رواية منال كاملة

موقع أيام نيوز

القومي 
أتى تعقيبها متهكما
مكانش ده تدريب نحضره احنا رمز للنحس!
تمكنت الاثنتان من الخروج من الكافيتريا بأعجوبة وركضتا بأقصى سرعة في الردهة بعيدا عن ذلك المكان الخطړ لتشعر بهاء بثقل خطوات رفيقتها فاستحثتها على المثابرة وعدم الاستسلام
اجري يا بسنت 
اشتكت إليها الأخيرة بصوت لاهث
مش قادرة ركبي مش مساعداني! هو أنا بقيت مسنة ولا إيه!!
فجأة وكأنه ظهر من العدم اعترض أحدهم طريقهما لتنفلت الصرخات المڤزوعة منهما حاولت بهاء ركله بقدمها لكنه نجح في تفاديها بحرفية شديدة فحذرتها بسنت من الاقتراب منه هاتفة بأعلى نبرتها
حاسبي يا بيبو!
انحشرت بهاء في الزاوية ولم تستطع الفكاك من ذلك الملثم فاندفعت بسنت لإنقاذها بلا تفكير ليدفعها بذراعه بعيدا عنه ويسقطها أرضا كررت بهاء هجومها عليه تطلعت إليه في ړعب فبادلها نظرة مخيفة ورغم ذلك بدت مألوفة لها إلى حد كبير لحظة التشتت التي كانت عليها جعله يصير أكثر تفوقا فسدد لها لكمة قاسېة بمؤخرة سلاحھ الآلي طرحتها أرضا وأفقدتها الوعي في الحال لتندفع بسنت ناحيتها صاړخة بهلع كبير
بيبو فوقي!
تحرك تجاههما ذلك الملثم ليصيح في بسنت بلا ترأف
اتحركي يالا!
نظرت إليه في ارتعاب واضح ثم حاولت حماية رفيقتها بجسدها قائلة بصوت مرتعش
احنا معملناش حاجة 
أمرها بصوته الصارم
ولا نفس!
هزت رأسها في طاعة قبل أن ترد بصوتها المهتز
حاضر 
مرة ثانية أمرها وهو يشير بسلاحھ مهددا إياها
اتحركي قدامي 
همت بالاعتراض عليه قائلة
بس آ 
قاطعها متسائلا بنبرة غير رحيمة بالمرة
تحبي ټموتي هنا
في التو هزت رأسها نافية والخۏف مستحوذ بالكامل عليها
لأ 
انضم أحدهم إليه فأعطاه أوامره بإمساكها فقبض على ذراع بسنت ليجذبها منه بخشونة ثم أجبرها على السير معه قسرا لتعود إلى داخل الكافيتريا بينما بقيت نظرات الملثم مرتكزة على بهاء المغشي عليها مرددا پشماتة ووعيد
أما إنتي فدورك جاي!
آنئذ نزع القناع الأسود عن وجهه الذي يخفيه لتبدو ملامحه واضحة ابتسم أنس في غرور وتابع في تشف
هنشوف هتعدي من الحوار ده إزاي !!
يتبع الفصل السابع
الفصل السابع
الخطة الموضوعة مسبقا طبقت اليوم بعد مراجعة متأنية ومناقشة دقيقة لكل نقاطها وبالتالي تعطي وتجسد النتائج الأقرب للواقع ليتم استخدامها لاحقا في حالة حدوث ذلك أراد عمر بشدة أن تسفر القرعة العشوائية عن انضمام بهاء إلى فريقه الخاص بالمفاوضات وتحرير الرهائن لكن يبدو أن الحظ لم يكن حليفه فقد وقع الاختيار لتكون ضمن المجموعة الأخرى التي ستتعرض للاختطاف القسري على يد أنس ودون علم منها بتفاصيل العملية والذي بالطبع لن يضيع الفرصة عليه للتلاعب بها واستفزازها نفسيا وبدنيا وكأن في ذلك متعة له 
الشعور الذي لازمه حينها كان مزعجا بطريقة لا توصف على الرغم من أن الأمر قد يبدو روتينيا أو معتادا ومع هذا استاء لأنها لم تكن إلى جواره ليحميها بطريقته الخاصة ويبعد عنها الشرور 
للتمييز بين الفريقين المتواجهين ارتدت الفئة المسئولة عن تنفيذ عملية الاختطاف الملابس السوداء بجانب الأقنعة بينما الفئة المكلفة بتحرير الرهائن وإلقاء القبض على الخاطفين ارتدت الزي العسكري تنبه عمر إلى قائده حينما خاطبه
العملية بدأت 
أدى التحية العسكرية ورد عليه في نبرة رسمية
تمام يا فندم واحنا جاهزين 
تابع القائد بلهجته الجادة
كل حاجة هتتسجل وبعد كده هنرجع نحلل اللي حصل مع الخبراء 
هز رأسه مرددا في نفس النبرة الرسمية
طبعا يا فندم 
ابتسم قليلا إليه وقال
بالتوفيق للجميع فيها 
اكتفى بخفض رأسه هاتفا
شكرا لحضرتك 
