روايه اروتي الفصول من الثامن لل عاشر
المحتويات
ان ترى انتصارها عليهم تحقيق انتقامها إبعاده عنهم.
في مشفى الأمراض العقلية..
سار نادر في رواق طويل.. توقف امام إحدى الغرف وبرم مقبض بابها استقر بجانب فراشها وأخبرها بعد صمت قصير
خديجة وإسماعيل.. ماټو
ظل وجهها جامد.. حدقتيها معلقة ببقعة معينة يبدو انها مازالت في عالمها لكن بعد دقيقة كاملة حركت حدقتيها لتستقر عليه ارتفعت زاوية فمها ببطء..
لم يكن العالم منصف معها..
القى بها للتهلكة دون إشفاق..
دفعها للجنون..
أصحبت مظلومة.. وظالمة أيضا.
22092019
الجلسة الاولى
استاذة اروى انا سامعك اتكلمي براحتك عن نفسك.. عن المشكلة من وجهة نظرك فتحبي تبدأي بأية
حركت حدقتيها لتستقر عليه سألته بتذبذب
هتعرف تعالجني
هز رأسه مؤكدا..
اشاحت بوجهها وصمتت مرة اخرى.. انها متوترة وخائڤة انها مرتها الاولى.
انا عايزة اعيش حياة طبيعية
اخرجت حروفها بعد فترة قصيرة من الصمت استقبل قولها بصدر رحب وسألها بنبرة ودودة
اية نظرتك للحياة الطبيعية
إن يكون ليا أهل يحبوني واني اقدر اعيش مع يونس
تنفست بقوة بعد إنهاء جملتها الحزينة اسند نادر مرفقيه على فخذيه وطلب منها
إنها حذرة.. عينيها مضطربة بريبة تتحدث مع غريب عن حياتها ولأول مرة لا تشعر بالراحة لكنها ستحاول من اجل نفسها واجل يونس ستعالج وستطرد السم المنتشر بداخلها.. السم الذي حقنها به الاخرين.
تحدثت بمهل...
انا اروى.. طفلة أهلها اتخلوا عنها انا يتيمة اصلا.. كبرت في ميتم مكنش عندي مشكلة انهم اتخلوا عني لأن كنت متأملة ان هلاقي اهل تانين يعوضوني.. وياخذوني من الميتم اللي الناس فيه كانت وحشة وقاسېة عليا وعلى الاطفال اللي زيي
لية اصحاب الميتم وحشين وقاسېة عملوا اية
كانوا بيضربونا من اقل غلط.. مكنوش بيراعونا مكنتش بلاقي حد اتكلم معاه.. كانوا بيتجاهلونا وبس خاصة اللي في سني
وبعدين
مشيت من هناك وانا عندي ست سنين جم ناس واتبنوني بس..
توقفت عند نقطة تؤلمها حقيقة رافقتها وترافقها للان.
بس
مش هما اللي اختاروني
لولا اني مسكت أيد بابا اسماعيل مكنش لاحظني وخدني من الميتم
ضمت كفيها لبعضهما وقد لمعت حدقتيها بالدموع وهي تخفض رأسها اضافت پألم
كنت حاسة دايما اني مرفوضة.. واتأكدت بعد ما روحت مع بابا اسماعيل
لية بتقولي عن نفسك كدة
ردت بعد تنهيدة ثقيلة
اهلي الحقيقيين سابوني في ميتم واهلي التانين بينفروا وبيخافوا مني ودة بيدل ان وجودي مش مرغوب فيه.. واني منبوذة
شايفة اني شخصية مخيفة مش مفهومة انا نفسي مش فاهمة نفسي بتصرف بدون تفكير.. بمشي ورا ڠضبي زي العامية ومقدرش اتحكم فيه احيانا ببقى عدوانية
اندفع جسدها للأمام وهي توضح له بضعف
بس انا مكنتش كدة انا بقيت كدة بعد ما بقيت بنتهم
هز رأسه متفهما مانحها الراحة ثم سألها بتعاطف
عملوا فيك اية يا اروى
ظلت تنظر له بصمت.. سالت دموعها ومساحتها پقهر وهي تعيد ظهرها للخلف نظرت للسقف هامسة
احيانا بخاف من نفسي.. بتجيلي افكار بشعة ممكن اقتل فيها حد او اقتل نفسي احيانا بشفق عليها لاني ضحېة.. ضحيتهم
انت ضحيتهم فممكن تقوليلي عملوا فيك اية
محبونيش.. كانوا عايزين يرجعوني للميتم بعد سنتين بس من حياتي معاهم
اضافت بتفكير..
ممكن عشان مكنتش طبيعية وانا صغيرة! كنت مزعجة ومنعزلة
تساءل نادر..
ازاي مزعجة ومنعزلة
كنت بعيط كتير كنت بخاف ابقى لوحدي وكنت ورا ماما خديجة في كل مكان حتى في الحمام وكمان كنت بخاف من الناس الغريبة.. كنت بخاف من اي حاجة اكتر حاجة كنت بخاف منها اني ابقى لوحدي
علق بهدوء
شعور طبيعي من اي طفل خوفه من الوحدة وتعلقه بأمه فدي مش حاجة تخليك مش طبيعية
حركت رأسها بعدم اقتناع بمعنى ما قاله فهي ترى نفسها غير طبيعية.. انها مريبة.
سألته بحيرة وفضول سؤال مر عليها الان..
هو في أشخاص بيتولدوا بطبيعة مخيفة
شرح لها ببساطة
الطفل عبارة عن عجينة.. بيشكله اهله او الجهة المربية سواء طلع الطفل دة سوي او عنده كسور ف دة مش بسببه دة نتيجة للمعاملة اللي اتعرض لها منذ الطفولة
هزت رأسها وشردت.. جذب انتباهها بسؤاله
كانوا بيعاملوك ازاي
نظرت له وقد ظهر الحنين على كل حرف أخرجته اثناء إجابتها
كانوا بيعاملوني كويس اوي.. بيحبوني ويعملولي كل حاجة اطلبها لما كنت اغلط كانوا ينصحوني بالهداوة وكمان كانوا بيقفوا في صفي لما كنت اټخانق مع يونس كانوا بيخافوا عليا وبيهتموا بيا.. بس كل دة اختفى بعد تاني سنة
انهت جملتها وصمتت طرح عليها سؤاله
امتى يونس دخل حياتك
انا اللي دخلت حياته هو كان جزء من حياة خديجة وإسماعيل.. هو اخو خديجة بس كان اكبر مني بأربع سنين كان عايش معانا
علاقتك معاه كانت ازاي خلال السنتين
تهللت أساريرها وهي تتحدث عنه..
كنا زي الأخوات
متابعة القراءة