزة أعمل محضر 
نظرا الأثنين لها بتساؤل فقالت مبررة جملتها وهي تنظر أرضا تداري عنهما أرتباكها وكذبتها 
كدة صاحبهم هيعرف مكاني وممكن يجي يأخدني تاني من هنا
أردف علي بحزم وبوجه عابث 
لازم نعمل محضر عشانك وكمان في واحد منهم ضړب ظابط
رفعت رأسها بذهول وصدمة ألجمتها من جملته ثم نظرت لإلياس وعيناها تسأله پخوف أأنت حقا ضابط شرطة زحزحت قدميها للخلف پخوف وأخذ صدرها يصعد ويهبط من شدة خۏفها 
أردف إلياس ببرود شديد وهو يفتح باب سيارته لها قائلا 
أركبي
سأله علي مستغرب رد فعله 
أنت رايح فين وواخدها 
رمقته بتساؤل هي الأخري منتظرة رده صړخ بأنفعال قائلا 
مالكش دعوة بيا أعمل إيه وأروح فين حاجة متخصكش أنت مش واصي عليا
صدمها رده لا بل كل شيء بهذا الرجل يصدمها ويدهشها يفعل ما يريد دائما غاضب كالثور ويهيج بكل من حوله وبأي شخص يقترب منه تلتهبه نيران غضبه أدخلها السيارة جبرا وركب هو الأخر وقاد بها إلى حيث لا تعلم ساد الصمت المكان وهي تنظر للشوارع بذهول شديد كطفلة صغيرة لأول مرة تأتي للعاصمة بل أول مرة تخرج من الحانة وطريقها المهجور نظر عليها وعقله يتساءل من هذه الفتاة وكيف لديها هذه البراءة وبريق عيناها الخضراء
سألها ببرود وهو ينظر للطريق ويقود 
ليكي حد في القاهرة
أشارت إليه مبتسمة بسعادة لهذه البداية والحياة التي طالما حلمت بها وقالت بعذوبة صوتها ورقته 
لا دي أول مرة أجي هنا
عارف وكمان عارف أنهم مش خاطفينك ولا حاجة 
قالها ببرود كلوح ثلج دهشت من رده وعاد الخۏف من جديد يسير في جسدها بأكمله فأزدردت لعوبها وقالت بخفوت وصوت مبحوح 
أنا أنا مكنتش أقصد أكدب عليك بس كنت محتاجة مساعدتك بجد 
أدار رأسه تجاهها ورمقها نظرة لا مبالاة وأنزلت رأسها أرضا بخجل من كذبها عليه وتسير القشعريرة بجسدها وهي تشعر بنظراته مثبتة عليها 
خرج معتصم من بوابة الشركة وهو يضع الهاتف علي أذنه ويتحدث به 
يعني عملت إيه في الموضوع بتاعنا
أجابه سعيد عبر الهاتف بثقة 
زي ما حضرتك أمرت أنا مراقبه 24 ساعة
فتح السائق الباب الخلفي للسيارة وركب معتصم وهو يقول بغيظ 
وأستفدت إيه أنا من مراقبتك له لحد دلوقتي موصلتش لنقطة ضعف له أضغط عليه بيه حتي قټله منفعش إلياس لو مماتش أو أشتغل معانا هيأذينا في شغلنا جامد
أردف سعيد بسرور قائلا 
هو معاه بنت دلوقتي وقريب هخلصك منه لو الحمار ده معرفش ېقتله هلبسه قضية وأنت عارف يعني إيه ظابط يلبس قضية 
بسرعة يا سعيد أحنا معندناش وقت كتير
قالها وأغلق الخط عاد برأسه للخلف وأغلق عيناه بتهكم وتعب 
دلف إلياس لشقته منهك من الأرهاق وعقله مشوش بعد أن سمع حكاية تلك الطفلة ومعاملة زوج أمها وزوجته لها وتركها لمدرستها وتعليمها لكي تصبح راقصة حانة وسط الرجال والخمر بكل مكان حولها 
دلفت خلفه بخجل منكمشة في ذاتها وتتفحص المكان بعيناها بصمت خائڤة من وجودها معه رغم شعورها ببعض
الأمان لوجوده بجوارها كان صراع متناقض يحدث بداخلها ولكنه أفضل من وجودها في الحانة تخضع لسيطرة زوج أمها وزوجته
المطبخ علي أيدك الشمال والثلاجة فيها أكل كلي اللي عاوزة 
قالها ببرود وهو يتجه للداخل دون النظرلها
أنت شرفت 
سمع صوت والده من الريسبشن قالها حبيب بصوت خشن غليظ يدل علي غضبه من أنبه أستدار إلياس له ومسح جبينه بكفه بضجر وقال 
أزيك يا بابا أدخلي أنتي
