رواية عشقت زوجي دعاء الجزء الثالث والرابع
المحتويات
أمامه تماما و هو مائلا بظهره على الحائط من خلفه ثم قالت بملامح خاوية
صباح الخير يا معتصم بيه
رفع عينيه لينظر لها بحزن و ينقبض قلبه حين ظهر له شحوب وجهها ثم تحدث بنبرة متعبة
أولا صباح النور ثانيا قولتلك قبل كدا قوليلي معتصم بس
أخذت تفرك كفيها بتوتر ثم قالت ببسمة تبدو مصطنعة
مش هتفرق كتير لأننا مش هنتقابل تاني
أنا هرجع القاهرة و المرادي هقدم طلب نقل بجد و قبل ما تقول أي حاجة أنا بشكرك على حسن ضيافتك و مساعدتك ليا مش عارفه لو مكنتش لحقتني سواء في الحاډثة الاولى او التانية كان ممكن يجرالي ايه انا مش هنسى اللي عملته معايا طول عمري انت مالكش ذنب في اللي حصلي و متحملش نفسك فوق طاقتها
رد عليها بذات النبرة البائسة و كأنه يتوسل اليها
طاب خليكي لحد ما رجلك تبقى كويسة و تخلصي مدة الحقن عشان حتى أهلك ميقلقوش عليكي
هعالج نفسي انت نسيت اني دكتورة ولا ايه! و ان كان على أهلي مش هقلقهم و اقولهم على اللي حصل طبعا هقولهم اني وقعت و اتعورت
أشاح بناظريه للجهة الأخرى ينظر بعشوائية كناية عن انهياره داخليا ثم عاد ينظر اليها مردفا بۏجع
للدرجادي مش طايقة تقعدي معانا!
أجابته بلهفة
هز رأسه عدة مرات دون أن يتفوه بشيئ فأردفت تودعه و هي تتحاشى النظر في عينيه
أشوف وشك بخير يا معتصم و شكرا مرة تانية
قالت عبارتها و استدارت سريعا لتغادر قبل أن توقفها نظرته الراجية بينما هو لم يتحرك قيد أنملة و كأنه تحول لصنم يفكر في نهاية طريقه معها الذي لم يبدأ من الأساس هل انتهى كل شيئ هكذا بسهولة!
تتجوزيني يا ريم!
توقفت عن السير من فرط المفاجأة و لكنها لم تلتفت له فاسترسل مردفا بجدية تامة بعدما اعتدل في وقفته و مازالت مدبرة عنه
مش عايز رد منك دلوقتي خودي وقتك في التفكير حتى لو رجعتي بيتك هستنى ردك هيفضل الباب بينا موارب مش هيتقفل ابدا
أظن انتي عرفتي عني كل حاجة و انا قدامك اهو لو عايزة تعرفي أي حاجة تانية و لو على الاقامة هتكون اقامتنا في البلد قليلة و أكتر الأيام هنقضيها في القاهرة
هزت رأسها عدة مرات ثم أجابته بتوتر ملحوظ
هفكر و أرد عليك
ثم استدارت لتغادر سريعا بارتباك قبل أن يتفوه بالمزيد
بينما معتصم بقي ينظر في أثرها بملامح مهمومة فرغم تخطيطه لذلك الطلب الذي طلبه منها الا أنه لم يكن يريد التسرع في ذلك الأمر قبل تسوية أموره مع نرمين حتى لا يخدع ريم و لكن أمر رحيلها هو ما فرض عليه أن يبكر بذلك قبل أن يفقدها تماما لقد أصبح موقفه أمامها صعب بالفعل موقف لا يحسد عليه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثامنة عشر
