رواية عشقت زوجي دعاء الجزء الثالث والرابع

موقع أيام نيوز

بتردد 
أني يا مايا كنت ناوي أتحدت امعاكي ف موضوع اكده مخابرش هيفرحك ولا 
جول يا ولدي و الله بدي افرح 
ابتلع ريقه بصعوبة ثم قال 
أني طلبت الضاكتورة ريم للچواز جبلقبل ما تعاود لمصر 
سكتت پصدمة لبرهة تحاول استيعاب ما تفوه به ولدها البكري ثم أطرقت رأسها بحزن لتقول بملامح متجهمة 
عتلهيك المصراوية عنيننا كيف ما اتلهيت اف شركتك اللي اف مصر و بجينا نشوفك كيف الرحالة 
رد عليها بلهفة 
لاه يا امايا لا عشت ولا كنت ان حوصل نصيب و اتچوزتها مش هبعد عنيكي واصل هنعيش وياكي في الدوار و هاخدها في الكام يوم اللي هشتغل فيهم في مصر يعني هتروح و تاچي امعايا 
نظرت له بحيرة ثم تحدثت باستنكار 
يعني بنتة البلد كلاتها خلصوا يا ولدي! 
شدد من قبضته على يدها و هو يقول بنبرة هائمة 
هي اللي الجلب دجلها يا امايا هي اللي خلتني أفكر في الچواز بعد ما كنت معفكرش فيه واصل 
أخذت تهز رأسها من اليمين لليسار و هي تقول بجدية 
أني خابرة ان البنتة زينة چمال و أدب و نسبها يشرف بس كان بدي نسلك يبجى صعيدي أبا عن چد كيف ما بوك الله يرحمه كان بيحلم و بيتمنى يا ولدي لأچل ولدك ما يبجى الكبير من بعدك 
رد عليها بجدية 
و اني مناويش اخلع چلبابي الصعيدي مهما حوصل و كيف ما ابويا رباني راح اربي ولدي و وعد يامايا ولدي هيعيش و يكبر في بلدي و هيبجى كبيرها من بعدي باذن الله 
سكتت و مازالت ملامحها واجمة فهي غير قادرة على اعطائه موافقة قاطعة من قلبها لم يكن هذا ما تمنته ولا ما انتظرته منه رغم حبها الكبير ل ريم كشخص و لكنها لم تريدها كزوجة أبدا لولدها البكري و كبير العائلة 
طول سكوتك يامايا 
ردت بحزن و هي تتحاشى النظر اليه 
اعمل اللي فيه الصالح و اللي يسعدك اني بدي تكون مرتاح و فرحان 
حانت منه شبه ابتسامة و قام بتقبيل يدها بامتنان يعلم جيدا انها غير راضية تماما عن ذلك الأمر و لكنها ما هي الا لحظات و ستمضي ثم ستبارك زواجه بالتأكيد 
ربنا يخليكي لينا يامايا و ما يحرمنا من حنيتك علينا واصل أني كلمت اخوها و عزمتهم على فرح حمد لاچل ما نتعرفوا على بعض و بعدين هيبلغني جراره بعد اكده 
هزت رأسها بموافقة و هي تقول بقلة حيلة 
يشرفوا يا ولدي 
قبل مقدمة رأسها و هو يقول بتوسل 
ادعيلي يامايا 
نظرت له بتمعن مندهشة من قلقه خشية عدم موافقة أخيها ألهذا الحد يحبها! أهذا معتصم ولدها القوي الذي لا يخشى من شيئ بل يخشاه الناس! متى أصبح ضعيفا هكذا! و لكنها دعت له على أية حال 
ربنا يريح جلبك يا معتصم و ينولك اللي في بالك يا ضي عيني 
احتضنها بشدة و هو يمني نفسه بأن يستجيب الله دعائها عاجلا غير آجل
مرت عدة أيام كانت ثقيلة على المحبين فالأيام لازالت تفرقهم و القلوب ملتاعة من بعد المسافات
لم ينفك أدهم عن مهاتفة ندى و لكن كان الأمر صعبا للغاية فالشبكة سيئة و حين يتمكن من الاتصال بها بالكاد يسمع منها كلمة ألو ثم ينقطع بعدها الاتصال 
ذهب الى كل مكان لعل الهاتف يلتقط الشبكة بعيدا في الصحراء أعلى مبنى العمل أعلى مبنى الاستراحة السكنية لم يترك مكان الا و ذهب له حتى كاد أن يجن و آسر يراقبه باندهاش 
مساءا دلف غرفة الاستراحة التي يتشاركها مع صديقه و هو يتأفف و يركل الباب بعصبية و الهاتف بيده فنظر له آسر باستنكار و كان حينها متمددا بالفراش ثم قال مندهشا 
مالك يا أدهم بتشاكل دبان وشك ليه! 
