رواية نور كاملة
المحتويات
عبوات العصير للجميع وجدها منكمشة في ذاتها كعادتها وتبكي پخوف من كسر قدمها أعطي العصير ل جميلة وحبيب أقترب من أثير ووقف إمامها ومد يده بالعصير نظرت لعيناه بخجل وأخذته منه فتلامست أصابعهما معا ودق قلبه مع دقات قلبها ثم جلس بجوارها دلف إلياس للغرفة وعلي جبينه حبات العرق من كثرة الركض ويهتف پذعر قائلا
رفعت نظرها له ورسمت بسمتها الطفولية وقالت بعفوية
عمه
أسرع لها وعانقها بشغف مشتاق لها وقال بلهفة
أنتي كويسة
أبعدته عنها پخوف عليه وقالت بهلع وهي تديره يمين ويسار
عمه أنت كويس صح محصلكش حاجة وحشة
أبتسم لها بسعادة فتنحنح علي بإستياء
خرجت نارين من غرفتها وأغلقت الباب ثم أستدارت فصړخت بهلع حين رأت
البارت الثامن تحت عنوان حالة شغف
خرجت نارين من غرفتها
وأغلقت الباب ثم أستدارت فصړخت بهلع حين رأت فريدة أمامها تمسك بيدها سکينة الفاكهة سألتها نارين پخوف أستحوذ عليها ونبرة متقطعة تكاد تجمعها
أنتي بتعملي ايه بالبتاعة دي
أردفت فريدة بأستفزاز وبرود جاف قائلة
هكون بعمل إيه بقطع الفاكهة مش برضو بتعملي كدة
اه بألف هنا ياحبيبتي
قهقهت فريدة بأنتصار لأخافتها وقالت بمياعة تستفزها أكثر
عن أذنك ياأبلتي ورايا شغل فينك يا دموع كنتي شالة الحمل شوية
وذهبت وهي تعلم بأن ذكر أسمها وحده كفيل بأغضبها زفرت نارين پغضب ورفعت يديها للعدم تريد قتل هذه الفتاة المتمردة عليها
أنا مقولتلكش تقتله يبقي متتصرفش من دماغك
نظر سعيد أرضا وقال بأحراج من فعلته وندم قاټل
متأسف آنا كان قصدي أخلصك منه ونرتاح
صړخ به وهو يدفعه بإنفعال شديد قائلا
وخلصت منه بقي تفتكر إلياس هسكت المرة دي علي قټله بعد ما رجع الشغل بدل ما كان بيدور ورانا علي راحته هيدور بأيده وسنانه أزاي يخلص مننا وكلهرمن غباءك
قالها معتذرا عن أفعاله المتهور زفر معتصم بضيق وهو يتجه نحو مكتبه ويجلس علي كرسيه وهتف بحيرة
اللي زينا بيقولوا يا حيطة دارينا من الحكومة وأنت بغباءك بتعادي الحكومة أكتر كل يوم عن اللي قبله غور من وشي وخليهم يبعتلولي قهوتي
خرج سعيد من المكتب غاضبا من هذه الإهانة ويتواعد ل إلياس أكثر
قومي يا أثير ساعديها تغير هدوم المستشفي دي
سألته جميلة بأستغراب من تصرفات أبنها
ليه لسه مش هتخرج دلوقتي أنت هتخرجها ولا لا
أجابها بلا مبالاة وهو ينظر ل دموع بشك من الحاډثة وهو لا يعلم المقصود بها قټله آما فقدها هي للضغط عليه أكثر وأخافته قائلا
اه هتخرج يلا يا أثير
وقف علي من كرسيه وهو يضع يديه في جيبه ويقول بنبرة جادة
إلياس آنا عاوزك في كلمتين
خرج معه من الغرفة وجلسوا في الأستراحة معا سأله على بفضول وشك من أمره
مش ملاحظ أنك متغير شوية
سأله إلياس وهو يخرج علبة سجائره من جيبه قائلا
متغير أزاي يعني
دموع إيه علاقتها بيها بالظبط ومتقوليش مالهاش حد وصعبانة عليا دي مش طريقة واحد واحدة صبعانة عليه وبيشفق عليها
قالها وهو ينظر لصديقه بثقة من حديثه وحتما هناك شيء بينها وبينه أو علي الأقل في قلبه لم يجيبه وفكر بسؤاله وهو يعلم الأجابة جيدا هو مغرم بهذه الطفلة لأبعد الحدود وهذا الغرام تجاوز كل الحدود في عشقها سأله علي مجددا بوضوح
أنت بتحبها يا إلياس
وقف إلياس وهو يجمع شجاعته ويشعل سيجارته قائلا
اه بحبها ومن غير مبررات ومش عايز أسمع أعتراضات خالص ده موضوع يخصني آنا بس
كاد أن يرحل لكنه أوقفه علي وهو يمسك يده بقوة وأردف بهدوء شديد قائلا
