رواية عشقت زوجي دعاء الجزء الثالث والرابع

موقع أيام نيوز

عنها... بينما بقيت هي تتنفس بصعوبة بالغة و جسدها متعرق للغاية و ينتفض من شدة الخۏف... فان نجت من الكلاب.. فهل ستنجو من الظلام الدامس الذي يحيطها!.. ثم من أين لها طريق العودة! 
انكمشت على نفسها على جانب الطريق الترابي تنتظر النجاة و هي تحاول السيطرة على حالة الهلع التي أصابتها و لكن الأمر قد خرج عن السيطرة.. تبا لتلك الحالة التي ستفقدها حياتها يوما.. 
اوشك الحفل على الانتهاء و قد انتاب القلق مارتينا فريم لم تعد بعد.. 
قامت بالاتصال بها عدة مرات و لكن في كل مرة ينفتح الخط و لا تجيب الأمر الذي أثار رعبها عليها و لم تجد بدا من اخبار معتصم لعله يساعدها.. 
حين أخبرته بما حدث صاح بها بحدة 
غايبة بقالها اكتر من ساعة و لسة جاية تقوليلي دلوقتي! 
ردت پبكاء 
انا انا اتلهيت في الفرح و... 
قاطعها بزمجرة عالية ينادي بها على سمعان 
سمعااااان.. 
هرول اليه الخفير في لحظات ليهتف به بصوت جهوري 
خود الرچالة و اجلب البلد على الضاكتورة ريم... و لو لاجيتها رن عليا طوالي.. 
أوامرك يا كبير. 
عيشة.. 
أقبلت عليه أخته و هي في حالة من الذهول من قلق أخيها المبالغ فيه ليهتف بها 
خودي نعمة و دوري في الدوار قوضة قوضة... و المضيفة قمان.. 
أومأت بخنوع ثم ذهبت الى داخل الدوار بينما الحاجة ام معتصم كادت تبكي من القلق و أخذت تدعو لها بالرجوع سالمة.. 
وينه حمد! 
أجابته أمه 
حمد ادلى يوصل عروسته و خواتها لدارهم يا ولدي.. 
أخذ نفسا عميقا ثم استل هاتفه من جيبه ليتصل ب ريم لعلها تجيبه و بالفعل فتحت الخط و لكن صوتها يأبى الخروج و لكن على الأقل اطمئن أنها ربما تكون بخير....... 
ركض خارج الدوار و الهاتف على أذنه ليحثها بقوة على الرد 
ريم... انتي فين... ردي عليا يا ريم أنا معتصم.. 
حين أتاها صوته أجهشت في بكاء مرير وصل إليه الأمر الذي دب الړعب في أوصاله و أدرك أن حالة الهلع قد أصابتها و بالطبع السبب مرعب.
ابتلع ريقه بصعوبة من فرط القلق ثم قال بهدوء
ريم عشان خاطري اهدي و اتنفسي براحة عشان اعرف مكانك و اجيلك أخدك.
أيضا لا رد...فقط شهقات عالية هو كل ما يستطيع سماعه اخذ يركض بعيدا و بعيدا لعله يراها و الخط مفتوح ثم قال و هو يكاد يفقد عقله
ريم انا معاكي ع الخط مټخافيش...انا معاكي يا حبيبتي مش هسيبك..اهدي عشان خاطري..حاولي تتنفسي براحة عشان صوتك يطلع...قوليلي انتي فين!
بالكاد استطاعت ان تقول
معرفش..
أحس بقليل من الارتياح حين أتاه صوتها ثم حثها على التحدث
طاب انتي شايفة الزينة و النور اللي في الدوار!
لأ..انا...بعيد..
أغمض عينيه بړعب ثم واتته فكرة ليقول و هو يركض ابعد و ابعد
طاب عايزك تركزي معايا كويس...افتحي ال من تليفونك و ابعتيلي مكانك..
لم ترد و انما قامت بما قاله بيدين مرتعشتين فأتته رسالة بموقعها فتنفس الصعداء ثم قام بخلع جلبابه الذي أعاق حركة ركضه و ألقاه على الطريق و بقي بالسروال و بادي كات رجالي ثم تتبع ال جريا حتى ينقذها سريعا قبل أن يصيبها مكروها حتى تقريبا وصل لمكانها...
قد انقبض قلبه حين تبين
له أنها قابعة هنا بهذا الطريق المهجور حيث تكثر الحيات و العقارب و لكنه لا يراها...أخذ ينادي بملئ فمه
رييييييم....ريييم انتي فين...ريييم..