مهمة زواج
يجلس أمام الدوار و هو يضرب فخذيه بحسرة كل حين و آخر فاقبلت عليه زوجته و هي تراقب حالته الغريبة و سألته باندهاش
أباه! مالك يا حمد من عشية امبارح و انت عمال ټضرب كف بكف و حالك لا يسر عدو ولا حبيب كانك مفرحانش بالنسب اللي كنا بنحلمو بيه
رمقها بغل ثم نظر أمامه و هو يفرك فخذه بغيظ و تحدث مصطكا فكيه
نسب الشوم يا حزينة اهو احنا طلعنا من المولد بلا حمص
هرولت لتجلس بجواره و تسأله باستنكار
واه!! كيف يعني يا ابو البنات
قال و هو مازال يضرب على فخذيه من فرط الحسړة
الخمس فدادين اللي اخويا حمدان سابهملي ازرعهم و المحصول بيناتنا بالنص معتصم ولده مضاني امبارح على عجد بيع و شړا بيهم و جالي دول مهر صافية
ضړبت على صدرها بحسرة
واه واه واه يا مراري الطافح
استرسل حمد بمزيد من الغيظ
اني كنت جولت انه نساهم و المحصول كلاته ببيعه و تمنه بشيله في چيبي كانها ارضي و ملكي جولت اني اولي و هما حداهم اراضي و مزارع كتيرة بس طلع واعر جوي يا ام كريمة مينساشي حاچة واصل جالي اني سايبلك الارض بكيفي
صاحت بغيظ و حقد
كيف يعني يعني طلعنا اكده بولا حاچة! و المهر اللي كنا مستنينن نتلايم عليه عشان نهد الدار و نبنيها من اول و چديد!
أخذ يهز رأسه بتهكم مرير
بيعي الارض بجى و هدي و ابني ياخيتي كيف ما بدك أني من الاول بجول انك وش فقر
ثم هب من مقعده و فر من أمامها بعصبية و هو يكاد يصاب بالجنون
استيقظت ندى لتجد أن الساعة دقت الثامنة صباحا فأخذت تزفر بضيق فقد فاتتها صلاة الفجر و لكن كيف لم تسمع صوت المنبه
نهضت و هي تردد أذكار الصباح لتتفاجئ بأدهم يجلس على الأريكة المقابلة و يمسح وجهه من آثار النوم و يبدو أنه أيضا استيقظ للتو
أخذت تنقل بصرها بينه و بين ذلك القميص القصير هل كان نائما هنا و رآها هكذا أثناء نومها
شهقت بخفوت ثم ركضت من أمامه قبل أن ينتبه لها باتجاه المرحاض و لكنه قد توقع ذلك فكان أسرع منها و قبض على يدها و هي تركض من أمامه ليجذبها بقوة فوقعت جالسة على فخذيه و من فرط صډمتها من سرعته لم تقوى على النطق فقط تنظر له پصدمة
انتي بتجري مني ليه! احنا مش اتفقنا اننا هنكون زي اي اتنين متجوزين! يعني المفروض تبطلي كسوف مني
بقى
لم
تستمع تقريبا لما قاله فقد كانت شاردة في ملامحه المٹيرة عينيه الناعسة شعره الطويل الأشعث صوته المتحشرج من أثر النوم تفاحة آدم التي تتحرك مع حركة فمه
بالطبع لاحظ شرودها و تأملها له فابتسم بجاذبية ليقول بنبرة مٹيرة
حلو مش كدا!
ردت و كأنها في عالم آخر
ها!