ذهب و جلس بالفراش المقابل ثم قال بانفعال و هو ينظر للهاتف 
مش لاقي شبكة في اي مكان لا عارف أكلم ماما و لا ندى و لا حتى رسايل الواتس بتوصلهم انا قرفت 
رفع حاجبيه بتعجب و هو يبتسم نصف ابتسامه ثم سأله بتوجس 
ايه الجديد! ما انا و انت عارفين الكلام دا كويس اول مرة اشوفك متعصب بسبب الشبكة في الكام مرة اللي جينا فيهم هنا 
نظر له أدهم و هو يتنهد بعمق و مازالت ملامحه عابسة فاسترسل آسر بنبرة متهكمة 
الأدوار اتبدلت يا أدهم زمان كنت انا اللي بتعصب و بنفخ بسبب الشبكة لأني مكنتش عارف أكلم ميري و لا قادر أطمنها عليا لما بتكون قلقانة ولا عارف اكلمها لما بتوحشني و انت كنت بتتفرج عليا و انت في منتهى البرود لدرجة اني مكنتش مصدق أبدا ان انت ممكن في يوم من الايام تحب زي ما انا حبيت 
أطرق أدهم رأسه و هو شاردا في حديث صديقه فاسترسل آسر بنفس النبرة 
دلوقتي بقيت انا اللي بتفرج عليك ببرود و انت اللي شايط من الشبكة 
قالها ثم ضحك بمرارة و لكن أدهم يستمع ولا يعقب على كلامه و كأنه يتمعن به و يديره برأسه فاسترسل آسر بنبرة جادة بها لمحة من الشجن 
انت وقعت في حبها يا أدهم اعترف لنفسك بكدا واضح أوي من عصبيتك قدامي دلوقتي بس تصدق كنت فاكرك حجر و قفل زي ما محمود دايما بيقول عليك بس شايف في عنيك حنين و رومانسية مكنتش متوقعها منك أبدا 
أخذ نفسا عميقا و زفره ببطئ ثم قال و هو ينظر أمامه في اللاشيئ 
الراجل اللي مش رومانسي هو اللي قلبه مدقش لبنت و لا عمره حب ولا عرف يعني ايه حب عشان كدا كنتو كلكم فاكرني قفل انما بمجرد ما القلب يدق لحبيبه بيلاقي نفسه اتحول تلقائيا لشخص تاني مع حبيبه بس مبيعرفش يقسى عليه لو قسي على الدنيا كلها الحب بيلين القلب الحجر يا آسر بيغير نظرة صاحبه لحاجات كتير أي نعم أحيانا مراية الحب عامية بس أحلى عمى ممكن يصيبك بالذات لو كان حبيبك يستحق 
ابتسم آسر مشدوها ناظرا اليه باندهاش ثم قال بنبرة مفتخرة 
لا والله انا مش مصدق انك أدهم صاحبي دا انت عشرة ١ سنة يلا اول مرة اشوفك بتقول حكم و أشعار يخربيتك 
ضحك أدهم بملئ فمه و هو يقول 
يخربيت الحب
و سنينه يا صاحبي مكنتش اعرف ان الحب

پهدلة 
أخذا يضحكان و يتمازحان إلى أن تناسى شغفه للتحدث إليها و لو مؤقتا
لم يكن حال ندى بأفضل من أدهم فطيلة الوقت الهاتف في يدها لا يفارقها ترسل له عشرات الرسائل عبر الواتساب ولكن لا يصله أيا منها حتى كاد عقلها أن يطير لقد اشتاقت اليه يكاد قلبها ينخلع من مكانه من شدة قلقها عليه فقط لو يطمئنها بجملة تطفئ نيران الوساوس المنضرمة برأسها و لكنها تعود و تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم و تدعو الله له أن يحفظه و يعود اليها سالما
استدعت السيدة أم معتصم صافية خطيبة ابنها لكي تجالسها قليلا حتى تعتاد الأجواء بالدوار و تشعرها بالاهتمام بدلا من ولدها الذي و كأنه نسي أن له خطيبة 
نورتي الدار يا غالية 
منورة باهلها يا خالة 
قالتها بخفوت و هي مطأطأة الرأس من فرط انطوائها و عدم اعتيادها على مخالطة الناس و مخاطبتهم الأمر الذي جعل القلق ينتاب حماتها فهل حمد ولدها اللبق سيتحمل طباعها الصامتة أو بالأحرى الباردة تلك! 