لمح ذلك الضوء الخاڤت و الذي يبدو أنه ضوء الهاتف الذي ظهر من الجانب النائي للطريق فسار اليه ركضا لتظهر له أخيرا و هي متكومة على نفسها و فستانها الابيض ملطخ بالسواد و حجابها ساقطا من على رأسها و جسدها ينتفض بشدة و انفاسها متسارعة للغاية..
ريم..
بمجرد أن سمعت صوته و رفعت رأسها إليه فرأته أمامها.. لا تعرف كيف ألقت بجسدها على صدره ليلتقفها بين ذراعيه و يطوقها بشدة فاڼفجرت في البكاء و النواح بحړقة و كأنها قد فقدت عزيزا...بينما هو أخذ يمسح على رأسها تارة و يشدد من احتضانها تارة أخرى و هو يغمض عينيه پألم يعتصر قلبه لأجلها...لقد كاد أن يفقدها...كان كالمچنون قبل أن يجدها...لا يدري كيف وجد ذلك الهدوء و العقل اثناء بحثه عنها..
كلما تخيل أنها بقيت أكثر من ساعة بمفردها في ذلك المكان الموحش يكاد قلبه ينخلع كيف تحملت ذلك... تلك الرقيقة التي تشبه قطعة البسكويت في رقتها.. كيف تحملت البقاء هنا.. و ماذا لو لم يكن هاتفها معها.. كيف ستسير الأمور حينها... و ألف كيف و ماذا سألها لنفسه... 
أخذ يردد على أذنيها من الكلمات ما يهدئها بنبرة شبه باكية 
أنا آسف...حقك عليا أنا...أنا خلاص جيتلك و مش هسيبك يا ريم...اهدي يا حبيبتي..اتنفسي براحة انتي خلاص في أمان... انا مش عارف بس ايه اللي خلاكي تبعدي عن البيت كدا.. ليه بس!. ليه! 
بدأت تهدأ رويدا رويدا بعدما شعرت بذلك الأمان الذي أخرجها من تلك الحالة المزعجة حتى كادت أن تفقد وعيها...فأثناء حالة الهلع يبقى المخ متيقظا و متنبها تحسبا لأي خطړ قد يهاجم صاحبه و بمجرد ما أن يشعر بأن الخطړ زال يحدث له حالة من الخمول بعد فترة عصيبة من الخۏف و الانهاك و يحاول استعادة وظائفه بعد فترة من النوم او فقدان الوعي..
ريم..اوعي تنامي..خليكي صاحية عشان نعرف نرجع.
هزت رأسها المستندة على كتفه بايجاب فأبعدها قليلا ليرى وجهها فوجدها تفتح عينيها بصعوبة فسألها بترقب
هتقدري تمشي!
هزت رأسها بنفي فسألها بتردد
أنا كدا مضطر أشيلك.
لم ترد كناية عن موافقتها فكل ما يشغل بالها الآن أن تعود للدوار لتهرب من ذلك الکابوس و تنام لعله ينمحي من ذاكرتها.
هم بالنهوض لكي يتمكن من حملها إلا أنها صړخت پألم حين لمس كاحلها فأصابه الفزع و قام بتفقد كاحلها ليرى اذا ما كان قد انكسر و لكن وجد به آثار لأسنان كلب فنظر لها بړعب و هو يقول
ايه دا!...هو في كلب عضك!
هزت رأسها بايجاب و هي تبكي فأخذ يسب و يلعن و قد اتضحت له الصورة..
طاب لازم نرجع الدوار بسرعة عشان نشوف هنعمل ايه في الچرح دا...أنا هشيلك و مټخافيش مش هلمس رجلك..
أومأت و هي تحاول السيطرة على بكائها فأحكم الحجاب حول رأسها أولا و غطى ساقيها بالفستان جيدا حتى تكون مستورة ثم حملها بخفة و كأنها لا تزن شيئ و تعلقت بعنقه بضعف و سار بطريق العودة الى الدوار و هو يدعو الله أن تمر تلك الحاډثة بسلام.
يتبع....
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحلقة السابعة عشر
بالكاد استطاع أدهم أن يصل المقهى بالموعد المحدد ليجد دارين تشير له فسار تجاهها و من ثم تبادل معها التحية ثم جلس قبالتها 
اخذت تنظر له باشتياق بالغ لم يخفى عليه و لكنه لم ينزعج من ذلك فهو يدرك جيدا مدى حبها له و يعلم أن حبها له أضعاف مقدار حبه لها هذا ان كان قد أحبها بالأساس 
ازيك يا أدهم انت وحشتني اوي 
أجابها بنبرة عادية حتى لا يعطي لها أملا في الرجوع 
و انتي كمان اخبارك ايه و اخبار والدك و والدتك 
احنا تمام الحمد لله 
ها! ايه بقى الموضوع اللي كنتي عايزاني عشانه! 