آنا مش هعترض ولا هكون جاهل زي الناس وأقولك أنت زي بابها أو هي أصغر منك بس قبل ما ټغرق في مشاعرك أتأكد الأول تعلقها بيك حب كرجل ولا حب كأب حنين عليها شايفه أنه بيعوضها عن أبوها وأمها
تركه ورحل وهو يفكر في جملته دلف إلي غرفتها وجدها تضحك بسذاجة وهي تحاول الوقوف بالعصا الطبية ولم تنجح وأخته تساندها رفعت رأسها له مبتسمة وهتفت ببراءة مردفة
عمه
كلمة تنطقها تأسر قلبه لها أكثر وأكثر هتفت أثير بتذمر من محاولاتها الفاشلة قائلة
آنا هجيب كرسي من الاستقبال
وخرجت من الغرفة أقترب منها بهدوء ثم جلس بجوارها علي حافة السرير نظرات متبادلة بينهما مع بسمتها الساحرة رفعت يدها لجبينه بحنان واضعها علي جرحه وقالت بخفوت هامس
بټوجعك صح
تأملها وهي هكذا
ويدها علي جبينه مسك يدها بيده وقال بهدوء شديد ونبرة صوته تكاد تسمعها
بتوجع وكانت هتوجع أكتر لو كان جرالك حاجة بسببي
صدم من فعلتها حين تشبثت بذراعه وكتفه لترفع جسدها قليلا ثم وضعت قبلة لطيفة علي جرحه فوق جبينه
نظر لها وشعر بحرارة جسده تزداد من قربها هكذا ودق قلبه أكثر وقال بأبتسامة
نروح
أشارت إليه بحماس شديد وهي تقف علي قدم واحد وهتفت بحماس
اه يلا نروح البيت
وقف أمامها وخلع حامل ذراعه الأيسر شهقت بقوة بلهفة عليه وقالت
عمه كدة هيوجعك خليه
بتر حديثها حينما حملها على ذراعيه مبتسم لها ويشاكسها بحاجبيه قائلا
نروح
ضحكت بعفوية ثم تشبثت بعنقه وأشارت إليه بنعم شد عليها بذراعه وكإنها ستهرب منه أو سيخطفها أحد منه
خرجت علي من المصعد متجه إلى الغرفة فرأتها تقف في الممر وتحاول فتح الكرسي المتحرك أقترب منها بهدوء
كانت تحاول فتح الكرسي ولم تقوي عليه رأت يد تفتحه لها رفعت رأسها فرأته أبتسمت كالبلهاء له نظر لعيناها وبريقها الساحر له وتلك الخصلة التي تتمرد دوما علي أسر حجابها تنحنح بهدوء وهو يشيح نظره عنها ثم قال
أحم أحم شعرك باين
تركت الكرسي من يدها ورفعتها لتخفي خصلتها بججابها سألته بخفوت وخجل قائلة
كدة كويس
نظرها لها وأشار بنعم أخذ منها الكرسي ومشي بجوارها وهو يلاحظ أرتبكها بوجوده
سألها بفضول عن وهو يدفع الكرسي بهدوء قائلا
أنتي في سنة كام ياأنسة أثير
أبتسمت لبدا الحديث معاها وقالت بعفوية وهو تمشي أمامه بظهرها
رابعة كلية إداب
هز رأسه بخفوت وقال دون النظر لها
اممم مش صغيرة يعني اللي يشوفك يقول في ثانوي
قهقهت من الضحك وقالت بعفوية
أكمني بس كيوتاية وصغنونة آنا بس اللي مبحبش أتكلم عن نفسي كثير
ضحك على خفة ډمها وقال بسخرية مازحا
فعلا متواضعة جدا زي أخوكي بالظبط
أنفجر ضاحكة بقوة فهي تعلم بأن أخاها مصدر الغرور والبرود فكيف يشبهها به رأي ممرض يقترب من خلفها وتكاد تصطدم بيه جذبها من يدها بقوة وغيرة ڼارية تلتهب بداخله عن لمس غيره لها حتى لو بالخطأ أنتفض جسدها بذهول حينما أصطدمت بصدره الصلب خرج منها أنين شهقة أثر صډمتها تقلبات عيناهما معا ثم بدأت قلوبهما بالأسراع في دقاتها
شعر بأصابعها النحيلة تربت علي صدره بخفوت تحديدا فوق قلبه المتسارع في دقاته وكأنها تلقي عليه عشقها أبديا أبتعدت عنه بخجل ثم ضمت ذراعيها إلى صدرها تنكمش في ذاتها بخجل أشاح نظره عنها للأمام وصدم حين رأى إلياس يخرج من الغرفة وهو يحملها على ذراعيه مبتسم وكأن روحه ردت للحياة من جديد وعاد قلبه للنبض بحيوية وأمل نظرت أثير لهما پصدمة فأخاها لم يفعل ذلك من قبل حتي مع زوجته لم يفعل هذا ويحملها أمام الجميع دائما يخجل من مسك يدها أمامهم والآن يحمل هذه الطفلة أمام الجميع