تشربي امعايا الشاي يا مرت ولدي يا زينة انتي! 
قالتها و هي تتودد اليها لعلها تتقرب منها و تفتح لها قلبها فنهضت صافية بسرعة تسير باتجاه المطبخ فنظرت لها السيدة باندهاش متمتمة 
على فين يا بتي! 
هدلى اعلج ع الشاي يا خالة 
تعالي يا بتي اني هنادم على نعمة تعلج عليه 
لاه أمي جالتلي لازمن اولف ع الدار كانها داري 
سكتت السيدة مصډومة من قولها و لكن ما لبثت أن ابتسمت ابتسامة مصطنعة و هي تقول 
بكرة تولفي لما تزهجي تعالي بس اجعدي چاري اهنيه 
عادت اليها بانصياع ثم جلست بجوارها من جديد فتحدثت السيدة مغيرة مجرى الحديث 
جوليلي بجى حمد عامل ايه امعاكي و انتي قمان! 
جعدت ما بين حاجبيها بعدم فهم 
كيف يعني! 
تنهدت السيدة بنفاذ صبر ثم قالت 
يعني يابتي بيكلمك في التلفون و بتكلميه و 
قاطعتها بقولها 
أني مشايلاش تلفون 
باه كيف! يعني حمد لما بده يطمن عليكي بيكلمك كيف! 
معيكلمنيش واصل أمي جالتلي لازمن عريسك يشتريلك تلفون بس هو معملش اكده و اني معشوفهوشي من يوم الشبكة 
في تلك اللحظة دلف اليهما
معتصم و قد سمع كلام صافية
الأخير فحمحم ثم ألقى عليهما السلام و وقف قبالتها قائلا بنبرة كاذبة 
متأخذنيش يا صافية حمد كان موصيني اشتريلك تلفون بس اني اتلهيت و نسيت بس ان شاء الله اخر النهار هبعتلك سمعان و معاه واحد چديد بالخط بتاعه قمان 
سكتت قليلا لا تدري كيف عليها أن تشكره ثم قالت بخجل 
بس اني مخبراش هستعمله كيف ابويا محرم علينا التلفونات و معرفاشي فيهم حاچة واصل 
تمتم معتصم مع نفسه بصوت خاڤت لم يصل اليها 
يا ۏجعة مربربة!! 
و لكنه عاد يقول بجدية 
اني هسچلك عليه رقم حمد و هعلمك كيف تفتحي عليه لما يرن عليكي و بعد اكده لما حمد يعاود من مصر يعلمك كيف ما بدك كل حاچة فيه 
ابتسمت بسعادة ابتسامة أنارت وجهها الجميل و أظهرت غمازتها اليمنى 
تركهما معتصم و اتجه الى غرفته يضرب الأرض بقدميه من الڠضب و هو يسب أخاه بخفوت فكيف له أن يترك خطيبته هكذا دون أن يفكر في طريقة للتواصل معها مر أكثر من خمسة أيام منذ أن خطبها ألم يخطر بباله أن يحدثها حتى و لو لمرة واحدة أف لك يا حمد 
بمجرد أن دلف غرفته قام بالاتصال به فورا و بعد عدة ثوان أتاه صوته يرد عليه فتحدث بنبرة جافة 
انت بتكلم صافية يا حمد! 
سكت حمد مستغربا سؤاله ثم سأله ببرود 
و ايه مناسبة السؤال المفاجئ دا! هي اشتكتلك! 
لوى فمه ببسمة ساخرة ثم قال بحدة 
هي دي بتعرف تشتكي! ياريتها تشتكي زي البنات يمكن كنت عملتلها قيمة أكتر من كدا 
اغمض حمد عينيه يكظم غيظه من أسلوب أخيه الساخر ثم رد بانفعال طفيف 
في ايه يا معتصم! ايه اللي حصل لدا كله! 
صاح فيه پغضب 
في ان انت معندكش ډم كلها كام يوم و هتبقى مراتك و هيتقفل عليكم باب واحد و سيادتك منفضلها و مبتحاولش حتى تقرب منها هتلاقي فين في أدبها و جمالها دا كفاية انها خام متعرفش يعني ايه لوع صافية و هي صافية فعلا 
تنهد حمد بنفاذ صبر ثم رد ببرود 
خلصت! 
استشاط معتصم منه غيظا
تم نسخ الرابط