زمت شفتيها بانزعاج لتقول بحزن مصطنع 
ايه دا علطول كدا! طاب مش هعزمك الاول على حاجة نشربها! 
لم تنتظر رده حتى لا تترك له حرية اختيار المشروب فأسرعت تقول و هي تشير للنادل 
هطلبلك عصير فراولة انا عارفة انك بتحبه 
اومأ موافقا ليأتي النادل يقف أمامهما بتوتر لاحظه أدهم الأمر الذي أثار دهشته فطلبت منه دارين كوبين من العصير فأومأ و انصرف بسرعة 
بعد قليل أتى النادل بالكوبين ليضع كوب أدهم أمامه و يديه ترتجفان حتى كاد أن يسقط الكوب فأخذت دارين تصطك فكيها من الغيظ فأحس أدهم بوجود خطبا ما و يبدو أن دارين على معرفة بهذا النادل فقد لمح تلك النظرة المحذرة التي صدرت منها تجاهه و بحنكته و ذكائه أيقن أنها نصبت له فخا ما و العصير هو الوسيلة 
رفع أدهم رأسه ليشكر النادل لينظر له بنظرة ثاقبة قرأ فيها خوفه و تردده لتؤكد له تلك النظرة شكوكه 
نظر ل دارين نظرة تحليلية غامضة في انتظار سرد طلبها فحمحمت بتوتر ثم قالت 
طاب تعالى نشرب العصير الأول 
قالتها و هي تأخذ رشفة من كوبها و لكنه رفع حاجبيه قائلا ببسمة مصطنعة حتى لا تشعر أنه اكتشف أمرها 
هشرب طبعا يا داري بس حابب اسمعك الأول 
ابتلعت ريقها ثم أردفت بنبرة مهتزة 
في واحدة صاحبتي أخوها داخل الجيش داخلية و لما عرفت ان في بينا سابق معرفة اترجتني تتوسطله عشان تجيبه في مكان قريب من اقامته فأكدتلها اني هكلمك و ان انت اكيد مش هترفص تقدملي الخدمة دي 
كانت تتحدث و يديها أمامها على الطاولة تفركهما بتوتر مستمر فامتدت يده ليضعها على يديها يوقف بها رجفتهما الأمر الذي جعل عينيها تجحظ من الدهشة ليقول بنبرة رقيقة مع ابتسامة تبدو حالمة 
اهدي الموضوع مش مستاهل التوتر دا كله 
ثم سحب يده لټرتطم بالكوب و كأنه بدون قصد و لكنه في الحقيقة فعل تلك الحركة خصيصا ليسكب الكوب بطريقة تبدو عفوية و ما ان انسكب الكوب على الطاولة حتى ابتعد سريعا قبل أن تبتل ملابسه بينما دارين شهقت بصوت عال حسرة على ضياع خطتها اللئيمة فأخذ أدهم يقول بلا اكتراث 
مش مهم حصل خير ماليش نصيب فيه 
أخذت تهز رأسها و هي تكاد تبكي و لكنها حاولت أن تبدو طبيعية فنهض ادهم ثم وضع بضع ورقات مالية على الطاولة و هو يقول 
انا مضطر امشي يا داري لأني تعبان اوي و عايز انام ابعتيلي بس بيانات اخو صحبتك ع الواتس و اعتبري الموضوع خلصان باي 
انصرف مغادرا من أمامها على عجل بينما هي بقيت تنظر في أثره پضياع و لم تقوى على التفوه بأي كلمة من فرط الصدمة 
أما أدهم ركب سيارته و سار بها بضع خطوات بعيدا عن المقهى ثم وقف بضع دقائق يراقب خروجها و بمجرد أن تأكد من خروجها و ابتعادها بسيارتها عن محيط المقهى صف سيارته ثم ترجل منها عائدا مرة أخرى الى المقهى لينادي ذلك النادل الذي قدم له العصير و بمجرد أن أتاه قبض على ذراعه ثم استخرج من جيب قميصه بطاقة التعريف خاصته ليشهرها في وجهه و هو يسدد اليه نظرة ڼارية و يقول بنبرة شديدة اللهجة 
انا الرائد أدهم برهام بهدوء كدا و بدون ما تضطرني اني استخدم معاك العڼف قولي بالظبط الانسة اللي كانت قاعدة معايا كانت متفقة معاك على ايه! 
ارتجفت اوصال النادل و تعرق جسده من الخۏف ثم قال بصوت متلجلج 
و الله يا باشا انا معرفهاش هي جات
تم نسخ الرابط