تحرك بعدها متوجها إلى فريقه ليتابع ما يدور معهم وقلبه ينبض بنوع من القلق على تلك الغائبة عن عينه والحاضرة في عقله  
كان واثقا في قرارة نفسه أن رفيقه يراقب الوضع عبر كاميرات البث المباشر من الجانب الآخر لذلك عمد أنس إلى استفزازه بشكل مستتر فقط ليغيظ ويشعره أنه صاحب الأفضلية والكلمة العليا في شيء ما خاصة مع شكوكه بشأن ذلك الاهتمام الخفي من قبله تجاه هذه الشابة المتعجرفة فأراد تلقينها درسا وإھانتها بشكل يجعلها أضحوكة في نظر الآخرين ودون أن يتلقى التوبيخ جراء تصرفاته لأنها ببساطة في سياق التدريب  
أعاد أنس وضع
قناعه على وجهه لتغطيته ثم انحنى نحو بهاء الفاقدة للوعي ليجذبها من ذراعها رفعها قليلا عن الأرضية ثم حملها من خصرها ليلقيها على كتفه وعاد بها إلى داخل الكافيتريا دنا من رفيقتها الفزعة وألقاها أرضا بجوارها آمرا أحد رجاله
تراقبلي الجوز دول ماتشلش عينك من عليهم مش عايز غلطة 
استجاب الرجل لأمره الصارم فأضاف أنس مشيرا بيده نحو مدخل الكافيتريا
وخلي الشباب يأمنوا الجهة دي كويس ولو حسوا بحركة يبلغوني 
رد عليه في طاعة
تمام معاليك 
سرعان ما أحاطت بسنت برفيقتها لتحميها ولم تظل بهاء غائبة عن الوعي كثيرا فقد راحت ضربات رفيقتها الخفيفة على وجنتها تستحثها على الاستفاقة وعندما بدأ عقلها في التيقظ شعرت بالألم الموجع في فكها فتأوهت بصوت خفيض ونظرت بنصف عين من موضع رقدتها إلى صديقتها تسألها
حصل إيه
رغم خۏفها الصريح إلا أن بسنت تنفست الصعداء لرؤيتها بخير ضمتها إليها في محبة صادقة وهتفت في صوت هامس
الحمد لله إنك بخير 
بضعة لحظات مضت على بهاء لتتمكن من استيعاب ما يجري وقتئذ انتفضت في جلستها مرددة باستنكار
هو احنا اتخطفنا بجد
أومأت برأسها مؤكدة وبصوت خفيض
أيوه وشكلنا ھنموت 
ضيقت عينيها بشك واسترابة لتعلق في شيء من المنطقية
أنا مش مصدقة ده في حاجة غلط ما هو مش معقول نكون في معقل رجالة الحروب وقادة المعارك ويحصل فينا كده!!
كانت بسنت على عكسها تماما عاجزة عن التفكير فأردفت بنبرة معبرة عن خۏفها النابع من أعماقها
مش قادرة أفكر يا بيبو أنا ھموت في جلدي من اللي بيحصل فينا 
حاولت طمأنتها
قائلة بهدوء وهي تمسح بنظرة شاملة ما يجري في محيط المكان لتقيم الوضع في عقلها
متقلقيش دلوقت يبان أصل الحكاية إيه!
في غرفة ما مملوءة بالعديد من الشاشات العريضة وفي مكان ما ليس ببعيد عن موقع المحاكاة العملية لحاډثة الاختطاف احتشد بعض القادة بجانب أفراد العمليات الخاصة وكذلك فريق الدارسين للتداول فيما بينهم والتعليق بشكل يتيح التعامل مع الأزمة بأكثر الطرق احترافية  
بجانب هذه المناقشات الجادة مع المجموعة المسئولة عن التفاوض مع الخاطفين كان عمر مشغولا بالتنسيق مع فريقه ووضع فرضيات خطط الاقټحام وتحرير الرهائن من الاحتجاز 
تابع ما يقوم به أنس من تصرفات مستفزة وفهم إشاراته الخفية لإغاظته وإشعاره بتفوقه في تلك اللحظات الحرجة استثير بداخله شيء ماو كان مع مرور الوقت يستعر أكثر ليشعره بالحنق وبالتالي بذل مجهودا كبيرا لضبط انفعالاته والحفاظ على هدوئه الزائف أمام الآخرين وراح يستمع بتركيز إلى ما اقترحته مجموعة الدارسين من أفكار مختلفة لإنقاذ المحتجزين بأدنى الخسائر  
عفويا كان ينظر بين الفنية والأخرى إلى شاشة العرض التي تركز على بهاء وصديقتها همهم مع نفسه وهو يراها لا تزال فاقدة للوعي
ده برضوه اللي اتفقنا عليه
لم يسترح لتوريطها في ذلك التدريب تحديدا خاصة مع إصابتها السابقة والتي ربما لم تتعاف منها بعد ندم لأنه لم يتدخل مستغلا سلطته لجعلها في فريقه وما المانع إن فعل ذلك من أجل مصلحتها على الأقل كان سيضمن أنها بخير حاول أن يصفي ذهنه ويركز على الوضع الحالي ليخرجها منه دون أذى  