أشارت إليه بنعم وأستدارت لكب تدخل ولكن أوقفها والده بصوته وهو يقف متكي علي عكازه وأقترب منهما وهو يوجه حديثه لدموع وقال 
أستني عندك أنتي مين مين دي اللي جايبها بيتك ياحضرة الظابط وأنت عايش لوحدك خلاص مبقاش يهمك حد ومالكش كبير
نظر إلياس للعدم ثم نظر لوالده لكي يبرر وجودها لوالده مردفا 
يا بابا أنا 
بتر حبيب الحديث من فمه بصڤعة قوية علي وجهه وهو ېصرخ به بأنفعال 
الأبن اللي يزعق لأمه ويطردها من بيته ميبقاش أبن وميستاهلش يقولي بابا بعد كل ده أخرتها تطردها من بيتك أخرت تربيتنا فيك دي
بعد ما كبرتك وخليتك راجل الناس كلها تحلف بأخلاقه وأدابه تعمل كده في أمك وتروحها معيطة مبقاش ليك كبير أنا مخلفتش رجالة آنا معنديش عيال غير أثير وبس كمل حياتك واجري وراء الغوازي وأشرب خمر وأقطع صلاتك وأبعد عن ربنا أتوف عليك يا عرة الرجالة 
تركه وخرج من الشقة غاضبا منه وضع إلياس يا ده علي وجهه پصدمة من صڤعة والده لها وقسۏة حديثه نظر لباب الشقة بحسرة وخذلان شعر بيدها الصغيرة تربت علي كتفه بلطف أغلق عيناه بقوة ودلف إلى غرفته وتركها 
ترجل سيد من السيارة بوجه عابث ودلف إلى الحانة ثم جلس على أحد الكراسي خرجت نارين من المطبخ وجلست بجواره وسألته 
عملت إيه لاقيتها 
أنفجر صارخا بها پغضب يقول 
بنت الكلب طلعت عند ظابط
شهقت نارين پخوف وسألته بقلق 
وهتعمل إيه كدة روحنا في داهيه
أجابها بثقة وهو يقف صاعدا للأعلي 
متقلقيش أنا بعت اللي يجبها 
أستيقظ إلياس صباحا علي صوت خطوات هادئة في الخارج أخرج من أسفل وسادته وقام من فراشه بخفوت دون أن يصدر أي صوت ووضع يده علي الزناد وفتح باب غرفته بخفوت وخرج إلي الخارج 
تااابع 
البارت الرابع تحت عنوان رهينة 
وأتبع صوت الخطوات فوجد نفسه أمام غرفتها 
وقفت دموع أمام الدولاب وأخرجت ملاية للسرير ثم ذهبت نحوه وغيرت ملايته المتسخة فتح باب غرفتها ثم دلف إلياس يحمل في يده نظرت له پخوف وعيناها تتجول بين عيناه فأزدردت لعوبها پخوف حين أقترب منها خطوة واحدة 
أنتي صحيتي أمتي 
سألها بنبرة باردة وهو ينزل يتخطي عن سبب دخوله لغرفتها دون سبب ملموس وواضح يخشي إن يخبرها بأنه تعرض للقتل وقټلت زوجته ومازال لا يعلم من يريد قټله وأن كان سيحاول قټله مجددا
أردفت بصوت مبحوح خاڤت من رؤيتها قائلة 
من ساعة كدة
أستدار لكي يخرج دون آن يهتم ولمح بطرف عيناه في مرآة التسريحة ظل أحدهما خلف شرفة غرفتها ألتف لها مجددا وهو يحاول أن يشتت أنتباهاحتي لا تشعر بالخۏف أو تعلم ذلك الشخص بأنه رأه فقال مردفا 
أنتي فطرتي ولا لسه 
لسه تحب أحضرلك فطار 
قالت بأبتسامة تنبث من عيناها أشار إليها بنعم وعيناه علي الشرفة يريدها أن تخرج من الغرفة قبل أن ينشر رياح عاصفته في المكان أقتربت خطوة منه متجهة إلي الباب 
رأي ذلك الشخص يخرج ويكسر بيه شرفة غرفتها صړخت دموع بفزع فجذبها من يدها وأخافها خلف ظهره وأطلق نحو النافذة دون أنتظار شئ ركض نحو الشرفة وفتحها ولم يجد أحد نظر في الشارع فوجد ذلك الرجل يركب علي الموتسكل خلف صديقه وهرب 
ألتف لها ورأها تقف منكمشة في ذاتها وترتجف أهي تركت حياة الحانة لتعيش بحياة مخيفة يسكنها الړعب مھددة بالمۏت غيري هدومك وأجهزي عشان نخرج
مر من أمامها شاردا يفكر فيما حدث أوقفه صوتها وهي تقول 
أنا معيش هدوم
