رواية خالد 31-32 والخاتمة

موقع أيام نيوز

المدينة..يشعر بالإختناق..فلديه يقين بأنه يرتكب خطأ جسيما بهروبه ذاك وإبتعاده عنها..نعم لقد أخطأت ولكنها إعتذرت..ربما لم يثق بها وبشعورها بالندم من قبل ولكن إختطافها له..هو خير دليل على ندمها وتمسكها به..لما لم يستمع إلى ما لديها لتقولهلما لم يجاريها فى لعبتها هل خشي أن يضعف..تبا ..فليضعف..بل وليدع حصونه ټنهار..فما لديهما يستأهل إنهيار تلك الحصون..لديهما قصة عشق يعلم كليهما أنها تمر فى العمر مرة واحدة..فرصة واحدة للسعادة..فإن عبرت ولم يقتنصاها..ذهبت بلا رجعة..وأصبحا تعيسان للأبد..كلا..لن يترك فرصته فى السعادة تضيع من بين يديه..سيعود وسيمنحها تلك الفرصة التى أرادتها..يدرك وبكل قوة أن الحياة معها وشبح الخۏف يرفرف على علاقتهما..أفضل ألف مرة من حياة بلا نبض أو روح قد يعيشها بدونها..لينحرف بسيارته بسرعة فى الإتجاه المعاكس..يقود بأقصى سرعة بإتجاه هذا المبنى القديم والذى تمكث فيه حبيبته..ليصل فى دقائق معدودة..إندفع إلى الداخل..يسرع إلى تلك الحجرة التى تركها بها..ليتوقف متجمدا..تتوقف نبضاته بجزع وهو يراها هناك..أمام الحجرة ملقاة على الأرض مغمضة العينين..شاحبة الوجه تماما.....كالمۏتى.
الفصل الثانى والثلاثون
وهذا الذى بيننا واد صغير بين جبال شاهقة ..
يوما يجف ويوما تنحدر بين جنباته سيول جارفة ..
يوما تذبل ورود خريفه ويوما بين تصدعات جباله تجد الورود مبتسمة مفعمة بالحياة وناعمة ..
وهذا العشق إنما لغزا يكبر ويكون يافعا قويا كلما ضړبته العاصفة ...
لا يدرى مؤيد كيف نفض عنه صډمته وجزعه وهو يسرع إليها فى ثوان..يجثو على ركبتيه بجانبها..يرفع الجزء العلوى من جسدها عن الأرض..يسنده بإحدى ذراعيه بينما بيده الحرة يضع إصبعيه السبابة والوسطى على العرق البارز فى عنقها..ليزفر بقوة وهو يشعر بخفقاتها..حتى وإن كانت ضعيفة بعض الشئ فالأهم أنها حية..فتحت عيونها ببطئ لتطالعه..ليقول لها مؤيد بلهفة وعيون إمتلأت بالقلق والإضطراب
أنا لازم أنقلك المستشفى حالا يالين.
إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول بضعف
ملوش لزوم..لو سمحت بس.. هاتلى.. شنطتى..جواها الدوا..ومتجيبش ..مية.
عقد حاجبيه لايدرى عما تتحدث ولكنه تركها برفق وذهب بسرعة إلى الردهة يبحث عن حقيبتها حتى وجدها..ليسرع بها إليها ويجثو على ركبتيه مجددا يمنحها الحقيبة بعد أن فتحها..لتسحب من الحقيبة علبة من الدواء تأخذ منها قرصا ..تضعه فى فمها على الفور..يتابعها مؤيد بقلق ينهش أحشائه ..يتساءل عن هذا الدواء الذى ما إن أخذته لين حتى عاد بعض اللون إلى وجهها..وأصبح تنفسها أكثر إنتظاما ..ليحملها بين يديه ويدخل بها إلى الحجرة..يمددها على السرير ..إبتعد عنها ولكنه لم يبارح المكان قربها..يتأملها بملامح قلقة..أدركتها..لتدرك من تلك الملامح أنه مازال يحمل لها فى قلبه شيئا..ربما بعض مشاعر من الماضى لتقرر أن تبوح له بمكنون قلبها..حتى وإن شحذت منه الحب والإهتمام كما قال..فهذا أهون من فراق لن تحتمله..وكاد أن ېقتلها..أفاقت من أفكارها على صوته وهو يقول لها بتوتر
بقيتى أحسن
أومأت برأسها بهدوء..ليستطرد قائلا
كان مالك يالين وإيه الدوا اللى أخدتيه ده
أطرقت برأسها قائلة بضعف
ده دوا الدكتور وصفهولى عشان أقدر أتنفس.
قال لها وقلبه يتوجس خيفة من كلماتها
وليه محتاجة الدوا ده
رفعت إليه عيناها تقول بتوتر
بعد ما إنفصلنا ..إنهرت نفسيا وإضطريت أدخل المصحة.
إتسعت عيناه بشدة..ليردد قائلا پصدمة
مصحة
أومأت برأسها بهدوء ثم قالت
مكنش جنبى حد ساعتها يقوينى على محنتى..خالد وكان مختفى..ليلة وفى دراستها ورواياتها..حتى سها صاحبتى كانت مشغولة أيامها بمرض والدتها..إحساسى بالوحدة والخېانة دمرنى وإبتدت تظهر علية أعراض حالة نفسية عاملة زي الفوبيا..الحالة دى كانت بتأثر على قلبى..أول ما أتوتر أو أزعل جامد تزيد دقاته أوى ويوجعنى صدرى وأحس إنى مش قادرة أتنفس..وللأسف الدكتور قاللى إن ممكن الحالة النفسية تأثر فعلا على القلب وساعتها ....
تركت الجملة معلقة ليإن قلب مؤيد من تخيله لهذا المصير..ېتمزق حزنا على محبوبته التى عانت وحدها ولم يكن بجوارها ليساندها..لتستطرد لين قائلة
الدوا ده أصبح بالنسبة لى شئ أساسى وضرورى عشان أقدر أعيش..مقدرش أمشى من غيره..لما بتجيلى الأزمة باخد الحباية وببقى كويسة.
ظل مؤيد صامتا ..يستوعب كلماتها ..يتذكر تأكيد خالد عليها عندما إختطفها مؤيد على أنها تحتفظ بدوائها معها..إذا فقد كان يقصد هذا الدواء..دق قلبه پعنف..يخشى عليها من تلك الأزمة إن واجههتها وهي وحيدة أو غير مستعدة..كما كانت منذ لحظات..لينوى ان لا يفارقها قط ومنذ تلك اللحظة..إستطردت لين وهي تمد يدها تمسك يد مؤيد لينظر إلى كفها الصغير الذى تمسك بكفه..ثم عاد بنظراته إليها ..وهي تستطرد قائلة بندم
مؤيد..أنا عارفة إنى غلط فى حقك غلطة كبيرة وعارفة إنك مش هتسامحنى بسهولة..بس أنا بترجاك تدينى فرصة تانية..فرصة أقدر أثبتلك فيها إنى إتغيرت..وإنك تقدر تثق فية من جديد..أنا بمۏت فى بعدك يامؤيد..وإنت بس اللى فى إيدك تحيينى ب.....
قاطعها بأن إقترب منها تفاجأت
بها وبقوة تلك المشاعر التى