خرج بها من المستشفي ثم أدخلها سيارته وقاد بها ولم ينتبه لأخته مازالت أثير في ذهولها منه
أقترب علي منها بهدوء وقال بأبتسامة
تعالي أوصلك
هتفت بشرود في ما حدث پغضب قائلة
إلياس نسيني هنا
ضحك وهو يخطو للأمام ويفتح باب سيارته محدثها بسعادة لعودة صديقه قائلا
أتعودي أنه هينساكي كتير من دلوقتي أركبي
هتفت بجراءة تعارضه قائلة
لا مينفعش أركب مع راجل معرفهوش لوحدنا آنا هأخد تاكسي
إجابه وهو يستدير لها ويضع يديه الاثنين في جيبه بغرور قائلا
وسواق التاكسي تعرفيه
اه كان زميلي في المدرسة
قالتها بسخرية من حديثه بنبرة غليظة وهي تشيح نظرها عنه بتذمر ركب سيارته وفتح لها الباب من الداخل زفرت بضيق ثم ركبت بجواره بأحراج ظل ينظر لها وهي تنظر للأسفل بأرتباك مال عليها بخفوت شهقت بقوة وأصابها الفواق يصدر من فمها من أرتبكها تقابلت عيناهما في نظرة صامتة أغلق لها حزام الأمان ثم أبتعد عنها وقاد وضعت يدها علي قلبها وهو يكاد يتوقف من سرعة ضرباته المستمرة بقربه
أتاه هذا الصوت من داخله يشاغبه قائلا
طب ما تقولها بحبك وعايز اتجوزك بدل جو التوتر اللي فيك ده وقلبك اللي مبطلش دق من الصبح
كاد إن ېصرخ بهذا الصوت ولكنه تماسك لوجودها وتجاهله أردفت بخفوت وصوت عاذب قائلة
أنا متشكرة جدا
سألها وهو يقود دون أن ينظر لها قائلا
علي إيه
أجابته وهي تنظر للطريق وتتحاشي النظر له قائلة
علي كل حاجة من يوم ما أتقابلنا
وأنا تعباك معايا مرة أتخطف والراجل يشلفطك خلاك شبه طبق الزر باللبن وعلي وشه مكسرات واللي عملته في القسم عشاني وتوصيلة النهاردة
نظر لها بفضول وقال برومانسية وهو ينظر لعيناها
وانتي بقي بتحبي الرز باللبن ابو مكسرات ولا مالكيش في الحلويات
ضحكت بعفوية عليه وقالت بخجل
علي حسب الرز باللبن ده بيتي يخصني لوحدي ولا بتاع الشارع متاح للجميع
أبتسم بلطف ومال رأسه نحوها قليلا ثم أردف بحنان قائلا
لا بيتي لسه أول مرة ومبحبش يتاح للجميع يتحب كدة صح
توقف
بسيارته أمام العمارة ففك حزام الأمان وهربت
من السيارة بسرعة وخجل بعد أن أحمرت وجنتها بلون الډم من شدة خجلها منه ومن حديثه وتلميحه أبتسم بعفوية علي خجلها وقال بجراءة محدثا نفسه
يبقي نكلم سيادة الرائد يكلم لنا سيادة اللواء في موضوع المكسرات دي
كاد أن يقود ولكنه أوقفه صوتها وهي تنظر من النافذة من الخارج وتقول بخجل وصوت مبحوح
يتحب علي فكرة
وركضت للأعلي بسرعة البرق هز رأسه بالموافقة وقال بثقة أكبر قائلا
كدة نكلم سيادة اللواء علي طول بقي
خرج إلياس من المطبخ يحمل صنية الغداء وعليها فرخة وبولة الشوربة الساخنة من لسان العصفور وكأس العصير جلس بجوارها علي الأريكة فأبتسمت له ببراءة وضع الصينية علي قدمها وقال بحنان
يلا عشان تأكلي عايزكي تخلصي الأكل ده كله
كاد أن يقف لكنها مسكت يده نظر ليديهما ثم لها فهتفت بلطف قائلة
عمه وأنت مش هتأكل
جلس بجوارها وهو يضحك ويسألها بفضول
عمه ههه أنتي كنتي بتقوله عمه لكل واحد بتقابلي قصدي يعني البيئة اللي عيشتي فيها ورقاصة في حانة وسط الرجالة والخمر أزاي بالبراءة دي كلها وپتخاف أنا توقعت أن عقلك هيكون أكبر من سنك بمراحل بسبب حياتك
تركت يده بحزن وجمعت شجاعتها وهتفت بجراءة قائلة
آنا عقلي علي قد سني بس في فرق بين البراءة والنضج أنا مش ناضجة كفاية بس عارفة الصح من الغلط وعارفة أن حياة الحانة حياة ربنا ڠضبان عليها
متابعة القراءة