أشار إليها بنعم دون أن يستدير لها خرج من الغرفة ثم عاد إليها ببعض الملابس الخاصة بزوجته المټوفية تجهزت من أجل الذهاب معه إلي حيث لا تعلم 
دلف سعيد إلي مكتب معتصم وجده يجلس علي كرسيه أمام المكتب يباشر عمله بأتقان ومهارة أقترب منه ثم مد يده بملف يضعه على المكتب وقال محدثه 
التقرير اللي حضرتك طلبته
ترك معتصم الورق من يده ومسك الملف وقال بجحود 
عملت ايه في الموضوع التاني
وقف سعيد يضم كفيه أمامه بخذلان وقال بخفوت وخوف من هذا الرئيس الغاضب 
ملحقش يدخل الشقة إلياس شافه فأضطر يهرب قبل ما يمسكه ويكون ورقة لټهديد حضرتك
قڈف معتصم الملف بوجهه غاضبا من فشل رجاله المتكرر وضړب المكتب بقبضته وقال 
عشان أغبيه حتة ضابط مفعوس مش عارفين تخلصوني منه مش قادرين علي الشغل ولا قده قولولي وأنا أجيب غيركم يشتغل بربع مرتبكم
يافندم إلياس مش زي أي ضابط
إحنا قبل ما خطي الخطوة بيكون مستنينا إحنا غلطنا لما فكرنا أن مۏت مراته هده وكسره 
أتجه معتصم إلى الشرفة واضعا يديه الأثنين في جيبه ملتزم الصمت ويكبت غضبه بين ضلوعه نظر سعيد أرضا يعلم ان صمته هدوء ما قبل العاصفة أخرج معتصم تنهيدة قوية من بين ضلوعه ثم قال محدثه بمكر 
أخبار أخته ايه 
أبتسم سعيد بشړ وقال بجدية 
في جامعتها دلوقتي
فتح معتصم شرفة المكتب وأتجه نحو مكينة القهوة ثم أحضر فنجانه وهو يقول بجدية ونبرك ټهديد محذره من أي خطأ 
عايز أشوفها وأياك من أي غلط المرة دي مفيش حاجة أسمها رجالتك لو مجبتهاش آنا هأخدك رقبتك الحلوة دي من علي كتفك 
وضع سعيد يده اليسري علي عنقه وأزدرد لعوبه وقال بصوت مبحوح 
تمام يافندم
أشار إليه معتصم بالرحيل وهو يرفع فنجانه إلي شفتيه ثم أرتشف القليل منه بعد أن غادر مساعده وهو يفكر بأعماله المتوقفة بسبب هذا الضابط الذي يدعي الشرف والكرامة فلديه كبرياء أكبر من أموال معتصم وبحار لا يستطيع أحد أقافها أو جعله ينحني له 
دق جرس الباب خرجت أثير من غرفتها ثم فتحت الباب ورسمت بسمة مبهجة علس شفتيها فور رؤية أخاها أمامها فعانقته بسعادة وهي تقول مردفة 
أخيرا أفتكرت أن
ليك أخت

تسأل عليها ياحضرة الظابط
أبعدها عنه وهو يقول ببرود 
أمك هنا
نكزته في كتفه تساكشه بحديثها 
يا سلام قول بقي أنك جاي تصالحها عندك في المطبخ
خليها معاكي 
قالها وأتجه إلي الداخل نظرت بأستغراب له ورأت دموع تقترب منها من خلف الحائط خائڤة وصامتة ويظهر عليها توترها بوضوح أكتفت ببسمة صغيرة وأدخلتها إلى الداخل 
دلف إلي المطبخ ووجد أمه تقف أمام البوتاجاز وتطهي الطعام أردف ببرود شديدة 
أمي
سمعت صوته وأصطنعت الڠضب حتى أنها لم تلتف له أقترب منها وقال 
ممكن خدمة منك
أستدارت له بذهول فهو لم يأتي لمصالحتها كما أعتقد الجميع بل جاء لسبب
أخر يجهله الجميع ويعلمه هو فقط سألته بفضول 
خير ياحضرة الظابط
ضحك ساخرا فالجميع يردعوا بضابط الشرطة في حديثهم بدلا من أسمه جلس علي أحد الكراسي وقال 
في بنت برا غلبانة جدا مالهاش أهل ولا حد 
بترت جميلة الحديث من فمه بحديثها قائلة 
وجايبهالي عشان أساعدها دي بقي اللي أبوك شافها في بيتك ولا واحدة غيرها
أشاح نظره بعيدا عن عيناها ثم وضع يديه في جيبه مع تنهيدة قوية وزفر من تعقبهم علي تصرفاته كطفل صغير وقال 
هي عندها 17 سنة
زفرت أمه بضيق من تصرفاته وخرجت من المطبخ قائلة 
لما أشوف أخرتها معاك يابن بطني
دلفت للصالون وهو
 

تم نسخ الرابط