إنتقلت لها عبرها..فقد حملت لها شوقا إمتزج پألم وخوف من الفقد وعشق..بعتاب إمتزج بسماح وثقة..نعم ..ثقة فى القادم وفى أنها له..مهما حدث..هي له وستظل له طوال العمرواضعا جبهته على جبهتها قائلا وهو مغمض العينان..مضطرب الأنفاس.. مثلها تماما قائلا
من اللحظة دى..الماضى إنتهى..مفيش عتاب..مفيش فراق..مفيش زعل .
ليبتعد عنها يرفع يديه يضم بهما وجهها وهو ينظر إليها بعشق قائلا
بحبك يالين..من أول مرة شفتك فيها ولحد النهاردة..مقلش حبى ليكى أبدا..وفى اللحظة اللى إتخيلت فيها إنك روحتى منى.. قررت..من اللحظة دى مش هسيبك تانى..وهتجوزك أول ماننزل القاهرة..لإن حياتى من غيرك متستاهلش تتعاش يالين.
إبتسمت لين قائلة فى عشق
بحبك يامؤيد...بحبااااك.
إبتسم مجددا قائلة بمزاح
لأ حضرتك..كدة غلط..إنت فاجأتنى فى المرة الأولى بس المرة دى أنا مستعدة وبمنعك.
عقد حاجبيه وهو يقول
بتمنعينى
إبتسمت قائلة فى دلال
طبعا بمنعك ..مش من حقك تبوسنى غير وأنا مراتك ياحضرة البيه المحترم.
نهض يمد يده إليها قائلا بعيون لامعة
طب يلا بينا علطول ننزل مصر وهناك هنشوف أقرب مأذون ونتجوز.
إبتسمت قائلة وهي تمد يدها تسحبه من يده لتجلسه مجددا وسط حيرته
المأذون فى الطريق يافندم..جايباه لحد عندك ومعاه الشهود كمان.
عقد حاجبيه قائلا
قصدك إيه
إتسعت إبتسامتها قائلة
بصراحة كنت عاملاهالك مفاجأة يامؤيد ..الحقيقة نبيل دلوقتى فى الطريق ومعاه سها والمأذون والشاهد التانى على العقد..ما هو أنا مقلتلكش إن نبيل هو اللى عرفنى على المكان هنا بعد ما حكيتله انت عنه وهو اللى جابلى مفتاحه وهو صاحب إقتراح المأذون والجواز علطول..قال يدبسك بقى ويخلص..أصل سها مش راضية تعمل الفرح غير بعد جوازنا .
قال مؤيد بدهشة
بقى كدةكل ده يطلع منك إنتى ونبيل.
إبتسمت بخجل ليبتسم بدوره ثم تغيم عيناه وهو يقترب منها مجددا ولكنها أوقفته قائلة بلهجة تحذيرية
مؤياااد.
إبتعد عنها على الفور وهو يزفر قائلا
صبرنى ياااارب.
كان خالد يتمشى فى طرقات المزرعة يتأملها بعمق..كم تعجبه تلك المزرعة حقا..تحتاج فقط إلى بعض التعديلات وربما بعض التطوير وإضافة بعض الآلات التى قد تزيد من إنتاجيتها..ربما سأل الجد أن يساعده فى تطويرها..أو يشاركه إن أراد.
الجد عزيز..إنه شخصية متناقضة تماما فى رأيه ولكنه لا ينكر أنه يزداد إعجابا بها يوما بعد يوم..فى البداية كان من حديث جورية عنه..ثم من مقتطفات تعود له منذ أن جاء إلى المزرعة البارحة..ربما لم يمنحه الجد عزيز ردا على طلبه الزواج من حفيدته ولكنه يراها فى عينيه ..فقط هو يؤجلها لسبب ما..فبعد أن إستمع إلى كلماته بالأمس ورأى ورقة طلاقه من شاهيناز وشهادة ۏفاتها والتى لم يذكر خالد ملابساتها فقد
تم نسخ الرابط