ازدادت ابتسامته اتساعا ليسترسل بمزيد من الاثارة
و انتي كمان حلوة
كادت أن تفقد وعيها من فرط جاذبيته و جمال نبرته المٹيرة التي جعلتها أسيرة له و لكنها ابتلعت ريقها بصعوبة ثم أخيرا عادت لوعيها لتقول
بتوتر و
توسل
أدهم انا عايزة ادخل الحمام
ترك يدها فنهضت سريعا لتركض مرة أخرى باتجاه الحمام و تغلق الباب ثم تستند عليه من الداخل و هي تضع يدها على موضع قلبها و تحاول تهدئة ضربات قلبها و أيضا أنفاسها المتسارعة
بينما أدهم ضحك من مظهرها المرتبك ثم قال بصوت عال لتسمعه
مسيرك تقعي تحت ايدي يا ندى و مش هتعرفي تفلتي
كان يقصد فقط مشاكستها لا أكثر حتى يقلل من خجلها و توترها المستمر أمامه بينما هي ابتسمت من عبارته و هي تتنهد بعشق خالص لذلك الذي سيفقدها عقلها يوما
تركها بالمرحاض و غادر الغرفة متجها الى غرفته ليأخذ حمامه الصباحي و يصلي الصبح قضاء ثم ارتدى حلة سوداء بقميص اسود بدون رابطة عنق و انتعل حذائه ثم أخبر والدته أنه سيذهب لصديقه آسر ليكونا في استقبال حماه في المطار و من ثم يحضر معه مراسم الډفن
بعد حوالي ساعتين كان كل من آسر و أدهم في مطار القاهرة يجلسان في مقاعد الانتظار و قد كان آسر يرتدي حلة سوداء أيضا بدون رابطة عنق تماما مثل أدهم في صدفة غير مقصودة
بعد دقائق قليلة أقبلت عليهما والدة مودة و هي مڼهارة من البكاء و قد وصلت المطار لتوها قادمة من مدينة جدة حيث تقيم مع زوجها الثاني و حين رأت آسر ركضت اليه و هي تبكي بشدة و تنوح الى أن التقفها يسندها و هي تكاد تفقد وعيها و قد خارت قواها تماما من فرط الحزن و النواح
ميريهان يا آسر ماټت! ماټت و هي زعلانة مني! يعني مش هشوفها ولا هكلمها تاني! مش هطلب منها تسامحني! آاااااه يا حړقة قلبي عليكي يا بنتي
أخذ آسر يربت على كتفها بمواساة و هو في أشد الحاجة لمن يواسيه ثم قال لها بنبرة باكية
اهدي يا طنط بالله عليكي مينفعش اللي انتي بتعمليه دا عشان خاطر ميريهان هي مش هتكون مبسوطة بكدا ادعيلها يا طنط ادعيلها ربنا يرحمها و يصبرنا على فراقها
كانت تبكي على كتفه و نياط قلبها تتمزق من الحسړة فحتى انها لم تراها قبل مۏتها و لم تعلم شيئا عن تلك الحاډثة التي أودت بحياتها لم تودعها ماټت دون أن تغفر لها تبكي و الندم ينهش بصدرها و الحسړة تكاد ټقتلها
دوى صوت المذيع الداخلي بهبوط الطائرة القادمة من برلين لينتصب الثلاثة في وقفتهم في انتظار چثة ميريهان المحفوظة داخل صندوق خشبي لتظهر بعد قليل محمولة على أكتاف أربعة من الرجال منهم أبيها في مشهد يدمي القلب
لتخرج صړخة مدوية من فم أمها فقام آسر سريعا يتكميم فمها بكفه حتى يمنعها من مزيد من الصړاخ و هو يقول لها بحدة
من فضلك متصوتيش عيطي من غير صوت كدا مينفعش
هزت رأسها بايجاب و الدموع تنحدر من مقلتيها بدون توقف فتركها و أخذ أدهم ليحملا الصندوق بدلا من اثنين من عمال المطار حتى أوصلوه الى سيارة الاسعاف التي كانت تنتظرهم خارج المطار
انطلقت السيارة الى المسجد لاقامة صلاة الچنازة و ركب كل من آسر بجوار أدهم و محمد و زوجته بالمقعد الخلفي فقام آسر بالاتصال بوالده ليخبره أنهم في طريقهم للمسجد فقد كان ينتظرهم هناك
تمت صلاة الچنازة و من ثم أخذوها للمقاپر الخاصة بعائلتها ليقوم آسر بخلع سترته و شمر عن ساعديه و قام بډفنها بمساعدة عامل المقپرة و أبيها و لكنه لم يستطع تحمل ردمها بالتراب و انسحب بعيدا ليسنده أدهم و هو يربت على ظهره دون أن يتفوه بحرف فكل الحروف قد عجزت عن صياغة الكلمات التي يمكن أن يواسيه
متابعة القراءة