في موقع مكوثهما كانت الاثنتان تدوران ببصرهما في الأرجاء لمتابعة حركة هؤلاء الملثمين من حولهما بنفس الصوت الهامس والتعابير الواجمة تكلمت بهاء بنبرة ضيق
هو ده العملي بتاعهم حسبي الله ونعم الوكيل 
تساءلت بسنت بتبرم
فكريني كده يا بيبو احنا اشتركنا ليه في التدريب ده
لم تنبس بكلمة لكن بسنت أخذت تنوح في تحسر
أقولك أنا علشان نكتسب معلومة جديدة يبقى عندنا خبرة تنفعنا مش علشان يجيلنا عاهة مستديمة 
علقت عليها بهاء بسحنة منقلبة
احنا شبابنا كده ضاع أخرتها هنتحط على عربية المطافي ملفوفين بالعلم 
شاركتها رفيقتها السخرية فأضافت
أيوه والنعي بتاعنا هيكتبوه على بوكيهات الورد وهنلاقي لفيف من القيادات ماشيين في جنازتنا 
صممت بعدئذ للحظات وتابعت
بيبو 
همهمت باقتضاب
نعم 
تأبطت ذراع رفيقتها وطلبت منها
أنا مش عايزة جو الأكشن ده أنا عاوزة أتستت وأقعد في البيت 
بدت وكأنها تؤيدها في رأيها فجاء تعقيبها محملا بالندم
الظاهر احنا غلطنا لما جينا هنا 
رفعت بسنت بصرها للأعلى لتردد في تضرع
يا رب خرجنا من الليلة دي على خير ده احنا غلابة أوي!
تناثر الرهائن في زاويا مختلفة من الكافيتريا ولم يكونوا فرادى بل مجتمعين في مجموعات صغيرة ما بين ثنائية وثلاثية على مسافات قريبة من بعضهم البعض شعر الكل بالخۏف والارتياع ممن يهددونهم پالقتل في حال مخالفتهم للتعليمات لهذا على قدر المستطاع لزموا الهدوء ولم يحاولوا القيام بأي شيء متهور قد يعرض حياتهم البريئة للخطړ  
تجول أنس بتفاخر وغرور بين رهائنه لينادي على أحد رجاله آمرا إياه بنبرته المتباهية 
جمعلي الناس دي كلها في حتة واحدة 
صوته المألوف كان مثيرا للشكوك بدرجة كبيرة فعرفت بهاء هويته من نبرة صوته المميزة ومع هذا بقيت صامتة تتنظر الفرصة المناسبة لإطلاع رفيقتها بحقيقة ما يحدث 
أطاع الرجل أمر قائده وراح يشير إلى باقي الأتباع بتنفيذ الأمر في الحال ليقوموا بتحريك الجميع إلى منطقة منتصف الكافيتريا وإجبارهم على الجلوس في وضعية الركوع وأياديهم فوق رؤوسهم ما إن تأكد أنس من نجاح ذلك حتى اقترب من رفيقه ليناديه
أمير
تعالى عاوزك شوية 
ترك شاب يبدو فتيا مفتول العضلات وفاره الطول من يحادثهم ليسير معه متسائلا بجدية
في جديد مطلوب مننا
أخبره في خبث بعدما تأكد من ابتعادهما عن البقية
طبعا إنت عارف إن عمر مش هيسكت وهيبقى عايز يثبت نفسه علينا في العملية دي فاحنا عايزين نأمن على نفسنا كويس 
تساءل في تحير
بتفكر في إيه
أشار له ليسير معه نحو إحدى الحقائب السوداء فتح السحاب وأبرز حزاما مدججا بأصابع الديناميت ابتسم في مكر واستطرد
استخدم ده!
نظر إليه مليا قبل أن يعقب
ماشي كلامك 
أدار أنس رأسه نحو بهاء وتابع في نشوة غريبة
هاتلي بقى البت اللي هناك دي نلبسهولها 
استغرب للغاية من اختياره لها دونا عن غيرها وأفصح عن رأيه بصراحة
واشمعنى هي بالذات ما تاخد أي شاب يقوم بالدور ده 
بتصميم مريب علق
اسمع مني ده اللي هيخليه يضايق أكتر وما يعرفش يركز 
كان أمير غير مقتنع بحجته الواهية وحذره
أنس بلاش حركاتك النص كم دي معاه إنت عارف إنه ما بيحبش الهزار في حاجات معينة وخصوصا لو فيها بنات 
كز على أسنانه مبديا احتجاجه عليه
ده تدريب هو أنا ھڨتلها بجد!
تطلع إليه بنظرة مليئة بالشك فأكمل
وبعدين أنا قاصد ألبخه لما أعمل كده 
ظل أمير على اعتراضه مرددا
مش حابب كده 
لم يتركه لشأنه دون أن يدفعه للقبول بتنفيذ ما اقترحه عليه فوسوس إليه كالشيطان
اسمع بس كلامي وهتعرف إن معايا حق
تم نسخ الرابط